الثورة "الإلكترونية" واستمرار حجم ووزن الحجة التي علينا
بسم الله الرحمن الرحيم.
******
الثورة "الإلكترونية"
واستمرار حجم ووزن الحجة التي علينا.
=======================
إن الجملة التي جاءت في مقال الأستاذ إبراهيم دادي المنشور تحت عنوان: (سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ)، المنشور في موقع أهل القرآن يوم الفاتح أوت 2022، هو الذي أثار فــيّ هذه التساؤلات، ومنها أننا في هذا العصر، لا عذر لنا، لأن العلم أصبح بين أيدينا ومكّننا من فضح الكثير ووضّح أمورا وبكيفية باهرة لم تكن في الحسبان ولا كنا نحلم بها حتى.
إنّ مقال الأستاذ إبراهيم جعلتني أتساءل مع نفسي: ألا تكون هذه الظاهرة الأخيرة "الإلكترونية" أو الإعلامية، ألا تكون هي نفسها رحمة ونعمة أخرى من نعم الله التي سخرها لنا وأضافها لنعمه التي لا تعدّ ولا تحصى؟ ولولاها،أي لولا هذه الوسيلة الخارقة المبهرة لما تمكنا من فضح الكثير والكثير جدا من المستور من إيجابيات وسلبيات؟
نعم، لولا هذه الثورة الاعلامية لما تمكنا من أن نقتنع أكثر من ذي قبل بأننا من حيث ندري أو لا ندري، واقعون تحت طائلة تلك التهمة العظيمة وما أدراك ما هي، تلك التي سيشهد بها علينا الرسول في ذلك اليوم العظيم مؤكدا شهادته بقوله: (....وقال الرسول يا ربّ إن قومي اتخذوا هذا القرءان مهجورا) سورة الفرقان، الآية: (30)، وعليه فإن وضعنا الحالي البائس يدل دلالة قاطعة على صحة ووقوع تلك الشهادة مستقبلا.
وعندما نرجع إلى الظاهرة العظيمة التي نعيشها، ظاهرة هذه الثورة الاعلامية التي قد تكون في جزئها الظاهر فقط، ملوحة بأن ما خفي هو أعظم وأن ظهوره بمثابة كل أت قريب، وأن حجم الحجة التي علينا يكبر ويثقل باستمرار، وأن مساحة الإعتذار مستمرة في التراجع.
وعندما يكون كل ذلك كذلك، ألا يجوز لنا أن نقتبس تصريحنا المعبر عن ارتياحنا وترحيبنا بنعمه سبحانه وتعالى وشكرنا له، من تلك الآية القرآنية الواردة في سورة "الزخرف" (13) ونقول مسبحين : "سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين".
ثم، إنّ هذه الثورة "الإلكترونية" ألا تكون بمثابة إشارة من الله سبحانه وتعالى الواردة في سورة النمل (25) لفضح كل مستور وكل مسكوت عنه، إن عن قصد أو غير قصد، من تلك المفتريات الظالمة الهدامة، ولإخراج كل خبء؟
ولنزيد اهتماما وتأملا وتدبرا في الآية رقم (25) في سورة النمل : (ألا يسجدوا لله الذي يُخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون).
وأخيرا، ألا يحق لنا أن نقولها بكل اطمئنان : (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)
************************
اجمالي القراءات
2583