من خرافات الدين الأرضى (5 ) :
تحول علم الحرف فى القرآن الكريم الى دجل وشعوذة

آحمد صبحي منصور Ýí 2009-02-05


مقدمة :
تعرضت لموضوع "علم الحرف" في رسالتي للدكتوراه عن ( اثر التصوف فى العصر المملوكى )على أساس أنه دجل، حيث كان الشيوخ يشعوذون به فعلاً، ولكن بعدها بأكثر من عشر سنوات اكتشفت الجذورالحقيقة لهذا العلم في القرآن الكريم. ونشرت مقالا فى روز اليوسف فى منتصف التسعينيات عن علم الحرف الحقيقي الذي حوله الشيوخ إلى شعوذة،وكان لهذا المقال صدى هائل .


واعيد نشره هنا ـ دون تغيير ـ ضمن سلسلة خرافات الدين الأرضى التى تتحول فيها بعض الحقائق الى دجل وشعوذة فى إطار التكسب بالدين والاحتراف الدينى.
أولا : في البداية .. ما هو علم الحرف ؟
في الريف والبيئات الشعبية يقال أن الشيخ " فتح له الكتاب" و "حسب له نجمه" . أي أنه حسب القيمة العددية لأسم المريض، ثم يقسمها على (28) وباقي القسمة يكون هو الباب الخاص بالمرض في الكتاب الذي يفتحه للمريض ..
والمهم أن علم الحرف هو القيمة العددية للحروف الهجائية العربية، وما تدل عليه هذه العلاقة بين الحروف والكلمات وقيمتها العددية .
وهو علم قديم سبق نزول القرآن وعرفته اللغات السامية، وليس اللغة العربية وحدها، وكان ترتيب الحروف العربية متمشياً مع الحساب العددي ، أي كانت " أبجد هوز حُطي كلمن .. " ثم حدث تغيير لاحق بترتيب الحروف لتتمشى مع الأشكال المتقاربة في رسم الحروف، فالباء والتاء والثاء تأتي متتالية، ومثلها الجيم والحاء والخاء، والسين والشين والصاد والضاد، ذلك الترتيب الموجود إلى الآن، ولكن لا يزال الترتيب السابق معمولا به خصوصا في علم "الجبر" (أ ، ب ، ج ، د ،هـ، و ، ز ) الخ .. بسبب الصلة الوثيقة بين الحروف وقيمتها العددية والتي سار عليها علم الحرف .
وتستطيع معرفة القيمة العددية لأي كلمة عربية ‘إذا جمعت القيمة العددية لكل حروفها ، حسب ذلك الجدول، وهو ما كان سائداً قبل وبعد نزول القرآن، ثم تحول إلى دجل وشعوذة حين أصبح التدين دجلاً وشعوذة .
الجدول الذي يبين القيمة العددية للحروف
أ = 1 ح = 8 س = 60 ت = 400
ب = 2 ط = 9 ع = 70 ث = 500
ج = 3 ى = 10 ف = 80 خ = 600
د = 4 ك = 20 ص = 90 ذ = 700
هـ = 5 ل = 30 ق = 100 ض = 800
و = 6 م = 40 ر= 200 ظ =900
ز = 7 ن = 50 ش = 300 غ =1000

قيمة الحروف العددية حسب ترتيبها
(الإيمان) ــ (الجن والإنس ) ــ (الكفر)
(133) 99 (232) 99 (331)

ثانيا : علم الحرف في القرآن
الله تعالى بقول عن القرآن الكريم:(اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ )(الشورى 17).
أي أن كل كلمة قرآنية في موضعها وفي تكوينها بميزان دقيق, وقد لفتت هذه الآية الكريمة نظر بعض القرآنيين، والقرآنيوين مجموعات منتشرة في العالم يتمسكون بالقرآن، ومن خلاله ينظرون إلى التراث، ومنهم الأستاذ مراد الخولي وهو مهاجر مصري إلى كندا، وقد استطاع بالكومبيوتر إعادة الاكتشاف لجذور علم الحرف، وأوضح من خلال بعض النتائج نوعا من الإعجاز العددي داخل النسق القرآني، مما يؤكد أن المجال الوحيد لعلم الحرف هو في القرآن حيث الأدلة واضحة بالأعداد والحساب ، وحيث تؤكد أن هذا الكتاب العزيز معجزة إلهية فوق مستوى البشر .. وبالتالي فإن من الجدل والشعوذة استخدام علم الحرف في خارج القرآن وفي كلام البشر، لأن القرآن وحده هو الذي أنزله الله تعالى بالحق وبالميزان.
والأعداد والأرقام هي الميزان الدقيق الذي لا يختلف عليه البشر مهما اختلفت ألسنتهم، والأعداد والأرقام لا محل فيها للاجتهادات وتنوع وجهات النظر ، لأن:" واحد زائد واحد يساوي أثنين" .. وبلغة الأرقام يكون الإعجاز القرآني موجهاً للناس جميعاً، وليس للعرب وحدهم.
وقد سبق الدكتور عبد الرزاق نوفل إلى اكتشاف الإعجاز العددي في كلمات القرآن, ولكن علم الحرف يتجاوز ذلك إلى البحث في حروف القرآن وتركيب الكلمة وقيمة ذلك عددياً، والدلالات الناتجة عن هذا.
ومن الاكتشافات العددية التي توصل إليها الأستاذ مراد الخولي :ـ
1- في قوله تعالى (اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ ) . إن كلمة الحق ( ا ل ح ق ) = ( 1+ 30 + 8 + 100 ) = 139 , وهى نفس القيمة العددية لكلمة ( الميزان) ( ا ل م ي ز ا ن) = (1+ 30 + 40 + 10 +7 +1 +50 ) = 139 .
2- في قوله تعالى (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ) ( النازعات 6،7 ) كلمة (الراجفة) قيمتها العددية (715) ويتبعها في القيمة العدية كلمة (الرادفة) أي (716) .. أي أن الراجفة تتبعها الرادفة بالحساب العددي أيضاً .
3- كلمة (السموات) تساوي (539) ، وهىّ تساوي (7× 77) أي أن السموات سبع , كما يؤكد القرآن، وحتى كلمة (السماء) = (133) أي (19 × 7) .
4- ويقول تعالى عن جهنم (لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ ) ( الحجر 44 ) وقيمة " جهنم" = (98) أي (7×14) أو (7×7×2) وهو تفسير عددي للآية، بل إن كلمة (سبعة) قيمتها العددية (532) وهىّ تقبل القسمة على سبعة (7×76) .
5- كلمة الفوز العظيم = (1175)، وكلمة (الخسران المبين) = (1075) والفرق بينهما (100) وهو نفس الفارق بين كلمتي (الأتقى = 542 ) و ( الأشقى = 442 ) .
6- كلمة (الإيمان) = ( 133) وكلمة (الكفر) = (331) ، أي أن القيمة العددية للإيمان (133) عكسها في الترتيب كلمة الكفر (331) . وهو تفسير عددي لكون الكفر عكس الإيمان، بل الأعجب من هذا أن القيمة العددية لكلمتي (الجن والإنس) = (232) وعلاقتها بالإيمان والكفر عجيبة، إذ تقع في المنتصف تماماً .
أي أن الجن والإنس في منتصف المسافة بين الإيمان والكفر، أي لهما حرية الاختيار المتساوية في الاتجاه نحو هذا أو ذاك .
والأعجب من ذلك أن القيمة العددية للكفر(331)لا تقبل القسمة على أي عدد ، وهو قريب من المعنى القرآني الذي يؤكد أن الشرك أو الكفر يحبط الأعمال، بينما القيمة العددية للإيمان وهىّ (133) تساوي ( 7×19) ، والقرآن مرتبط بالرقمين (7) ،(19) ولهما دخل كبير في نظامه العددي، وذلك موضوع شرحه يطول .
7- وقلت في بحث قرآني أن (الروح) في القرآن هو جبريل , وليس فينا (روح) داخل الجسد , بل فينا (نفس)، وأرسل الأستاذ مراد الخولي يؤكد هذا بالقيمة العددية ، فالروح تساوي (1+30+ 200 + 6 +8) = 285 , وهىّ نفس القيمة العددية لجبريل ( 3+ 2 +200 +10 + 30 )= 285 . والعجيب أن كلمة الروح في القرآن جاءت كلها عن جبريل ووظائفه ، من نفخ النفس إلى النزول بالوحي وتأييد الحق .
8- وصدر لي كتاب (المسلم العاصي) الذي يؤكد من خلال ثلاثمائة آية قرآنية أن من يدخل النار لن يخرج منها،وأن أصحاب الأعراف هم ملائكة مترجلون ، وأرسل الأستاذ مراد الخولي يؤكد نفس الحقيقة القرآنية بعلم الحرف من خلال القرآن, فكلمة (النار) = (1+ 30 + 50 + 1 + 200 ) = (282) ،
وكلمة (الجنة) = (1+ 30 + 3 + 50+ 400 ) = (484). وكلمة (الأعراف) = (1+ 30 +1 + 70 + 200 + 1 + 80 ) = 383 والفرق بين (الجنة) و ( الأعراف) = ( 101) , وهو نفس الفرق بين (الأعراف) و ( النار) (101) .
أي أن الأعراف في منتصف الطريق تماماً بين الجنة والنار,وطبقاً لما جاء في سورة الأعراف,فإن أهل الجنة وأهل النار يتجمعون على الأعراف ويتحدث معهم ملائكة الأعراف قبل دخول كل فريق إلى مثواه الأبدي .
9- واكتشافات أخرى كثيرة: منها
* أن الفارق بين (المؤمنون والمؤمنات) و (المنافقين والمنافقات) يساوي عددياً (266) وكلمة (سور) = (266) وسورة الحديد ذكرت أن المؤمنين والمؤمنات سيفصل بينهم سور باطنه الرحمة وظاهره العذاب(الحديد 12 – 15 ) ،
* ومنها أن آية سورة البقرة رقم (102)التي ذكرت (هاروت) و (ماروت) وتربطهما ببابل، ينطبق عليها علم الحرف، لأن (ماروت)=(647) و (هاروت)=(612) والفارق بينهما (35) وكلمة (بابل) = (35) ...!!
* وسورة المجادلة من الآية (14) إلى الآية (19) تتحدث عن أصحاب النار الذين هم حزب الشيطان . و(الشيطان) = (401) وكلمة (حزب) = (17) ، وحين تطرح مقدار كلمة (حزب) من مقدار كلمة (الشيطان) نجد العدد (384)، وقيمة كلمة (أصحاب النار) تساوي (384). وعلاقات معقدة بين الكلمات المترادفة والمتناقضة، وتجد الصدى في القيمة العددية، وهو موضوع طويل ومعقد، ولكن لم يصل الباحثون بعد إلى نظرية متكاملة تحكم كل تلك الاكتشافات ..
ولا يزال المجال مفتوحا .، ولكنه يؤكد أن الأعجاز القرآني يمتد ليشمل طريقة الكتابة القرآنية وترتيب الآيات والسور ، وذلك ما توقف أمامه العلماء السابقون حيارى وقالوا أنه ( توقيفي ) ، ولعله يكون الأعجاز الذي أدخره المولى عز وجل للبشرية في عصر الحاسبات الالكترونية .
وقبل أن نترك هذا الموضوع ننبه القارئ إلى أنه قد يحدث خطأ مطبعي في نقل الأعداد ، لذا فعليه أن يتحقق بنفسه من خلال جدول القيمة العددية للحروف الأبجدية .
ثالثا : لكن علم الحرف تحول إلى شعوذة.
1 ـ بدأ هذا التحول مع شيوع الاعتقاد بقدرة الشيوخ على معرفة الغيب، وتمتعهم بالكرامات والخوارق، لذا كان سهلاً أن يدعي أحدهم معرفة الغيب عن طريق الزعم بأنه تبحر في علم الحرف ووصل إلى معرفة أسم الله الأعظم الذي يسخر به الإنس والجن والرياح والأمواج والعفاريت الرزق..
2 ـ وبعضهم كان ينتظر إلى أن تقع الحادثة، ثم يقوم بتفسيرها بعلم الحرف.
فقد كان أول ظهور السفاح تيمورلنك سنة 773هـ .. وحين بدأ تيمور لنك يهدد الدولة المملوكية قال أحد الشيوخ أن تيمور لنك قد ظهر في سنة (عذاب) لأن القيمة العددية لكلمة (عذاب)= (773)، وحاز الشيخ شهرة بهذا الاكتشاف، مع أنه جاء متأخراً.
3 ـ وبدأ تفسير التاريخ بعد حدوثه بهذه الطريقة،فالمقريزي في تاريخ(السلوك) يذكر أن السلطان العزيز يوسف بن برسباي كانت مدته(94) يوماً في الحكم،وقيمة أسمه( عزيز) (94)، وكان السلطان المملوكي الظاهر (تمر بغا) من أصل رومي، وقد أقنعه أحد الشيوخ بأنه سيحكم مدة طويلة، لأن الله تعالى يقول عن الروم: {سيغلبون في بضع سنين} وكلمة(بضع) = (2+800+70)= (872)، أي سيحكم إلى سنة 872... ولم يحدث ذلك بالطبع!!وهكذا اقتنع السلطان تمربغا بأن سلطانه سيدوم، وذلك دليل على تحول علم الحرف إلى شعوذة،
السخاوي الذي ذكر الخبر السابق قال أن أحد الشيوخ الشاميين جاء للسلطان تمربغا ليخبره بأنه شاهد في غزة درهماً مكتوباً عليه أسم تمربغا قبل أن يتسلطن تمربغا.. وتكاثر الدجالون حول ذلك السلطان الأحمق كل منهم يتقرب إليه بحسابات علم الحرف وبالمنامات والبشائر، مما دعى المؤرخ السخاوي لأن يقول متحيراً" فالله أعلم"!! أي أن المؤرخ نفسه تأثر بهذه الإشاعات.
4 ـ ولهذا كان بعض الشيوخ يحرص على تعلم علم الحرف ليصل إلى الشهرة والنفوذ، وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري في القرن العاشر درس علم الحرف على يد الشيخ ابن قرقماس الحنفي فقد كان علم الحرف من العلوم زائعة الصيت التي تفتح الأبواب المغلقة.
5 ـ وبعضهم وصل إلى المناصب التعليمية الكبرى عن طريق الإدعاء بمعرفة علم الحرف مثل الشيخ إسلام بن الأصفهاني شيخ خانقاه سرياقوس المتوفى سنة 802 هـ، وقد ظهر فيما بعد جهله بالموضوع... ولكن بعد أن ترقى في المناصب، والشيخ ابن قرقماس الحنفي نفسه أصبح شيخ جامع الظاهر خشقدم بسبب معرفته بعلم الحرف، أو ادعائه هذا.
وجاء من المغرب الشيخ محمد بن علي، وقد منح نفسه لقب"الحرفي"نسبة لعلم الحرف،وأشاع مقدرته في هذا الباب فأصبح من المقربين للسلطان الظاهر برقوق، وحظي بمكانة عنده ، يكشف له عن المستقبل، ويقتنع السلطان بمزاعمه، وظل كذلك إلى أن مات عام 806هـ .
وجاء الشيخ أبو ذر إلى القاهرة تسبقه شهرته في علم الحرف ، ولم يتمكن من الوصول للسلطان، ولكن صارت له شهرة في القاهرة, وقصده الناس بالأموال يسألونه، وظل كذلك إلى أن مات عام 780هـ ، ومثله في الشهرة الشيخ البستي المتوفى عام 791هـ ، والشيخ شرف الدين الأخميمي المتوفي علم 684هـ بالقاهرة.
6ـ لذا كان ادعاء العلم بالحرف طريق الوصول لإدعاء الولاية وتحول الدجال إلى شيخ مقدس "مكشوف عنه الحجاب"، ونرى ذلك في سيرة الشيوخ الكثيرين مثل أصلم وبلال الحبشي وأبوبكر الجبرتي .. وقد أتوا لمصر من الخارج يطمعون في طيبة أهلها, واعتقادهم في الخرافات في ذلك العصر المملوكي .
7 ـ والمؤرخ الفقيه ابن حجر ذكر في تاريخه أن الشيخ ابن بهادر اكتفى بالعزلة في بيته، ولكن الطوائف كلها تزاحمت على بابه لتتعلم منه أسرار علم الحرف "والشعوذة" أي يشير ابن حجر من طرف خفي للارتباط العضوي في زمنه بين علم الحرف والشعوذة.
وتلمح في تعليقات ابن حجر تلك الرؤية المستنيرة الناقدة,فهو يقول في ترجمة الشيخ جلال الدين الروياني العجمي المتوفى عام 833هـ ، أنه جاء للقاهرة، واتصل بأمراء الدولة وراج أمره بينهم بسبب إدعائه علم الحرف، وكان يقوم بعمل "الأوفاق" أي التوفيق بين أهل المحبة, واستطاع أن يؤلف في هذا المجال، ومن مؤلفاته "غنية الطالب فيما اشتمل عليه الوهم من المطالب"، واستطاع بنفوذه جمع الأموال وجمع الأعوان وشراء الأوقاف.. أي أن ابن حجر يلمح بين السطور إلى سبب شهرة الشيخ الروياني وثرائه.
وعلى نفس الطريقة يقول عن الشيخ الزعيفريني المتوفى سنة830هـ, انه كان يتكلم في علم الحرف، ويخبر عن المغيبات، لذلك اجتمع حوله الأكابر وأصبح ثرياً.. وكان أولئك الأكابر من الأمراء المماليك طامعين في السلطنة والمتشوقين إلى معرفة ما يخبئه لهم المستقبل.
8 ـ على أن الشيخ (ابن زقاعة) (816هـ), كان أشهر الشيوخ في هذا المجال، قال عنه ابن حجر أنه كان عارفاً بالأوفاق, وما يتعلق بعلم الحرف، وقد بلغ شأناً عظيماً عند السلطان الظاهر برقوق بحيث لم يكن السلطان يسافر إلا في الوقت الذي يحدده له, ثم ظل يتمتع بهذه المنزلة في عهد الناصر فرج.
ومن دهاء هذا الشيخ أنه بدأ بالزهد والحياة في جبال معتزلاً الناس, فاكتسب شهرة، وكانت له معرفة بالنباتات والأعشاب والفقه والتصوف، وعلى أساسها أدعى العلم بالحرف والنجوم والكلام في الغيبيات، ثم في النهاية أدعى أنه يعلم اسم الله الأعظم الذي يحرك به الساكن ويسكن المتحرك، فانهال عليه الناس واتسعت شهرته، فذكرته كل المصادر التاريخية المعاصرة له، وبعضهم جعله إماماً بارعاً يفتي في سائر العلوم مثل المؤرخ أبو المحاسن، وبعضهم اتهمه بالشعوذة، وتحقق له ما يريد، إذ وصلت شهرته من مسقط رأسه "غزة" إلى السلطان الظاهر برقوق فاستدعاه إلى قلعة الجبل، مقر السلطنة، فكان يحضر إليه في مهمات رسمية ليستشيره السلطان ويتلقى منه الهبات والهدايا، إلا أنه أخفق في بعض تنبؤاته للسلطان، ومع ذلك ظل السلطان على اعتقاده فيه. وورث الناصر فرج هذا الاعتقاد في ذلك الشيخ عن أبيه برقوق .. فكان الناصر فرج لا يخرج في سفر إلا بعد أن يأخذ له الطالع، وأصبح ابن زقاعة لا يفارق السلطان، وزاد تدخله في أمور الدولة.وبعده كانت نهاية أسطورة ابن زقاعة، لأن السلطان التالي وهو المؤيد شيخ كان يحمل حقداً لابن زقاعة فاعتقله وأهانه وطرده فعاد الشيخ إلى غزة .. وربما كان يندم على تركه غزة وانغماسه في السياسة التي أضاعت عليه كل ما جمعه من أموال وجلبت عليه الأهوال .
وقد نقل المؤرخ أبو المحاسن أن ابن زقاعة كان يعرف أسم الله الأعظم، وأنه كان يقول في شعره "سألتك بالحواميم العظيمة وبالسبع المطولة القديمة" ، ونسىّ أبو المحاسن أن يسأل نفسه إذا كان ابن زقاعة لديه كل هذا العلم بالحرف وبالنجوم وباسم الله الأعظم فلماذا لم ينقذ نفسه من نهايته التعسة وفضيحته الأخيرة في نهاية عمره، بين السجن والتعذيب والطرد ؟!
رابعا :
ونضع الأمور في نصابها ، فالنبي محمد ـ عليه السلام ـ نفسه لم يكن يعلم الغيب، وهذا ما أكده القرآن الكريم في أكثر من عشرين آية قرآنية .. والله تعالى وحده هو الذي يعلم الغيب، وقد يعطي بعض الأنبياء العلم ببعض الغيب كمعجزة، مثلما حدث مع يوسف وعيسى، ولكن يظل الغيب شأناً خاصاً بالمولى جل وعلا، وهنا يكمن احترام الإسلام للعقل, فقد أتاح له المجال واسعاً للتفكر والبحث، وحصر دائرة الغيب في مجالات الألوهية واليوم الآخر والبرزخ، على أن يؤمن بها المسلم من خلال القرآن فقط، لأنه كلام الله تعالى الذي يعلم الغيب والشهادة ، وبعد الإيمان بالغيب المذكور في القرآن ، فأمام الإنسان عوالم الشهادة في هذا الكون ليبحث فيها بحواسه ويسير في الأرض لينظر كيف بدأ الله تعالى الخلق.
وحتى يقتنع الإنسان بأن هذا القرآن هو كلام الله تعالى, فإن القرآن احتوى على الكثير من المعجزات التي يتحدى بها الله تعالى البشر ، ليس في الفصاحة وأخبار السابقين واللاحقين فقط، ولكن في تركيب الحروف والكلمات وترتيب السور والآيات .. وفي طريقة الكتابة القرآنية العجيبة التي تختلف عن الطريقة العادية للكتابة العربية، والتي ننتظر منها أن تكشف أسرارها.
وبدلاً من أن يعكف المسلمون على القرآن ومنهجه العقلي فإنهم أضاعوا قروناً في تأليف الروايات والاختلاف حولها ، وفي تأليف الخرافات والبحث فيها.. لذا كان طبيعياً أن يتحول التدين إلى احتراف .. ويتحول العلم إلى دجل ، ويصير بعض الشيوخ مرتزقة .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.


اجمالي القراءات 89561

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (16)
1   تعليق بواسطة   محمد حسن     في   الخميس ٠٥ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[33924]

شكرا دكتور أحمد

مقال رائع جدا فضيلة الدكتور


كذلك أضيف على أن هذه العلوم عندما تحولت إلى تراث للشعوذة  سببت حاله من الهوس عند بعض الناس هذه الايام  حيث يعكفون عليها  محاولين صنع الذهب  من مواد رخيصة مثل النباتات أو تمرالعجوة  او العنب أو غير ذلك  من المواد بحيث أصبح المهووسون بالذهب لديهم معامل  يحاولون دون جدوى فيها صنع الذهب بإستخدام علم الحرف والأوفاق وإسم الله الأعظم ويبددون أموالهم في حلم مستحيل التحقق وعندهم حاله من القناعة التامة بنجاح ما يفعلون فينفقون الأموال الطائلة في شراء معامل كأنها في جامعة عالمية  وشراء النباتات والبحث عن الجيف لتحويلها إلى ذهب بإستخدام القوة الروحانية المكتسبة من الحروف .


ويلاحظ بأن أصحاب هذه العلوم بعض الاحيان يعتقدون بانها حقيقة  مع انهم يفشلون فيما يصنعون منها سواء علاج أو ذهب أو غيب أو غير ذلك ولكنهم لا يقبلون النصيحة بأن هذه العلوم خرافات لا أكثر ومصممين على مواصلة المشوار في هذا المجال .


وعندي صديق أعرفه يعاني كثيرا من هذه الشعوذة فهو مهووس بمشايخ الصوفية ولا شاغل له إلا كيفية صناعة الذهب من مواد عضوية عبر وسائل الشعوذة فيبدد أموال كثيرة جدا للمشايخ والمعامل والمواد وفي كل تجربة أو طبخة يفشل ومع هذا لا يتخلى عن هدفه بل أصبح هذا العمل روتين في حياته ينفق جميع ما يحصل عليه من مال فيه دون جدوى .


وشكرا مجددا دكتور أحمد


2   تعليق بواسطة   مراد الخولى     في   الخميس ٠٥ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[33932]

هام. تصحيح بعض الأخطاء

أشكرك دكتور أحمد على تبيان علم الحرف فهو تاريخ لابد من معرفته. أريد تصحيح الأخطاء التى وقعت بها فى الماضى. كلمة (الجنة) جملها هو 89 وليس 484 . لأن التاء المربوطة تحسب هاء. لأننا نتبع الرسم.وقد قلت هذا فى مقالة (مقدمة لابد منها). السموت تكتب هكذا فى القرءان وبالتالى تحسب 537 وليس 539 . سبعة جملها 137 وليس 532 ولكن كلمة (سبعا) جملها 133 . الروح=جبريل=245 وليس 285 وهذا خطأ مطبعى.

المؤمنين والمؤمنت-المنفقون والمنفقت=264 وليس 266 . الفارق بين هروت ومروت هو 41 وليس 45 . مع الشكر والسلام.


3   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   الخميس ٠٥ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[33946]

أرجو أن تكون لديك الإجابة على أسئلتى -1

أخى الحبيب أحمد , كنت أعرف من قبل انك ممن يؤمن بعملية الحساب فى القرآن, وليس ذلك بإكتشاف جديد لدى, وكنت قد توجهت بعدد من الإسئلة للأستاذ الفاضل مراد الخولى اكثر من مرة , ولم يتفضل بالإحابة عليها, ربما لأنه لا يعرف الإجابة , او ربما لأنه يعرف الإجابة ولكن لأسباب أجهلها قرر ان لا يجيب, ولذلك ولعلمى بغزارة معلوماتك, فسوف اتوجه اليك بها, وكلى أمل ان اجد اجابتها عندك, وهى كما سوف ترى ليست أسئلة من قبل التعجيز, ولكن بكل إخلاص من قبل طلب العلم والمعرفه.



رأيي فى هذا الموضوع معروف, وهو ليس سلبيا تماما, ولكنه متحفظ الى درجة كبيرة, وكما قلت من قبل اننى اود ان اعرف من أجل المعرفة. لقد سألت الأستاذ مراد عن أصل حساب الجمل, من الذى أخترعه او اكتشفه, ولأى سبب, وكيفية إستعماله, مثلا قال هو أو أحد أخر ممن أمنوا بهذا االحساب, على ما أذكر اللهم إلا أن كانت الذاكرة قد خانتنى, انه كان يستعمل قبل ان تكتشف الحروف والكتابه, وهذا غير منطقى لأنه يعتمد على الحروف بشكل رئيسى, وقال او قال شخص أخر انهم كانوا يستخدمونه كرموز او شفرة فى حالات الحرب, اى ان توضع الرسالة فى هيئة أرقام, لكى لا يعرفها العدو, وقد طلبت منه او ممن قال ذلك ان يعطينى مثالا لرسالة مشفرة, اى كلمات تحول الى أرقام ثم إعادة فك الشفرة وبالطبع لا زلت أنتظر .



وقال أيضا أخيرا ان اليونان واليهود كانوا يستعملون حساب الجمل, ولكنه لم يعطينى مرجعا واحدا بل أحالنى الى الويكيبيدبا التى لم أجد بها شيئا يذكر, وسؤالى هو , إذا كان ذلك العلم معروفا قبل الإسلام, فماذا كانت اوجه إستعماله بالضبط, ومن الذى قرر ترتيب الحروف بهذه الطريقة أبحدهوز. هل هذا مبنيا على ترتيب الحروف العبرية مثلا, ولماذا إن كانت العربية تزداد عن العبرية بعدد من الحروف ( سته كما أذكر ) فمن الذى أعطاها قيمتها العددية, وإن كانت الكلمات لها معنى عددى كما يقال, وكما يقال ان اليهود استخدموها, فهل كانت لها نفس القيمة العددية فى كلا اللغتين , بمعنى أخر, نفرض ان كلمة الإنسان, تساوى عددا معينا فى حساب الجمل العربى, فهل كانت نفس الكلمة فى العبرية او االيونانية بالحساب العبرى او اليونانى لها نفس القيمة, فإن كانت الإجابة بنعم, فسوف أبدأ فى تصديق ذلك الحساب وأغير رايي, وإن كانت الإجابة بلا, فما معنى ذلك الحساب إذا.

وإن كان هذا الحساب كما قلنا موجودا قبل القرآن , الم يكن من الأجدر بالعرب وبالرسول وكل من أمن بالقرآن أن يتحدى الكفار بعرضه عليهم وطلبه منهم ان يضعوه للإختبار , اليس هذا بمنطقى, فهل هناك اى مرجع تاريخى يفيد بأن شيئا من مثل ذلك قد حدث, مرة أخرى, إن كان العرب قد أستعملوا هذا الحساب كما قال الأستاذ مراد, وإن كانوا ( يقسمون به ) يعنى يصدقونه بقوة كما توحى كتابات كل من أيد ذلك, فلماذا لم يضعوا القرآن أمامهم للإختبار, ( نحن نضع القرآن الأن للإختبار امام ذلك الحساب ونثبت به - ما نريد ان نثبت به!!!!!) الم يكن ذلك أقوى دليل على صدق القرآن لهؤلاء العرب, بل سوف أذهب ابعد من ذلك , إذا كان العرب يستخدمون ذلك الحساب وكان متشرا بينهم كما كان منتشرا بين اليهود واليونان, ألا ترى ان بعضهم ممن لم يؤمنوا بالقرآن والرسالة,كان من الأولى بهم أن يضعوا القرآن للإختبار وعندما يجدوا صدقه يؤمنوا بالرسالة, بل وقد يتباهى الكثيرون منهم بأنهم قد وضعوا القرآن للإختبار بذلك الحساب وأنهم وثقوا من صحته وأنهم قد تحولوا الى الإسلام عن ثقة, غير ان التاريخ لم يذكر لنا اى شيئ من هذا القبيل, سواء أثناء نزول القرآن او بعد نزوله, اللهم إلا إن كنت مخطئا فى ذلك وأنت اكثر علما منى بالتاريخ فهل حدث شيئ من ذلك؟


4   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   الخميس ٠٥ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[33947]

أرجو أن تكون لديك الإجابة على أسئلتى -2





لقد قال الأستاذ مراد أنه بهذا الحساب سوف يقدم لنا موعد الإنتهاء من العمل بالقرآن, وأنت قد أشدت فى هذه المقالة بمجهوده فى هذا المجال, فما رأى سيادتك فى ما قاله من أنه سوف يقدم لنا موعد يوم القيامة؟؟؟ هل تعتقد ان ذلك الحساب هو المفتاح الذى سوف يفتح لنا أبواب العلم عن .........الغيب !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!



لقد أخترت سيادتك رقم 19 ورقم 7, ولا أعرف أساس إختيار الرقمين, حيث ان هناك أرقام أخرى كثيرة فى القرآن , فلماذا كان إختيارك للرقمين فقط من دون الأرقام الأخرى.



لقد لاحظت أيضا انك لم تذكر - رشاد خليفة - فى مقالتك , وأنت تعلم انه كان له نصيب كبير جدا فى دفع ذلك الحساب ورقم 19 قبل ان يقتل, وكنت أنت معه, وتعرف أنه أيضا كان مقتنعا بأنه نبى او رسول او شيئ من هذا القبيل طبقا لهذا الحساب, انت تعرف ذلك جيدا وقد طلب منك مساعدته فى ذلك طبقا للعديد من مقالاتك, وقد هربت منه , نعم هربت منه بلا مبالغة فى القول هربت. فكيف يمكن ان ننكر ما جاء به رشاد خليفة الذى كان أول من سخر الكومبيوتر لتلك العملية, بل إنه أيضا كما تذكر قرر ان يحذف الأيتين الأخيرتين من سورة التوبه ووصفهما بأهمها مدسوستين على القرآن لكى يثبت صحة الرقم 19 فى كلمات رسول على ما أذكر ورحيم, ولدى كتبه الذى كتب فيهم ذلك الهراء.




سأكتفى بهذا القدر من الأسئلة الأن, فهناك أسئلة كثيرة أخرى ,ولكن لا مجال لها الأن. مع وافر حبى وإحترامى.


5   تعليق بواسطة   شريف احمد     في   الجمعة ٠٦ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[33952]

أستاذي الفاضل الدكتور أحمد صبحي منصور

إنه حقاً لجهد رائع أبدعت فيه كعادتك الطيبة دائماً، وقد انبثقت عن هذا الجهد عدة نتائج مثمرة أفادتنا جميعاً وأوضحت عظمة القرآن الكريم بما لا يدع مجالاً للشك لدي كل شاك ومرتاب، بل أنها تعتبر بمثابة الحجة علي كل معاند مكابر يحاول أن شكك في عظمة هذا الكتاب أو حتي يدافع عنه بجهل فينكر بل ويجحد هذا الإعجاز الفذ كطائفة السنية والشيعة وغيرهم من المتمذهبين......


أستاذي الفاضل، لي ملحوظة بسيطة علي ما تفضلت به والتي تكمن في تلك العبارة الآتية:


والعجيب أن كلمة الروح في القرآن جاءت كلها عن جبريل ووظائفه ، من نفخ النفس إلى النزول بالوحي وتأييد الحق.


والحقيقة يا أستاذي أن الروح تم ذكرها في القرآن الكريم بمعنيين: أما المعني الأول وهو جبريل عليه السلام، وأما المعني الثاني فهو القرآن الكريم، يقول الله تعالي:


(وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا...) (الشوري 52).


وهذا كل ما في الأمر يا سيدي الفاضل


إبنك/شريف أحمد


6   تعليق بواسطة   عمرو اسماعيل     في   الجمعة ٠٦ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[33953]

بصراحة

عرفت الآن فقط لماذا تهزمنا اسرائيل وستظل .. فنحن نخلق الوهم ونصدقه .. فلم نستفيد من القرآن ولا من الأعداد .. البشر الواعي يستخدمون الرياضيات و الكومبيوتر للوصول بالعلم الي آفاق تفيد البشرية .. ونحن نستخدمهما لإثبات ما لا يحتاج إثبات .. فالمسلم الحقيقي يؤمن بالقرآن ولا يحتاج لا إعجاز عددي و لا علمي .. وغير المسلم لو تم ترجمة هذا المقال له .. لوصل الي النتيجة العكسية تماما لما يريد المقال إثباته .. لوصل الي أن المقال والقرآن محض هراء ..
أعتذر لصراحتي .. فلا وقت للمجاملة و النفاق والكلام المزوق ..
وإن كنتم فعلا تؤمنون فعلا بالإعجاز العددي .. فلترجعوا الفضل لصاحبه .. المخرف رشاد خليفة ..

7   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ٠٦ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[33978]

أهلا بكم وشكرا لكم جميعا وأقول

الاستاذ سامى صيام . أتفق معك فيما قلت ، وأرجو من الله جل وعلا العون ، وهو الأعلم بالحال .


الاستاذ فوزى فراج : أسئلتك كالعادة فى الصميم ..بارك الله جل وعلا فى عقلك . وأقول : كما يتضح فهذا المقال سبق نشره من أكثر من عشر سنوات ، وأعيد نشره بلا تعديل . وقلت فيه بصراحة أننى تعاملت مع علم الحرف فى رسالة الدكتوراة ضمن العلوم الوهمية التى إحترفها الشيوخ للدجل و الشعوذة. وظللت على هذا الاعتقاد فى علم الحرف إلى أن عرفت الاستاذ مراد الخولى والاستاذ محمد صادق ، وقدم لى الاستاذ مراد الخولى اكتشافاته المقامة على أساس علم الحرف أو حساب الجمل فوجدتها صحيحة ، وكذلك قدم لى الاستاذ محمد صادق اكتشافاته بالنسبة للرقم 7 فوجدتها صحيحة ، والارقام لا تكذب ولا مفر من التصديق بها ، وقد حدث هذا فى الثمانينيات . وقد قلت انه علم فى بدايته ، ومكتشفات متفرقة ، وباستمرار البحث فقد يمكن العثور على الاعجاز العددى متكاملا يجمع بين حساب العدد من 19 الى 7 مع حساب الجمل ، ويمكن به فهم أسرار الكتابة القرآنية المختلفة عن الكتابة العربية العادية .وهذا ما قلته فى هذا المقال ، وقد رددته فى مقدمتى لكتاب جاك بيرك عن ترجمته للقرآن التى طالب فيها باعادة كتابة القرآن واعادة ترتيب سوره وفق الموضوعات ، وأشياء من هذا الهبل ، بناها على اسطورة أن القرآن كتبه فلان وفلان وان النبى محمدا عليه السلام لم يعرف القراءة و الكتابة، وقد رددت عليه باثبات ان النبى محمدا هو الذى كتب القرآن الكريم ، بالاعجاز العددى فى القرآن الذى يكمن فيه السر فى الكتابة الفريدة للقرآن الكريم  . وانا لا أهرف بما لا أعرف . ولهذا لا استطيع الاجابة على أسئلتك عمن اخترع حساب الجمل ، وكيف كان قبل نزول القرآن الكريم . أتمنى أن يتخصص باحثون فى هذا المجال لنستفيد بعلمهم .


8   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ٠٦ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[33980]

تابع

ولا زلت معك أخى الحبيب فوزى .

أما عن كون النبى محمد عليه السلام كان يعرف أو لا يعرف هذا العلم ، وهل كان العرب يعرفون أو لا يعرفون الحساب العددى فأرى إن الآية التى يعطيها الله جل وعلا لأى نبى تعنى عدم قدرة النبى نفسه كبشر على الاتيان بها بنفسه أو الاحاطة بها ، بل قد يكون النبى نفسه مجالا للاية نفسها ، والايات كثيرة فى التأكيد على ذلك ، وبالتالى فلا يمكن للنبى محمد عليه السلام ان يحيط بالقرآن علما ، بل يؤكد الله جل وعلا إنه تعلم بالقرآن ما لم يكن يعلم ، وقد تعلم فى حدود امكانات عصره.ولم يكن له أن يجتهد فى الشرح أو التفسير بل عليه مجرد التبليغ و التطبيق ، ويكفيه ما كان يلاقيه من معاناة اعدائه وأصحابه ومتاعب تأسيس دولة وتكوين أمة ، وقد كان يعلمهم بتلاوة القرآن وتطبيقه وفق امكانات عصره ، ولا ننتظر منه أكثر من ذلك عليه صلاة الله جل وعلا وسلامه.

القرآن الكريم نزل آية عقلية مستمرة متجددة معجزة للبشر الى قيام الساعة ، وقد تحدى الله جل وعلا بها الجن و الانس وأعلن عدم استطاعتهم الانيان بمثله حتى لو اتحدوا سويا على ذلك (الاسراء 88 ) وقد استغرق العرب قرونا فى السباحة فى الاعجاز اللغوى للقرآن الكريم حتى ترسب فى الاعتقاد أن اعجاز القرآن فى الفصاحة فحسب كما لو كان رسالة للعرب وحدهم . ثم جاءت الحضارة الغربية بالمكتشفات الحديثة فاكتشفنا صدى لها فى القرآن من قبل ، ونحن الآن على عتبة اكتشاف جديد يتحدث اللغة العالمية ، لغة الأرقام . وسيظل اعجازه آية متجددة فوق الزمان و المكان .

لا ينبغى أن ننظر الى الوراء ، فالسابقون أمة قد خلت لها ما كسبت ، ونظرت للقرآن الكريم فى حدود ثقافتها ووعيها ، فكان آية لهم . ونحن هنا فى هذا العصر ومعنا القرآن الكريم آية لنا ونحن مطالبون بتدبره بثقافة عصرنا ، وكلما تدبرنا فيه نجده قد علا وسما فوقنا باعجاز جديد ..أرى أنه يزداد به المؤمن ايمانا .. ومن حق من يرتاب فى هذا الاعجاز أن يقول رأيه ..


9   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ٠٦ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[33981]

تابع

أما عن رشاد خليفة فلقد قلت من قبل إنه سقط فى الاختبار . صحيح إنه اكتشف الاعجاز العددى للرقم 19 ، ولكن استغل هذا الاكتشاف فى الاحتراف الدينى فقام بنفسه بالتلاعب فيه ، وقد أثبت الدكتور على ايزادى فى كندا ـ اكرمه الله تعالى ـ كيف أن رشاد تلاعب بالأرقام ليغطى خطأ له فى حساب عدد لفظ الجلالة فى القرآن الكريم . ومن الممكن أن يتكررالتلاعب بالأرقام حسب الأهواء ، ولكن لأنها أرقام لا سبيل للتحايل فيها فان من يتلاعب بها مصيره الخزى و الفضيحة كما حدث لرشاد خليفة . وغنى عن الذكر أنه على هامش الاعجاز العددى للقرآن يبتكر البعض  معادلات يقيم عليها تهيؤات و اسقاطات ،،أرجو عدم اضاعة الوقت فيها , ويبقى أنه اكتشاف جديد لن ينجو من الاحتراف الدينى والهوى الشخصى ، ولكن علاجه فيه لأنه أرقام.


وأقول لأخى الحبيب الاستاذ محمد الحداد .. مع احترامى لرأيك فكما سبق لا أقيس حالة العرب على آية القرآن لأن القرآن آية للبشر الى قيام الساعة وسيظل إعجازه يتحدى البشر الى قيام الساعة . ولست نفسى متخصصا فى الاعجاز العددى ، ولكننى إزددت به ايمانا بالقرآن الكريم ، تماما مثلما تنير لى آية قرآنية معنى جديدا لم يخطر بعقلى  من قبل لتؤكد لى أننى كلماتعلمت من القرآن أزددت ادراكا بجهلى وقلة علمى به  .


وأقول لابنى العزيز شريف أحمد ..أرجو أن تقرأ مقال (الروح ) لى ، فى القاموس القرآنى ، ففيه الاجابة .


10   تعليق بواسطة   علي صاقصلي     في   السبت ٠٧ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[33990]

معجزة تخص العالم كله

بما ان القران رسالة للبشرية جمعاء من الله تعالى فحتى الاعجاز في القران يهم البشرية جمعاء وهو طريقة تعتمد على لغة الارقام التي لا تتطلب بالضرورة العلم باللغة العربية ولغة الارقام تابعة لعلم الرياضيات التي هي من العلوم الصحيحة التي لا يستطيع ان ينكرها او يعارضها احد مثلما اشار الدكتور احمد 1+1 يساوي2 .وهي حجة لا نقاش فيها من شدة وضوحها وامكانية اثباتها ولكن تتطلب الكثير من الجدية والمثابرة من طرف الاختصاصيين النزهاء ولا يجب ان تلصق باي اسم او مخترع لانها الاهية وربطها باشخاص سوف يجعل الناس ترفضها بسبب رفضهم للشخص المذكور ويقع اسقاط ابحاث الاشخاص حتى لو كانت مهمة وصحيحة مثل ما حدث مع رشاد خليفة الذي رحب به العالم الاسلامي وباكتشافه الاعجاز بالرقم 19 ثم عارضه العالم هو والاكتشاف لانه قال انه رسول الى اخره...


11   تعليق بواسطة   عمرو اسماعيل     في   السبت ٠٧ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[33999]

تعجب

كم أتعجب من هذه الجملة .. ولكن قد يكون هذا راجع لنقص حاد في القوي العقلية .. رغم نتيجةاختبارات الIQ
"وهي حجة لا نقاش فيها من شدة وضوحها وامكانية اثباتها"

شدة وضوحها .. علامات تعجب !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

12   تعليق بواسطة   سوسن طاهر     في   السبت ٠٧ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[34003]

لغة الأرقام

لغة الأرقام لا تكذب ولن تكذب لذلك فإن كل هذه البحوث عن الإعجاز العددي في القرآن أنظر إليها بكل أحترام وتقدير وأنصاف ، ولذلك أحيي كل الباحثين في هذا المجال الحيوي والذي يخدم القرآن ورسالته !!


13   تعليق بواسطة   عمرو اسماعيل     في   السبت ٠٧ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[34018]

علي أي أساس

يقول الدكتور احمد في مقاله:
الجدول الذي يبين القيمة العددية للحروف
أ = 1 ح = 8 س = 60 ت = 400
ب = 2 ط = 9 ع = 70 ث = 500
ج = 3 ى = 10 ف = 80 خ = 600
د = 4 ك = 20 ص = 90 ذ = 700
هـ = 5 ل = 30 ق = 100 ض = 800
و = 6 م = 40 ر= 200 ظ =900
ز = 7 ن = 50 ش = 300 غ =1000
والسؤال هو علي أي أساس تم استنباط هذا الجدول .. هل هو أمر الهي ليتم اعتماده لتبيان الاعجاز العددي ؟؟
ولماذا وعلي أي أساس تم الانتقال من حرف ي الذي قيمته 10 ليصبح حرف ك 02 لماذا لم يصبح حرف ك 11 ول 12 وهكذا دواليك ..
ثم هاهو الاستاذ مراد الخولي يصحح لتلميذه في الاعجاز العددي الدكتور صبحي منصور حساب بعض الكلمات ثم كلاهما يتبرأ من استاذهما رشاد خليفة ..
أما السؤال للأستاذ فتحي مرزوق فهو ماذا استفدت أنت علي المستوي الشخصي من هذا المقال .. هل زاد إيمانك بالقرآن؟ هل مستوي ايمانك بالقرآن كان أقل قبل معرف علم الحرف ؟


14   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   السبت ٠٧ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[34027]

أحبتى ..أتمنى قفل النقاش فى هذا الموضوع ولننتقل الى موضوع آخر ،،مع كامل امتنانى للجميع

أحبتى


هى قضية خلافية لكل منا له رايه ، وكل قد أبان عن وجهة نظره ، وكل منا مصمم عليها ، وعليه فلا داعى للمزيد من النقاش و الجدال ، ولننتقل الى موضوع آخر ليكون النقاش أجدى.


مع خالص تحيتى لكل من شارك فى النقاش.


كامل محبتى


أحمد


15   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   السبت ٠٧ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[34035]

أخى الحبيب الاستاذ محمد الحداد..أرجوك ..لا تفعل .!!

أرجوك .. لا تحذف تعليقك ..أريدك أن تعلم أننى أحتفى باختلاف وجهات النظر ، معى ومع الآخرين ، ولكن المهم هو نبرة الاختلاف و طريقة التعبير عنه ، وأشهد أنك ضمن مجموعة نبيلة فى هذا الموقع هى أكثر الناس أدبا و رقيا فى فن الحوار .. بارك الله جل وعلا فيك ، و أكثر من أمثالك .



16   تعليق بواسطة   علي صاقصلي     في   الإثنين ٠٩ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[34132]

الى الاخ عمرو اسماعيل

امثلة لا تستحق IQ لنابغة: البسملة "بسم الله الرحمن الرحيم" 19 حرف - في سورة "ق" هناك 57 حرف ق اي 19*3 - عدد سور القران 114 اي 19*6  الى غير ذلك من المسائل السهلة  والواضحة والتي لا تتطلب دكتوراه للتثبت منها . كما هناك عمليات اخرى تتطلب كمبيوتر مثل حساب الحروف المقطعة ا ل م او ال ر وغيرها والابحاث بينت ان عدد كل واحد من هذه الاحرف في السور التي تبداها ضارب 19. هل هذه صدفة ؟ هذه بالطبع في ما يخص 19 اذ هناك بحر اخر يهم الرقم7 . وليس من الاساس ان تصدق او لا فقد امن بالقران وسوف يؤمن به ملايين الناس بدون هذا الاعجاز. والذين يرون ان هناك اعجاز عددي فسيزيده ايمانا على ايمان بكل بساطة.


اما بالنسبة لسؤالك عن من اعطى الحروف قيمة عددية فاسال نفس السؤال بالنسبة للارقام الرومانية فرقم 5 يكتب V ورقم 10 X  الى غير ذلك . فالحاضر له علومه والماضي كذلك له علومه وتغيرها لا يعني انها كانت غير موجودة. 


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4981
اجمالي القراءات : 53,347,443
تعليقات له : 5,323
تعليقات عليه : 14,622
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي