النيل يجري.. منا!

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٢٣ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الدستور


النيل يجري.. منا!
الجمعة, 23-04-2010 - 11:39الخميس, 2010-04-22 18:06 | إبراهيم عيسى
  •  

أكره جدًا أن أذكركم بأنني أول من كتبت وحذرت ونبهت؟



أكره جدًا أن أكتب جملة (ألم أقل لكم)!

ومع ذلك فأنا آسف جدًا أنا مضطر أن أعود إلي عام مضي حين كتبت في 31 من مايو 2009، وقبل اجتماع وزراء حوض النيل يومها في الإسكندرية، وقلت بالحرف الواحد «إننا سوف نغطس في مشكلة ما يعلم بيها إلا ربنا، ومن ثم يجب أن نتخلي عن حالة الفهلوة والعشوائية التي نخوض بها مناقشاتنا مع دول حوض النيل حتي نستطيع أن نقنع هذه الدول بالإبقاء علي حصة مصر من مياه النيل!».

وأضفت توضيحًا وفسرت تفصيلاً وقلت: منذ سنوات وحكومات دول حوض النيل (تسع دول والعاشرة مصر) تتذمر من الاتفاقية التي وقَّعت عليها مع مصر عام 1959 واتفاقيات ثنائية قبل هذا التاريخ وبعده مع بعض هذه الدول التي تنص علي حصول مصر علي 55.5 مليار متر مكعب من ماء النيل (السودان تحصل علي 14مليارًا) مع ملاحظة أن مصر تحصل علي 85% من حصتها عبر إثيوبيا و15% عبر أوغندا (ياه فين أيام امتحانات الجغرافيا)، وتحاول هذه الدول أن تلف وتدور، توحي وتومئ لمصر بأنها لم تعد راضية عن بقاء هذه الاتفاقية مع تغير الظروف وتبدل المرحلة واختلاف الاحتياجات، ويرصد المتابعون لهذه الأزمة المكتومة عدة عوامل كما سبق وكتبت ونشرت:

1- بعض هذه الدول ملتزمة بالاتفاقية التي وقَّعتها قوي الاحتلال وليست الحكومات المحررة المستقلة، ومن ثم فهي تشعر بظلم في النصوص بات السكوت عنه شيئًا من مخلفات الماضي الاستعماري (الاتفاق مع أوغندا كان في الأصل بين إيطاليا وبريطانيا حول حقوق المياه في مصر والسودان).

2- هذه الحكومات تبحث عن إقامة مشروعات علي ضفاف منابع النيل تمنعها عنها الاتفاقية وتعطل مواردها.

3- هذه الدول تريد بيع النيل لمصر ولغيرها كما يتم بيع البترول والغاز الطبيعي باعتبار الماء ثروة طبيعية تنبع من أراضيها.

4- مرور خمسين عامًا علي اتفاقية وثمانين عاماً علي اتفاقية أخري- من وجهة نظرهم- فرصة للبحث في نصوصها ومراجعة التزاماتها (خصوصًا أنها كانت بين مصر والمندوب السامي البريطاني مثلاً).

5- تلعب إسرائيل دورًا خطيرًا ومؤكدًا في اختراق هذه الدول والتأثير في قراراتها فيما يختص بالنيل هادفة من وراء ذلك إلي:

أ - استنزاف مصر وتكسير عظامها والضغط علي مقدَّراتها؛ فالنيل شريان حياة المصريين.

ب - توصيل مياه النيل إلي إسرائيل ضمن مشروعات عملاقة تسعي إسرائيل بها إلي وقاية نفسها من حروب المياه المقبلة وندرة المياه المتوقعة في المستقبل القريب.

ومع كل هذه الإشارات والمؤشرات التي كانت واضحة لكل ذي عين يري منذ سنوات ماذا فعلت مصر تجاهها؟ الإجابة: ولا حاجة، كل ما فعلته هو تمسك متصلب وخشن بالاتفاقية، ثم الحديث المكرر والمعاد حول حقوقها التاريخية، لكن هل تحركت أبعد من ذلك؟ هل استنفرت طاقتها وقدراتها لفعل شيء تأهبًا للحظة المواجهة الكبري؟ إطلاقاً! وما الذي يجب أن تفعله مصر أصلاً؟ أول ما يجب أن تفعله أن تنتبه إلي أن مسألة الحقوق التاريخية كانت تتماشي مع مصر عبدالناصر ذات الدور الأفريقي التحرري والقيادي والداعم والمساعد للشعوب الأفريقية في تحررها واستقلالها (هذا الذي يسخر منه رجالات أمانة السياسات والكويز). إن ما تملكه مصر من حقوق علي الأفارقة، خصوصًا دول حوض النيل «كان زمان» لكن مصر تغيرت منذ ثلاثين عامًا وتخلت عن تاريخها، لقد زار رئيسنا فرنسا أكثر من خمسين مرة، وإيطاليا 18 مرة، وألمانيا 25 سفرية.. لكنك لا تتذكر كم مرة سافر لدولة أفريقية، وهل زار يومًا أوغندا؟ وهل مكث أيامًا في الكونغو كما يقضي أيامه في العواصم الأوروبية، وهل رواندا أو بوروندي تتطلع لزيارة الرئيس مبارك كما يتطلع إليها البيت الأبيض أو الأخضر؟!، وألا تستحق إثيوبيا أن تتشرف بزيارات متكررة للسيد الرئيس كما يفعلها مع الشقيقة السعودية والأخت الإمارات؟!

وكنت قد طرحت أجندة للحل فقلت وكتبت.. لكن لنكمل غدًا بإذن الله.

اجمالي القراءات 2859
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   نعمة علم الدين     في   السبت ٢٤ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[47371]

هل ستظل مصر هبة النيل ؟

بعد هذه المشاكل مع دول حوض النيل والتى قد تؤدى لعدم جريان ماء النيل مرة أخرى فى مصر ، هل ستظل مصر هبة النيل ؟ ماذا فعل المسئولين للحفاظ على النيل ؟ لا شيء ، للأسف ما يهم كل مسئول مصرى هو أن يكبش كبشة فلوس من خير مصر ويرسلها إلى البنوك بالخارج ويظل يكبش ويرسل حتى يحين موعد الرحيل فيهرب هو وأسرته لما جمع طوال سنوات عمله  ويترك  الشعب المصرى المغلوب على أمره يتحمل نتيجة أعماله ، فهذه هى النتيجة الطبيعية للفساد والمفسدين .

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق