المستوى المادي بين الجن والإنس
رمضان عبد الرحمن
Ýí
2006-10-17
المستوى المادي بين الجن والإنس
منذ الصغر كنا نسمع عن حكايات من بعض الناس عن الشياطين والجن وما يخوض في هذا الموضوع دون علم عن ما يتكلموا عنه، فمنهم من يقول (رأيت الجن في صورة كذا وكذا)، ومنهم من يقول (فلان راكبه جن أرضي وفلان راكبه جن علوي) ومع تكرار الكذب في هذا الموضوع أصبح الناس يحلفوا عن أشياء لم يرونها في الحقيقة ولكن يحلفوا بالله حتى يقنعوا الآخرين بكذبهم، وأصبح الكذب في هذا الموضوع بين هؤلاء الناس هو عبارة عن سباق لا يوجد له نهاية إلا إذا علموا أنهم يكذبوا على أنفسهم وعلى الناس وسوف نضرب مثل حصل بالفعل في كتاب الله، حين رأى سحرة فرعون الحق من عند الله علموا أنهم كانوا يكذبوا على أنفسهم وعلى الناس ولذلك آمنوا مع موسى دون جدال، فمن يجادل هنا عن الجن والشياطين ويقول رأيت الجن في صورة كذا وكذا فهو كذاب ولا يبغي إلا الفساد في الأرض وإضلال الناس، وللأسف أن أغلبية الناس تصدق هذا الكذب، فمن السهل الرد على هؤلاء الناس جميعاً من كتاب الله بخصوص هذا الموضوع بالذات لكي لا يجادل أحد بعد ذلك، يقول تعالى:
((يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ)) سورة الأعراف آية 27.
وهذه الآية تفصل الجدال في هذا الموضوع والقول هنا على جميع الناس أنهم لا يرون الجن ولا الشياطين والعكس هو الصحيح، وينطبق ذلك على الأنبياء في قوله تعالى:
((قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً)) سورة الجن آية 1.
وهذا يعني أن الرسول عليه السلام كان لا يرى الجن والشياطين لأنهم نفس الفصيلة كما قال الله تعالى عنهم:
((وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً)) سورة الكهف آية 50.
ولو كان هناك أحد من البشر يرى الجن أو الشياطين لكان أبونا آدم وأمنا حواء أخذوا حذرهم من الشياطين، ولكن قال عنهم الله:
((فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ)) سورة الأعراف آية 20.
والوسواس عبارة عن استدراج من الشياطين للإنسان في المعاصي فقط، وليس هناك علاقة ملموسة بين الإنس والجن منذ أن خلق الله الإنسان، ونستند أيضاً إلى قول الله تعالى في هذا الموضوع، يقول تعالى:
((الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً)) سورة النساء آية 76.
ونفهم من قول الله أن الكيد عبارة عن حقد من الشيطان على الإنسان، وهنا يتضح لنا ممن يخوضوا في هذا الموضوع من دجالين ومشايخ لا يفقهوا شيئاً ويقولوا أن الشيطان يلبس فلان أو علان من الناس هم في الحقيقة معاقين فكرياً لأنهم يكذبوا على الناس وعلى أنفسهم من أجل قليل من المال.
مع العلم أننا نعلم أن الجن لم يسخر إلا لسليمان عليه السلام كما علمنا هذا من القرآن فمن أين أتت
اجمالي القراءات
18670