موقع آفاق يحاور أيمن نور من داخل سجن مزرعة طرة:
موقع آفاق يحاور أيمن نور من داخل سجن مزرعة طرة

اضيف الخبر في يوم الجمعة ١٠ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: آفاق


موقع آفاق يحاور أيمن نور من داخل سجن مزرعة طرة

1

أجرى موقع آفاق حوارا مع رئيس حزب الغد المصري د. أيمن نور في معتقله بسجن طرة المزرعة العمومي، وهو أول حوار شامل تجريه معه وسيلة إعلام منذ اعتقاله قبل ثلاثة أعوام، حيث أعرب عن وجود نية مبيتة لدى النظام المصري لقتله ببطىء عبر منعه من تلقي العلاج والغذاء الخاص بحالته الصحية.


لكن نور أعرب أيضا عن إصراره على الاستمرار في معركة الوطن من أجل التغيير والإصلاح، كما أعرب عن إيمانه بالمستقبل وبغد أفضل للشعب المصري يكون أكثر عدلا وحرية.

وتحدث أيمن نور عن سفر زوجته جميلة إسماعيل إلى نيويورك في سبتمبر الماضي وتسليمها شكوى منه إلى الأمين العام للأمم المتحدة بشأن قضيته، وكذلك تقديمه بلاغا إلى المدعى العام للمحكمة الجنائية اتهم فيه الرئيس مبارك والنائب العام ووزير الداخلية وآخرين بارتكاب الجرائم الواردة في المواد رقم 5، 6، 7 من نظام روما.

وأشار إلى أن من المنتظر أن يعلن المدعي العام قراره بقبول البلاغ خلال شهرين أو ثلاثة أشهر على الأكثر.

وفيما يلي رسالة د. أيمن نور لموقع آفاق، يليها نص الحوار:

 بسم الله الرحمن الرحيم "وبشر الصابرين" في 27 سبتمبر 2008 د . أيمن نور من سجن مزرعة طرة العمومي جنوب القاهرة

الأخوة الأعزاء – مؤسسة آفاق الإعلامية – واشنطن

تقديراً ومودة

أما بعد ؛؛؛؛؛؛؛

تلقيت ببالغ السرور رسالتكم الرقيقة مشفوعاً بها ما طرحتموه من أسئلة لحوار خاص معكم، يسعدني في أن أسهم بالإجابة عليها في إتمام هذا الحوار الذي أحرص عليه وعلى تواصله دائماً إن شاء الله متمنياً لكم جميعاً التوفيق والسداد ولمصرنا الحبيبة العدل والحرية والخلاص من كل أسباب التخلف والظلم.

وكل عام وسيادتكم بخير بمناسبة الأعياد المخلص د . أيمن نور سجن مزرعة طره العمومى جنوب القاهرة تحريراً في 27 رمضان 1429هـ الموافق السبت 27 سبتمبر 2008م

نص الحوار

آفاق: في الخامس من ديسمبر 2008 يبدأ العام الرابع من سجنك، كيف تقيم هذه الفترة من حياتك ؟؟؟

أيمن نور: مع بداية عامي "الرابع" في هذا السجن الظالم، أنا أقوى ممن سجنني ظلماً وتلفيقاً وتنكيلاً؟؟ أنا مطمئن وهو خائف!! أنا مؤمن بالله وبالمستقبل، وهو خائف من الحاضر، ومتشكك انه قدم استحقاقات البقاء في المستقبل.

لقد قدمنا في معركة قيام حزب الغد، ومعركة الانتخابات الرئاسية، نموذجاً ديناميكياً احداثة في الفكر، والحركة، إيماناً منا بالغد كمعنى، وكحركة ضمير، ووريث لليبرالية المصرية.

وقدمنا خلال سنوات السجن الطويلة نموذجاً من الصبر والصمود والعناء في الحق والإصرار على الاستمرار في معركة الوطن من أجل التغيير والإصلاح.

بينما قدم من سجنوني – ومازالوا – لغة قديمة، مرتعدة، تنتمي للعصور الوسطى مفرداتها هي السجن، والظلم، والتلفيق، والتعذيب!! وأدواتها في المنافسة هي الاحتكار، وإبعاد الآخر، ونفي المنافس، واغتيال الحقائق والحقوق، واستغفال التاريخ!!

لقد خسرت - خلال هذه السنوات - حريتي وحقوقي لكنى كسبت صدقيتي وإيماني بصواب موقفي وبحق هذا الوطن في شروق شمس غد جديد أكثر عدلاً وحرية.

معركة بين دولة وفرد

آفاق: حدثنا أكثر عن سنوات السجن ؟؟؟

أيمن نور: سنوات من الغربة - داخل الوطن -  من الغلظة، والدهشة، من كل هذه القسوة، واللا عقل، واللا قانون، واللا منطق!! وما هو المنطق في معركة "يومية" بين دولة وفرد؟! بين شخص مقيد الحرية، ودولة تفعل كل الجرائم والموبقات بكل حرية؟! أين العقل أو العدل، في أن يمنع السجان المسجون، من حقه في الطعام، في العلاج، في الدواء، في زيارة الأطباء؟!!.

فالحرب لها قواعد، والأسر له شرف ومبادئ .. لكنهم عندما اعتقلونى، وضعوا الدستور والقانون والمبادئ والشرف في الزنزانة المجاورة لي!! فتعطلت بحقي - دون غيري - كافة النصوص، واغتيلت كافة الحقوق - حتى تلك المتاحة للقتلة وتجار المخدرات واللصوص ...

فأنا المسجون الوحيد المحروم من حق التقاضي وحضور الجلسات القضائية، بل محروم من حقي في تنفيذ ما يصدر لصالحي من أحكام، مثل الحكم الذي صدر - منذ أكثر من عام - بحقي في استلام الطعام والأدوية من أسرتي ورفضوا تنفيذ الحكم واجب النفاذ للآن (!!) ناهيك عن الامتناع عن تنفيذ حكم أخر صدر لصالحي بالعلاج وزيارة أطبائي لي، وحكم آخر نهائي بزيارة شهرية لزوجتي.

صوتي للوطن كله

آفاق: لكنك تكتب مقالاً يومياً في صحيفة "الدستور" وتصل رسائل منك في اتجاهات مختلفة ... كيف هذا؟!

أيمن نور: كلماتي تصل قيصرياً - منذ ثلاثة أعوام - حيث صدر قرار بعد شهور سجني الأولى بمنعي من الكتابة ... ومنذ هذا التاريخ لليوم أدركت أن معركتي الحقيقة في سجني هي إفشال خططهم في إسكاتي!!

عرفت أن المطلوب والهدف من سجني هو صمتي أكثر من أي شيء!! فقررت ألا أصمت!! بل قررت أن أرفع صوتي وأن يكون صوتي صوتاً للوطن كله!!

في حوالي 1200 يوماً، استطعت أن أهرب أكثر من 1200 رسالة، ومقالاً وتعليقاً، واحتجاجاً، على ما يحدث في هذا الوطن!!

المرة الوحيدة التي ضبطت إحدى رسائلي الهاربة، ألقي القبض على حارس اسمه محمد عنتر (54 عاما)ً وفصل من الخدمة وحكم عليه بالسجن بتهمة مساعدتي في تهريب خطاب واحد، ورغم هذا لم يتوقف يوماً - والحمد لله - خروج مقالاتي ورسائلي، وكلماتي، في معركة بين بنادق السجان، وكلمات السجين ...

رصدوا مخبراً يترصد بكل فكرة أو خاطرة تجول بخاطري، وضابطاً لكل شهيق أصدره أو زفير يخرج مني، حظروا كل شيء، ومشوا بين أصابعي، منعوا كل رسائلي بالطريق الرسمي، وراقبوا كل زياراتي، وانتهكوا كافة حقوقي الدستورية. الشيء الوحيد والأكيد الذي فشلوا في اختصاره ومنه هو إيماني بالله وبوطني!! لقد أرادوا أن يغتالوا شجاعتي، فاغتالوا خوفي! أرادوا أن يغتالوا صوتي واسمي وكلمتي فأعطوا هذه الكلمة طعماً ومعنى وقيمة وثمن..

حاولوا قتلي بمنعي من العلاج

آفاق: أخبرنا عن وضعك الصحي داخل السجن؟؟؟

أيمن نور: السجن وإن كان لم يؤثر على روحي المعنوية، والإصرار في قلبي، إلا أنه ربما نجح في الحد من كفاءة ميكانيكية عمل هذا القلب!! لكنه لم ينل أبداً من قدرته على الحب، والإيمان بالحقوق، والأمل في الغد!!

نعم تزايدت متاعبي الصحية بفعل منعي من الحركة طوال هذه السنوات أو التربص أو المشي فضلاً عن الإصرار على قتلي بالامتناع عن علاجي ومنعي من طعامي الصحي وأكتفي بآخر مثال حتى لهذه الجريمة وهى إصابتي يوم 17 سبتمبر الجاري بجلطة في ساقي الأيسر بفعل قلة الحركة لسنوات أو انعدامها.

وحتى لحظ إجراء هذا الحوار مازالت وزارة الداخلية تبحث هل يتم علاجي من الجلطة أم لا؟! وبعد 28 ساعة تقرر عرض الأمر على النيابة التي قررت عرض الموضوع على لجنة من الطب الشرعي وهي اللجنة التي لم ترد انتظارا لموتي!!

إنها عمليات من القتل المنظم بالترك فلا أحد يجهل أهمية سرعة علاج الجلطات خلال الساعات الأولى من تشكيلها وتكونها!!

آفاق: وماذا فعلت في مواجهة هذه الأزمة الصحية؟؟؟  

أيمن نور: أبداً تعلمت من سنوات السجن أن أعالج نفسي بنفسي حتى الأمور الصعبة مثل إجراء التحاليل أحاول التغلب عليها بطرق بدائية جداً - مثلاً - بعد إصابتي بالجلطة بدأت اتعاطى بعض العقارات المساعدة في إحداث سيولة الدم ... في نفس الوقت أقوم يومياً بوضع بضعة نقاط من دمي على زجاجة صغيرة وأقوم باستخدام دبوس لتحريك الدم حتى يتحول إلى خيوط متجلطة وأحسب المدة الزمنية لأعرف تقريباً نسبة السيولة والتجلط(!!).

رسالة لمبارك

آفاق: هل هذا هو السبب الذي دفعك أن تقول للرئيس حسني مبارك في رسالة وجهتها له من سجنك أنك تعلم أنك لن تخرج من سجنك حياً؟؟؟

أيمن نور: لا أظن أن هذا فقط هو سبب هذه العبارة في تلك الرسالة المعلنة والمنشورة ... فالهدف من هذه الجملة تحديداً كان إبلاغي للرئيس أن رسالته وصلت لي ... وأن بعضاً مما يتصورونه سراً خفياً بات معلوماً ومفضوحاً لي والضرر أن رسالتي وصلته.  

آفاق: لكن هذه العبارة قد تحمل شعوراً باليأس أو الإحباط؟؟؟

أيمن نور: إطلاقاً .. وربما العكس!! فانا أؤمن أن الأعمار بيد الله وحده وان الرغبة في قتلي عمداً أو تركاً لا قيمة لها إذا كان عمري لم ينته بعد ...

بلاغ للمحكمة الجنائية الدولية

آفاق: هل تتهم أحداً بعينه بمحاولة قتلك مثلاً؟! وهل لديك دليلاً على مثل هذه المحاولة؟؟؟  

أيمن نور: من قتل أيمن إسماعيل - شنقاً - على باب زنزانته بعد (6 أيام) من طلبه العدول عن أقواله ضدي، وتحديداً يوم 6/9/2007، وهو المتهم، والقاتل، والمتورط في الرغبة في إسكات أيمن إسماعيل لمنع خروجي وهو أيضاً المتهم بمحاولة اغتيالي لتحقيق ذات النتيجة ولدي مئات المستندات والأوراق والشهادات التي تقدمت بها للمحكمة الجنائية الدولية.

آفاق: ما هي حكاية اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية ؟؟؟

أيمن نور: في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر 2008، حملت زوجتي، رسالة إلى سكرتير عام الأمم المتحدة، وبلاغاً مكون من 22 صفحة، ومئات المستندات موجهة إلى المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية.

الحديث عن الشكوى التي تقدمت بها إلى السكرتير العام للأمم المتحدة وكذا البلاغ المقدم إلى المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولة هو رد فعل طبيعي ومنطقي لإعلان كافة أوجه العدالة والإنصاف والتقاضي في مصر، بل كي أكون أكثر وضوحاً أقول سقوط العدالة وإنكارها - وأعطى أمثلة :-

أولاً: لن أشير تفصيلاً لمرحلة تلفيق القضية الساذجة المسماة بقضية ضرب حزب الغد بدعوى تزوير توكيلات الحزب، علماً أن القانون لا يتطلب سوى 50 توكيلاً!!  

ولن أتحدث اليوم عن طرق الدستور باتخاذ الإجراءات ضدي قبل رفع الحصانة البرلمانية بتلك الصورة الهزلية وغير المسبوقة في تاريخ الحياة البرلمانية!!

فقط أشير لإحالتي لنيابة أمن الدولة غير المختصة!! ولدوائر قضائية غير مختصة بقرار خاص من رئيس استئناف القاهرة!! فقط أشير أني حوكمت في ظل انتهاكات خطيرة لأبسط صور الحق في التقاضي أمام قضاء مستقل ونزيه بداية من رفض سماع شهود مثل رئيس مجلس الشعب والشورى وأعضاء لجنة الأحزاب، نهاية برفض سماع أقوال من تم الإستناد على أقوالهم في إدانتي.

ثانياً: أنا لم أحاكم على درجتين بل على درجة واحدة حيث أن محكمة النقض ليست درجة تقاضي لأنها لا يجوز لها النظر في الموضوع فهي محكمة إجراءات فقط فضلاً أن جلسة النقض الخاصة بى يوم 18 مايو 2006 تم تحديدها في ذات يوم محاكمة القضاة مكي والبسطويسى وذلك لحرمان دفاعي من الحضور بعد أن حاصرت قوات الأمن المحكمة ومنعت معظم دفاعي من الحضور فضلاً عن عدم حضوري المحاكمة.

ثالثاً: رفعت دعويين أمام مجلس الدولة (لتهيئة دليل) لتقديم التماس إعادة النظر وأخيرا .. صدر الحكم لصالحي يوم 19 فبراير 2008 في الدعويين 14505 لسنة 61ق ، والدعوى 35185 لسنة 61ق قد أثبت الحكم حقائق خطيرة تقطع بوجود قبول التماس إعادة النظر لبطلان المحاكمة وعدم جواز اتصال المحكمة بالدعوى أصلاً وبوجود تزوير معنوي في محضر النيابة العامة الذي افتتحت به القضية وبناء عليه تقدمت بطلب إلتماس إعادة النظر على سند من الأحكام السابقة يوم 3 مايو 2008، إلا أن النائب العام رفض وللآن مجرد إحالة الطلب للمحكمة بل تجاهله تماماً رغم أن قبوله وجوباً بناء على الحكم.

رابعاً: عندما تقدم أيمن إسماعيل ببلاغ للنيابة العامة يوم 1/9/2007 طالباً الاعتراف بحقيقة تلفيق هذه القضية وطالباً الإدلاء بأقواله ... رفضت النيابة مجرد إثبات هذه الأقوال في محضر وظلت على موقفها حتى لقي أيمن مصرعه شنقاً على باب زنزانته بعد تقديم الطلب في اغتيال وإعدام خارج القانون لأي فرصة لظهور العدالة والحقيقة.

خامساً: أضف لذلك أيضاً تورط القاضي الذي أصدر الحكم ضدي بجريمة تزوير ثابتة في أوراق الحكم الصادر ضدي بتاريخ 31 مايو 2007 ويكفى أن أشير لاستناده إلى طلب إشكال لم أتقدم به أصلاً ولم تتقدم به أسرتي كما ادعى، فضلاً عن أنه استند على تقرير طبي شرعي في العريضة 8081 عرائض النائب العام وهو التقرير الذي لم يكن صدر يوم صدور الحكم!! بل لم يصدر للآن!!

رغم استناد الحكم إليه فضلاً عن الثابت لدي من أوراق رسمية أن هذا القاضي رفض حضوري الجلسة وهو المثبت في أوراق السجن وتحقيقات النيابة بينما قام هو بالمخالفة للحقيقة بإثبات أني لم أحضر الجلسة رغم إعلامي!! كل هذا وما زالت النيابة ترفض مجرد سماع أقوالي في اتهامي للقاضي بالتزوير!! مجرد سماع الأقوال !!

سادساً: امتنعت النيابة أيضاً عن الفصل في 1775 بلاغاً مقدماً منى بعضها عن وقائع في غاية الخطورة مثل واقعة قيام اللواء جاد جميل واللواء عماد شحاتة بالاعتداء البدني علي يوم السبت 12 - مايو - 2007 وذلك رغم ثبوت آثار التعذيب وفقاً للتقارير الطبية الصادرة عن السجن وعن مصلحة الطب الشرعي!!

سابعاً: امتناع النيابة عن إعمال القانون في أكثر من (300 بلاغ) سب وقذف بحقي عبر الإعلام الحكومي الرسمي (تلفزيون وصحف) حيث بات موقف النيابة أقرب للتحريض على مزيد من جرائم السب والقذف ضدي في سجني بتجاهل كل هذه البلاغات في وقائع ثابتة بالنشر والإذاعي وعدم إحالة أي منها للقضاء رغم ثبوتها في تأكيد لغياب الدور القضائي وسيادة الهوى السياسي والحزبي.

ثامناً: إذا كان موقف النيابة العامة والقضاء، هو الدافع "الأول" للاتجاه على البحث عن سبل للإنصاف عبر الأمم المتحدة ووفقاً لحقوقي كإنسان، وليس مجرد فريسة لنظام، قرر أن يغتال كل حقوقي، بتوظيف كل أدواته وأسلحته ضدي خاصة بعد أن كشف النظام عن وجهه بالكامل برفض الإفراج عنى بمضي نصف مدة العقوبة في استثناء شاذ حيث سمح قرار رئيس الجمهورية رقم 200 لسنة 2008 يوم 23 يوليو بالإفراج عن المحكوم عليهم بالقتل والتجسس والتعذيب (و66 جريمة أخرى) بينما استثنائي من هذا الحق في العفو بمضي نصف المدة!!

فأنا الآن في حقيقة وضعي "معتقل" بقرار من الرئيس الذي كان يقول حتى وقت قريب إنه لا يتدخل في أحكام القضاء!! وها هو يتدخل للإفراج عن القتلة والجواسيس والفاسدين ويمنع خصومه ومنافسيه من ذات الحق!!

ومن هناك كان علينا أن نطرق أبوباً حقيقية للإنصاف بعد أن أغلقوا كل الأبواب في الوطن ..

شكوى للأمين العام للأمم المتحدة

آفاق: وما هي جدوى الشكوى للسكرتير العام للأمم المتحدة؟؟؟

أيمن نور: هذا سؤال وجيه جداً في ظل عدم توقيع مصر على ما يسمح لمواطنيها بحق الشكوى، إلا أن مصر قد صدقت على العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية بقرار رئيس الجمهورية رقم 536 لسنة 1981 والمنشور بالجريدة الرسمية في 15 إبريل 1982، كما صدقت أيضاً على اتفاقية حظر التعذيب والمعاملة غير الإنسانية وغيرها من ضروب المعاملة القاسية أو اللإنسانية أو المهنية والصادرة عن الأمم المتحدة في 10 ديسمبر 1984 والتي صدر قرار من رئيس الجمهورية بالتصديق عليها برقم 154 لسنة 1986 والمنشور بالجريدة الرسمية في 7 يناير 1988 ووفقاً للمادة رقم 151 من الدستور تصبح هذه الاتفاقيات تشريعاً وقانوناً محلياً ملزماً .. وقد انتهكت معي العديد من نصوص العهد الدولي وخاصة ما يتصل بشروط التقاضي العادل وفقاً لنص المادة رقم 14 من العهد وغيرها من النصوص المتصلة باستقلال القضاء والحق في العدالة وغيره ..

وقد عينت لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة مقرراً خاصاً بمراقبة استقلال القضاء وعدالته ويتولى هذه المهمة منذ أغسطس 2003 (Mr .. Leandro Despouy) وهو أرجنتيني الجنسية ومفوض في تلقي البلاغات وزيارة الدولة التي تشهد أية انتهاكات لمبادئ استقلال القضاء، ويقدم تقريراً عن الحالات المعروضة عليه للجنة حقوق الإنسان، فضلاً عن تقريره السنوي الخامس للسكرتير العام للأمم المتحدة.

ومن جميع ما سبق أقول إن شكواي للسكرتير العام للأمم المتحدة هي في إطار طلبي منه عرض الأمر على اللجان والهيئات المختصة وأولها لجنة حقوق الإنسان ومقرر مراقبة استقلال السلطات القضائية .. ولدي تفاصيل تؤكد استكمال الجوانب اللائحية في الطلب وقبوله وإحالته.  

آفاق: وماذا عن المحكمة الجنائية الدولية والطلب المعروض على المدعى العام للمحكمة؟؟؟

أيمن نور: الحقيقة أن هذا بلاغ منفصل (يقع في 22 صفحة) ومرفق به مئات المستندات وهو يستند لعدة حقائق وسوابق هامة أبرزها أن الدول التي رفضت عضوية المحكمة أو أن تكون طرفاً فيها، هي سبع دول (الولايات المتحدة - إسرائيل - الصين - الهند - العراق - قطر - ليبيا) وكان هذا عند تأسيسها في يونيو 1998 ..

وفى 18 يوليو فتح باب التوقيع بوزارة الخارجية الإيطالية وظلت المحكمة غير مفعلة إلا في حدود الأطراف الموقعة عليها حتى الأول من إبريل 2002 حيث بلغت الدول المصدقة على النظام الأساسي للمحكمة 66 دولة وهو العدد المطلوب لدخول الاتفاقية حيز النفاذ بحق الدول الأعضاء عدا المعترضين السبعة ..

وربما كان هذا هو سند المدعى العام في قبول الاتهامات الموجهة للرئيس البشير رغم تمسك السودان - على غير حق - أنها لم تصدق على الاتفاقية!! ولدي مفاجآت عديدة في شأن مقبولية هذا البلاغ والمتوقع أن يصدر قرارا بها خلال شهرين أو ثلاثة أشهر على الأكثر من المدعي العام من تاريخ تقديم بلاغي الذي اتهمت فيه الرئيس مبارك والنائب العام ووزير الداخلية وآخرين بارتكاب الجرائم الواردة في المواد رقم 5، 6، 7 من نظام روما.

لا علاقة لي أبدا بأمريكا  

آفاق: وما تعليقك على اللقاءات التي تمت أثناء زيارة زوجتك لنيويورك وواشنطن وأهمها لقاء الرئيس بوش؟؟؟

أيمن نور: زيارة زوجتي جميلة إسماعيل لنيويورك كانت بهدف تسليم خطاب للسيد السكرتير العام للأمم المتحدة وكذا محاولة مقابلة المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية أثناء حضوره اجتماعات الدورة رقم 63 للجمعية العامة.

وبالمناسبة هذه هي الزيارة الأولى لزوجتي لنيويورك والثانية لواشنطن حيث سبق لها القيام بزيارة وحيدة لها ولي أيضاً عام 1999 في زيارة رسمية للكونغرس مع زميلين من أعضاء الحزب الوطني استغرقت أربعة أيام فقط لا غير.

وقد أبلغتني زوجتي قبل سفرها بتكليف مني أنها تلقت دعوة ضمن 13 مناضلاً من أجل الحرية في العالم للقاء في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وسيحضر اللقاء الرئيس بوش.

والحقيقة أن زوجتي وأبني نور الذي كان بصحبتها في زيارة بالسجن لم يكن لديهما حماس لحضور هذا اللقاء!! إلا أننى بعد معرفة أسماء المدعوين الآخرين وجدت أن حضورها هذا اللقاء لا غبار عليه خاصة وأنى كثيراً ما كتبت عن بعض هذه الرموز الـ 13 وعن فضائلهم من أجل الحرية في أوطانهم - خاصة - مرشح الرئاسة في بلاروسيا والذي نافس الرئيس وحكم عليه بالسجن 5 سنوات (!!) وكذا عمر الصحفي الكوبي الشهير وغيرهم.

وقد أقنعت زوجتي أن تشارك في هذا اللقاء على هامش قيامها بتسليم بلاغي للسكرتير العام للأمم المتحدة.  

آفاق: ألم تعد تثير مخاوفك تلك الاتهامات الإعلامية الرسمية لك بموالاة أمريكا مثلاً؟؟؟

أيمن نور: الحقيقة أن ها الكلام أصبح مضحك ومؤسفاً ومثير للاشمئزاز أحياناً، أنا أتحدى أي شخص ممن يرددون مثل هذه الأكاذيب والأوهام الساذجة أن يقدم دليلاً واحدا أننا - وأقصد شخصي وأسرتي وحزبي وكل من له اتصال بي من قريب أو بعيد - أن يكون تورط يوماً في أي علاقة أو قبل هدية أو مساعدة من أمريكا بأي شكل من الأشكال.

إن التضامن الأوروبي والأمريكي والدولي عموماً لا يمكن اختزاله في تلك المعاني الساذجة والتآمر به التي تجيد الدولة ترويجها ضد خصومها للنيل منهم والدولة ورجالها وأهلها أولى أن يحدثونا عن أنفسهم وزياراتهم وجمعياتهم وكل ما يتم تمويله خارجياً لهم!!

أما نحن فلم يحدث ولن يحدث وأتحدى من يثبت أننا تورطنا يوماً في أي شيء مما يدعونه ويتوهمونه. والذي يندهش من أن يقابل بوش 13 من نشطاء النضال من أجل الديمقراطية في العالم ومن بينهم زوجة أيمن نور، عليه أن يسأل ويندهش عن سر مقابلة بوش لجمال مبارك في البيت البيض وعلى انفراد يوم 12 مايو 2006 وهذا اللقاء الذي أعقبه جمال كقيادة حربية بلقاء مسئول الأمن القومي الأمريكي!!

قلنا لبوش لا نريد منك أن تدعم الديمقراطية ولكن لا تدعم المستبدين

آفاق: وما هو المردود الحقيقي على قضية أيمن نور من لقاء جميلة إسماعيل زوجتك بالرئيس بوش و12 من رموز النضال من أجل الحرية في الدول المستبدة؟؟؟

أيمن نور: عندما نتحدث عن اللقاء علينا أولاً أن نسأل ماذا قالت جميلة لبوش؟ هل طلبت منه مثلاً التدخل من أجلي؟! لم يحدث، ولن يحدث!! بل قالت له بوضوح إننا لا نطلب منكم مساندة قضايا الديمقراطية بل فقط نطلب منكم عدم دعم المستبدين!! وأحسب أن هذا الكلام هو كلام مشرف ويشف عن وعي وفهم ومسؤولية.

آفاق: لكنه تم تشكيل لجنة من الذين حضروا هذا اللقاء للتضامن معك؟؟؟  

أيمن نور: هذا صحيح، لكنها لجنة من تسعة من المدعوين الإثنى عشر برئاسة الزعيم البورمي كوفيدا ومساعدة نائب البرلمان الأوربي فيتاتوس لاندز برج وكذلك عمر من كوبا وهو من سبق وأن كتبت عنه عدة مقالات أثناء سجنه فاللجنة هي لجنة حقوقية من زعامات شبيهة وزعماء شعبيين وليس لجنة من حكومة أو إدارة، وقد تم تشكيلها على هامش اجتماع عقد على هامش مجموعة الحريات اثناء اجتماع الأمم المتحدة.

آفاق: هل وجهت رسالة مكتوبة لبوش حملتها زوجتك؟؟؟

ايمن نور: لم يحدث، ولم أفكر في هذا. أنا كاتب وعندما أكتب أنشر حتى ولو كان عنوان المقال "رسالة" لكني لم أكتب في الحقيقة أي مقال أو رسالة بهذا المعنى ولو كتبت ستجدها منشورة أولاً وأخيراً فلا أحب فكرة توجيه الرسائل الخاصة أو الرسائل السرية أو اللقاءات السرية.

وأشير هنا أننا نعلن من جانبنا كل شيء وأي لقاء أو دعوة ولا نخفي أي شيء وستجد هذا واضحاً رغم محاولة البعض المخالطة. وفى نهاية هذه النقطة أقول وأؤكد أنه ليس لدينا شيء نخجل منه أو نخفيه لأننا نثق في أنفسنا ووطنيتنا ولا نقبل أن يزايد عليها رجال النظام وحملة مباخره وهم من هم. أما نحن فندفع من حياتنا وعمرنا دفاعاً عن مبادئنا ومواقفنا وسنظل حتى آخر نفس.

رسالتي لبلادي 

آفاق: ما هو أسوء ما واجهك خلال أزمتك الأخيرة؟؟؟  

أيمن نور: الأسوأ على الإطلاق هو موقف النيابة العامة والقضاء وغياب الاستقلالية والحيادية.

كارثة أن يكون الخصم حكماً والحكم خصماً ويكون ملجأ المضرور تلمساً لحماية هو ذاته - أداة تقويض هذه الحماية!!

آفاق: ماذا تريد أن توجه من رسائل من داخل سجنك؟؟؟ 

أيمن نور: رسالتي لبلادي وأقول لها: روحي تشتكي من الذين بحق شعبك تجاهلوا .. أخبريهم يا مصر أننا لا نرتضي سيداً يقسو وشعباً يقهر .. أخبريهم أن زمن الظلم سيزول ولن يبقى مكاناً لغافل أو جهول.

أدعو بالمغفرة لمن ظلموني

آفاق: وماذا تقول للذين سجنوك؟؟؟

أيمن نور: أقول لهم قوله تعالى في سورة الزخرف – 39 "ولن ينفعكم اليوم إذا ظلمتم إنكم في العذاب مشتركون " صدق الله العظيم .

آفاق: لمن تريد أن توجه رسائل أيضاً؟؟؟  

ايمن نور: لكل المظلومين والصابرين في هذا الوطن أبشروا فالله مع الصابرين، بل أقول للظالمين إني أدعوا لكم في صلاتي أن يعفو الله عنكم ويغفر لكم جرائمكم في حق أنفسكم ووطنكم وأهلكم وأقول لهم لا قيمة لأي إنجاز وعمل لا سقف له من العدالة والحرية. إنى لا أتمنى لهم أن يعذبهم الله بأفعالهم بل أتمنى فقط أن يخلصنا الله جميعاً من العذاب ..

لن أتراجع عن موقفي ما دمت حيا

آفاق: متى ستخرج من السجن؟ وفى حال خروجك هل ستواصل مسيرتك؟؟؟  

أيمن نور: موعد خروجي القانوني هو نهاية شهر يونيو 2009 "القادم" أي بعد قرابة تسعة أشهر وأحسب أن هناك موقعاً أعده بعض الشباب من شباب الغد و6 أبريل يحمل هذا المعنى وتفاصيل تتصل بهذا اليوم وغير ذلك ..

أما عن مواصلة المسيرة فأقول بوضوح وصراحة أنه مادام في العمر بقية لن أتراجع عن موقفي بل أظن أنه لا يوجد سبب واحد أو منطق في هذا التراجع فكل ما حدث - ومازال - أكد لي أننا على الحق وهم الباطل بعينه، فما دمت حياً لن أتراجع عن موقفي أما التفاصيل فهذا ليس وقتها وهذا ليس موعدها إلا إنها واضحة في ذهني إن شاء الله.

اجمالي القراءات 3878
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق