جمهورية زغلول

نبيل شرف الدين Ýí 2008-09-04


بحلول الشهر الكريم، هل اطمأن قلب "الشيخ زغلول" قليلاً، خاصة بعد الإجهاز علي أعدائه من المسيحيين وبقية المغضوب عليهم والضّالين، وقد وجه إليهم أخيراً "الضربة القاضية الفنية"، بإطلاق شائعة مقتل وفاء قسطنطين بأحد الأديرة، وذلك في خطوة "استراتيجية استباقية" لكسر شوكة المشركين، الذين يقفون حجر عثرة في سبيل إقامة دولة الخلافة.



والحمد لله الذي أيدّ هذه الأمة بالعلامة زغلول، ليثبت بالدليل العملي إمكانية الجمع بين العلم وخفة الظل، كما ابتكر طريقة حداثية لسحق الخصوم بعيداً عن الطرق الكلاسيكية كتفخيخ السيارات، والأحزمة الناسفة، وإشهار "قرن الغزال" بوجوه "الأعداء" من "المسيحيين الخبثاء"، الذين راح يلاحقهم ويسفه معتقداتهم بمناسبة ودون مناسبة، مستنداً إلى أنه عالم بالجيولوجيا والفلك والذرة، وفقيهٌ يملك يقيناً راسخاً بضرورة القضاء على فلول المشركين، وإجبارهم على التبرؤ من الكتاب "المكدس"، وتخييرهم بين الإسلام والجزية، وإلا فإن خللاً هائلاً في المجرات سينسف الأرض، وهذا ما توصلت إليه أحدث دراسات "زغلول أكاديمي"، التي سعت وكالة (ناسا) لشرائها بمليار دولار، لكنه رفض بإباء، وخصّ بها قراءه بالأهرام "الغراء".

وبمناسبة "الغراء"، فإنني أقترح على جنرالاتها أن يمنحوا "أبونا" زكريا بطرس الفرصةً لينشر مقالاً أسبوعياً بها، كما يفسحون المجال لـ"مولانا" زغلول، لتتحقق المواطنة ويتعانق الهلال مع الصليب، وتتسابق الأديرة والكنائس في إقامة مآدب الإفطار الرمضانية، ويتنازل رهبان دير "أبوفانا" عن الأرض للعربان، ويعم السلام ربوع مصر، وحتى لو حدث وتعرض "أبونا" للإسلام، فإن "مولانا" سيبتسم بأريحية ويعانقه ليجبره على الخجل من كلامه، وكي تكتمل دراما المشهد فحبذا لو خصصت "الغراء" للرجلين مكتباً واحداً ليجلسا معاً يومياً.

لكن هيهات، فـ"الغراء" صحيفة إسلامية لدولة إسلامية ـ كما قال الرئيس المؤمن ـ ولن تدنس صفحاتها البيضاء بكلمات الضالين وقد يتنطع البعض متسائلين باستنكار: هل تقبل (كرستيان ساينس مونيتور) نشر مقالات زغلول وعمارة؟ وبالطبع يتجاهل هؤلاء حقائق التاريخ والجغرافيا التي تؤكد أن الأقباط ليسو جالية أجنبية، ولم يهاجروا لمصر من الحبشة، وبالتالي فإن مقارنتهم بالمسلمين المهاجرين للغرب قياسٌ فاسد.

لكن دعونا من كل هذا اللغو، وتعالوا نحاول استيعاب ما يريده زغلول من المسيحيين، وكيف يمكن احتواء هجومه الشرس عليهم، حتى ظننت أن تسفيه المسيحية يندرج تحت بند الإعجاز العلمي، الذي قتله مصطفي محمود بحثاً قبل عقود، ليعيد زغلول إنتاجه برعاية كريمة من "جهاتٍ" تبدو نافذة، غفرت له ما تقدم من ذنبه، كاعتقاله مثلاً بتهمة الانتماء للمحظورة، واعترافاته المتتالية بفضل الجماعة، ولم تكتفِ "الجهات" بتعيينه بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية مع رفيقه محمد عمارة، بل فرضته على الناس عبر "الغراء" وتليفزيون "الريادة"، لأسباب يعلمها الله.

يبقى أن نعترف بأن "سِكّة زغلول كلها مسالك"، فالرجل لا ينكر صلته بالإخوان، ومع ذلك يحظى برعاية "الجهات"، لهذا لعلنا لا نبالغ إذا تنبأنا بأن المستقبل لهذا الرجل، وبالتالي فلنكن عمليين ونسعى لتأمين أنفسنا، حتى لا نُصنف كمناوئين لإحدى مرجعيات الجمهورية المنتظرة، وأنصح الجميع باتباع الطريقة "الزغلولية الإعجازية"، بغض النظر عن الاقتناع بها، بل لأسباب تتعلق بالأمن الشخصي، ولنبدأ بالمثول بين يديه صاغرين، ومعتذرين عن إساءة فهمه، لقصور في عقولنا، فلسنا جميعاً "زغاليل" نوابغ.

وأخيراً يسعدني يا مولانا، بل ويطربني ـ بلاش الطرب ده لأنه حرام ـ أن أنتهز الفرصة لطلب صفحكم، وأنتم صاحب القلب الكبير الذي يعفو عند المقدرة، ومن الآن فصاعداً، سننهل جميعاً من فيض علمكم قبل الشروع في الكتابة، والأفضل أن نقلع عن هذه العادة السيئة أساساً، ونكتفي ببيع "المسواك" أمام المساجد، ونتنافس في التربص بالمسيحيين، والسخرية من كتابهم "المكدس"، فهل يكفيك هذا ويرضي "الجهات"؟!.

اجمالي القراءات 11223

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   وفاء ابراهيم     في   الأحد ٠١ - مارس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[35098]

اعمل فيكم ايه

يا جماعة انتم فين من زمان ، شكرا علي هذا الموقع الرائع ، بس في مشكلة واحدة انا اشتركت امبارح من ساعتهم مش عارفة اقفل الموقع ده


2   تعليق بواسطة   sara hamid     في   الأربعاء ١٥ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37078]

شكرا للكاتب ومبروك لاختي وفاء

اخي الكاتب هذا الرجل زغلول اصبح يسال عن كل صغيرة وكبيرة عما تقوم به ناسا من ابحاث


فهل رايت اكثر من هكذا نفاق خاصة من قناة الجزيرة


عزيزتي وفاء ابراهيم مبروك انك تعرفت على الموقع عبالك الواحد كان عايش في كوكب ثاني ههههه


هل رايت كم ضللونا-----


ارجو التواصل اختك سارة


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-10-01
مقالات منشورة : 61
اجمالي القراءات : 747,878
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 108
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt