* الحلقة السادسة ، في الوعظ والتذكير - سور : الهمزة- الفـيل- قريش - * القلب ، والفـؤاد، وذات الصدر *:
* الشهيد،ُ والشـّهداء،ُ على معيار، ومصفاة ، القرءان *

عبد الرحمان حواش Ýí 2016-02-27


*  الشهيد،ُ والشـّهداء،ُ على معيار، ومصفاة ، القرءان  *

 الحلقة السادسة ، في الوعظ  والتذكير-  سور : الهمزة- الفـيل- قريش-

المزيد مثل هذا المقال :

*  القلب ، والفـؤاد،  وذات  الصدر  *

 

ــ قبل أن أتطرق، إلى صلب الموضوع، الذي هـو : الشهيد !والشهداء !والجهاد !...باسم دينالله  " الإسلام "،المفترى عليه، من قبل السنة؟ والمذاهب؟والــذي صار:عالة ! وويــلا !ودمارا !ورعـبا !وذعـراً !وخراباً!وفساداً !و ... و ... على كل الكرة  الأرضية !وما  جزاؤهم ( إلا  حميما وغساقا  جزاءً  وفاقاً ). وما جزاؤهم إلا ما جاء في كتابه المبين،الذي ( لا يأتيه الباطل  من  بين  يديه  ولا  من  خلفه  تنزيل  من  حكيم حميد ). والــذي  هــــــو:

ــ ( إنما جزاء  الذين  يحاربون  الله  ورسوله  ويسعون  في  الأرض  فسادا  أن ... أو ...  أو ... ذلك لهم  خزي  في  الدنيا  ولهم  في  الآخرة عذاب  عظيم ). المائدة 33.

ــ قبل أن أشرع في الموضوع، إرتأيت أن أذكر نفسي، وإياكم، بما جاء - على الأقل- في نصف الحزب الأخير، من القرءان المبين- كما وعدت ذلك - جعلني الله، وإياكم، من المؤمنين بالله :  

إنما المؤمنون  الذين  إذا  ذكر  الله  وجلت  قلوبهم  وإذا  تليت  عليهم  ءاياته  زادتهم إيمانا  وعلى ربهم  يتوكلون ).الأنفال 2.  ثــم :

ــ ( إن الذين  قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل  عليهم  الملائكة ألا  تخافوا  ولا  تحزنوا وأبشروا  بالجنة  التي  كنتم  توعـدون  نحن  أولياؤكم  في  الحياة  الدنيا  وفي  الآخرة ...  ومن أحسن  قولا ممن دعـا إلى الله وعمل  صالحا وقال إنني  من  المسلمين ).فصلت 30-33.

ــ بعث الله، سبحانه وتعالى، رسلا، مبشرين ومنذرين، كي لا يكون للناسعلى الله حجة،بعدهم. (النساء 165).وأولئك  الرسل، سوف يشهدون-  بــين  يــديه -  تـبارك  وتعالى-  يــوم  الــحساب -  أنــهم   بلـّــغوا  الرسالة،  وبشروا،  وأنــذروا… أولئك هم الشهــداء - لا غير- الذين نسئل  المولى  الكريم، أن  يحشرنا معهم : ( ومن يطع  الله  والرسول  فأولئك  مع الذين  أنعم  اللهعليهم  من  النبيئين  والصديقين  والشهداء  والصالحين وحسن أولئك رفيقا).النساء 69.

 

*ــ ( سورة  الهمــزة ) :

**( ويل  لكل  همزة  لمــزة  الذي  جمع مالا  وعــدده  يحسب  أن  ماله  أخـلـده  كلا  لينبــذن  في الحطمة  وما أدراك  ما  الحطمة  نار  الله  الموقدة  التي  تطلع  على الأفئدة  إنها  عليهم  موصدة  في  عمد  ممـددة ) .

 

*ــ ( ويــل ).

ــ سبق  تبيــينه،  في  آخر موضوع : "وما أرسلنا  من  رسول  إلا  بلسان  قومه...IV"

ــ وجاء تبيـينه - كذلك-في الحصة السابقة، في موضوع:"عذاب القبر"والذي يفسره:WAIL،في الإنجليزية.

 

*ــ ( همـزة  لمـزة ) :

ــ على وزن - فعلة- الذي  يدل على كثرة  صدور الفعل، وأنه صار ــ عادة ــ  للمبالغة في  الفعل. 

ــ لتبيـين، معنى هاتين اللفظتـين، يجب وجوبا، أن يكون معناهما عامًّا،بالنسبة لما يليهما،- ولـه  صلة، بمعنى، ما جاء بعدهما،بــ:الــذي:إسم الموصول، أي ، أن  لابد أن يكون له صلة بجمع المال، وبِعـَـدّه ...

ــولا يكون معناهما إلا النهـم،والجشع،والشـره،....glouton -  vorace , affamé

ــ أرى – حسب  تدبري، أن معناهما ما  يلي :

ــ همــزة=هـَـمْ ... هـَـمْ ... (  بالتفخــيم ) نقوله   في  الأكل، بــ: نهـَـمْ ... ( هنا، في المال !).

ــ و نقولها، للولد الصغير، تخويفا له، من الغول(يأكله، ويبتلعه،هكذا:هـَـمْ...هـَـمْ...)( بالتفخيم ).

ــ أما لُمـــزة=فنجد في اللفظة لـَـم ...لـَـم... جمع، وتكديس، ورصّ... ( هنا للمال، كذلك).

ــ أما ما  فسروا  به  الكلمتين، من قذف ، ونميمة ، ووشاية، معاني  عـدّة ... فلا  تقوم، مع ما جاء  بعدهما، موصوفـاً  بــ : (... الذيجمع  مالا وعــدّده ...) (... همــزة  لمـــزة  الذي ... ).

 

*ــ ( الـذي جمع مالاً  وعـدّده... ) :

ــ كي لا أطيل على قرائي الأفاضل، أحيلهم ، إلى ما جاء من تبيين، في جمع المال،  والتكاثر به، في توضيح، لفظة التكاثـر، في الحصة  الخامسة ( السابقة).هنا، عدّده، وعدّه، مرّات، ومرّات!وسوسةًً، وخبالاً، لشدة ولَعه به ، وحرصا على جمعه، وخوفا من الفقر ! (الشيطان يعدكم الفقر...)البقرة 268

ــالمال، مال الله، الذي، نحن مستخلفين فيه، وبس !لنتدبر، ولنتأمل، مع آيات النور33، وآية الحديد7.

ــ نلاحظ، التعبير بـ عدّد:د و د و د، جاء ذلك، تنويهاً بكثرة العدّ !!.

 

*ــ(يحسب أن ماله أخلده) :

ــ يظن أن ماله، هو الذي أخلده في الدنيا! لا خالقه! إنما الشيطان هو الذي أقسم على الله، أنه سوف يضل أولياءه، ويوسوس لهم ذلك! (لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضاولأضلّنهم ولأمنّينهم... يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا أولئك مأواهم جهنم...)النساء 118-121.

ــولقد ضرب اللهلنا مثلا ــ على ذلك ــ في كتابه المبين: ما جاء في سورة الكهف 32-44(واضرب لهم مثلا... جعلنا لاحدهما جنّتين... فقال لصاحبه... قال ما اظن أنتبيد هذه ابدا وما أظن الساعة قائمة...) لنتأمل مع هذه الصورة! (وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون)الحشر 21.

ــولنا مثل آخر بالنسبة لقارون: (إن قارون... وءاتيناه من الكنوز ماان مفتاحه لتنوء بالعصبة أولي القوة... قال إنما أوتيته على علم عندي أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هوأشد منه قوة واكثر جمعا...فخسفنا به وبداره الأرض...) القصص 76-83.

 

*ــ ( كــلا ) :

ــ كـــلا، التي للزجر، والإبطال، جاء  مثلها، في سورة التكاثر.

 

*ــ ( لـيـنـبـذنّ ) :

ــ نلاحـظ، التعبير بالــنبـذ !لا يقال ذلك، إلا عند رمي، ما لا قيمة له ، ولا أهمية !عند  إلقاء الذي جمع مالاً (في النار). وفيه، معنى التخلص منه !

 

*ــ ( الحطمــة ) :

ــ فيها معنىالتحطيم ،والتهشيم !ما جاء  في ءاية الزمر 21. جاء هذا التعبير، للتهويل !.

ــ (... ثم  يجعله  حطاما ...)،  وما جاء في ءاية الواقعة 65، وءاية الحديد 20. خاصة، ما جاء، بالنسبة للنمل، وتحطيمه  بـ سليمان (  عليه  السلام )  وجنوده، في  سورة النمل 18.

ــ جاء، هذا الوصف،  لنـار جهنم، أعاذكم  الله -  الرحمن الرحيم -  وأياي،  منها.

ــ من أسماء جهنم : الحـطمة، تقدم لنا، في الحلقة الرابعة ،عند  ذكر ( نار حامية ) وجاء، من أسمائها : السعير،  الجحيم ... .

 

*ــ( وما أدراك):

ــتقدم، بيان الفرق بين أدراك، ويدريك، في سورتي القدر، والقارعة.

 

*ــ ( نـار الله الموقــدة ):

ــ نلاحــظ : إضافة النار إلى الله!!الشديد العقاب.نحن نعلم صفة النار،المنسوبة إلينا، وحرارتها، في حياتنا الدنيا!  فكيف بـالنــار،المنسوبة إلى الله خالقها ؟ !!يوم الحساب!

ــ ( النـار ذات  الوقود ) .البروج 5.صفة لها ، لا يزول وقدوها!  ولا لهيبها !.

ــ ( إن الذين كفروا ... وأولئك  هم  وقود النار ). ءال عمران 10.

ــ تقـدم، أن ذكرت وقودها ( النار الحامية)، في موضوع سابق، من الحلقة الرابعة، أنّ وقودها: الناس، والحجارة، حطب لجهنم... ( ... كلما  خبت زدناهم  سعيرا).الإسراء 97.

 

*ــ ( ... التي تـطلع على الأفئدة ) :

ــ جاء  الإطلاع  عليها،بمعنى إصابتها، و هلكها، بحرّ نار جهنم !.

ــ فما الفرقبينالفؤاد، والقلب، وذاتالصدر؟

 

*  القـــلـب  *

ــ جاء في القرءان، ذكر القــلب، وجاء  ذكر  الفــؤاد، وأكثر من ذلك، جاء التعبير بـــ : ذات الصــدر . أما نحن،  فنخلط، أيما  خلط !بين فهم تلكم التعابير.

ــسأحاول- بعون من الله- تدبر فحواها، من كتاب الله المبين، وبآياته البينات،المبينات ( ...ونزلنا عليك الكتابتبيانالكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) .

ــ جاء، ذكر القلب، وما تصرف منه، حوالي 130 مرة ، في  كتاب الله  المبين.

ــ جاء، ذكر القلب، مفرداً، و جمعا : قلب،قلوب ، لا يراد به ، في كتاب الله المبين، العضو النابض(في علم التشريح) وإنما المراد به،داخل الإنسان،وباطنهau cœur de     à l’intérieur de … dedans…  قـرارة النفس، السريرة، إلى غير ذلك ... وليس المراد، بذلكم التعبير: القلب  الخافق.

ــ جاء  التعبير  بــ : القلب  الحقيقـي (القلب النابض) ، مرة واحدة، في ءاية الأحزاب 4. ( ما جعل  الله  لرجل  من  قلبين  في  جوفه ...). أما غير ذلك،  فالمراد به : المواهب:التيهي داخل الأنسان(في الرأس، والصدر )،كما سنرى .

 

                                             * الفــؤاد  *

ــ أما الفؤاد، في الكتاب المبين، فجاء مفرداً، وجمعاً- كذلك-  فؤاد، وأفئــدة، وجاء حوالي،   15 مرة .

ــ نخلط ، بين وظيفة القلب المادّي، ووظيفة الفؤاد الروحي،  في الأعضاء، و الحواس !

ــ فالتعبـير، بالقلب، والقلوب، قد  يراد  به  الفؤاد، والأفئــدة، وذات الصدور.

ــ ( ... وجعل  لكم السمع  والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ).النحل 78.عند الخروج من بطون الأمهات، وما جاء، في سورة الإسراء 36، وآية  المؤمنون78 . وءاية السجدة 9 . وءاية الأحقاف 26. وءاية الملك 23.

ــ نلاحــظ هنا، في ذكر الحواس، أن الله، لم  يذكر القلب، وجاء ذكر الفـؤاد بالجمع. لأن  ما  يعبر عنه  بالفؤاد  كثير-  كما  سيتبين  لنا - .

ــ جاءكذلكفي المسؤولية، والسؤال عنه، يوم القيامة :

ــ ( ... إنالسمع والبصر  والفؤاد  كل  أولئك  كان  عنه  مسؤولا ).الإسراء 36.

ــهنا،  لم يذكر الله، أن القلب،  من  الحواس! أو من المواهب!.لنتــأمل، ولنتــدبر !.

ــنلاحظ:أن الختم (الغلق) جاء ــ كذلك ــ على الحاسّات الثلاثة، في قوله تعالى:

ــ (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ...)البقرة7.

ــ (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غيراللهلوجدوا فيه إختلافا كثيرا ).

 

* ذات الصدر *

ــجاء ،في كتابالله المبين،التعبير بـ:ذات الصدور، بالجمع، مضافاً ،الى ذات... .

ــ ذات الصدور:مافي الصدور، ما في حيزها، ماهو داخلها،والصدر: أعلى الجسم، يبدو أنالرأس (الدماغ) داخلة فيه. كأن ذات الإنسان، قسمت إلى قسمين:النصف الأعلى، حيث الصدر،والرأس، والجوارح، والمواهب، والحواس الإدراكية و... والنصف الأسفلالأرجل،للحركة ، وللمشي .

ــ ذات الصدور: ذوات الإدراك...

ــ لم يذكر الله، سبحانه وتعالى، ولا إشارةً !إلى الرأس، ما في داخلها، من مخ، ودماغ مفكر !؟  إلا ما جاء في آية يوسف 41  (...وأما الاخر فيصلب فتاكل الطير من رأسهتأكل، مادّة المخّ(من مخّه).ولكنه ذكر الحاستين العظيمتين، اللتان في الرأس، مع ذكر الفؤاد- ستّ مرات –(... وجعل لكم السمع و الأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون).

ــ ملاحظة، بعد ذكر الحاستين، السمع والبصر، التي جاء ذكرها، مع ذكر الفؤاد،  في كتاباللهالمبين، ــ كما تقدم ــ .

ــجاء ذكر القلب، عوضا عن الفؤاد، مع الحاستين، السمع والبصر، في آية البقرة 7: (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة...).

ــ في هذه الآية، جاء ذكر القلب، عوضا، عن الفؤاد لأن كليهما، داخل جسم الإنسان، وجوفه.

ــ نلاحظ ،أن الله، سبحانهوتعالى، لم يذكر الدماغ،ولا الرأس ،في التفكير !؟ اكتفى بذكر القلب، الذي هو داخل الإنسان: (داخل الرأس، والصدر).

ــ لفتةــ المخ، والدماغ، والرأس، عبرالله، سبحانه وتعالى، عوضاً عن ذكرهم، في كتابهالمبينبـ: القلبوبـ القلوب، مضافة ...

ــ والدليل القاطع، على ذلك ، أنه عندما تذكر إحدى المواهب، والمدركات، جاء معها ذكرالآذان، أو السمع، أو الإصغاء، الحاسة الموجودة في أعلى الرأس، والتي تؤدي ــ لا محالة ــوتوصل الصوت، مباشرة إلى الدماغ.

ــ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) النساء82.

ــ فيالعقلــ مثلاــ ماجاءفيآيةالبقرة 75، آيةالأنفال 22، وغيرهما...

ــ وفي الفقه ــ مثلاــ ما جاء في آية الأنعام 25، وآية الأعراف 179 وغيرهما...

ــ وفي الإيمانــمثلا ــ ما جاء في آية المائدة41، والأعراف100 وغيرهما...إلى غير ذلك...

ــ نلاحظ ــ كذلك ــ أنالأفئدة ــ كذلكــ جاء، إيصالها، عن طريق الأذن، في قوله تعالى في سورة الأنعام 113: (ولتصغي إليه أفئدة الذين لا يومنون بالآخرة...)

ــ ونلاحظ ــكذلكــ أن الصدر، والقلب جاء ذكرهما مشترك في آيتي التوبة 14و15، مثلا، وغيرهما...

ــ (...وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحّص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور ءال عمران154. ماهو في داخل صدركم ،قلب صدركم  .

ــ إن اللهسبحانه وتعالى، الوحيد الذي يعلم ما في صدورنا .

ــ(...إن الله عليم بذات الصدور ) جاءت، حوالي15 مرة،في كتاب الله المبين.وجاء، ذكرالصدر،عامة، وما تصرف منه، حوالي 30 مرة .

ــ(يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) غافر19.وما جاء، في سورة ءال عمران29.وما جاء في سورة القصص69. (...ويعلم ما تسرون وما تعلنون واللهعليم بذات الصدور )التغابن4.

ــ وهو ما نخفيهــ أحيانا ــ عن بعضنا، من غلّ، وكره، وغيض، وغير ذلك...ولكن الله،اللطيف الخبير،يعلمه، حق العلم:  ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ).

ــ كل ذلك، سماه الله، قلوبا :في قلب الصدر ــ الجوارح، الحواس ــ التي داخله، وفي جوفه .

ــ(... فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) الحج46. التي داخل الصدر نلاحظ مجيء القلب بالجمع.

ــ لفتة ــ لماذا قدم الله،الحكيم، العليم، السمع، على البصر؟!ولماذا جاء السمع مفردا؟ والبصرجمعاً؟!سوف أتطرق إلى تبيين ذلك ــ بحول الله ــ إن أطال اللهالعمر؟.

ــ المواهب، والملكات، والقوى العقلية، والحواس الإدراكية، التي نستعملها، للدّراسة والتحليل والتي نعرب بها عن أفكارنا، وشعورنا والتي جاء ذكرها، وانتسابها، ونعتها، إلى القلب- تارة- (داخل الرأس والصدر)، وإلى الفؤادـ تارة ـ وإلى الصدرأخرى؟ لنتأملمع بعض منها:

ــ القريحة ــالطوية ــ السريرة ــ الهوى:(الآية 37،من سورة إبراهيم، وغيرها..) ــالحب ــ الضميرــ الإدراك ــ القدرة ــ البصيرة ــ الفهم ــ الذكاء ــ الغريزة ــ الإمكانياتــالوسوسة:(الاية5، من سورة الناس)، الفقه:(الأنعام25، والأعراف179، وغيرهما). العقل:(الآية 46 من سورة الحج وغيرها). التفكيرــ الحافظة: (49 من سورة العنكبوت). الذاكرة: (الآية 10 من سورة العاديات).الشعورــ النضرة ــ ما تحت الشعوري، أو اللاشعوري le subconscient.اليقين(آية النجم 11).الغلضة: (الآية 159 من سورة ال عمران).الرهبة:(الآية 13 من سورة الحشر). الرعب:(الآية 151 من سورة ءال عمران،وغيرها).الإيمان، التقوى:(الآية 106 من سورة النحل، وغيرها...). الكفر:(الآية 106 من سورة النحل وغيرها ).  الإثم (البقرة 283)(ندم،remords). القسوة(الآية 74 من سورة البقرة وغيرها). الغيض(الآية 15، من سورة التوبة وغيرها). الغفلة (الآية 28 من سورة الكهف) الذهولــ الدهشةــ الحيرةــالبهتــ الأملــ الغيبوبةــ التثبيت:(الآية 120، من سورة هود، والآية 32، من سورة الفرقان).الألفة(الآية 103 من سورة ال عمران وغيرها). الفراغ(الهواءlevide: (الآية 10 من سورة القصص، و الآية 37 و43 من سورة إبراهيم). الكبر:(الآية 56، من سورة غافر). الطمأنينة:(الآية 260 من سورة البقرة، وغيرها...)، إلى غير ذلك... من غير ترتيب، و باختصار...

 

*ــ( عليهم موصدة ):

ــ جاء مثله، في سورة البلد20:(عليهم نار موصدة ).

ــ( لها سبعة أبواب ...) الحجر44. (... حتى إذا جاءوها فتّحت أبوابها ...) الزمر71.

ــهي موصدة : قبلاً ،وبعداً. نلاحظ : تقديم ،عليهم ،على الإيصاد، وذلك للتهويل.

 

*ــ ( في عمد ممدّدة ):

ــ أعمدة ،جمع عمود. مثل ما يشوى الخروف !!حين يُغرز فيه، من فمه، عمود، يدل على ذلك ،التعبير بـ - في-، كأنهم جزء من العمود!

ــ يبدو ، أنها، لكثرتها، مصطفّة،وممتدة،أفقيا ،ومدرجة عموديا . نعوذ بالله،الرحمان الرحيم، من ذلكم المنظر!ومن تلكم الحالة! ومن ذلكم العذاب! ءامين .

ــ وهناك، صورة أخرى، في تبيين منظر:(في عمد ممدّدة ) ذلك إذا ما اعتبرنا قول الله،سبحانه وتعالى، في سورتي إبراهيم 49،والفرقان13: ان المجرمين يومئذ: (... مقرنين...)،ذلك أنهم سوف يُقرنون، ويربطون، من أرجلهم، بالسلاسل،إثنين، إثنين، في جهتي العمود!ورؤوسهم متدلية، في نار جهنم : ( تلفح وجوههم النار ...)المومنون 104.والله أعلم .

ــ كفانا الله جميعا، ذلكم اليوم : ( إنّا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا فوقاهم اللهشرّ ذلك اليوم ولّقاهم نضرة وسرورا)الإنسان11.

 

*ــ سورة الفيل):

*ــ (ألم تَرَ ):

ــ استفهام تقريري

 

*ــ(أصحاب الفيل ):

ــ جاءت هذه السورة، لتخبرنا، وتذكّرنا، بواقعة، سبقت نزول القران الكريم، وذلك، محاولة قوم، ومعهم فيل، لهدم بيتاللهالحرام، فجعل الله،كيدهم، في تضليل.

ــ جاء، حول هذه السورة، وهذه الواقعة، افتراءات كثيرة، وخرافات، على الله،وعلى كتابه المبين...    

ــ أمّا أن يكون، صاحب الفيل: أبرهة!أو غيره، فلا يهمنا !ولا نفتري على اللهالكذب. فالعلم عندالله، وحده.

 

*ــ ( ألم يجعل كيدهم في تضليل ):

ــ ردّ كيدهم، وجعل عزمهم، في تضليل، فأبادهم عن ءاخرهم!

 

*ــ (وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل ):

ــ أرسل الله، سبحانهوتعالى، العليم الحكيم، طيرا لا يَعرف نوعه، ولا عددَه، إلا خالقه، وباعثه، ترمي عدوّه: أصحاب الفيل بحجارة !إنما الفيل، لهدم الكعبة ( وما البناء الطيني ؟!) بالنسبة للحيوان، الضخم، والقوي مثل الفيل !!.

ــ أبادهم الله، بحجارة من طين مسوّمة، ومسجلة. كل حجرة، وكل طير، موجّه، ومصوّب، نحو هدف مُعيّن، من الأشخاص الحاضرين، أصحاب الفيل.   

ــ نلاحظ: لإثبات ذلك، أن الله سبحانه وتعالى، عبّر بـ الرّمي، لا بالإلقاء "تلقي عليهم". (...طيرا أبابيل ترميهم بحجارة...). لأن الرمي،يدلّ على تسديد، وتوجيه الحجارة، إلى هدف معين.

ــ بما أن كتاب الله، العلي الحكيم يبين بعضه بعضا:(ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيىء...).  جاء مثل ذلك بالنسبة لقوم لوط (عليه السلام)، ما جاء، في سورة هود83، وسورة الحجر74، وسورة الذاريات33، لم تصب الحجارة غيرهم (الذين لم يتورّطوا في الفاحشة)، إذ الغرض، هو الفتك بالمجرمين - فقط - .

ــ وقع، مثل ذلكم الكيد، والتّعدي، على بيت الله، وحرمه، في السنوات الماضية، في سنة 1979، حيث هجم، واقتحم، المسجد الحرام، حوالي 300 نفر من الشيعة، قُتلوا جميعا، وقد ذهب، ضحيةً، غيرُهم، ممن ديـس، ومن الرهائن، ممن حجزوهم، واعتصموا بهم، بضعة أيام، في أقبية المسجد. إذ كانوا مدججين بالأسلحة، وقبض منهم، حوالي 60 نفر، فأُعدموا !.

ــ ألم يعلموا؟!أن الله،ربّ البيت، قد أنذر وحذّر، من يفعل ذلك !بقوله، سبحانه وتعالى، في سورة الحج 25: (... ومن يرد فيه بإلحاد بظلمنذقه من عذاب أليم) .

ــ ألم يعلموا؟!أن الله جعل حرمه،ءامنا، ما جاء، في ايات البقرة125، والقصص 57، والعنكبوت 67 . وما جاء، في اية قريش 4 :(... وءامنهم من خوف).

ــ ألم يعلموا؟!أن الله،يجيب دعوة الداعي، إذا دعاه: البقرة 186، وكيف بدعاء إبراهيمالحنيف (عليه السلام): (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا...)إبراهيم 35.

 

*ــ ( فجعلهم كعصف ماكول):

ــفأصبحوا هشيما، تذروه الرياح، والأرجل...  

 

*ــ (سورة قريش):

 

**ــ (... فليعبدوا ربّ هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف):

 

*ــ (لإيلاف قريش):

ــ جاء في هذه السورة، ضمان لهم (قريش)، من اللهالعلي القدير، من الجوع ومن الخوف، يا لها من سعادة، في هذه الحياة الدنيا !!جراء وجود بيت الله بين أحضانهم.  

ــ جاء، ذكرقريش، مرة واحدة، وفي هذه الآية، من السورة التي سميت بهم، لانهم قومه الأقربون، وهم الأولى ــ منطقيا ــ بتبليغ الرسالة، والدعوة لهم، إلى عبادة اللهوحده. جاء ذلك بأمر صريح، في الاية 214 من سورة الشعراء: (وأنذر عشيرتك الأقربين) وما عشيرته إلاقريش، وأمّا قومه، فالناس جميعا.

ــ جاء،ذكر العشيرة،في كتاب اللهالمبين،في أخر هرم العائلة،في سورتي:التوبة24،وسورة المجادلة 22 : (...وعشيرتكم...) (...أو عشيرتهم...).

ــ وما جاء، في هذا الصدد، في سورة الزخرف44: (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون) كما سبق أن بينت، أن القومهنا: "كافة الناسوقريش، جزء من أولئك الناس .

ــ وجاء، ــ كذلك ــ فيهذا السياق، في سورة يس 6: ( لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون).

ــ وفي آخر المطاف، كانت النتيجة، ما جاء، في سورة الفرقان 30: ( وقال الرسول يا ربّ إنّقومي اتخذوا هذا القرءان مهجورا).

 

*ــ (إيلافهم رحلة الشتاء والصيف):

ــ فبما أن الله، سبحانه وتعالى،أسكنهم بواد غير ذي زرع، عند بيته الحرام، فلا زرع فيه! ولا ضرع!:(ربّنا اني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا... لعلهم يشكرون)إبراهيم 37.

ــ جعل الله هذا الإيلاف بينهم (قريش)،وعوّض لهم فقر الأرض، بالتجارة، وصيّردأ بهم في المعاش، بها :                                             

ــ تجارة الشتاء، إلى الجنوب (اليمن، وعمان) تبعاً لحرارة الطقس، وسخنه، مع الثروة.

ــ وتجارة الصيف، إلى الشمال، ما بين الرافدين: دجلة، والفرات. طلبا للبرودة، وللثروة معاً.

ــ إمتنالله، الرحمان الرحيم، على القوم (قريش) ــ كذلك ــ بالألفة العظمى بينهم، بعد أن كانوا أعداء!ما جاء، في آيتي:ءال عمران 103، والأنفال 63:

ــ واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألّفبين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها... لعلكم تهتدون).

ــ ( وألف بين قلوبهم... ولكن الله ألفبينهم إنه عزيز حكيم )الأنفال 63.

 

*ــ( الذي أطعمهم من جوع ):

ــ لقد سبق، أن دعا لهم رسول الله، إبراهيم الحنيف (عليه السلام) بقوله :(... وارزقهم منالثمرات لعلهم يشكرون) إبراهيم37.

ــ وجاء في آية أخرى، نفس الدعاء منه (عليه السلام)، ولكن تغلبت عليه حنفيته، فاجتنب في دعائه، غير المومن !فصحّح له الرحمان الرحيم، أن: حتى الكافر يشمله الرزق !وتشمله رحمةالله، الرحمان الرحيم وإنما ينتظره العذاب. جاء ذلك، في قوله تعالى، في سورة البقرة 126:(... وأرزق أهله من الثمرات من آمنمنهم باللهواليوم الآخر)فأجابه، الرءوف الرحيم(...قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبيس المصير).

ــ أنبأنا الله، العليم الخبير، في كتابهالمبين:أنهقديبتلينا بشيء من الجوع والخوف، ليسبر إيماننا، ويقينَنا به؟!(ولََنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال و الأنفس والثمرات وبشّرالصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون...) البقرة155-157.

ــ نلاحظ:تسمية ذلكم، بالمصيبة! وعلّمنا كيف ندعوه، في تلكم الحالة .

ــ وجاء، بيان ذلك، أنه عقاب لنا، بما كنا نصنع، في آية النحل112.

ــ فما علينا، إلاّ أن نستقيم، فيسقينا الله ماءً، لتعويض ما قد ينقص لدينا من الثمرات، ماجاء، في سورة الجن16: (وان لواستقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء عدقاً).

 

*ــ( وءامنهم من خوف):

ــءامنهم من خوف،من أجل وجودهم حول بيت الله الحرام، في حين أن الناس يُتخطفون من حواهم، ما جاء، في آية العنكبوت67: (أولم يروا أن جعلنا حرما آمناويتخطف الناس من حولهم...).

ــ بين الله لهم،ذلكم الأمن ــ حقيقة ــ ، حين جعل كيد أصحاب الفيل، في تضليل، ما جاء، في آيات سورة الفيل ــ قبلها ــ إذ جعل كيدهم في تضليل، وجعلهم كعصف ماكول .

ــ لكي لا يصيبنا خوف، فلنعبد الله حقّ عبادته !

ــ جاء نذرنا ــ بذلك ــ من قبل الله، الخلاق العليم، منذ هبوط أبينا آدم، من الجنة: ( فمن تبع هداي فلا خوفعليهم ولا هم يحزنون)البقرة 38. فجاء ذلكم النذر، بتلكم العبارة: لا خوف، ولا حزن،جاء حوالي15مرة، في كتاب الله المبين.وجاء فيها، عدم الحزن،ملازما لعدم الخوف،وتأكيدا له.

ــ ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون)الأنعام82.

ــ فما علينا إلا أن نستقيم ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون) فصلت30. وما جاء في سورة الأحقاف 13.

ــ الخلاصة، والمقصود، من هذه السورة: أن تعبُدَ، وتشكُرَ قريش، ربهمالذي أطعمهم من جوع، وآمنهم من خوف جاء ذلك، بـ فاء التعقيب، والتفريع، وجاء تقديم العبادة على الفضل، للإهتمام بها .

ــ فليعبدوا ربّ هذا البيت الذي ...).

ــ إذن، فلنعبد الله، الرحمان الرحيم ــ نحن كذلك ــ حتى يطعمنا الله من الجوع،ويرسل السماء علينا مدرارا (...ماء غدقا...).

ــ (وإن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربه نسلكه عذابا صعداالجن16-17. وما جاء في سورة الأنعام 6 وهود 52، ونوح 11.

ــ وحتّى يؤمّنا الله، من الخوف:(وما كان ربك ليهلك القرى بظلم و أهلها مصلحون)هود117.

ــ (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا...أو يلبسكم شيعاويذيق بعضكم بأس بعض...)الأنعام65.

ــ فلندعه، ولا نستكبر،عن عبادته: (وقال ربكم أدعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) غافر60.

ــ (قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم...) الفرقان77.

ــ فإلى ما بقى، من تذكير نفسي، وتذكير قرائي الأفاضل، بالسور الباقية غفرالله لنا جميعاً، وهداني وإياكم، إلى صراطه المستقيم.

 

* والله أعلم *

       

  

اجمالي القراءات 7806

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2009-02-11
مقالات منشورة : 99
اجمالي القراءات : 1,954,567
تعليقات له : 141
تعليقات عليه : 381
بلد الميلاد : الجزائر
بلد الاقامة : الجزائر