عبدالفتاح عساكر Ýí 2015-09-17
الباب السادس:
كيف قتل الإخوان القاضي أحمد الخازندار؟.
· المفاجأة التي لم يحسب الإخوان حسابها.
· لماذا قال حسن ألبنا لـ عبد الرحمن السندى "أودى وشى فين" من حسن بك الهضيبى.
· المرشد العام ينكر أي علاقة للإخوان بمقتل القاضي الخازندار ثم يأمر أعضاء النظام الخاص بالعمل على تهريب القتلة من السجن!
· لماذا طلب حسن ألبنا عقد اجتماع فوري في منزل السندى قائد النظام الخاص صبيحة اغتيال القاضي أحمد الخازندار؟
· فتوى حسن ألبنا بقتل الخازندار كيف فهمها السندى؟
· ماذا قالت زوجة الخازندار عندما شاهدت جريمة اغتيال زوجها تحدث أمامها؟؟!!
* * *
الباب السادس |
كيف قتل الإخوان القاضي أحمد الخازندار؟..
وفى الحديث رقم: (4117) الذى رواه البخارى فى كتاب: تفسيرالقرآن:، باب: قول الله تعالى:فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ:
(حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ قَالَ أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ قُلْتُ إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ قُلْتُ ثُمَّ أَيُّ قَالَ وَأَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ تَخَافُ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ قُلْتُ ثُمَّ أَيُّ قَالَ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ).
(وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا 68 يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا 69 إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا 70 وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا 71).
(حَدَّثَنَا عَلِيٌّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا.).
((حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ فِي الدِّمَاءِ.)).
وفى الحديث رقم: (1318) الذى رواه الترمذي فى كتاب:الديات عن رسول الله، باب: الحكم فى الدماء:
((حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَكَمِ الْبَجَلِيُّ قَال سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ وَأَبَا هُرَيْرَةَ يَذْكُرَانِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ اشْتَرَكُو
ا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لَأَكَبَّهُمْ اللَّهُ فِي النَّارِ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ وَأَبُو الْحَكَمِ الْبَجَلِيُّ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نُعْمٍ الْكُوفِيُّ.)).
وفى الحديث رقم: (3923) الذى رواه النسائي فى كتاب:تريم الدم، باب: تعظيم الدم:
(فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ 21 لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ 22 إِلَّا مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ 23 فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ 24 إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ 25 ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ 26 )
لأن من نزل لهم هذا القرآن عندما نزل كانوا يعرفون الله حق المعرفة لكنهم فى غفلة ودليل معرفتهم بالله أنه يقول عن قوم النبى الذين نزل فيهم هذا القرآن الكريم فى (الآية 25 من سورة لقمان:
(وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ 25)
وإننا بهذه المناسبة نقترح على وزراء الإعلام فى بلاد الأمة العربية وبلاد العالم الإسلامى أن تقدم أجهزة الإعلام المرئى والمسموع والمقروء برامج مكثفة عن الأصول العلمية للدعوة إلى الله كما جاءت فى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
كيف قتل الإخوان ..؟.!. القاضى أحمد الخازندار؟.
وفى هذا البحث نقدم حادثة اغتيال القاضى أحمد الخازندار وكيل محكمة استئناف القاهرة وهى جريمة من أبشع الجرائم التى أدانها الرأى العام المصرى في الأربعينيات، وقد تم اغتياله يوم 22 من مارس 1948م = 11 من دجمادى الأول 1367هـ.
من هو الخازندار؟.
القاضى أحمد الخازندار كان يقيم بالمنزل رقم 28 شارع رياض باشا بحلوان ولد في يوم الخميس 11 من ربيع الثانى 1307هـ = 5 من ديسمبر 1889م وكان عمره يوم اغتياله 58 سنة وثلاثة أشهر و17 يوما. بعد حصوله على البكالوريا التحق بمدرسة البوليس ثم تركها والتحق بمدرسة الحقوق التى تخرج فيها عام 1912م = 1331هـ وعين بوظيفة معاون نيابة في نفس عام تخرجه وتدرج في سلك النيابة والقضاء فرقى إلى وكيل نيابة درجة أولى ثم مفتش نيابات فرئيس نيابة استئناف مصر بعدها رقى إلى رئيس محكمة فوكيل محكمة استئناف اسيوط ثم وكيل محكمة استئناف مصر في ذى القعدة 1366هـ = اكتوبر 1947م أى قبل حوالى ستة شهور من اغتياله وكان مشهودا له بالكفاءة بين المستشارين، كثير الاطلاع والتعميق في القانون وكان له هيبة وحزم في إدارة الجلسات وكان معروفا عنه طيلة حياته بأنه لا يخضع لأى وعد أو وعيد.
شهادة الدكتور محمود عساف:
المستشار لمجلس ادارة النظام الخاص كما أنه من كبار جماعة الإخوان:
[وبعد هذا نقدم ما كتبه الإخوان عن هذا الحادث في مذكراتهم التى طبعت بالآلاف وموجودة في المكتبات..].
[في صفحة 146 من كتاب "مع الامام الشهيد حسن البنا" للدكتور محمود عساف المستشار لمجلس ادارة النظام الخاص كما أنه من كبار جماعة الإخوان...!.]
وتحت عنوان:
مقتل الخازندار كتب يقول عساف:
"كنت مستشارا لمجلس إدارة النظام الخاص منذ عام 1945م = 1364هـ باعتباره أمينا للمعلومات تابعا للإمام حسن البنا،[يعنى جهاز مخابرات الإخوان] وكنا نحضر الاجتماعات وعرض مقتل المستشار الخازندار وأنا مستشار لمجلس إدارة النظام. ولم يكن مجلس الإدارة يعلم شيئا عن هذه الواقعة إلا بعد أن قرأناها في الصحف وعرفنا أنه قد قبض على اثنين من الإخوان قتلا الرجل في ضاحية حلوان ومعهما دراجتان لم تتح لهما فرصة الهرب حيث قبض الناس عليهما.
في ذات اليوم طلب الأستاذ الإمام عقد اجتماع لمجلس الإدارة بمنزل عبد الرحمن السندى وحضر الأستاذ بعد صلاة العشاء وبصحبته شخص آخر، لا أذكر إن كان حسن كمال الدين المسئول عن الجوالة أو صلاح شادى رئيس نظام الوحدات الذى كان يضم ضباط وجنود البوليس.[منزل عبد الرحمن السندى يقع فى شارع جوهر بالدقى].
دخل الأستاذ وهو متجهم، وجلس غاضبا، ثم سأل عبد الرحمن السندى قائلا:
أليست عندك تعليمات بألا تفعل شيئا إلا بإذن صريح منى؟!.
قال: بلى....!
قال: كيف تسنى لك أن تفعل هذه الفعلة بغير إذن وبغير عرض على مجلس
إدارة النظام؟... هل أصرح لكم وأنا لا أدرى؟...!.
قال عبد الرحمن: لقد كتبت إلى فضيلتكم أقول:
ما رأيكم دام فضلك في حاكم ظالم يحكم بغير ما أنزل الله ويوقع الأذى بالمسلمين ويمالىء الكفار والمشركين والمجرمين...؟!.
فقلتم فضيلتكم:
إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ...)
فاعتبرت هذا إذنا...!!.
قال الإمام: إن طلبك الإذن كان تلاعبا بالألفاظ، لم يكن إلا مسألة عامة تطلب فيها فتوى عامة. أما موضوع الخازندار فهو موضوع محدد لابد من الإذن الصريح فيه. ثم إنك ارتكبت عدة أخطاء: لم تعرض الأمر على مجلس النظام، ولم تطلب إذنا صريحا، وقتلت رجلا يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله، واعتبرته يحكم بغير ماأنزل الله وهو يحكم بالقانون المفروض عليه من الدولة، ولو افترضنا أنه كان قاسيا، فإن القسوة ليست مبررا للقتل.
وقال: إن كان قتلك للخازندار تم بحسن نية فإن علينا الدية..!.
تعقيب: [وهل في القتل حُسن نية... ياشيخ حسن...؟!] .
ويقول "إن الإخوان...؟ .!. كجماعة إسلامية لا تقر الاغتيالات السياسية وتنظيمهم الخاص كان مُخصصا لأعمال الجهاد في سبيل الله. فهو- كتنظيم- برىء كل البراءة من هذا الحادث الذى يقع وزره على رئيس النظام وحده، لهذا كان استنكار الإمام لهذا الحادث علنا أمام إخوانه جميعا."
وهنا نتذكر قول الإمام مالك بن أنس رضى الله عنه .. "كل امرئ يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب هذا المقام" يقصد رسول الله r. مالك بن أنس المتوفى سنة 179هـ = 795م.
نقول ذلك وقلوبنا تنزف دما وحزنا على ما وصل إليه الحال فنجد الناس فى مجتمعنا المعاصر يقدسون بشرا أمثالهم لهم وعليهم، أخطأوا وأصابوا، لكن الدهماء يعتبرون أن الحديث عن هؤلاء الأشخاص يعد خروجاً على .. !!!
ونذكركم دائما بقول أنس بن مالك الذى سبق وذكرناه، كما نذكرهم بأن خليل الرحمن نبى الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام قام بتحطيم الأصنام الحجرية والتى كان ابوه آذر سادنا من سدنتها وخادما من خدامها يرعاها ويمسح الغبار عنها ويتقرب إليها ويتحدث للمقهورين والضائعين عن قدراتها واسرارها ودرجاتها هكذا وجد إبراهيم قومه وسط هذه التماثيل الحجرية والخشبية الناطقة بلعنة من نحتها ومن عبدها ومن يتكهن لها، فقام بتحطيمها متحديا كل عبدة الأصنام الحجرية.
وفى مجتمعنا المعاصر نجد من هم أخطر من عبدة الأصنام الحجرية وهم عبدة الأصنام البشرية ويطلقون عليهم أسماء وصفات ويحكون عنهم حكايات فوق الخيال ومنهم من يرفعونهم الى درجة النبوة …! وكل هذا بعيد عن الإسلام تماما لأن الله سبحانه وتعالى حدد للمسلم طريقا واحدا هو سبيل الله وحرم عليه الانضمام لأى طريق وندد بمن يجعلون طريق الله الواحد طرقا وفرقا ومللا متعددة فيقول فى كتابه الكريم الآية 153 من سورة الإنعام:
…(وأن هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون).
وفى نفس المعنى الآية 13 من سورة الشورى:
(.. أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه).
ويقول سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم الآية 159 من سورة الإنعام:
(.. إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم فى شئ).
ويأمرنا الحق تبارك وتعالى بالاعتصام بحبله ويأمرنا بعدم التفوق كما جاء فى الآية 103 من سورة آل عمران.
(…واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) صدق الله العظيم.
قال أحمد عادل كمال:[مواليد 1926م=1344هـ. بارك الله له فيما بقي له من عمره[2015م=1427هـ].]:
وقع الاختيار على حسن عبد الحافظ ومحمود سعيد زينهم لاصطياد الرجل. وبعد مراقبة الرجل أياما علم أنه يذهب إلى المحكمة في باب الخلق بالقاهرة ويعود إلى حلوان بالمواصلات العادية، سيرا على الأقدام إلى محكمة سكة حديد حلوان ثم قطار حلوان إلى باب اللوق ثم المواصلات المعتادة، كذلك أبانت الدراسة أن قسم بوليس حلوان لا تتبعه سيارات! وعلى ذلك وضعت الخطة: أن ينتظر خروج الرجل من بيته، فيغتاله حسن بالمسدس بينما يقف له محمد حارسا وحاميا لانسحابه بالمسدس وبقنابل يدوية صوتية ثم ينسحبان ويمنعان تتبعهما من الجماهير بإطلاق الرصاص في الهواء وإلقاء القنابل، ويكون انسحابهما في غير تتبع من أحد إلى بيت عبد الرحمن. ولقد باتا ليلة الحادث أيضا عنده في هذا البيت، بيت عبد الرحمن السندى "رئيس النظام الخاص".
وفى الصباح الباكر وقبل الموعد المعتاد لخروج الخازندار من بيته كان الصائدان يترصدان ذلك الخروج، ثم خرج في خطوات وئيدة لا يدرى ما هو مبيت له.
وكان محمود بعيدا بعض الشىء يرقب الطريق والمارة ويرقب أيضا أخاه في المهمة، بينما تقدم حسن وأطلق بضع طلقات لعلها كانت ثلاثا لم تصب الهدف ولم يضع محمود الفرصة فترك مكانه وتقدم نحو الخازندار وقيل إنه أمسك به من ذراعه وأوقعه إلى الأرض، كان محمود مصارعا ورياضيا وكان مكتمل الجسم مثل الجمل الأورق، وصوب إليه مسدسه فأفرغ فيه ما شاء، ثم تركه وانسحب بزميله وقد خرجت الأرملة تصيح من الشرفة وتقول "ألم أقل لك؟ يا أحمد بك ألم أقل لك؟" "أنا مش قلت لك؟".
كان العجلاتى القريب من البيت يفتح محله حين سمع اطلاق الرصاص وصراخ الزوجة ونظر فوجد الخازندار ممددا على الأرض في دمائه وانطلق العجلاتى باحدى دراجاته إلى قسم البوليس فأبلغ الأمر، وهنا كانت مفاجأة القسم الذى كان معلوما خلوه من السيارات تصادف أن جاءته من القاهرة سيارة في تلك اللحظة لنقل بعض المحجوزين به، وانطلق الكونستابل الذى كان يصاحب السيارة بها في أثر الفارين.
وتغير الموقف فاتجه محمود وحسن صوب الجبل بدلاً من اتجاهما إلى بيت أحد الإخوان بحلوان. والذى يعرف جبل المقطم يعلم أنه ليس مجالا مناسبا للفرار في تلك المنطقة، واجتازا في انسحابهما هذا بعض أسوار الحدائق والبيوت، وسقط حسن فجزعت قدمه، واضطر محمود أن يحمله أو يسنده بعض الوقت، وتوالت قوات البوليس من القسم نحو الجبل ثم لم يلبث أن ضرب على الجبل حصار من العباسية إلى حلوان على مسافة تزيد على ثلاثين كيلوا مترا، وتقدمت تلك القوات إلى داخل الجبل الأجرد فقبضت على محمود وحسن، وانكرا كل صلة لهما بالحادث، وجرى التحقيق ليلتها في قسم حلوان بمعرفة النائب العام محمود منصور، ثم نقلا إلى القاهرة، وفى اليوم التالى وجدتنى أشهد جنازة الخازندار إلى مسجد شركس وقد سار فيها جمع من رجال القضاء.
وطال التحقيق وكذلك المحكمة وتظاهر حسن بالمرض العصبى وأحيل إلى مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية وقدمت البحوث والتقارير والمناقشات حول
مرضه ومدى مسئوليته الجنائية في ظل الحالة التى تنتابه.
وفى قضية مصرع الخازندار عمد الدفاع إلى تأجيل النظر بكافة الحجج، ومن المعلوم عن القضايا "الساخنة" أنها "تبرد" بمضى الوقت، وكان هذا في الواقع ما يهدف إليه الدفاع، وكان الأستاذ فتحى رضوان من هيئة الدفاع وقد بنى مرافعته أساسا على براءة المتهمين مما نسب إليهما من قتل القاضى الخازندار ثم لجأ إلى الدفاع الاحتياطى فقال.. ومع ذلك نفرض جدلا أنهما قتلاه، فما هو الدافع لهما على ذلك؟ وذكر ما شاء تحت هذا العنوان ثم ختم مرافعته بتحذير.. إنها نار فحذار أن تطفئوها بالبنزين! وأخيرا صدر الحكم في 22 من نوفمبر 1948 على محمود زينهم وحسن عبد الحافظ يالأشغال الشاقة الموبدة.
كان للحادث ردود فعله السيئة في كافة المجالات، فلدى القضاة كان الاستياء على أشده.. ولكن طبائع الشباب لا تحملها دائما على هذا المحمل، لقد كان اغتيال الخازندار جريمة قتل جزاؤها الإعدام، ولكن عدم الحكم بالإعدام ربما كان يعكس أن رأس القضاء لم يبتعد عن الاعتبارات التى عرضناها.
وكما ترك الحادث أثره في دوائر القضاء كذلك استغلته الدعاية الحزبية المضادة ولا سيما حزب الوفد أسوأ استغلال لمهاجمة الإخوان فكان موضوعا ثانيا مع موضوع يحيى حميد الدين ومعاصرا له. ورسم كاريكاتير صحافة الأحزاب الأستاذ حسن البنا يلعب بالسكاكين والمسدسات ونال الإخوان من التشهير الكثير وفى الواقع أنه ولو أن الذين قتلا أحمد الخازندار كانا من الإخوان بل من إخوان النظام.. ولو أن ذلك القتل تم بناء على تعليمات صدرت من رقم واحد في النظام.. وبالرغم من أن تلك العملية كانت تجاوبا مع ما في نفوس بعضنا أن لم يكن كثير منا.. بالرغم من كل ذلك فقد كانت عملية فردية.
وذلك أن الوحيد الذى ينطق باسم الجماعة ويحدد اتجاهها هو المرشد العام يقصد "حسن البنا" فماذا كان موقف المرشد العام؟ لقد كان الرجل رحمه الله أكثر الناس مفاجأة بهذا الحادث، فالذان قتلا الرجل من جماعته ومع ذلك لم يؤخذ رأيه ولم يخبره أحد مسبقا... وهذه هى الحقيقة غضب الأستاذ "البنا" غضبا شديدا وناقش عبد الرحمن السندى وكان مما قال "أودى وشى فين من حسن بك الهضيبى؟ [يخشى الناس ولا يخشى الله...!!!].
لم يكن اعتراض الاستاذ البنا مقصورا على تخطيط العملية وإنما انصب اعتراضه في المقال الأول على شرعيتها. كان من رأيه أن من حق القاضى أن يخطىء وان اغتياله غير جائز شرعا. [يدهم ملطخة بالدماء ويتحدثون عن الجائز وغير الجائز شرعا؟!!!]
هنا وبعد أن عرفنا هذا انتكست أحاسيسنا وارتد حماسنا لهذه العملية واشفقنا أيما إشفاق على حسن عبد الحافظ ومحمود زينهم. إننا نفعل ما نفعل- كل ما نفعل- جهادا في سبيل الله وابتغاء رضاه فإذا انتهينا إلى أن العمل غير جائز شرعا فمن شأن هذا أن يصيبنا بصدمة، لست أدرى لماذا لم نحاول أن نعالج المشكلة معالجة شرعية، لم نحاول أن نؤدى الدية إلى ورثة الخازندار وان نسترضيهم حتى يرضوا. ربما كانوا رضوا وربما كانوا رفضوا ولكننا لم نحاول.
الخاص فيها:
1- حادث مقتل الخازندار بك:
أقرر بكل الصدق أن كلا من الإخوان...؟ .!. كجماعة تدعى أنها إسلامية يرأسها المرشد العام للإخوان ... ؟ .! . والتنظيم الخاص للإخوان ... ؟ .! . كتنظيم عسكرى سرى، خصص لأعمال الجهاد في سبيل الإسلام برىء كل البراءة من هذا الحادث الذى يمكن أن يقع بدوافع وطنية، ولكنه مخالف ومستنكر من الشريعة الإسلامية التى اتخذها كل من الإخوان...؟ .!. وتنظيمهم السرى أساسا لكل عمل يقومون به، ومن ثم يكون استنكار الإمام الشهيد له علنا أمام إخوانه جميعهم، وإحساسهم جميعا بالآلام التى سببها لهم هذا الحادث، استنكارا مصدره العقيدة الإسلامية التى اعتنقها الإمام الشهيد ويدعو لها بكل جهده وطاقاته، كما يكون استنكار النظام الخاص لهذا الحادث مستمدا من نفس الأسباب التى استنكر الإمام الشهيد بها قتل الخازندار بك، على الرغم من أن مرتكبى هذا الحادث هم ثلاثة أفراد من الإخوان...؟ .!. بصفتهم الشخصية. هم عبد الرحمن السندى، ومحمود سعيد زينهم، وحسن عبد الحافظ. [وهل الشريعة تقر قتل زميلكم سيد فايز عبد المطلب عضو النظام الخاص الذى قتلوه وهو واحد منكم؟!!!]
ويقول الصباغ
"ولقد استحل هؤلاء الإخوان الثلاثة لأنفسهم القيام بهذا العمل لدوافع وطنية اقتضتها ظروف هذا الحادث واستشعرها جميع شعب مصر في حينما، دون أن يكون لأحد من الإخوان...؟ .!. أو من قيادة النظام الخاص أمر أو إذن به. ولا يغير من هذه الحقيقة كون عبد الرحمن السندى رئيسا للنظام الخاص ولا كون الاخوين محمود سعيد زينهم وحسن عبد الحافظ أعضاء في النظام الخاص لأن النظام الخاص لا يمكن أن يتحمل إلا الأعمال التى تقرها قيادته مجتمعة، بأمر صريح من النظام الخاص:فإن هذا العمل يكون عملا فرديا تقع مسئوليته كاملة على من قام به [إذَا كانت حوادث القتل الأخرى بأمر حسن البنا!!!].
"إن من المسلم به شرعا وقانونا في تحديد المسئولية أن تنحصر على من قام بالعمل أو أسهم فيه بالتوجيه لقوله تعالى:
(ولا تزر وازرة وزر أخرى) هذا من ناحية الشريعة الإسلامية.
كيف واجه النظام الخاص وجماعة الإخوان...؟ .!. وقوع هذا الحادث على يد بعض رجاله.
"لقد وقع هذا الحادث في وقت كنت قد تركت فيه مسئوليتى في النظام الخاص متفرغا للجهاد في فلسطين، ولم يرد على خواطرنا قبل هذا التفرغ قتل هذا القاضى على الإطلاق، حيث لم يطرحه علينا الأخ عبد الرحمن السندى للدراسة كتعليمات المرشد العام من ناحية، ولم يقم في ذهن أحد منا أن هناك واجبا على النظام الخاص قبل هذا القاضى يستحق أن يستأذن المرشد العام في القيام به."
ويقول محمود الصباغ أحد قادة النظام الخاص في مذكراته كما تحملت بنفسى وضع خطة لخطف الأخوين عبد الحافظ ومحمود زينهم من سجن مصر تحسبا لما يمكن أن يقع في نفس القضاة من غضب لزميلهم، فيحكموا عليهما بالاعدام، وحرصت على ألا تكون في هذه الخطة فرصة لاراقة دماء، وقد اشترك معى الأخ صلاح عبد الحافظ في متابعة تنفيذ الخطة، فقد كان ولعه بنجاة شقيقه حسن ولعا كبيرا، [... سبحان الله؟ يعالجون الجريمة بجريمة اخرىولا ضابط ولا رابط ومع ذلك يقولون إنهم ملتزمون بالشريعة؟!]
وقد انبنت الخطة على الاستعانة باثنين من السجانين في نقل سورة المفتاح الماستر الذى يفتح جميع الزنازين، على قطعة من الصابون بحيث يمكن صنع مفتاح مطابق له بيد البراد الماهر على الخولى ومن الطبيعى أننى دفعت لهذين السَّجَّانين أتعابهما عن هذا العمل، وقد كان اختيارهما دقيقا، فلم يفصحا لأحد عن عمليتهم الخطرة.
ويقول محمود الصباغ أحد قادة النظام الخاص في مذكراته ولكن إرادة الله شاءت أن يلقى القبض علينا في قضية "السيارة الجيب" قبل تنفيذ هذه الخطة على الرغم من أن تجربة المفتاح قد نجحت في فتح الزنانين، كما أن القبض علينا لم يسمح لنا بتنفيذ خطة بديلة كانت تقضى بخطف الأخوين من سيارة السجن عند دخولها بين مسجدى الرفاعى والسلطان حسين بتهويش حراستهما بقنابل صوت، ثم الفرار بهما بعيدا عن الموقع المختار.
تعقيب.
[من خلال قراءتنا لأقوال الإخوان فى كتبهم نلاحظ أن الجميع يعترف بأن حوادث القتل كانت تتم بأمر من المرشد العام حسن البنا !!!.].
وبعد أن استعرضنا أقوال بعض قادة النظام الخاص فى حادث قتلهم للقاضى أحمد الخازندار.
نسأل شيخ الأزهر والمفتى وعلماء الأزهر الشريف خاصة فى كليات الشريعة والقانون وكلية أصول الدين خاصة أقسام الحديث:
· ما رأى الإسلام فيما قاله [الإخوان ...!.].
· وكان المفترض على الأزهر مشيخة وجامعة ومعهم وعاظ ووزارة الأوقاف وأجهزة الإعلام مناقشة هذه الكُتب والرد عليها. وأطالب المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية بدراسة هذه الكُتب لكى يستفيد الشباب ونحميه من فلاسفة الإرهاب.
* * *
الحقائق بالوثائق عن جماعة الإخوان 12
الحقائق بالوثائق عن جماعة الإخوان 11
الحقائق بالوثائق عن جماعة الإخوان 10
دعوة للتبرع
الأخ والابن : الواح د يحب ابنه اكثر من محبته لاخوه . لماذا...
معنى الزنا: اريد ان اسأل حول كلمة الزان ية والزا ني حسب...
عن خُمس الغنائم: سلام علی ;کم یا دکتر احمد صبح 40; ...
تعدد الزوجات: أستسم حكم بالسؤ ال الآتي لقد كثرت الأجو بة ...
نقد ( لحظات قرآنية ): تحول الحلق ات الأخي رة من برنام ج لحظات...
more