آحمد صبحي منصور Ýí 2017-05-22
أولا : ( الجنف )
مصطلح ( جنف ) بمعنى الميل جاء مرتين فقط فى تشريعات الرحمن:
1 :ـ فى قول ب العزة فى المحرمات فى الطعام فى العفو عن المضطر: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) المائدة 3 )، أى إن الله جل وعلا يغفر للمضطر الجائع الذى لا يميل الى الإثم .
1 / 1 ـ وتعبير ( متجانف ) هنا رائع . هو على وزن ( متفاعل ) ، فالمتجانف أى الذى يميل للجنف بإرادته . أى يأكل لحم الخنزير مثلا عالما بحرمته غير آبه بالتحريم ، ولديه أنواع مختلفة من اللحوم والطعام ، ولكنه يتجانف أى يميل عمدا وقصدا لأكل اللحم المحرم.
1 / 2 ـ ( متجانف ) تعنى البغى والعدوان على شرع الرحمن. فقوله جل وعلا : ( فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ )المائدة 3 ) تعنى : ( فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ ) فى الآيات الأخرى فى نفس التشريع ،كما جاء فى قوله جل وعلا : ( إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )البقرة 173 )( قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )الانعام 145 ) (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) النحل ).
1 / 3 ـ تحديد هذا التجانف ومدى الاضطرار هو فى علم الرحمن الذى يعلم السّر وأخفى . وعلى أساس هذا العلم يكون الغفران أو عدمه . لذا فإنه لا توجد عقوبة فى التشريع الاسلامى فى موضوع المحرمات من الطعام ، فالذى ينتهك هذا التشريع حسابه عند ربه ، وهو جل وعلا الأعلم بسريرته .
2 ـ وجاء مصطلح ( جنف ) فى تشريع الوصية المفروضة الواجبة قبل الموت . قال جل وعلا ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ )، أى لا بد من الوصية للوالدين وأقرب الأقارب من مستحقى الميراث ، وهذه الوصية يتم إقتطاعها من التركة قبل توزيع الميراث . إذا قام أحدهم بتبديل الوصية فهو آثم ، قال جل وعلا : ( فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ). إذا كان الموصى نفسه متحاملا ظالما فلا بد من التدخل للإصلاح ، قال جل وعلا : ( فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) البقرة 182 )، أى من خاف من الموصى جنفا أو إثما فلا بد من الاصلاح .
2 / 1 ـ ويصعب تحقيق العدل المطلق فى موضوع الوصية لذا كان التعبير أن تكون الوصية ( بالمعروف ) أى المتعارف على أنه عدل بحيث ترتضيه الأطراف من الورثة .
3 ـ المهم هنا أن تطبيق منع ( الجنف ) أو ( الميل ) فى تعاملات البشر تدخل فى إطار النسبى ، وليس المطلق ، فليس الأمر ( أبيض وغير أبيض ) بل ( أبيض واسود ) وتظل هناك مناطق رمادية بين الأبيض والأسود .
4 ـ يختلف الأمر فى الايمان ، إذ لا توسط ، إما ( حنف ) وإما ( جنف ). ( الجنف ) هنا كفر وشرك . محرم الوقوع فى ( الجنف ) لأنه لا بد من ( الحنف ) أى الاستقامة او الصراط المستقيم الذى لا عوج فيه . الأمر هنا مطلق وليس نسبيا ، هو ( أبيض أو غير ابيض ) . والذى يحكم هنا هو الواحد القهار الذى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور .
ثانيا : ( الحنف ) ( حنيفا )
1 ـ ( حنف ) مصدر . الوصف منه هو ( حنيف ) . ( حنيفا ) أى مستقيما .
2 ـ جاء وصف ( حنيفا ) بمعنى ( لا إله إلا الله ) فى قول الله جل وعلا لخاتم النبيين : ( وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) يونس 105 ) . الآية الكريمة تتكون من ثلاثة أجزاء ، كل منها يفيد نفس المعنى : ( أقم وجهك للدين ) يعنى أن يستقيم وجهك فى إتجاه واحد لا يتعدد فيما يخص الدين نحو رب العزة جل وعلا وحده. ( حنيفا ) أى مستقيما بلا ميل او عوج ، (وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) يعنى الاتجاه الى رب العزة جل وعلا وحده فلا تكون لك وجهات أخرى .
3 ـ بالتالى فهناك أديان أخرى تتعدد فيها الآلهة مع الله وتتعدد فيها الكتب المقدسة ، ويتلفت فيها الوجه نحو الجهات الأصلية والفرعية شمالا وجنوبا وشرقا وغربا . المحمديون مثلا يلتفتون الى إله أسموه محمدا وجعلوا أنفسهم (أمة محمد ) . والمسيحيون يتجهون لاله أسموه المسيح وجعلوا أنفسهم أمة المسيح . ثم تتعدد الآلهة الى مئات وآلاف بين المحمديين وبين المسيحيين . وتتعدد الكتب المقدسة داخل فرق وطوائف المسيحيين والمحمديين . أما الدين الحق فهو ( الحنف ) أن نقيم وجهك وقلبك الى ربك مستقيما ومباشرا بلا ذرة ميل، أى الايمان بإله واحد والشهادة بالله الواحد الأحد، وله ( بيت واحد هو البيت الحرام) ، وأنزل كتابا واحدا هوحديث واحد هو القرآن .
ثالثا : ملة ابراهيم حنيفا
1 ـ وصف ( حنيفا ) أرتبط بابراهيم عليه السلام الذى تميز بأنه لم يقع فى الشرك أبدا ، وأنه واجه قومه وهو فتى يتحدى آلهتهم المزعومة ، وأعلن لهم مبكرا كفره بآلهتهم قائلا : ( إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) الانعام 79 ). أى أتجه بقلبه لمن فطر السماوات والأرض حنيفا مستقيما رافضا أن يكون مشركا . وبهذا جرى وصف ملة ابراهيم بالحنف أى الاستقامة بالايمان بالله جل وعلا وحده وعبادته وحده وتقديسه وحده وخشيته وحده .
2 ـ وتناسلت من ابراهيم بنواسرائيل ( يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم ) والعرب المستعربة ( اسماعيل بن ابراهيم ) . وتوارث هؤلاء وأولئك ملة ابراهيم من شعائر الصلاة والحج والصوم ولكن بدون ( حنف ) أآ ب ( الجنف ) أى الميل الى غير الله جل وعلا وإتّخاذ آلهة معه .كان رب العزة يرسل رسولا الى ( أهل الكتاب ) بالعودة الى ملة ابراهيم ( حنيفا ) وسرعان ما يعود ( الجنف ) بعد ( الحنف ) . والعادة أن من سخرية الشيطان بهم أن يجعلهم يقدسون ويعبدون النبى نفسه بعد موته ، أى يناضل النبى فى حياته داعيا الى أنه ( لا إله إلا الله ) وبعد موته يجعلونه إلاها مع الله .! . يبدأ الأمر برفعه فوق مستوى الرسل والتفريق بينه وبين بقية الرسل ، بتأليهه ، ثم تتعدد الآلهة ويتم العبث بملة ابراهيم ، ويتحول ( الحنف ) الى ( جنف ) . وتتعدد الفرق والمذاهب والأسفار والكتب المقدسة ويتكاثر التحريف فى الكتاب الالهى . وسار الأمر على ذلك إلى أن أرسل رب العزة خاتم المرسلين من ذرية اسماعيل بن ابراهيم بالقرآن الكريم المحفوظ من رب العالمين .
3 ـ ونزل القرآن يدعو أهل الكتاب الى ملة ابراهيم الحنيفية ، يقول لهم : (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) آل عمران 67 ) ويأمر خاتم النبيين أن يقول لهم : (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) آل عمران 95 )، وينهاهم عن التفرق فى الدين وعن التفريق بين الرسل،ويأمرهم أن يسلموا وجوههم لرب العزة وحده:( وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. قُولُواْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) البقرة 135 : 136 )، وهو نفس الأمر الذى جاء لأهل القرآن (قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) آل عمران 84 : 85 )( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) البقرة 285 ).
4 ـ ونزل الأمر لخاتم النبيين بإتباع ملة ابراهيم ( حنيفا ) ، وتكرر هذا فى القرآن الكريم : (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ )الانعام 161 : 164 )( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) النحل 120 : 123 ). وهى نفس الدعوة لأهل القرآن كما جاءت لأهل الكتاب ( وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّه وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً ) النساء 125).
5 ــ ولكن ما لبث ( المسلمون ) أن اصبحوا ( محمديين ) ، وضاعت بينهم ملة ابراهيم الحنيفية . كفروا بما جاء فى القرآن الكريم عن النبى محمد البشر الذى لا يملك لنفسه فعا ولا ضرا إلا ما شاء الله والذى لا يعلم الغيب والذى أعلن أنه ليس بدعا متميزا من الرسل .. وزيفوا إلاها أسموه محمدا رفعوه الى مقام الالوهية مع الله جل وعلا فى شهادة الاسلام وفى الصلاة وفى الحج وفى الأذان ، واضافوا آلافا من الآلهة الصغار والكبار والأحجام المتوسطة ومختلف العبوات ، من العبوات الصغيرة الى العبوات الكبيرة والحجم العائلى.!! بحيث لم يبق من تقديس لرب العزة إلا أقل من نصف فى المائة .!
ثالثا : (تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى ) ( النجم 22 )
1 ـ لم يعد الأمر إتخاذ شريك واحد يتخذونه إلاها مع رب العزة ، بحيث يُقال أنه له 50% من التقديس ولرب العزة الباقى . الجنف هنا أصبح ميلا هائلا لم يبق معه من تقديس لرب العزى إلا أقل من نصف فى المائة . وإذا قلنا أن تقديس لغير الله ولو بنسبة واحد فى المائة يعنى الشرك مهما بلغت ضآلة التقديس لهذا المخلوق فكيف بكفر المحمديين والذين لم يبقوا فى قلوبهم لرب العزة سوى أقل من نصف فى المائة ، بعد تقديس النبى والصحابة وآل البيت والأولياء الصوفية والأئمة من كل صنف ونوع ؟!
2 ـ التناقض هائل هنا بين الاسلام وأديان المحمديين . ولندرك مدى هذا التناقض علينا أن نتذكر أن الايمان بالله وحده إلاها لا مجال فيه للتوسط والوسطية ، إما إيمان به وحده 100 % وإما كفر وشرك ، أى إن تقديسا يبلغ واحد من بليون فى المائة يكون كفرا وشركا . القضية هنا ( ابيض أو غير أبيض ) . أو بالتعبير القرآنى : ( فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ ) يونس 32 ) أى الاله الحق الرب الحق هو الله جل وعلا ، وما عداه ضلال . ويقول جل وعلا :( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ ) لقمان 30 ) الحق هو الله ، وما عداه باطل . لأن القضية بإختصار : ( أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ )النحل 17 ). فكما أنه خالق واحد وما عداه ومن عداه مخلوقاته ومصنوعاته فبالتالى لا إله غيره لأنه لا خالق لنا غيره .
3 ـ أما ما يعتقده المحمديون فى رب العزة جل وعلا فهو قسمة ظالمة . قال جل وعلا : ( تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى ) النجم 22 : 23 )
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5125 |
اجمالي القراءات | : | 57,124,567 |
تعليقات له | : | 5,453 |
تعليقات عليه | : | 14,830 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
الغزالى حُجّة الشيطان : الغزالى فى الإحياء يقرر الحلول فى الله والاتحاد به تبعا لوحدة الوجود ( 3 )
الغزالى حُجّة الشيطان : ف 2 : الغزالى فى الإحياء يقرر أفظع الكفر ( وحدة الوجود ) ( 2 )
الغزالى حُجّة الشيطان : ف 2 : الغزالى فى الإحياء يرفع التصوف فوق الاسلام ( 1 )
دعوة للتبرع
ليس حراما : ما حكم مشاهد ةأفلا م كارتو ن للصغا ر ...
إختلاف الثقافات: تم ترجمة هذا السؤا ل للعرب ية أنا فعلت...
إعتدنا .!!: السؤا ل : قرأت لك إن النار التى فى الآخر ة لن...
تعدد الزوجات من تانى: لا أوافق ك على ان التعد د فى الزوج ات مباح...
ابراهيم آية 7 : ـ أريد معرفة وشرح معني ( لَئِن ْ شَكَر ْتُمْ ...
more
علمنا أن من يأكل اللحم المحرم مضطراً أو بدون قصد ( غير متجانف ) فلا إثم عليه , و من يأكله متجانف فلا حساب عليه بين البشر و حسابه إثما يحاسبه به الله جل وعلا , لأن البشر لا يستطيعون معرفه السرائر و ما تخفي النفوس .
السؤال هنا هل من تجانف في وصيته أي تعمد الظلم فيها يعتبر آثماً ؟
أم أنه غير آثم و لا عقاب عليه من الله جل و علا , لأنه سبحانه و تعالى قد ترك الباب مفتوحاً لتعديل الوصية بالعدل و إصلاحها ؟
أي أن الأمر متروك لرغبة الموصى لهم ( ورثته ) إن وافقوا على تنفيذ الوصية أو إن اعترضوا عليها و أصلحوها بالعدل !
بمعنى آخر ليس على الموصي أي إثمٍ , و وصيته متروكة للورثة إن قبلوها أو طعنوا بها ؟
مع خالص الشكر و كل عام و أنت بخير .