العلم ... الجزء الثاني

شريف هادي Ýí 2007-04-03


أيها الأحبه ، بدأنا الكلام في العلم وعرفناه على أنه الأحاطة مع إجتماع الفهم والإدراك ، وقد قسمنا العلم بمعيار الفائدة أقسام ثلاثة ، العلم الرشيد (علم السوابق) ، والعلم اللدني (علم الرحمة) ، والعلم الراقي (علم النظر) ، وأعلم أخي الحبيب أن علم التوحيد هو ذروة سنام علم النظر قال تعالى" الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون" البقرة 22 ، وقال تعالى" افلا ينظرون الى الابل كيف خل&cute;قت(17) وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)" الغاشية ، وهو العلم الذي يكون به الإيمان ومحله القلب ، أما علم السوابق فهو العلم الذي تكون به حركة تعمير الأرض وتطور الأشياء وإنتظام الفعل والأداء وبرهان الإيمان والابتلاء قال تعالى"كانوا اشد منهم قوة واثاروا الارض وعمروها اكثر مما عمروها" الروم ،وقال تعالى " ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين" البقرة65 ، وقال تعالى" ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا اماني وان هم الا يظنون" البقرة78 ، وقال تعالى" واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من احد الا باذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الاخرة من خلاق ولبئس ما شروا به انفسهم لو كانوا يعلمون" البقرة 102 ،ومما لا شك فيه أن كل علم يمكن تقليده هو من قبيل العلم الرشيد الذي هو علم السوابق ويكون السحر أيضا من هذا القبيل علم رشيد وإن كان حراما ويؤدي بصاحبه للكفر ، والعلم الرشيد يكون دائما برهانا لعلم النظر فمن آمن بالله فسوف يؤدي فرائضه ويأتمر بأوامره قال تعالى" واذ اخذنا ميثاق بني اسرائيل لا تعبدون الا الله وبالوالدين احسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا واقيموا الصلاة واتوا الزكاة ثم توليتم الا قليلا منكم وانتم معرضون" البقرة 83 ومحل العلم الرشيد هو الجوارح والأركان ، أما العلم اللدني فهو علم تصحيح الخلل الذي يحدثه الفجار في الناموس بالناموس ومحل هذا العلم عبادا مختارين لايدَعوه ولا يأمروا به أو يحدثوا به غيرهم وأداته التلقي من رب العالمين ، قال تعالى " وما فعلته عن امري ذلك تاويل ما لم تسطع عليه صبرا" الكهف 82 ، إلا أن صاحب هذا العلم قد تكون له معجزات وخوارق على نحو ما سوف نشرحه في هذا البحث بإذن الله تعالى.
ونأتي هنا لحل هذه الاشكالية وبالله التوفيق.
قال تعالى " قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ" النمل 40 نقرأ جميعا هذه الآية الكريمة ، ولا يدعي أحدنا مبلغ علمه بها وننظر لشرح السلف فنجدهم يقولون أنه رجل غالب الظن أن أسمه آصف أو أسطوم رجل من الإنس وهو كاتب سليمان وقد علمه الله الاسم الأعظم وقد توضأ وصلى ودعاه به فأجاب الله دعوته فلما رأى سليمان العرش مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبولوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم ،وقال أبن لهيعة هو الخضر (العبد الصالح).
ولكن لنعاود النظر في الآية الكريمة ونستخرج بعض الإسئلة ، ما هو علم من الكتاب؟ وما هو الكتاب؟ ثم كيف نحصل عليه؟ وكيف نتعلمه؟ ومن هو ذلك الرجل الذي أتى بعرش بلقيس؟
وفي الحقيقة أن علماء من السلف فكروا في نفس الإسئلة ولحل تلك المشكلة فقد قال بعضهم وهو ابن لهيعة ومن وافقه هو (الخضر) يقصدون العبد الصالح في سورة الكهف ، وكأن الله لم يخلق إلا عبدا صالحا واحدا أعطاه من العلم اللدني! والبعض مثل محمد بن المنكدر ومن وافقه قال هو سليمان نفسه حاجج عفريت الجن ويكون الكتاب هنا الرسالة المنزلة على سليمان ولكن مردود على هذا الرأي أن الله قال علم من الكتاب ولم يقل علم الكتاب ، كما أن سليمان عليه السلام هو من طلب العرش ، فلو كان هو أسرع من عفريت الجن لقال أنا آتي به ، ولم يقل أنا آتيك به ف(كاف المخاطب) هنا تعود على طالب العرش وهو سلمان نفسه فكيف يكون هو المخاطب (بضم أوله وكسر ما قبل آخره) والمخاطب(بضم أوله وفتح ما قبل آخره) في نفس الوقت.
والأفضل شرح القرآن بالقرآن ، قال تعالى"وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين " الآنعام 59 ، وقال تعالى" وما تكون في شان وما تتلو منه من قران ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الارض ولا في السماء ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين" يونس61 ، وقال تعالى" وما من دابة في الارض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين"هود6 ، وقال تعالى" وقال الذين كفروا لا تاتينا الساعة قل بلى وربي لتاتينكم عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين" سبأ3 ، فعند الله كتاب مبين مدون فيه كل كبيرة وصغيرة حتى ولوكانت مثقال ذرة في الأرض أو في السماء أو أصغر من مثقال الذرة أو حتى أكبر من المجرة ، ومدون فيه جميع الأحداث حتى ولو ظن البعض أنها تافهة كسقوط ورقة من شجرة أو حبة في ظلمات الإرض ، وهذا الكتاب قطعا في علم الله وحده لا يطلع عليه غيرة قال تعالى"عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا "الجن 26 ، ولكن أخبرنا سبحانه أنه لحكمة يعلمها تجلت مشيئته في إطلاع من يختار من عباده على بعض الغيب وليس على كل الغيب ، ولنا في قصة العبد الصالح مع موسى أكبر دليل على ذلك فقد أطلعه رب العالمين على أمر الملك الذي يأخذ كل سفينة غصبا ، كما أطلعه على ما سيكون من أمر الغلام لو كبر من إرهاق اهله طغيانا وكفرا ، واطلعه على انه سيبدلهما خيرا منه كما أطلعه على أمر الجدار وما تحته والغلامين اليتيمين وما سيكون من امرهما عندما يبلغا أشدهما سيتوصلا لكنزهما ، وكل ذلك هو من علم الغيب ولكنه ليس كل الغيب ، ولكنه بالمقدار الذي أراده رب العزة أن يعرفة ليتدخل وفق مشيئة الله لتصحيح ما سوف يكون من خطأ لو لم يتدخل العبد الصالح وفقا لمشيئة رب العالمين ، ولذلك قال تعالى" عنده علم من الكتاب" ومن هنا تبعيضية ولم يقل عنده علم الكتاب ، لأن علم الكتاب لا ينبغي لغير رب العالمين ،وتصبح الإجابة على السؤال الأول علم من الكتاب؟ هو علم من الكتاب المبين الذي فيه كل ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف سيكون منذ خلق الله الخلق إلي نهايته ، والكتاب المبين هو اللوح المحفوظ .
ثم ما هي الكيفية التي استخدمها لإحضار العرش في لمح البصر؟ الأمر غاية في البساطة دعا الله رب العالمين أن يأتي بالعرش في لمح البصر وهو سبحانه يقول للشيء كن فيكون ، وهذا العبد الصالح من جنود رب العالمين الذي أطلعه سبحانه على بعض أسرارة وآتاه الرحمة والعلم قال تعالى" فوجدا عبدا من عبادنا اتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما"الكهف 65 فهو لو طلب من رب العالمين فإن الله سينفذ له طلبه ويقضي له حاجته ويبر قسمه ووعده لسليمان ، ثم أن هذا الذي عنده علم من الكتاب لما حضر العرش ورآه مستقرا عنده بين يديه هو الذي قال وليس سليمان عليه السلام (هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر) نعم الحقيقة أنه ليس هو الذي آتى بالعرش ولكن الله هو الذي آتى به لذلك رد الفضل لصاحبه وقال هذا من فضل ربي ، ويوضح ذلك الابتلاء بالشكر أو الكفر ، فقد يظن في نفسه قوة ويدعي أنه هو الذي جاء بالعرش وهذا من كفر النعمة التي أنعمها الله علية بإستجابته لدعائه وإبراره لوعده الذي قطعه على نفسه لسليمان ، أو يكون بالشكر ورد الفضل لصاحب الفضل وهو رب العالمين ، ومن شكر فإنما يشكر لنفسه وهذا حق لأن الله يزيد النعمة عند الشكر قال تعالى"واذ تاذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد" ابراهيم 7 أما إذا كفر فإن الله سبحانه غني كريم ، لأنه لو كان منه كفرا لنعمة ربه فإن الله غني عنه وعن شكره وعن العالمين وهو سبحانه كريم بل أكرم الأكرمين ورب العالمين قد أكرمه بإحضار عرش بلقيس لمجلس سليمان.
كيف تعلم هذا الرجل علم من الكتاب؟ ولماذا لا يكون الخضر؟ قال تعالى"ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فامنوا بالله ورسله وان تؤمنوا وتتقوا فلكم اجر عظيم" آل عمران 179 ، وقال تعالى" شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم اليه ، الله يجتبي اليه من يشاء ويهدي اليه من ينيب" الشورى 13 ، بنفس الطريقة التي اختار الله بها الأنبياء والرسل أختار هؤلاء العباد بعظيم حكمته ودلائل قدرته ، فهم عباد مختارون لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ،فهم عباد صالحون ، اتحدت ارادتهم وهم وإرادتهم إلي الفناء ذاهبون بإرادة رب العالمين وهو الباقي ، الأخر الذي ليس بعده شيء ،فانتفت إرادتهم ولم تبقى إلا إرادته سبحانه ، وأنظر معي لقوله تعالى" أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا (82)" الكهف ، قال أردت فيما أحدث من عيبٍ في السفينة تنزيها لرب العالمين ، وأردنا في قتل الغلام فقرن إرادته بالقتل بإرادة رب العالمين بالتعويض وأراد رب العالمين وحده في فعل الخير الذي ليس فيه شر تعظيما وإجلالا لذي الجلال والإكرام ، والحقيقة أنه ما فعله عن أمره فلا إرادة له إلا إرادة رب العالمين فرجل هذا حاله وتلك هيئته وأدبه مع الخالق سبحانه وتعالى فكيف لا يمكنه إحضار عرش بلقيس إذا أراد ، لأنها في الحقيقة هي إرادة الله وليس إرادته قد تجلت للبشر في إرادته وهومعدوم الارادة بنفسه عظيمها برب العالمين فله الحمد والشكر على النعمة,
والسؤال إذا لماذا لا يكون هو الخضر نفسه؟ وأقول اسمع قوله تعالى"عبدا من عبادنا" ومن التبعيضية تعني بعض الشيء أي أن لله عبادا كثيرا اختارهم لهذه المهمة ولكننا كما قلت سابقا لا نعرفهم – ولكنهم بشر يسري عليهم ما يسري على البشر من ولادة وطفولة وصبا وشباب وكهولة ورجولة وشيخوخة وموت فمن كان في عصر موسى ليس هو من كان في عصر سليمان – ثم أننا لا نعرف كراماتهم ، كما أنهم لا يدعوها لنفسهم ، أما ما حدث من العبد الصالح مع موسى عليه السلام ، وهذا العبد الذي عنده علم من الكتاب مع سليمان عليه السلام فكان بإرادة رب العالمين آية لكل من موسى وسليمان عليهما السلام ، قد يقول قائل ، نعم من تبعيضية فلماذا تعني أنه واحد من كثير من العباد لهم نفس صفاته ولا تعني عبدا (العبد الصالح) من عبادنا (كلهم مسلمهم وكافرهم برهم وفاجرهم) فلا تعني على هذا المعنى أن الله أختار عبادا كثيرين لهذه المهمة ولكنه الخضر فقط ، أقول له سبحان الله إسمع قوله تعالى" افنجعل المسلمين كالمجرمين(35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا يَتَخَيَّرُونَ (38) أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (39)" القلم فلا يكون تبعيض المسلم من الكافر في أمر الاختيار وقد يكون في أمر الخلق والله تعالى أعلم.
مازلنا لم نجيب على السؤال الذي فرضناه في المقالة السابقة وهو ما الفرق بين علم الله وعلم الرسول؟ والذي هو مقدمة للاجابة عن سؤال لماذا الأخذ بكتاب الله دون الأخذ بالأحاديث المنسوبة للرسول
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شريف هادي
يتبع

اجمالي القراءات 20978

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (10)
1   تعليق بواسطة   عمر الخطاب     في   الثلاثاء ٠٣ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5125]

التبعيضيه

الاخ العزيز / شريف هادي

مقالك اكاديمي ومن الواضح كثرة قرائتك وإطلاعاتك وعلومك .
ولو سمحت لي التعليق الذي لا أرجوا منه سوا رضوان الله عز وجل .
ولا اقصد فيه نقصاً من إجتهادك.

لا يوجد دليلاً واحداً علي أن كاتب سليمان هو الخضر ونأخذ بأداتك وهي التبعيضيه أي ان العباد الصالحه كثيرا ًكما بينت في الايه الكريمه( فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا) (65) الكهف.
الخضر ذكر علمه من الله ولكن كاتب سليمان ذكر علمه من الكتاب كما في الايه(قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي
أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ") النمل 40 أعتقد الفرق واضح.

أتمنى أن يكون الكلام أوضح من ذلك للتسهيل علي السادة القراء إنتابني احساس زخمي عند
قراءتي للمقال ولكنها مليئه بالعلم والرؤيه الفكريه السليمه القائمه علي المنطقيه
التوقعيه
لا إسناداًًً للثبوتيه العلميه .

قرأت اليك كثيرا وانت متمكن بالفعل وتتمتع
بخلفيه تصوريه عاليه المستوى .
وشكرا
اخوك / عمر الخطاب

ً

2   تعليق بواسطة   شريف هادي     في   الأربعاء ٠٤ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5147]

الفرق بين علم من الله وعلم من الكتاب

أخي عمر الخطاب
بعد السلام علي ورحمة الله وبركاته
أشكرك على إطلاعك على المقال ، كما أشكرك على إطرائك لي في أكثر من مداخلة ، أدعوا الله أن أكون عند حسن ظنكم فيما تعلمون عني وأن يغفر لي فيما لاتعلمون.
أخي الكريم ، أنا لم أقل انه الخضر بل قلت أنه عبدا صالحا كالعبد الصالح الذي أطلقوا عليه أسم (الخضر) وهم في كل زمان ومكان مختارون من رب العالمين ، وفي هذا أتفق معك على أنهما شخصان وليس شخصا واحدا.
أما ما ذكرته سيادتكم من فرق بين الخضر وبين الرجل الذي آتى بعرش بلقيس في مجلس سليمان من أن الأول علمه من الله في قوله تعالى" وعلمناه من لدنا علما" والثاني علمه من الكتاب في قوله تعالى "عنده علم من الكتاب" فهي ملاحظة رائعة تحتاج عميق نظر لأنها تثير سؤال يجب أن يثار ما الفرق بين العلمين؟
بعد النظر والتدقيق ، نجيب وبالله تعالى التوفيق ، العلم من الله والعلم من الكتاب كلاهما وصف للعلم اللدني ، لأن العبد الصالح في قصة موسى كان عنده علم من الله عرف به ما سوف يكون فتدخل لتغيير المستقبل بإذن الله تعالى ، أما في قصة الذي عنده علم من الكتاب فهو أيضا عنده علما من الله يجعله يسيطر حتى على ناموس الأشياء ، وبتفسيرنا لمعنى الكتاب نجد أنه الكتاب المبين في قوله تعالى"وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الارض ولا في السماء ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين" إذا هو الكتاب الذي كتب الله فيه ماكان وما سيكون وما لم يكن لوكان كيف سيكون ، والكتاب من الله كتاب مبين إذا ما فيه هو علم الله وإذا تعلم أحدا من العلم الذي فيه يكون قد تعلم من علم الله ، ويمكنك أن تستخدم القياس الأرسطي في هذه المسألة على هذا النحو( الكتاب فيه علم الله –مقدمة أولى كبرى- الرجل الذي آتى بعرش بلقيس عنده علم من الكتاب- مقدمة ثانية صغرى- الرجل الذي أتى بعرش بلقيس عنده علم من الله – نتيجة - ) فيتساوى في نوع العلم مع العلم الذي عند من أطلقوا عليه اسم الخضر.
ولكن يبقى السؤال لماذا ذكر رب العالمين في قصة سورة الكهف "علمناه من لدنا علما" وفي قصة سليمان مع بلقيس في سورة النمل "عنده علم من الكتاب" فما الفرق؟.
نقول وبالله التوفيق أن الجملتين وصفان لعلم واحد هو العلم اللدني كما ذكرنا ولكن في قصة الخضر نجد أن جميع الأعمال قام بها العبد الصالح بنفسه وفي حدود قدرته البشرية من خرق للسفينة وقتل للطفل وإقامة للجدار فاتحدت إرادته مع إرادة الله فتلاشت إرادته وبقيت إرادة الله فأصبح هو إداة رب العالمين في خلق الأفعال فنسب الله علم العبد الصالح لعلمه سبحانه وتعالى ، أما في قصة عرش بلقيس فإن فعل الإتيان بالعرش هو أكبر من قدرة البشر وتحتاج لقدرة رب البشر والمخلوقات فيكون الفعل من الله دون مشاركة من عند من عنده علم من الكتاب في الفعل ، فتبقى إرادة الله واحدة دون أن يتعلق بهل إرادة المخلوق (من عنده علم من الكتاب) ودليل ذلك قوله "هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر" فمع شكره لله يبقى الفعل منسوبا لله فيرد علمه إلي ما في كتاب الله ، والله تعالى أعلم
شكرا لك ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوك شريف هادي

3   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأربعاء ٠٤ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5159]

الإجابه هى فى طبيعة كتاب داوود وسليمان عليهما السلام::

اخى العزيز .شريف ..الكرمك الله ..مقالتك قيمه ورأئعه .وتطرح اسئله لإعمال العقل .اما بخصوص تفسيرك (للذى عنده علم من الكتاب ) هو انه من لديه جزء من علم الغيب المستقبلى ( هكذا فهمت من المقاله)وانه عبدا إختاره الله وميزه ببعض العلوم الغيبيه كما حدث مع العبد الصالح . وبدعائه لله إستجاب له ونقل له عرش ملكة سبأ إلى قصر سليمان عليه السلام ...دعنى اشاركك سريعا فى توضيح ألامر ..وهو اننا لو نظرنا إلى طبيعة رسالة داوود وسليمان عليهما السلام لوجدناها رسالة إمتزجت فيها الدعوة إلى الله تعالى وهى رسالة الإسلام والتوحيد ككل الرسالات السبقه واللاحقة لها والعلم التطبيقى المدنى الفزيائى الذى يعرف قوانين ونواميس الكون وسنة الله فيه من مكونات للمادة وكيفية السيطرة عليها وتشكيلها وتحويلها إلى صور أخرى وتسخير لقوى الطبيعه والمخلوقات بما فى ذلك الجن والرياح ووووو.وهذا يوضح دعوة سليمان بان ياتيه الله ملكا لا ينغى لآحد من بعده.فقد أوتى داوود وسليمان علمالم تصل إليه البشريه حتى ألان ولن تصل إليه فى المستقبل وهو كيف يتحكمون ويستخدمون قوانين الله فى إختصار الزمان وتفريغ قوة الجاذبيه وإستخدامها لصالحهم فى طى المكان ...عن طريق ما يشبه بإستخدام النظريات الفزيائيه والرياضيه فى فك شفرات الماده بشكل عام ..ولذلك اعتقد ان كتاب الله الزابور وهو كتاب رسالة داوود وسليمان عليهما السلام هو كتاب فى العلم وقوانين الطبيعه وفك شفراتها مع انه كتاب فى الإسلام والتوحيد.ولنا ان نراجع ما ورد عن داوود وسليمان فى القرآن الكريم (سورة ص-الصافات - سبأ- النمل ) ونتدارسهم جيدا لنتعرف على ملك وعلم داوود وسليمان ورسالة الله العلى القدير لهما ...
واشكرك لسعة صدرك .وشكرا لكم جميعا.

4   تعليق بواسطة   شريف هادي     في   الأربعاء ٠٤ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5161]

كلامك يكمل كلامي ولا ينقضه

أخي الحبيب دائما /عثمان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
أشكرك على الاهتمام والتدبر وبعد ، لا أختلف معك في طبيعة رسالة سليمان وداوود عليهما السلام أن الله سبحانه وتعالى سخر الريح والطير والجن يسبحون معه وأن الله آتاه ملكا لا ينبغي لأحد من العالمين ، ولكنه رغم هذا العلم والملك لم يستطيع بما لديه أن يأتي بعرش بلقيس ، فسأل الملأ الذين يأتمرون بأمره ، فأجابه عفريت من الجن أنه يستطيع أن يأتي به قبل أن يقوم من مجلسه ولكن الذي عنده علم من الكتاب قال ما هو أسرع وأعجز ، وعليه فإن فهمك لكتاب الله يكمل فهمي ولا يلغيه أو ينقضه ، ولك من عند الله تحية طيبة مباركة
أخوك / شريف هادي

5   تعليق بواسطة   اشرف ابوالشوش     في   الأربعاء ٠٤ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5165]

الاستاذ الوالد شريف هادي

مقالة جميلة ورائعة كالعادة.
زادكم الله علما.
ابنك

6   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأربعاء ٠٤ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5175]

اخى شريف ::

اخى الفاضل .شريف هادى ..اكرمك الله ...انا لم اقل ابدا ان تعليقى على مقالك ينقض المقال (اعوذ بالله العلى الكبير).وإنما عنيت بتعليقى . الإشتراك فى محاولة فهم رسالة داوود وسليمان عليهما السلام والتى منها القدره على فهم وفك شفرات وإستخدام قوانين الطبيعه والتى غستفاد منها نبى الله سليمان فى الإتيان بقصر ملكة سبأ عن طريق أحد اتباعه وتلامذته فى إستخدام تلك القوانين .وان هذه القوانين وإستخدامها هى ملخص (ملك سليمان)بضم الميم ....ويا اخى العزيز .كلنا نكمل بعض ونتلاقى ونتحاور على مائده الفهم القرآنى .وفقك الله .وفى إنتظار المزيد..

7   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   الخميس ٠٥ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5221]

اخى شريف هادى

اخى شريف, قرأت المقاله والتعليقات ولم اجد لدى شيئ اخر اضيفه لهما, مجرد سؤال بسيط . لماذا التركيز على محاولة الربط بين ( الذى عنده علم الكتاب) عند سليمان, والعبد الصالح عند موسى عليهما السلام, بصراحه لست افهم اهمية كونهما شخصا واحدا او اثنين فربما فاتنى ذلك فى المقاله. كذلك يطلق الكثيرون على العبد الصالح الذى قابل موسى اسم ( سيدنا الخضر) ولم يأتى ذلك الاسم فى القرآن مطلقا, ولا اعرف عنه اى قصة سوى تلك القصه, فمن اين اتى هذا الاسم, هل اتى من التراث والاحاديث, ام اتى من اهل الكتاب السابقين. تحياتى على مقاله رائعه

8   تعليق بواسطة   شريف هادي     في   الخميس ٠٥ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5236]

الخضر وعين الحيا

أخي الكبير فوزي
بعد السلام عليك ورحمة الله وبركاته ،،،
أشكرك على مرور وتعليقك
عن العلاقة بين العبد الصالح في قصة موسى وبين الذي عنده علم من الكتاب ، أن كل منهما عند علم من الله تعالى عليه به ، وأن كل منهما كان صالحا على النحو الذي شرحناه.
أما سؤالك عن الخضر ولماذا سمي بهذا الإسم ، فما كنت أحب أن أدخلم في المرويات التي لا أمن بها ولكن تكرم عيونك ياغالي.
من أكثر من تحدث عن الخضر أبن كثي في البداية والنهاية وكذا الحافظ بن عساكر وغيرهم وما قالوا عنه يصلح قصة فيلم تتلقفه هوليود وعلى رأي قول المصريين (ح يكسر الدنيا)
قالوا هو الخضر بن آدم عليهما السلام ، وقالوا هو بلياء بن ملكان بن فالخ بن سابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام ، وقالوا هو بن عم جد نبي الله الخليل إبراهيم عليه السلام ، وقالوا ان كنيته (أبو العباس) ، وقال بعضهم أنه ملك وقال بعضهم أنه كان قائد جيش ذو القرنيين.
أما عن سبب تسميته بالخضر ، قالوا أنه جلس ذات يوم على بقعة بيضاء صماء ،فاهتزت وربت وتحولت خضراء بإذن الله فسمي الخضر.
وقالوا أنه أطول الناس عمرا ، وقال بعضهم يحيى إلي يوم القيامة وحكوا عن ذلك روايتين
الرواية الأولى: أن آدم عليه السلام عندما حضرته الوفاة جمع أبناءه وقال لهم قد بلغني من الله أنه سيحدث طوفان فإن حدث هذا الطوفان فخذوا جسدي في السفينة فإذا انحسر الماء فأدفنوني في غار كذا في منطقة قرب الشام كانت موحشة ليس فيها أحد وقال من يفعل ذلك فقد دعوت الله له أن يحيى إلي يوم البعث، وقد تناقل الأبناء هذه الوصية حتى عصر نوح فحمل معه جسد آدم في السفينة فلما أنحسر الماء طلب نوح من أبناءه تنفيذ وصية آدم ولكنهم خافوا وقالوا ننتظر حتى يكثر الناس فكان من دفن آدم هو الخضر فصدقت فيه دعوة آدم عليه السلام.
الرواية الثانية: أن الخض كان قائد جيش ذو القرنيين وكان لذي القرنيين صديق من الملائكة اسمه رفائيل ، قال لذي القرنيين عن مان عين الحياة التي إذا شرب منها أحد فلا يموت حتى يوم البعث في مكان مظلم في البحر فكب إليها ذو القنيين فكان الخضر أول من شرب
وقد حكيت لك القصة بإختصار شديد ولو كتبت لك كل ما قرآت لكانت مثل حكايات أمنا الغولة والشاطر حسن ، واضح انهم كان خيالهم واسع حبتين ، ومن أطرف حكاياتهم أنه حضر عند الرسول علية الصلاة والسلام لما مات ودخل عند سريره وبكى ثم أنصرف وقد عرفة أبو بكر وعلى ، ولله الأمر من قبل ومن بعد
معلهش يا أبو الفوز والفرج انت اللي طلبت
أخوك / شريف هادي

9   تعليق بواسطة   نواف الشمري     في   الجمعة ٠٦ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5267]

خطأ فادح

السلام عليكم

انت تقول ( أقول له سبحان الله إسمع قوله تعالى" افنجعل المسلمين كالمجرمين(35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا يَتَخَيَّرُونَ (38) أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (39)" القلم فلا يكون تبعيض المسلم من الكافر في أمر الاختيار وقد يكون في أمر الخلق والله تعالى أعلم. )

واقول انك وقعت في خطأ فادح لست وحدك من يقع به لانه موجود في كثير من المصاحف الالكترونيه المنتشره على الويب .. الايه رقم 38 من سورة القلم انت اوردتها هكذا (إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا يَتَخَيَّرُونَ (38)) والصحيح (إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَاتَخَيَّرُونَ (38))
نرجو الانتباه والدقه وعدم الاعتماد على مواقع القران الكريم الغير معترف بها على النت لان بعضها تحتوي على كثير من الاخطاء ولاحول ولاقوة الا بالله


قال تعالى « إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ » الحجر9

10   تعليق بواسطة   شريف هادي     في   الجمعة ٠٦ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[5268]

استغفر الله العظيم

أخي الكريم نواف
أشكرك على التصحيح واستغفر الله العظيم ، الحقيقة أني أنقل الآيات من مواقع غلكترونية على النت ، وهي في الغالب غير معتمدة أو مراجعة ، اشكرك أخي الكريم مرة أخرى.
ولي عندك رجاء ، أن تستمر بمراجعة جميع الأيات التي نستخدمها وتصحيح الخطأ جزاك الله خيرا ، وإذا كنت تعرف موقع معتمد ومراجع برجاء دلنا عليه
والسلام عليكم ورحمة الله

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-08-19
مقالات منشورة : 138
اجمالي القراءات : 3,517,929
تعليقات له : 1,012
تعليقات عليه : 2,341
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Taiwan

باب تجارب من واقع الحياة