أدان المركز العالمي للقرآن الكريم حكما بالإعدام أصدرته محكمة سعودية يقضي بقطع رأس مقيم لبناني بحد السيف بعد إدانته بممارسة السحر والشعوذة مما يعني كفره وارتداده عن الإسلام. وانتقد بيان أصدره المركز ومقره في أميركا ما وصفه بالشريعة السنية الوهابية المطبقة في المملكة واعتبرها مناقضة للإسلام.

وقال البيان الموقع باسم زعيم القرآنيين المفكر الإسلامي أحمد صبحي منصور وحصل موقع "آفاق" على نسخة منه "إن المركز العالمي للقرآن الكريم يشجب القبض على المواطن اللبناني ويشجب اتهامه والحكم عليه بالموت، وأكثر من هذا يشجب التمسح السعودي بالاسلام العظيم ـ وتحميله مظالم الحكم السعودي وشريعته السنية الوهابية المناقضة للاسلام".

وأوضح منصور أن عقوبة الاعدام مقصورة في تشريع الاسلام على حالتين فقط: الأولى في القصاص، أي قتل الذي يقتل نفسا عمدا، والثانية في القتل الذي يصاحب ما يعرف الآن بالعمليات الارهابية، أو بالتعبير التراثي (حد الحرابة).

وأكد أن الإسلام يحرّم تحريما باتا قتل النفس خارج هذا الحق القرآني، وأن هذا التحريم قد تكرر في الوصايا العشر في القرآن الكريم (6 /151) وفي سور أخرى (17/ 33) (25/68).

وجاء في البيان "إن المجرم القاتل يقتل فردا أو عددا من الأفراد. أما الذي يفترى تشريعا دينيا يقتل به الناس فان هذا التشريع يظل ساري المفعول يقتل الناس جميعا، وهذا بالضبط ما فعلته شريعة السنة، وهو ما تطبقه الوهابية السعودية، وتنسب هذا الظلم للاسلام، والاسلام منها برىء".

ونشرت العديد من وسائل الأعلام على لسان محامية اللبناني علي حسين سباط أنه من المتوقع أن تنفذ السلطات السعودية حكم الأعدام يوم الجمعة الماضي، وذكرت المحامية أن موكلها يبلغ من العمر 48 عاماً ولديه خمسة أولاد، وكان يتنبأ بالمستقبل للمتصلين به على إحدى الفضائيات اللبنانية الخاصة بالسحر والتوقعات.

وذكرت المحامية أن سباط زار السعودية لأداء فريضة العمرة في عام 2008 وتم اعتقاله من قبل الشرطة الدينية.

وكانت منظمة العفو الدولية قد طالبت العاهل السعودي بإيقاف حكم الإعدام والعفو عن سباط، وفي آخر التطورات ناشدت زوجة سباط العاهل السعودي بالعفو عن زوجها، كما طلب وزير العدل اللبناني من حكام السعودية وقف تنفيذ احكم.

وفيما يلي نص بيان المركز العالمي للقرآن الكريم:

المركز العالمي للقرآن الكريم إذ يعلن تنديده بالحكم باعدام مواطن لبنانى بتهمة السحر في السعودية، يقرر الآتي:

أولا :

بتاريخ الأربعاء، 31 آذار/مارس 2010، وتحت عنوان (المحامية: السعودية ستعدم موكلي اللبناني الجمعة بتهمة الشعوذة) نشر الموقع العربى (للسي ان ان) (من المتوقع أن تنفذ السعودية حكما بالإعلام على رجل لبناني أدين بالشعوذة والسحر الجمعة، حسب ما قالته محاميته الأربعاء.  

وبحسب المحامية، فموكلها، وهو لبناني يبلغ من العمر 48 عاماً ولديه خمسة أولاد، كان يتنبأ بالمستقبل للمتصلين به على إحدى الفضائيات اللبنانية الخاصة "شهرزاد" بالسحر والتوقعات، ويوجه لهم النصائح حول الأمور التي تعترضهم.

وقالت المحامية إن موكلها زار السعودية لأداء فريضة العمرة، خلال شهر مايو/ أيار 2008، حيث تم اعتقاله من قبل الشرطة الدينية، أو ما يعرف باسم " المطوع"، بتهمة الشعوذة.

وأضافت، من ثم تمت محاكمة سباط، حيث أصدرت محكمة في منطقة المدينة بالسعودية حكمها بالإعدام عليه، وذلك في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2009. ..وكانت منظمة العفو الدولية قد ناشدت سابقا العاهل السعودي بإيقاف حكم الإعدام والعفو عن سباط، مضيفة أن الأخير دوّن اعترافات تشير إلى ممارسة السحر بعدما تلقى وعداً بأن ذلك سيفتح الباب أمام إنهاء قضيته، ولكنه الوثائق استخدمت لإدانته وإصدار حكم إعدام بحقه.

وقالت المنظمة إن محكمة المدينة رأت بأن ممارسة سباط للسحر "أخرجته عن الدين"، واعتبرت أنه من الصعب التأكد من حقيقة توبته، إذا ما قرر التوبة، مشيرة إلى أن إعدامه سيردع "السحرة الأجانب"، الذين يزداد عددهم في السعودية. ..

ونقلت صحف سعودية عن محكمة المدنية قولها، إن سباط "يستحق الإعدام لأنه اعتاد على ممارسة السحر الأسود في برنامجه"، مضيفة أن "إعدامه سيردع الآخرين عن ممارسة الشعوذة".

وبحسب المنظمة، فإن السعودية اعتقلت العشرات بتهمة ممارسة السحر، وأعدمت بعضهم، وآخرهم المصري مصطفى إبراهيم، في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني 2007. ولفتت المنظمة إلى أن عمليات الإعدام بمختلف التهم مستمرة في السعودية، مشيرة إلى أن عام 2007 شهد إعدام 158 شخصاً، بينما أعدم 102 عام 2008، إلى جانب 69 شخصاً عام 2009، بينهم 20 أجنبياً، وأعدم ثمانية أشخاص على الأقل، منذ مطلع العام الحالي.) )

ثانيا : ولنا تعليق:
1- عقوبة الاعدام مقصورة فى تشريع الاسلام على حالتين فقط: القصاص، أي قتل الذي يقتل نفسا عمدا، والقتل الذي يصاحب ما يعرف الآن بالعمليات الارهابية، أو بالتعبير التراثي (حد الحرابة). ويمكن العدول عن تنفيذ الاعدام في الحالة الأولى بتقديم الدية لأهل القتيل وبضوابط أخرى ذكرها القرآن الكريم (2 / 178)، وفي الحالة الثانية إذا تاب الارهابي المجرم قبل القبض عليه، أي سلّم نفسه تائبا .( 5 /  33 ـ )

2ـ محرم تحريما باتا قتل النفس خارج هذا الحق القرآني. وقد تكرر وتأكد هذا التحريم والتحذير في الوصايا العشر فى القرآن الكريم ( 6 /  151) وفي سور أخرى ( 17 / 33 ) ( 25/  68)

بل أكثر من هذا جعل الله جل وعلا من يفتي بقتل تفس خارج التشريع الالهي يكون كمن قتل الناس جميعا، ومن يقف ضد هذا الافتراء الذي يقتل الناس ظلما باسم الدين يكون كمن أحيا الناس جميعا (5/32).

المجرم القاتل يقتل فردا أو عددا من الأفراد. أما الذي يفترى تشريعا دينيا يقتل به الناس فان هذا التشريع يظل ساري المفعول يقتل الناس جميعا، وهذا بالضبط ما فعلته شريعة السنة، وهو ما تطبقه الوهابية السعودية، وتنسب هذا الظلم للاسلام، والاسلام منها برىء.

3 ـ طبقا للشريعة السنية المخالفة للاسلام والتي تطبقها الوهابية السعودية إنه يجب:

3/1: قتل المرتد عن الاسلام إن لم يتب، طبقا لحد الردة المزعوم، ولقد أثبتا تعارضه مع الاسلام.

3/2: قتل الزنديق، وهو المسلم صاحب الرأى المتفقه في الدين، حتى لو كان مؤمنا بالسنة والأحاديث ولكنه يخالف أئمة السنة، ويناقشهم. قالوا بأنه يجب قتله عند العثور عليه، ويجب قتله دون محاكمة، ويجب قتله حتى لو تاب.

3/3 : تارك الصلاة

3 /4 المفارق للجماعة، وهي تهمة مطاطة فضفاضة يمكن تطبيقها على كل شخص صاحب موقف أو عامل فى الاصلاح.

3 / 5 : المتزوج ـ أو من سبق له الزواج ، ذكرا أو انثى ثم وقع في الزنا، هنا يوجبون قتله رجما بالحجارة. وقد سبق أن أثبتنا تعارض عقوبة الرجم مع تشريع الاسلام.

4 ـ هذا عدا القتل السياسي، فمن حق السلطان أو الامام في الشريعة السنية قتل من يشاء حسب قولهم بسيف الشرع، وهذا ما كان سائدا في الدولة الأموية والعباسية والمملوكية والعثمانية ..والسعودية. وقد توسعت الشريعة السنية في منح الحاكم السني هذا الحق فقالت بان من حق الامام قتل ثلثي الرعية (الشعب) لاصلاح الثلثين ..!!

5 ـ هذا في تعاملهم مع الشعب في الداخل. اما تعاملهم مع غير المسلم في الخارج فهو بالجهاد السني المناقض للقتال في شرع الاسلام. في الاسلام ينحصر القتال في الدفاع فقط (2/190،194). أما الجهاد السني الذي يعتنقه الوهابيون من السعوديين والقاعدة فهو تقسيم العالم الى معسكرين، معسكرهم وهو معسكر الايمان والسلام (دار الاسلام) والمعسكر الغربي المسيحي اليهودي الكافر (دار الحرب) وهم يؤمنون بوجوب القتال واستمراريته ضد معسكر الغرب الى قيام الساعة.

وفي محاضرة لي تحت عنوان (السعودية تحتاج للقاعدة) أوضحت اتفاق القاعدة والسعودية في العقيدة والشريعة والجهاد مع اختلاف التكتيك، حيث تتبنى القاعدة منهج الصراحة والعلن والوجه الواحد بينما تتعامل السعودية بالنفاق والخداع وتستخدم اكثر   من خطاب وأكثر من وجه. لمشاهدة المحاضرة اضغط هنا

وفي حالة ذلك المتهم المسكين يبدو الوجه الحقيقى للسعودية لأنه عربي لبناني فقير. لو كان أمريكيا لتم تكريمه وترحيله الى بلده معززا مكرما.

أخيرا
المركز العالمي للقرآن الكريم يشجب القبض على المواطن اللبناني ويشجب اتهامه والحكم عليه بالموت.

وأكثر من هذا يشجب التمسح السعودي بالاسلام العظيم ـ وتحميله مظالم الحكم السعودي وشريعته السنية الوهابية المناقضة للاسلام .

الاسلام يحتاج الى من يدافع عنه ويرد عنه ذلك الظلم الذي يلحقه به السنيون والوهابيون والسعوديون والمستبدون المفسدون فيما يسمى بالعالم الاسلامي