ليس في العرب غير الرسول

رمضان عبد الرحمن Ýí 2007-05-15


ليس في العرب غير الرسول

أبدأ هذا الموضوع بسؤال وجواب، السؤال هو: لماذا وصل حال المسلمين إلى التشتت الفكري والعقيدي؟!.. وأنا هنا لا أنحاز ولا أهاجم جهة معينة، ولكن ننظر مع بعض إلى وضع المسلمين وما وصلوا إليه من تعدد في المذاهب ، والجواب لأنهم تركوا دين الله الحق متبعين غيره، وهذا ما شتت فكر المسلمين ، ونجم عن ذلك تشعب وتعدد الفرق ـ وكل فرقة تطلق على نفسها اسم معين باسم ديني، وأصبح بينهم عداء في طريقة العبادة، والبعض من هذه الفرق يكفرون بعض، وهم بذلك يشوهون صورة الدين الحقيقي الذي جاء به خاتم النبيين ـ وإذا رجعنا إلى عصر الرسول لم يكن إلا دين واحد ومذهب واحد وشرع واحد إما مسلم مع الذين أسلموا مع الرسول، أو مشرك مع المشركين، ولا يوجد صنف آخر بين الاثنين، فإذا كانت حياة الرسول هكذا فلماذا لا نقتدي بها؟.. ويصبح المسلمون على شرع واحد ومذهب واحد، ثم أن الله قال إلى الذين آمنوا:
((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)) سورة الأحزاب آية 21.

من خلال القرآن نفسه إذا أردتم أن تتبعوا دين الله الذي كان عليه الرسول وهو منهج القرآن، وأن الله حين أراد أن يخبر الرسول ويخبرنا عن الأمم السابقة ذكر لنا كل شيء في القرآن عنهم لكي نعتبر ولم يترك الله هذا الموضوع إلى المؤرخين لأنه ليس تاريخ، ولكن اعتبره الله جزءاً من الدين فقص علينا الحق، فهناك فرق بين الدين والتاريخ ـ الدين ملك لله هو الذي يشرع ولا أحد يشرع مع الله في الدين، فلماذا اختلف المسلمين في دين الله؟!.. وهنا يتبين لنا أن خلاف المسلمين ليس في الدين، لأنهم لو اتبعوا دين الله ما اختلفوا وأصبحوا آلاف من المذاهب إما عناد أو كبرياء على بعض، والسبب في ذلك أنهم خلطوا الدين في التاريخ والتاريخ في الدين، وللأسف وصل بهم الحال في هذا العصر لا هُم متبعين الدين ولا هُم متبعين التاريخ، علماً بأن الله سوف يحاسبنا على الدين وليس على التاريخ، ولنا هنا أن نقول ليس في العرب والمسلمين غير الرسول، لأنه أقام دولة على العدل والمساواة ولم يجرؤ أحد في عهده من المسلمين أن يؤسس جماعة أو يقول غير ما كان يقال على لسان الرسول إلا القرآن، وبما أن الجماعات أو التطرف الديني لم يظهر إلا بعد وفاة الرسول إذاً المسلمون أنفسهم هم أعداء الإسلام وهم من قاموا بالكذب وما زالوا يكذبون وللأسف يُحملون الرسول والإسلام كذبهم البغيض، وهل كان في عهد النبي ـ هذه المسميات ( سلفي أو سني أو شيعي أو صوفي أو ... الخ ) كما هو الآن؟!.. وبالتأكيد سوف يقول بعض الناس أنتم تطلقون على أنفسكم أهل القرآن، نعم نحن نتبع القرآن ورسول القرآن من خلال القرآن نفسه،، ولا نتبع غيره إن شاء الله، ونحن لسنا جماعة أو فرقة أو حزب ديني ـ

القرآن المليء بالعلوم يا سادة، القرآن الذي تركه المسلمون متخذين شهادات الدكتوراه في كلام بشر، هل هناك كبرياء على كلام الله بعد ذلك من المسلمين، فليعلم كل مسلم يتكبر على آيات الله أنه أشد عداوة من غير المسلمين لأنه آمن بها واتخذ غيرها سبيلا، عكس من لا يؤمن بها أصلاً. وأصبح ينافس القرآن بمنهج آخر ..  وهذا ما يسميه المولى عز وجل الافتراء على الله ورسوله ..


رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 13421

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء ١٦ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[7056]


إبنى الغالى رمضان عبد الرحمن
إنك تتميز عن الجميع بأنك كاتب عصامى علمت نفسك بنفسك ـ و لم يكن ذلك سهلا خصوصا مع إنشغالك بعملك اليدوى الحرفى و مسئوليتك العائلية.
من يعرفك مثلى يفخر بك. ومن لا يعرفك لا يعطيك حقك.
اسمح لعمك أحمد صبحى منصور أن ينصحك :
أولا : ما حققته حتى الان عظيم جدا ، وقد تفوقت على من كنت أنا أعدهم ليكونوا كتّابا فتقاعسوا وتكاسلوا وهم من أبناءالأزهر ـ وأنت تعرف قصدى .
ثانيا : أرى تقدما محسوسا فى مستوى كتابتك ، ولكن لا يزال عقلك أكبر من علمك.
العلم يأتى بالقراءة المكثفة فيما تكره قبل أن تقرأ فيما تحب وتهوى. مع القراءة ياتى دور العقل فى التفكير و التحليل والتدبر و التبصر.
أريدك ـ وأريد من كل أبنائى فى هذا الموقع ـ تكثيف القراءة . والموقع ملىء و متخم بالدراسات القرآنية و التراثية و الثقافية.
لكى تكتب مقالا واحدا لا بد أن تقرأ حوله عدة كتب و عشرات المقالات. القراءة مكسب هائل ، ربما تكون الشىء الوحيد الذى تكسب فيه دون أن تخسر ـ و تأخذ أثمن شىء ـ وهو العلم ـ بلا مقابل.
أقصد القراءة فيما يستحق القراءة ، و ليس القراءة فى الهجص و الهلس.
أرجو أن أصفق لك أكثر فى التقييم القادم .

2   تعليق بواسطة   رمضان عبد الرحمن     في   الأحد ٢٠ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[7205]

شكر وتقدير للدكتور ـ احمد صبحي منصور ـ على هذا التعليق

أستاذنا الفاضل ـ دكتور ـ أحمد ـ أشكرك من أعماق قلبي على هذا التعليق الذي يمثل لي الكثير ، كما أعتبره بمثابة شهادة حصلت عليها في مدرستك ، وكل كلمة قلتها في هذا التعليق هي حافذ كبير لي وأتمنى ان اكون على هذا القدر من المسئولية ..
وأدعو لك بالتوفيق وان يزيدك الله عز وجل من علمه ، وان يهدينا جميعا للحق وإلى سبيل الرشاد..
تلميذك رمضان

3   تعليق بواسطة   محمد شعلان     في   الأحد ٢٠ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[7218]

الأخ العزيز على القلب

الأخ العزيز على القلب والنفس /رمضان عبدالرحمن
أقرأ لك وأفهم مقاصدك الطيبة النبيلة
وأتفق معك فيما جاء بكلماتك هذه
وإن كان ما حققه الرسول الكريم في دولته
المدنية من إرساء قيم العدل والحرية
في دولته مع حفظ حقوق الأخر المختلف معهم
في العقيدة " اليود والنصارى"
ولا يستطيع أحد إنجاز ما أنجزه الرسول الكريم
من العرب
في هذه الأيام ولا في الأيام الخوالي
ولذلك
فليس في العرب غير الرسول !!.

4   تعليق بواسطة   عابد اسير     في   الأربعاء ١٢ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14446]

الأخ الفاضل / رمضان عبد الرحمن


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

كما ذكرت العرب كانوا الجناة على القرآن وعلى الاسلام ويم القيامة سيكون الرسول خصما لهم

وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا (25) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26) وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29) وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا (30) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31)الفرقان

صدق الله العظيم

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-08-29
مقالات منشورة : 363
اجمالي القراءات : 5,395,141
تعليقات له : 1,031
تعليقات عليه : 565
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : الاردن