النظام السوري يعتمد سياسة الأرض المحروقة

اضيف الخبر في يوم الأحد ٠٤ - مارس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: إيلاف


النظام السوري يعتمد سياسة الأرض المحروقة

الثوار يفرون إلى الدول المجاورة بسبب الهجوم العنيف لجيش الأسد
النظام السوري يعتمد سياسة الأرض المحروقة


لميس فرحات

GMT 13:00:00 2012 الأحد 4 مارس
5


في ظل إتباع النظام السوري لسياسة الأرض المحروقة والمضي قدماً في الهجوم على البلدات والأحياء التي يتحصن فيها عناصر الجيش السوري الحر، بات الثوار غير قادرين على الصمود ويفرون إلى الدول المجاورة.


عناصر من الجيش السوري الحر

يبدو أن الرئيس السوري بشار الأسد بعيداً عن الوصول إلى مرحلة الإذعان للضغوط الدولية بسبب الحصار الوحشي لمدينة حمص، إذ يمضي قدماً في توسيع حملته العسكرية في جميع أنحاء البلاد.
جلس آخر المدافعين من قرية "عين البيضا" السورية في منطقة حدودية نائية يحتمي من الرياح الباردة، ليكمل رحلته إلى تركيا.

في اليوم السابق، هربت مجموعة معارضة ضمت نحو 50 مقاتلاً، بعد أن طاردتهم وحدة من الجيش السوري المدعومة بالدبابات. بعد ذلك، قامت قوات الأسد بإشعال النيران في المباني وزرع الألغام الأرضية لمنعهم من العودة.

في هذا السياق، نقلت صحيفة الـ "تليغراف" عن جمال، أحد الثوار الهاربين، قوله: "لم نرهم يقاتلون بهذه الطريقة من قبل، كانوا كالمجانين"، وأضاف أن الجنود كانوا أشبه بالمخدرين، "فكنا نطلق النار عليهم ولا يسقطون بل يستمرون بالقتال".

العديد من القرى الأخرى في محافظة ادلب، في الشمال على طول الحدود التركية، عانت من الحملة العسكرية ذاتها. ففي الوقت الذي تركز اهتمام العالم على الرعب في مدينة حمص، حيث اتهم رئيس وزراء بريطانيا القوات السورية بممارسة "بربرية القرون الوسطى"، اعتمد الأسد شمالاً سياسة الأرض المحروقة في محاولة واضحة للقضاء على حركة التمرد تماماً.

وقال رجل فر من محافظة إدلب، إن الجنود يسيطرون على المنطقة وينتشرون في كل مكان، مضيفاً أنهم "يقصفون القرى ويداهمون المنازل".

ووصف شهود عيان العثور على جثث مقطوعة الرأس ملقاة في الشوارع، مشيرين إلى أن العديد من السكان المصابين بجروح بالغة محاصرون في بيوتهم وغير قادرين على الوصول إلى المستشفيات.

وأضافت الصحيفة أن الميليشيات المسلحة تجوب الشوارع للقضاء على الثوار والمعارضين، مشيرة إلى أن سكان البلدات يشعرون بالخوف بسبب أقوال تفيد بأن الجماعات المسلحة تذبح السكان المتعاطفين مع المتمردين.

يقول وسيم صباغ (35 عاماً)، المتحدث باسم الجيش السوري الحر:"الوضع خطير للغاية. الجنود ينتشرون في كل مكان، وعدد كبير من أفرادنا – من ضمنهم قيادي كبير – غير قادرين على الدخول عبر الحدود إلى سوريا".

وجاءت أنباء الهجوم على الشمال في الوقت الذي تجاهلت فيه قوات الحكومة النداءات الدولية لتخفيف قبضتها على منطقة بابا عمرو في حمص، معقل الثوار السابق الذي تمت محاصرته بشكل نهائي يوم الخميس الماضي.

وحاصرت قوات الأسد نحو 4,000 شخص في بابا عمرو لأيام عدة من دون أي غذاء أو ماء أو معدات طبية. وحتى الآن تم رفض دخول قافلة مساعدات من اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) إلى البلدة للمرة الثانية على التوالي بعد العديد من المناشدات الانسانية.

ويقول القادة في الجيش السوري إن لجنة الصليب الأحمر مُنعت من الدخول إلى بابا عمرو بسبب "مخاوف من أن قوات المتمردين الفارين قد زرعوا شراكاً وألغاماً في المنطقة".

أما الثوار، فيقولون إن النظام السوري يستخدم هذه الذريعة ليحصل على المزيد من الوقت للجيش للتغطية على أدلة من عمليات الإعدام التي نفذت في الايام الاخيرة.
وقال شون ماغواير، المتحدث باسم اللجنة الدولية لصحيفة الـ "تليغراف": "لن نستطيع الدخول"، مشيراً إلى أن النظام السوري برر رفضه بسبب "الوضع الأمني على أرض الواقع".

وأضاف: "لكن نظراً إلى أننا لم ندخل بابا عمرو حتى اللحظة، لا يمكننا أن نقدم أي تقييم لحالة حقوق الإنسان، وهذا أمر مؤسف فنحن نعتقد أن هناك حاجات ملحة هناك".

وتحدث أعضاء في الجيش السوري الحر، الذين قاتلوا في بابا عمرو، عن ضخامة الترسانة العسكرية المنتشرة ضدهم. فقال عمر الحمصي، وهو مقاتل في الجيش السوري الحر هرب إلى لبنان في الأسبوع الماضي، "استخدموا الأسلحة في الايام الخمسة الماضية أكثر مما استخدموها في الأسابيع الثلاثة الأولى من محاصرة المدينة".

وأضاف: "كانوا يستخدمون في السابق الدبابات المجهزة بصواريخ يصل مداها إلى 3 كيلومتر، وفي الأيام الأخيرة استخدموا قاذفات الصواريخ".

أما شمالاً في مدينة ادلب، آخر معقل ل

اجمالي القراءات 3380
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق