تعليق: شكرا استاذ بن ليفانت وأقول : | تعليق: وجهة نظر | تعليق: منطق الفرعون | تعليق: وما زال أبو هريرة يتلاعب بالمُسلمين. | تعليق: معذرة أستاذنا احمد صبحي منصور ؛ هناك سوء فهم ! | تعليق: اهلا استاذ مصطفى | تعليق: عاجل إلى السيد امير منصور : لقد تم حذف مقالي الجديد؟؟ | تعليق: شكرا استاذ بن ليفانت وأقول : | تعليق: شكرا استاذ بن ليفانت وأقول : | تعليق: وجهة نظر | خبر: مصر من بين الأكثر تضرراً عربياً من رسوم ترامب | خبر: العراق - هل تنجح الأحزاب الشيعية في فرض إقليم مستقل؟ | خبر: انتشار ظاهرة زواج القاصرات بين طلاب المدارس يشكل تهديدًا للمجتمع المصري | خبر: لأول مرة.. انتقادات علنية من أوباما و كامالا هاريس ضد سياسات ترامب | خبر: الصين ترد على ترامب برسوم جمركية بنسبة 34 بالمئة على السلع الأمريكية | خبر: رئيس وزراء كندا: الحقوق الإقليمية الفلسطينية غير قابلة للمساس | خبر: العطش في العراق... أزمة المياه تدفع السكان للهجرة | خبر: وفاة سجين سياسي مصري بسجن جمصة.. التاسع منذ مطلع العام | خبر: واشنطن تبحث عن دول بديلة لترحيل المهاجرين.. وصفقات مالية وسياسية على الطاولة | خبر: 25دولة تنضم لنظام الدفع الروسي البديل لسويفت | خبر: يوم التحرير.. ترامب يعلن الحرب على الخصم والصديق واقتصاد العالم يهتز | خبر: خطوات أميركية جديدة قبل إعطاء التأشيرة: تفتيش مواقع التواصل | خبر: ما هي نسب تمثيل النساء في البرلمانات على مستوى العالم؟ | خبر: طيف التوحد... اضطراب يعرض فتيات عراقيات للتحرش الجنسي المرأة بغداد | خبر: يوروبول: تفكيك شبكة ضخمة لاستغلال الأطفال جنسياً واعتقال 79 شخصاً |
نقطة ومن أول السطر

كمال غبريال Ýí 2012-12-15


لقد ثرنا على مبارك وغيرناه، ونثور الآن على استئثار الإخوان بالسلطة وسعيهم للتمكين لجماعتهم فاشية النزعة، ولابد أن ننجح يوماً في هذا، ورغم وجود المئات أو الآلاف من القضايا المرحلية الملحة الآن في مسيرة سعي الشعب المصري للحصول على حكم رشيد، خاصة وأننا كما تقول الحكمة الشعبية "خرجنا من حفرة لنسقط في هاوية" أو المثل العربي "للمستجير من الرمضاء بالنار"، إلا أن الانسياق الأعمى في ذات الاتجاه الذي سبق وأن وصل بنا من "الحفرة" إلى "الهاوية"، ربما سيقودنا إلى المزيد من الكوارث.
نحن نتجه بثوراتنا هكذا إلى قمة الهرم أي لنظام الحكم، وربما كان ادعاء أو تصور أن الستين عاماً الماضية من تاريخ مصر السياسي كانت حكماً عسكرياً مفروضاً على البلاد قد ساهم في التشويش على حقيقة أزلية أبدية، هي أن نظام الحكم لأي شعب هو أولاً وأخيراً نتاج للتربة الوطنية، وحفظنا في معرض هذا أقوالاً مأثورة عديدة، مثل "الحكام مرآة شعوبهم" و"كل شعب يحصل على الحكومة التي يستحقها"، إلا أن الشعوب خاصة ذات الفكر الأبوي منها تنزع لتوجيه نقدها ونقمتها على أحوالها إلى رأس الهرم أو نظام الحكم وشخوصه، ولا تفكر عادة في مسئوليتها عن فساد الحكم وفشله في تحقيق النجاح المرجو للشعوب.
نعم طبيعة نظام الحكم تؤثر على مسيرة الشعوب، فقد تتأخر بها إذا كانت النظم متخلفة ورديئة، وقد تفتح لشعوبها بوابات ولوج العصر وتدفعها في طريق التقدم إذا كانت نظم حكم رشيدة، ودون الدخول في أجحية "أسبقية البيضة أم الدجاجة"، نقول أن كلا الطرفين "الشعب والحاكم" يلزمهما رفيقاً أو شريكاً صالحاً للمسيرة التي ينتوون السير فيها، ناهيك على الحقيقة التي لابد أن نتجرعها على مضض، وهي أن الحاكم ونظامه هو ابن وليس والداً للشعوب، وبالتالي فهو الذي يحمل جيناتها وصفاتها وليس العكس.
الحقيقة أنه يتحتم علينا إذا كنا نحلم بحياة أو نظام حكم أفضل أن نثور على أنفسنا، على أفكارنا وثقافتنا وثوابتنا التي أنتجت كل هذا الكم من الفساد والتخلف، فما لم نغير ما بأنفسنا لن يتغير شيء في حياتنا البائسة، وسنظل نعيد إلى الأبد إنتاج فشلنا المزري وإن بصور متعددة، فرغم أنه ينبغي التركيز الآن على الإفلات من بين براثن الإخوان، إلا أنني لا أستطيع طرد القلق بل والتشاؤم مما سنجده في انتظارنا بعدها، فليس ثمة غير التشرزم والتكلس والتعفن الفكري والسياسي، فغياب البديل الحداثي الحقيقي أهم أسباب وقوعنا فيما وقعنا فيه.
الحقيقة أن هوجة 25 يناير 2011 التي أطلقنا عليها بفخر وفرح "ثورة اللوتس"، ولا تستكمل بالفعل مقومات مصطلح "ثورة" إلا بما يحدث الآن في 2012 من مواجهة ما نتج على المرحلة الأولى من أخطاء، لابد وأن تتجه لأسفل نحو القاعدة الشعبية، نحونا نحن، لتكون ثورة مستمرة شاملة متعددة الحلقات والاتجاهات، حتى يصبح الشعب المصري على أعتاب عصر جديد بحق، عصر الحرية والحداثة والانفتاح على العالم.
المشكلة الأزلية في مصر أنها بطبيعتها الجغرافية كانت دائماً وعبر التاريخ دولة مركزية، فتشكلت التركيبة الاقتصادية ومن ثم الثقافة والسيكولوجية المصرية في حضن الفكر الأبوي (البطريركي)، الذي ينتظر "النعم" من "ولي النعم" الجالس على قمة الهرم، كما يصب عليه نقمته أيضاً إذا ما ساءت الأحوال، وإذا كانت الثورة المصرية الأولى في يناير 2011 وحلقتها الثانية الآن في 2012 ستظل على نهج النقمة على "أبانا الذي على العرش"، لأنه لم ينفحنا ما نطمع فيه من خيرات، فلن نصل إلا لطرق مسدودة وأنفاق مظلمة، بعضها قد يكون أشد أو أقل إظلاماً من الآخر، لكنها لن تخرجنا أبداً من التخبط داخل الكهوف والأنفاق المظلمة، ذلك أن الطريق إلى غد أفضل حقيقي لابد وأن يمر عبر البوابة الواحدة الوحيدة وهي "الثورة على الذات".
إذا صح التصور القائل أن نظام مبارك كان أفضل قليلاً مما نستحق لكننا ثرنا عليه، وأن الإخوان والسلفيين أسوأ قليلاً مما نستحق ونثور الآن عليهم، فإن هذا قد يعني بداية الثورة على أنفسنا، كما قد يعني إن فشلنا في استيعاب هذه الحقيقية البقاء في أسر دائرة جهنمية مغلقة، والتخبط في فشلنا دونما أمل في تفاعلات حقيقية تنجب لنا الجديد المختلف تماماً عن كل ما كان وما هو كائن.
نعم يجب أن تستمر الثورة لأجل غير مسمى، ليس لحين التخلص من حكم الإخوان والسلفيين، الذين هم في الحقيقة "أسوأ كثيراً مما نستحق"، ولكن أيضاً للتخلص من كل هذه التشكيلة العجيبة البائدة والمتنافرة من الرموز التي تقود الثورة الآن تحت مسمى "جبهة الإنقاذ الوطني"، مع التحفظ بالطبع على ما قد توحي به العبارة من شمولية الحكم على سائر الناس، فلا يوجد حكم تعميمي صحيح على البشر، لكننا نتحدث عن الصفات والمواصفات الغالبة على أكثرية هؤلاء، فهم كما الإخوان فلول أسوأ العصور في تاريخ مصر الحديث، بداية من عصر عبد الناصر إلى السادات حتى مبارك. . يحتاج الشعب المصري للبحث عن مصادر جديدة يستمد منها أفكاره وسلوكياته، بعدما يثبت لديه بيقين كامل الفشل التام لكل ما يرتكن إليه الآن من مرجعيات وثقافة وعادات وتقاليد، يحتاج لمرجعيات حديثة بريئة من الانغلاق الديني والانكفاء العروبي والحماقات اليسارية التي برأ منها العالم أجمع بداية من معاقلها.
نأمل أن يكون ما نستهدفه في هذه السطور يحدث الآن بالفعل ولو دون وعي واضح، وأن تكون النيران التي يشعلها الإخوان والسلفيين الآن في الوطن ستحوله إلى بوتقة ينصهر فيها الشعب المصري، فتحترق كل الشوائب والأشواك، ليخرج منها في النهاية شعباً مستعداً وقادراً على التوجه نحو مستقبل أفضل، فحق الحياة تنزعه كل الكائنات بإمكانياتها الذاتية حتى أبسطها وأضعفها، فقط الإنسان ينتظر بعض أفراده وجماعاته أن تُقَدم لها الحياة على طبق من ذهب.
kghobrial@yahoo.com
أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر ايلاف تسبب ملاحقه قانونيه
اجمالي القراءات 7657

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-03-23
مقالات منشورة : 598
اجمالي القراءات : 5,701,436
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 264
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt