( وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا ) (128) البقرة )
( وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا ) (128) البقرة )
مقدمة :
1 ـ سأل أحد الأحبّة : ( ما هي المناسك بشكل عام ,هل هي مناسك الحج فقط , وردت في القرآن المجيد آية واحدة 128 البقرة . ,ارجو التوضيح ).
2 ـ الاجابة ترتبط بابراهيم عليه السلام وملته حين دعا: ( وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا )(128) البقرة ) ونقول :
أولا : الجذور : عناوين سريعة
أنواع الأنبياء والرسل
ليس فى القرآن الكريم كل الرُسُل :
قال جل وعلا فى خطاب مباشر لخاتم النبيين :
1 ـ ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ) (78) غافر ).
2 ـ ( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً (163) وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن ْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ) (164) النساء ). نلاحظ هنا فى الآيتين :
2 / 1 : وحدة الوحى الالهى من نوح ومن بعده من الأنبياء ، مع إختلاف اللسان . قال جل وعلا : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ )(4) ابراهيم ).
2 / 2 : ( ابراهيم ) يأتى عنوانا لمرحلة لاحقة فى تاريخ الأنبياء بعد مرحلة نوح ومن بعده ( نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ ) .
3 ـ ثم الحقيقة الى جاءت فى ( وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ) ، أى فهؤلاء الرسل الذين لا نعرفهم جاءهم نفس الوحى الى أقوامهم وبألسنتهم .
وحدة التشريع لكل الأنبياء .
قال جل وعلا : ( شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ) (13) الشورى ). نلاحظ هنا :
1 ـ وحدة التشريع هنا ليست فى التفصيلات ، ولكن فى أساسين هما إقامة الدين وعدم التفرق فيه : ( أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ) .
2 ـ ( ابراهيم ) يأتى عنوانا لمرحلة لاحقة فى تاريخ الأنبياء بعد مرحلة نوح ومن بعده : ( وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ).
أنبياء فى العالم ليسوا مذكورين فى القرآن الكريم
1 ـ قوم نوح هم/ أول تجمع بشرى . لم يكن لهم إسم سوى أنهم ( قوم نوح ) . بعد إغراقهم ونجاة المؤمنين منهم تناسل من المؤمنين قوم لم يذكرهم الله جل وعلا باسم نبيهم (هود ) لأنهم حملوا إسم ( قوم عاد ) ، وبعد إهلاك ( عاد ) تناسل من المؤمنين الناجين من حملوا إسم ( قوم ثمود ) ، أى أصبحت البشرية تتوزع فى الأرض ولكل منها إسم بغض النظر عن النبى المرسل لهم .
2 ـ بعد الحديث عن هلاك قوم نوح وقوم هود (عاد ) قال جل وعلا فى سورة ( المؤمنون ) : : ( ثُمَّ أَنشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ (42) مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (43) ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ ) (44) ) . كانت (عاد ) هم خلفاء قوم نوح ، قال لهم نبيهم هود ( وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ ) (69) الأعراف )، وبعد هلاك قوم عاد ظهر من نسل المؤمنين الباقين قوم ثمود ، كفروا فبعث لهم رب العزة جل وعلا النبى صالح ، قال لهم : ( وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ )(74) الأعراف ). ( قوم ثمود) هم ضمن قوله جل وعلا فى سورة ( المؤمنون ) : ( ثُمَّ أَنشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ (42) ، ( ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ ) (44) . كان من الأمم التى توالت من ذكرهم رب العزة فى القرآن الكريم ، وتعرضوا للهلاك مثل ( قوم مدين ). وكان منهم أقوام فى شتى بقاع الأرض لم يقصّ الله جل وعلا خبرهم . وبعضهم قصّ خبرهم دون ذكر إسمهم وأسماء رسلهم مثل القرية التى أرسل الله جل وعلا ثلاثة من الرُّسُل ( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) يس ).
3 ـ ولكن العلم بهؤلاء الرسل عند الله جل وعلا وحده ، هذا مع أن الحوار الذى دار بين الرسل وأقوامهم واحد مع إختلاف الزمان والمكان واللسان ، قال جل وعلا : ( أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (9) ابراهيم ). نرجو التدبر فى : ( وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللَّهُ )
4 ـ الله جل وعلا بعث فى كل أمة رسولا يحمل نفس الرسالة مع إختلاف الزمان والمكان واللسان . قال جل وعلا : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ )(36) النحل ).
5 ـ ويوم القيامة سيُساق الكافرون من أبناء آدم الى جهنم ، وسيعرضون للتأنيب من خزنة جهنم . قال جل وعلا : ( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ )(71) الزمر ) .
6 ـ أى كان هناك أنبياء فى كل قارات العالم . ولكن جاء تركيز القرآن الكريم على المنطقة الوسطى فى العالم .
تميّز ابراهيم بين ذرية آدم و نوح
نوح هو الأب الثانى للبشرية بعد آدم ، فكل البشر الآن هم ذرية نوح . قال عنه جل وعلا :
1 ـ ( وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ (77) الصافات )
2 ـ ( وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41) يس )
3 ـ ( ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً (3) الاسراء )
ويبرز ابراهيم من بين ذرية نوح . قال جل وعلا عنهما :
1 ـ ( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ) (58) مريم )
2 ـ ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) آل عمران )
3 ـ ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (26) الحديد )
4 ـ ( وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنْ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87) الانعام ).
6 ـ ( ملة ابراهيم ) ومناسكها جاء بها الأنبياء من ذريته ثم كانت الرسالة القرآنية العالمية الأخيرة ( القرآن الكريم ) واتجهت بملة ابراهيم للعالم كله الى نهاية الزمان . إذ قال رب العزة جل وعلا : ( وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً (125) النساء ).
أخيرا : عن ابراهيم وملة ابراهيم والحج للبيت الحرام والمناسك
البيت الحرام ( الكعبة ) قبل ابراهيم
1 ـ جاءت كلمة ( العتيق ) مرتين فى القرآن الكريم وصفا للبيت الحرام . قال جل وعلا :
1 ـ ( وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29) الحج ). ( لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ (33) الحج ).
2 ـ وقال جل وعلا عن البيت الحرام : ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) آل عمران ).. هو أول بيت للناس وللعالمين .
3 ـ أى إن البيت الحرام كان موجودا قبل ابراهيم فى تاريخ الأنبياء السابقين وفى كل الرسالات الالهية قبل ابراهيم عليه السلام .
ابراهيم و تطهير البيت الحرام وبناء الكعبة
1 ـ كان ابراهيم يعيش فى جنوب الشام ، وقد جاءه الوحى بأن يذهب الى مكة حيث البيت الحرام ، وقد أوضح الله جل وعلا لابراهيم ( مكان البيت ) وأمره بدعوة الناس للحج اليه . قال جل وعلا : ( وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) الحج ) . أى قام ابراهيم بتطهير المكان من الأوثان وبناء الكعبة من جديد ، والاعلان بالحج اليها مع التحذير من عودة الشّرك .
2 ـ وعن البيت الحرام مثابة ومقصدا للناس يحجون اليه ، وعن الأمر الالهى لابراهيم وابنه اسماعيل بتطهير البيت ورفع قواعده قال جل وعلا :
2 / 1 : ( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) البقرة )
2 / 2 : ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) البقرة ) .
3 ـ إرتبط هذا بتعليم مناسك الحج للبيت الحرام طبقا للاسلام الحنيف ملة ابراهيم حتى لا ترجع الأوثان تغزو البيت الحرام . وبهذا كانت دعوة ابراهيم .
عن الاسلام والمناسك فى الحج وملة ابراهيم نقرأ دعوة ابراهيم عليه السلام :
3 / 1 : ( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا )(128) البقرة )
3 / 2 : ( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129) البقرة ).
4 ـ وعن ملة ابراهيم :
4 / 1 : فى حكم عام يسرى على البشر جميعا قال جل وعلا : ( وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ ) (130) البقرة )
4 / 2 ـ وأمر الله جل وعلا خاتم النبيين حفيد ابراهيم : ( قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) الانعام )
4 / 3 ـ وأمر جل وعلا بهذا المؤمنين بالقرآن الكريم فقال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77) وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا ) (78) الحج ).
4 / 4 ـ ونفس الأمر لأهل الكتاب ،وقد جاء هذا مرتبطا بالدعوة للحج الى الكعبة : ( قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (95) إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ (97) آل عمران ).
5 ـ بعد أن أعاد ابراهيم وولده إسماعيل بناء الكعبة، ترك ابراهيم ابنه الأكبر اسماعيل فى مكة بجانب البيت الحرام ، ورجع وهو يدعو ربه جل وعلا : ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36) رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) ابراهيم ).
6 ـ الوضع الجديد للحج طبقا لملة ابراهيم كان يعنى :
6 / 1 : وجود البيت الحرام فى وادى بلا زرع ولكن فيه بئر لا تنضب . هذا حتّم تقديم الهدى من الأنعام . ليكون الطعام بجانب الشراب . وتركزت المناسك حول الهدى من الأنعام .
6 / 2 : تحريم التعرض لها فى الطريق ، قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَاناً ) (2) المائدة) . القلائد كانت علامات تتميز بها الأنعام المُقدّمة هديا للبيت الحرام عن غيرها من الأنعام التى للبيع والتجارة . يحرم المساس بهذه القلائد .
6 / 3 : إعتبارها من حُرُمات الله جل وعلا وشعائره : ( فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28) ثُمَّ لِيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29) ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ) (30) الحج ) ( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32) لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ (33) الحج ).
اجمالي القراءات
3245