تعليق: كم رواتب حُكام العرب ؟؟؟ | تعليق: اكرمك الله جل وعلا ابنى الحبيب استاذ سعيد على | تعليق: التأصيل القراني لفهم عقلية الخوارج . | تعليق: آبى أحمد يسخر من السيسى وحُكام السودان . | تعليق: أين بنات وسيدات حُكام الخليج ؟؟ | تعليق: يرحم الله السادات . | تعليق: يتبع.../... | تعليق: ملحق للمقال، لعله يحدث في بعض القلوب الغافلة أمرا، | تعليق: ترجمان القرآن وأموال اليتامى والنسوان: | تعليق: جمهورية (فتوى سيسىتان ) | خبر: ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية على الأدوية بنسبة 200% | خبر: الجنائية الدولية تصدر مذكرتي توقيف بحق زعيم حركة طالبان في أفغانستان وكبير قضاتها لاضطهادهما النساء | خبر: القادة العشرة الأعلى أجراً عالمياً في 2025 | خبر: ارتباك عالمي مع اقتراب تنفيذ ترامب تهديده بالعودة للرسوم العالية | خبر: كيف يعيد الغرب استعمار أفريقيا عبر أجندة المناخ؟ | خبر: إيلون ماسك يطلق حزبًا سياسيًا.. هل يهز عرش الديمقراطيين والجمهوريين؟ | خبر: مصر.. حزب سياسي يكشف عن خسائر 600 مليون دولار بسبب فشل حكومي | خبر: حمام العسل أحدث وسيلة للتعذيب في سجن بصحراء مصر الغربية | خبر: معتقلون مصريون سابقون... غادروا السجون ولم تغادرهم | خبر: الفاتيكان: تعيين رئيس جديد للجنة المعنية بالاعتداءات الجنسية التي يرتكبها رجال الدين | خبر: تأشيرات مشروطة وجنسيات مهددة بالإلغاء: كيف تعيد إدارة ترامب تعريف المواطنة في أمريكا؟ | خبر: «الدستورية العليا» تفصل في دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم غدا | خبر: بدعوة ألمانية.. قمة أوروبية طارئة في بافاريا 18 يوليو لتعديل منظومة اللجوء | خبر: عندما تلتهم أعباء الديون إيرادات موازنة مصر | خبر: نصف مليون سوري يعودون لبلادهم ضمن موجة العودة الطوعية المتصاعدة |
{إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا.}:
النفس ومسئوليتها

الشيخ احمد درامى Ýí 2016-12-29


النفس ومسئوليتها

 

إن الفؤاد والعقل والضمير والسمع والبصر واللسان وسائر القوى الجسدية كلها بمثابة فريق مبعوث إلى جولة مهمة فوق هذا الكوكب، تحت قيادة النفس. والنفس هي الضابط المكلف بقيادة هذه الكتيبة طوال الرحلةـ حتى تتم كل شيء حسب تعليمات الباعث سبحانه وتعالى.ومسئولية النفس هو السهر على أفراد هذه الكتيبة {وهم بمثابة أطفال صغار}:

1- ليقوموا بواجباتهم اليومية، في أوقاتها المعينة، بأحسن وجه،

2-لألا يقربُنّ أو ينظرُنّ أم يميلُنّ إلى محظورات تم تحديدها لهم.

وللنفس "كتاب دليل" يهدي إلى الحق وإلى الصراط المستقيم. فبه يهدون، وبه يعدلون؛ (يوازنون).

وإزاء هاتين المسئوليتين الهامتين، على النفس مسئولية ثالثة؛ وهي الاتصال بالمركز الأعلى خمس مرات في اليوم والليلة. لتجديد العزم والولاء، ولطلب دعم الباعث، جل وعلا، وعونه وتوفيقه في المهمة.

النفس هي المسئولة المحاسبة بكل ما يقع أثناء هذه الرحلة: خيرا كان أو شرا. أما أفراد الفرقة الذين تحت رعايته، فهم أبرياء. لا لوم عليهم فيما يفعلون! وعلاوة على ذلك، هم شهداء الصادقون على النفس يوم الحساب، يحكون بالصدق كلما فعلوا أثناء الرحلة. وشهادتهم يومئذ تكون للنفس أو عليها. قال جل وعلا: (اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون.) [يس: 65]وقوله: (حتى إذا ما جاؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون.) [فصلت: 20]. لذلك، يتعين على النفس ألا تترك القلب والعقل والسمع والبصر واللسان تتطاولون إلى المحظورات، أو تهملون، أو تسيئون القيام بالمأمورات. قال جل وعلا، للنفس عند إرسالها:{إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا.} أي أنت عنهم مسئولة.

 كما تحمل النفس في أحشائها الشهوات، والشهـية، والهواء، والطمع، والغيرة، والحسد، والعدوان، ورذائل آخري كثيرة. وكل هذه القوى ترسل طلباتها بإلحاح إلى القلب. والقلب كيان اندفاعي حماسي يتأهب بالفور لاستجابة بكل طلب مرسل إليه. لكن، لحسن الحظ، هناك العقل، "المستشار العام"، الذي يتناول الطلبات ويدرسها ويبدي فيها رأيه، من حيث إمكانية إنجازها، وتقييم عواقبها سليمة أو وغيمة. ويجب الإشارة إلى أن آراء العقل لا تقيّد القلب في أخذ قراراته. وإنما هو يستنير بها فقط. وعلى كل حال، فالكلمة الأخيرة للقلب. وقيل "لم يعد للنصائح جدوى لما ثارت الإرادة ضد العقل".

ويتدخل كذلك الضمير، "المستشار القانوني" المنتدب لدى النفس من طرف السلطة العليا، لإجلاء ما هو قانوني وما ليس قانونيا من المشاريع والنوايا والرغبات. وذلك بغض النظر عن كونها ممكنة ومأمونة العاقبة أم لا. ومرجع الضمير في الحكم هو "الدستور العرفي" الذي يحتوي على (المعروف والمنكر). في حين أن مرجع العقل علمي واقعي. وهو التنبؤ عن ضمان إمكانية المشروع وسلامة عاقبته، أو عدمه.

في ميزان العقل، كل ممكن، سليم العاقبة معقول؛ وبالتالي يجوز فعله. وما دون ذلك فإنه غير معقول، فلا يجوز الشروع فيه.

ومعلوم أن المعروف والمنكر نسبيان؛ حيث يتغبر حكمهما من بيئة للآخر. فقول الولد لوالده، مثلا: "لما كذبت عليّ؟" أمر معروف ومألوف ولا باس به في أوروبا. لكنه، بالعكس، منكر وإثم كبير في إفريقيا وفي العالم العربي، ولا يمكن التلفظ به إطلاقا ولو كان حقا. وذلك بموجب القوى العرفية والقيم المحلية.

إن الله يحرم "بمنكر" ما لا يحرم بالكتاب! فتزوج المرء، مثلا، بمطلقة أخيه الشقيق أمر جائز بالكتاب، وحرام بالمنكر! وكذلك تزوج المرء بمطلقة أو بأرملة عمه (شقيق أبيه) جائز بالكتاب، لكنه محرم عند كثير من الأقوام، لكونه منكرا. فإذا حصل يكون مصيبة وكارثة تفكك العشيرة، وتقطع روابط الأخوة والألفة بين الأقارب! (... وينهى عن الفحشاء والمنكر...) [النحل: 90]

ويترك تحديد المنكر والنهي عنه لأولي العلم (أولي الأمر) في كل مجتمع. وهم المتقون المصلحون عند القوم. لأن الإصلاح من مقاصد التشريع. (فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه.) يعني إذا قام العالم العادل المصلح بتعديل وصية الميت، لتخفيف ما يراه القوم منكرا فيها، بغية إصلاح ذات البين، فله ذلك؛ ولا إثم عليه.لإن "المعروف والمنكر"من مراجع التشريع في الإسلام.

إن الإسلام ليس دينا جامد يقنن ويدون كل شيء بالمرة. لا. إنما جاء الشرع ليكمل مكارم الأخلاق. قال جل وعلا: (ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن...). فالشريعة بمثابة "مساعدات الذاكرة". أي الفطرة. "فطرة الله التي فطر الناس عليها". لذا ترك الإسلام كثيرا من العلاقات الأفقيةبيننا لأولي الأمر المتقين المصلحين، أصاب الرشد والفطرة السليمة والبيان.(... خلق الإنسان علمه البيان.). (... فألهمها فجورها وتقواها...). فلإنسان قادر، بفطرته التي فُطر عليها، على التمييز بين الخير والشر. ولذلك قال جل وعلا: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم.).

فأولوا الأمر لهم حق التشريع في الفرعيات. لكننهم ليسوا معصومين من الأخطاء. وعليه، فتشريعاتهم نسبية صواب. ويجب تقوّمها إذا عوجت، وتغيّرها إذا فقدت صلاحيتها.

 

والله، جل وعلا، أعلم.

اجمالي القراءات 6208

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2016-06-30
مقالات منشورة : 39
اجمالي القراءات : 658,484
تعليقات له : 105
تعليقات عليه : 42
بلد الميلاد : Senegal
بلد الاقامة : Senegal