اختر من بين الأقواس: "مصر أولا" أم "قصر العروبة أولا"

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٠٩ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصريون


البترول يفور "تلقائيا" من 24 بؤرة في أرض باعها نظيف لـ "داماك" بتراب الفلوس!!

اختر من بين الأقواس: "مصر أولا" أم "قصر العروبة أولا"

آبار بترولية تائهة بين وزارة السياحة ووزارة البترول
جولتنا اليوم في صحافة القاهرة الصادرة أمس الأحد ، نبدأها مع الوزير "الباسم" من صحيفة البلاغ ، حيث كتب أحمد فكري : تعاني الوزارة في وجوده أزمة طاحنة وإهمالا بشعا وصل إلى حد إهدار ثورة مصر البترولية ، ليس فقط في عقود دعائية ، مثل عقوده مع شركات عالمية احتكرت وحدها التنقيب في مصر ، وبرر لي خبير بترولي بارز ذلك بكون الوزير يملك أسمها فيها ، وإنما أيضا في عقود جائرة ومجحفة ومهدرة ومهددة للمستقبل (وخذ مثلا فاضحا عقد الغاز مع إسرائيل) ، ولكم أن تعرفوا أن حقولا في البحر الأحمر فارت من تلقاء نفسها وتهدر في البحر ما يقرب من سبعة آلاف برميل نفط خام يوميا .. بين الثروات المهدرة بالإهمال ، والثروات المهدرة في اتفاقيات مجحفة وظالمة ، وحتى المهدرة في البحر بما تخلفه من كوارث بيئية يقف الوزير "المبتسم" دائما ، وفخورا وسعيدا جدا بأسنانه البيضاء اللامعة ، وصورته المشرقة المعمولة بعناية النجم وكأنه يضحك من مصر وشعبها ويضحك عليها .. الأسبوع الماضي كان أسبوعا فاضحا وكاشفا لعشوائية وزارة البترول ، وتكويش وزارة السياحة ، وعجز وضعف رئيس الحكومة ، واهتراء نظام لم يهتم بأمر الناس ، والبلد والمستقبل ، نظام يتعامل مع أمور الدولة بالقطعة ، ويدير لقمة عيشنا يوما بيوم وبالقروض ، من فضلكم راجعوا ما قاله رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات ، وهو كلام خطير ويستحق أن تقوم الدنيا ولا تقعد ، لأنه يتحدث عن الفساد الرسمي والمفسدون في الأرض .. نعود إلى فضيحة وزارة البترول ، وهي فضيحة فشلت وزارة البيئة في التكتم عليها ، تمثلت في فوران بئر بترول أهملته مصر الرسمية منذ 1919 وحتى الآن ، والبئر موجود في منطقة تعرف باسم جبل الزيت ، وهي التسمية الشعبية التي صارت رسمية ، سمت بهذا الاسم بسبب ما تفور به من زيت بترول خام ، وغازات بترولية ، وجبل الزيت موجود في الغردقة ، وبالتحديد في منطقة "الجشمة" 60 كيلو مترا شمال الغردقة ، وهي منطقة تنقيب بترولي أهملها سامح فهي بدعوى أنه لا خير منها ، فيما اهتم بمناطق أخرى لا يتجاوز حجم الإنتاج اليومي للبئر فيها 500 برميل ، حيث صدع دماغنا بالاكتشافات البترولية ، والإنجازات إلى الحد الذي تتصور معه أن مصر صارت أكبر منتج للبترول .. وقال مسئول البيئة نبذل جهود شديدة لمكافحة فقاقيع الزيت الخام التي تهدد المنطقة بكارثة بيئية والتخلص منها ، ويبقى ما لدينا من تساؤلات حول الفضيحة ، أنتم طبعا تعرفون حجم الكارثة ، في بلاد تستدين لتأكل ، يغلق المسئولون فوهات آبار البترول والغازات بالأسمنت المسلح ، وتتخانق وزارت وهيئات حول مسئوليتها عن الأرض .. مسئولون في البحر الأحمر قالوا للبلاغ أن الأرض ملك هيئة التنمية السياحية ، ولفتوا إلى أن رئيس الحكومة باع لشركة "داماك" 25 مليون متر مربع بسعر المتر دولار واحد ، في أرض متخمة بالبترول ، بيعت الأرض دون اهتمام أو بحث عن جدوى البيع ، محاولات للتخلص من كل شيء والتفريط في كل شيء ، لا مبالاة وبشاعة في التعامل مع أموال سايبة ، وموظفون يعرفون أنه لا أحد سوف يسألهم.. موظفون لا يسألون عما يفعلون ، وما يرتكبون من خطايا وأخطاء .. ونظام مترهل عجوز .. أهمل محاسبة رجاله .. ما يجري في البحر الأحمر يفضح مأساة وطن معروض للبيع في أسواق النخاسة ، وطن بلا أصحاب ، ومسئولون لا يخافون لوما من أحد ، ويتصرفون فينا باعتبارنا عبيد إحسانهم ..

"قصر العروبة أولا"
عزازي علي عزازي كتب في صحيفة الكرامة : يربط رأس النظام دائما بين شعار "مصر أولاد" ومقولة أخرى أكثر تدليسا وتدور حول تضحيات مصر من أجل الأشقاء طيلة عقود طويلة ، وحينما يتحدث الحاكم عن مصر يقصد أن سيادته هو الذي ضحى ، والنتيجة المنطقية لهذه المقدمة أن مصر "التي هي سيادته" ينبغي أن تتوقف عن سيل التضحيات وتلتفت لنفسها أولا ، بمنطق المثل الشعبي "الزيت اللي يعوزه البيت يحرم على الجامع" ، ونسأل السادة الحواة الذين يروجون لهذا العبط : ألم يطرح نظام السادات الشعار نفسه منذ أكثر من ثلاثين عاما ، وبنى عليه مواقف وسياسات في الداخل والخارج ، استمر عليها ـ حتى هذه اللحظة ـ نائبه اللواء محمد حسني مبارك ، فماذا كانت النتيجة ؟ الإجابة التي تعبر عنها الأرقام والإحصاءات والكوارث تقول أن مصر أصبحت "أخيرا جدا" لذلك فمن المدهش أن يعيد السيد رئيس الحكم الذاتي المصري طرح الشعار مرة أخرى ، كما لو كان سيادته قبلها "مقطع نفسه" في التضحيات الخارجية ولعب الأدوار الإقليمية والدولية ، لذلك فسيادته مضطر للعودة إلى حدوده القطرية مرة أخرى ، وحتى إذا افترضنا أنه كذلك ، فالمعروف في العلاقات الدولية والنظم الإقليمية ومعادلات الأمن القومي أن القوى الكبرى هي التي تطلب أو تضغط لتنسحب مصر من دورها الاستراتيجي ، لتتقلص داخل حدودها ، كما حدث في مراحل كثيرة من تاريخنا ، لكن أن تبادر دولة أو يتطوع رئيس دولة لرفع شعار التراجع عن التأثير ، والانكماش داخل الذات ، فهو الشيء الأكثر غرابة الذي لا يمكن أن يصدر إلا ع ن نظام مبارك ، فالذي أغلق المعبر المغلق ، ليس كثيرا عليه أن ينسحب داخل الانسحاب ، ليتم اختصار "مصر أولا" إلى "قصر العروبة أول
ا" ..
اجمالي القراءات 2660
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   فتحي مرزوق     في   الإثنين ٠٩ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[34147]

تعظيم سلام لكل كاشف عن الفساد

تعظيم سلام لكل كاشف عن الفساد والمفسدين في مصر الحروسة والتي أصبحت مرتعا خصبا للفساد من كل أنواعه من بيع أراضي الدولة بتراب الفلوس ليست صحراء فقط ولكن بها بترول مرورا برهن ثروات مصر من الغاز الطبيعي والبترول بعقود ملزمة وطويلة الأجل وصولا إلى وجود أجهزة أنعدم عندها النخوة تترك الفساد مستشري وبدلا من الوقوف بحزم أمامه نجد أنهم يفتحون معتقلاتهم لمن يقول كلمة الحق ..


هذه المقدمة ضرورية لكي أحيي الكاتبين المحترمين أحمد فكري وعزازي على عزازي في جريدتي البلاغ والكرامة الذين كتبا هذين المقالين السابقين وأريد أن أسأل ما موقف كل هذا الفساد من الأمن القومي لمصر.


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق