الفقراء أصحاب فضل على الأغنياء
رمضان عبد الرحمن
Ýí
2009-10-31
الفقراء أصحاب فضل على الأغنياء
من المقولات الشائعة في المجتمع المصري أن حاميها حراميها، ويقصدون بذلك القائمون على الحكم في البلاد، وهذا خطأ، ولم يكن في يوم من الأيام أن الذين يحكمون هم الذين يحمون البلاد، هم فقط ينهبون في الدولة ولا علاقة لهم بحمايتها لا من بعيد ولا من قريب، وهناك مغالطات في التاريخ وللأسف لا ينتبه إليها المثقفون، لكي يعطوا كل ذي حق حقه، على الأقل في الكتابة.
على سبيل المثال في أواخر الثمانينات من القرن الماضي كنت أؤدي الخدمة العسكرية في الجيش وهذا شرف لي ولكن ما لفت انتباهي أنني لم أتقابل مع جندي واحد كان والده سفيراً أو وزيراً أو ضابطاً في الجيش أو الشرطة أو حتى مدير بنك أو ما شابه ذلك، طوال مدة الخدمة وهي 42 شهر، كل من تقابلت معهم من جنود إما والده فلاح أو عامل في مصنع أو مدرس أو يعمل في مجال التعهدات وخلافه، فقلت لنفسي لا قدر الله لو حدثت حرب ربما نموت نحن الجنود فداء الوطن ومن أجل حماية مصر ولكن مع الأسف الشديد لن تكتب الحقيقة، كما حدث في الماضي بموت آلاف الجنود المصريين من الفقراء الذين خاضوا الحروب من أجل حماية مصر ويُتّمَ أبناءهم ورُملت نساءهم دون أن يكتب عنهم حرف في التاريخ المظلم، ومن ثم تُعطى الأوسمة لبعض القادة أصحاب النفوذ الذين يكونون متحصنين في أماكن لو ضربت بالنووي لن تتأثر، وتذهب حياة الجنود الفقراء والقادة البسطاء دون أن يعلم أحد عن الحقيقة التي يجب على كل مصري أن يعلمها، من هم الأبطال الحقيقيون الذين يقومون بحماية مصر،و من ينهبون أموال الشعب من الحكام أم الجنود الذين يتحملون البرد القارص وحرارة الشمس الحارقة؟
ولقد عشت هذا العذاب ثلاثة سنوات ونصف، وبما أن الفقراء في مصر معدومون أو في عداد الأموات فلن يحصلوا على حقوقهم إلا إذا فعلوا ما يُشعر الأغنياء بالخطر، بمعنى أن يقوم الفقراء بالإضراب عن العمل في جميع المجالات ولو لأسبوع من الزمان، مهما كلف الأمر و الفقراء في كل الأحوال معدومون وفي حكم الأموات، وللأسف هم الأغلبية في مصر، ومن المفترض أن يكون لهم الكلمة الأولى والأخيرة، بما يقدمون من تضحيات في الزراعة والبناء وخلافه، والمقابل صفر، فلا إحساس تجاه الفقراء إلا إذا شلت مصالح الأغنياء بالشلل التام أي بتوقف أعمالهم ليعلموا أن الفقراء أصحاب فضل عليهم.
رمضان عبد الرحمن علي
اجمالي القراءات
11779
لا تدري كم أنت تشدني دائماً الى نفسك الطبقي ,وخاصة في دفاعك عن الفقراء والمحرومين ,والذين وقع عليهم الأستبداد.
والحقيقة أنني أحترم أرائك ,وأحترم فكرك لأنه صادر عن إنسان ,عندما يكتب ,يكتب بمصداقية عالية , أتدري لماذا؟ لأنك تلخص لنا تجربتك الشخصية,وهنا يكمن صدق التعبير.
هذه الفكرة التي طرحتها في مقالتك . طرحتها أنا عندما كنت شاباً ,أخوض النضال في صفوف اليسار من أجل لقمة العيش والكرامة للفقراء. وأذكر أنني كنت دائماً في محضاراتي ودروسي النضالية ,أشير الى دور العمال والفلاحين والفقراء في حماية الوطن ,هذه الفئات ضحت بنفسها وأولادها وحتى في القليل مما يملكون من أجل الوطن.
وبعد دراستي للكتب السماوية ,وجدت هذا المعنى الذي الذي نقول به موجوداً ومرسخاً في كلمات الله عز وجل .
حياك الله يارمضان.