أمّ عمّار ...والاستقرار

آحمد صبحي منصور Ýí 2013-03-14


 أولا :

1 ـ ( عمّار ) تلميذ فاشل خائب ، ألحقته أمّه ( أم عمّار ) فى حلقة دروس خصوصية لعلّ وعسى . ذهبت ( أم عمّار ) للمدرس تسأل عن حال ابنها ( عمّار ) . المدرس رآها شابة جميلة فطمع فيها ، قال لها : ( لا فائدة فى الولد عمّار . تصورى إننى لكى أحثه على المذاكرة قلت له : إن لم ينصلح حالك سأفعل بأمك الفحشاء .!!). أسرعت ( أم عمّار) تقول:( أؤكد لك يا استاذ إنه لن ينصلح حاله إلا بذلك ).!!. المدرس إشتهى أم عمّار ، وجعل حجته إصلاح حال ( عمّار) ، و( أم عمّار ) إشتهت المدرس ، وزعمت أن هدفها إصلاح حال (عمّار ). (عمّار ) يملك إصلاح نفسه بدون أن تفتح أمّه ساقيها للمدرس. الحلّ فى يد (عمّار ) . لو شاء (عمّار ) أن يظل فاشلا خائبا فستظل (أم عمار ) مركوبة للمدرس ، أما لو شاء أن يصلح حاله بنفسه فستنتهى تلك العلاقة الآثمة التى تجمع ( أم عمّار ) بالمدرس .

2 ـ هى قصّة وهمية بالطبع . والمقصود بها  تصوير علاقة مصر بأمريكا . (عمّار ) هو الشعب المصرى ، و ( أم عمّار) هى جماعة الاخوان التى تحكم الآن مصر . أما ( المدرس ) فهو السياسة الأمريكية . السياسة الأمريكية تريد  لمصر الاستقرار الذى يحقق المصالح الأمريكية .  وترى الاستقرار فى أن تتجمع كل السلطات فى يد حاكم مستبد يسهل التعامل معه ، وكلما كان هذا المستبد معزولا إشتد إلتصاقه بأمريكا وإزداد لها إنبطاحا . السياسة الأمريكية لا تتعامل مع الشعب المصرى ولا يعنيها بأى حال ، إنما يعنيها الحاكم الفرد ، وهى تظل تؤيده وتسانده طالما يخدمها ويحقق أغراضها ، ليس مهما أن يحبها و يتولّه فى غرامها ، المهم أن يخدم مصالحها . وأمريكا لم تجد رئيسا مصريا يعشقها مثل السادات الذى قدّم لها مقدما كل ما تحلم به دون أن تطلب ، بدءا من طرد الخبراء السوفيت ، ونهاية بتسليمه بأنها تملك 99% من أوراق اللعبة ، واستبقى لنفسه لا شىء . فعل هذا بشهامة أولاد البلد معتقدا أنهم سيكافئونه فلم يأخذ منهم مقابلا . ومع ذلك أستمر عاشقا لأمريكا التى لم تعطه شيئا هاما . إمتصّته كالليمونة ثم إذا لم يبق منه شىء ألقته فى الزبالة . عندما أصبح عبئا عليها أسرعت وجهزت مبارك بديلا ودربته على أن يكون رئيسا قبل شهور من مقتل السادات . وجاء مبارك فكان خادما مطيعا لأمريكا. ومع إنه كان ( جلفا ) فى حديثه مع الرؤساء الأمريكان إلا إن أمريكا تمسكت به بزعم الاستقرار ، وظلت الى جانبه ضد الشعب المصرى وثورته الى أن إتّضح جليا حتمية سقوطه .

3 ـ سقط مبارك بثورة شعبية ، ولكن أمريكا لم ولن تضع عينها على الشعب المصرى ، لأن سياستها لا تعرف أن تتعامل إلا مع مستبد يحكم هذا الشعب المصرى . ومهما تجاهد المنظمات الأمريكية العاملة فى الدعوة للديمقراطية والحرية فهذه المنظمات الأمريكية تعبّر عن القيم الأمريكية العليا التى آمن بها وجاهد فى سبيلها الآباء المؤسسون للدولة الأمريكية. ولكن فى القرن العشرين بدأت أمريكا سياسة تخالف مبادئها ، إذ أخذت تتحوّل الى قوة عظمى تسعى الى أن ترث الامبراطورية البريطانية العجوز وتنهج نهجها فى انه ( ليس لها اصدقاء دائمون ولكن لها مصالح دائمة ) ، من وقتها بدأت وإتسعت الفجوة بين المبادىء الأمريكية والسياسة الأمريكية التى لا تعترف بالمبادىء ولكن بالمصالح . وفقا لهذه المصالح  تتعامل أمريكا مع الشعوب فى أوربا واليابان ، فهذه الشعوب هى التى تحكم نفسها بنفسها ضمن منظومة الديمقراطية كالشعب الأمريكى ، ولكنها تتعامل مع المستبد فى العالم الثالث ، وتحرص على بقائه حرصا على مصالحها ، ولكن تحت حجة الاستقرار .

4 ـ  وتعرف السياسة الأمريكية أن الاخوان عدو لدود ، ولكن تعرف ايضا  أنه ليس فى السياسة عواطف بل مصالح ، وطالما يستطيع العدو الاخوانى تحقيق مصالحها فلا بأس به . وتعرف السياسة الأمريكية أن الاخوان لا عهد لهم ولا ذمة ولا يمكن الوثوق بهم ، ولكن تعرف ايضا أن الاخوان فى أزمتهم السياسية وفشلهم ومحاصرتهم فى الشارع المصرى فسيكونون اطوع لأمريكا لأنها الملاذ الآمن لهم . ولهذا راهنت أمريكا على الاخوان قبل وصلهم للسلطة ، وهى التى أوصلتهم للسلطة بالضغط على المجلس العسكرى الذى كان وضعه مؤقتا بطبيعته ، فعملت أمريكا على أن يرثه الاخوان بتزوير نتائج الانتخابات ، ليصل الاخوان ليكونوا أكثر ضعفا وأكثر لها طاعة .

5 ـ نعود الى الست ( أم عمّار   ) و( المدرس ) و (عمّار )، ( فالسياسة الأمريكية / المدرس ) تمارس العُهر السياسى والفحشاء مع ( جماعة الاخوان / أم عمّار  ) على حساب (عمّار / الشعب المصرى) ، وبزعم الاستقرار الذى هو مصلحة (  عمّار / الشعب المصرى ) فى نظرهم . وقلنا إن القرار هو فى يد (عمّار  / الشعب المصرى) . لو شاء أن يصلح حاله بنفسه ويمسك بيده مصيره فسيتخلّص من العار ، عار الفُحش السياسى الحاصل الآن . ولكن كيف ؟  بسرعة اسقاط حكم الاخوان ، وسرعة تنصيب البديل .

6 ـ البديل هو النظام العلمانى . بالعلمانية خرجت أوربا من تخلف العصور الوسطى، وأقامت الدولة الحديثة ،وعرفت الديمقراطية وحقوق الانسان والحرية الدينية ، واقتربت من حقائق الاسلام ودولته الحقيقية المدنية العلمانية . فالاسلام فى حقيقته دين علمانى ، فليس فيه سلطة دينية ، وليس فيه إكراه فى الدين ، وهو ضد الاستبداد والفرعونية .   والعلمانية المؤمنة هى التى تطبق تعاليم الاسلام القرآنية وبدون الحاجة الى الاستدلال بالنصوص القرآنية ـ فى حرية الدين وحقوق الانسان والعدل والحرية السياسية والمساءلة لولاة الأمور واستمداد السلطة من الأمة .  العلمانية الاسلامية  تجعل دور الدولة فى خدمة الفرد ،وتضمن حريته  السياسية ، وحقه فى العدل وتحرره من الظلم والخوف ، وتضمن له حرية الفكر والدين ، وتجعل العلاقة بين الانسان وربه علاقة خاصة لا مجال لأحد أن يتدخل فيها .  فى العلمانية الاسلامية ليست وظيفة الدولة إدخال الناس للجنة لأن الهداية مسئولية شخصية ومن اهتدى فقد اهتدى لنفسه ومن ضل فقد ضل على نفسه. وقال جل وعلا لخاتم المرسلين ( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56)  القصص ). لذا قال الفقهاء المستنيرون إن هدف الشريعة هو حفظ حقوق العباد ( فى الحياة والمال والشرف والعدل والأمن ..الخ )، أما حق الله جل وعلا من الايمان به وحده وعبادته وحده فهو مؤجل ليوم القيامة ليحكم فيه رب العزة بين الناس فيما هم فيه يختلفون.  لا مجال فى الاسلام لعقوبات تخص الاعتقاد والتفكير مثل اسطورة حد الردة وقتل المرتد وقتل تارك الصلاة . وبالتالى ينحصر الخلاف حول ما ينفع الناس فى دنياهم ، ويتأسّس التنافس السياسي على قاعدة المساواة بين الفرقاء ، فلا يحتكر فريق لنفسه حق التحدث باسم الله كذبا وبهتانا ، ويتعالى بهذا الزعم على بقية الفرقاء . هذا إفتراء على الله جل وعلا لأنه جل وعلا  لم يقل إنه أختار هذا الفريق ليتكلم باسمه من دون الناس . وهذا أيضا ظلم للناس وامتطاء لظهورهم باسم الدين .

7 ـ وهذا الاصلاح يتوقف على نضال الشعب المصرى واستمرارية ثورته حتى يتخلص من سيطرة الاخوان ومن سيطرة العسكر معا . ومصر الان تجتاز فترة مخاض ، ولكن مهما طال النضال فستنتصر الثورة المصرية لأن الشعب المصرى قد ودّع عهد الخوف ، وطالما انه هو الذى أزاح مبارك بعد 30 عاما وأتى بمرسى فمن السهل عليه أن يزيح مرسى ، وهو لم يكمل بعدُ عاما من رياسته. من السهل على الشعب المصرى أن يحقّق ذلك رغم أنف السياسة الأمريكية . وعندما يمسك الشعب المصرى مصيره بيده مثل الشعوب القوية فى الغرب فلن يكون صنع القرار المصرى فى أمريكا بل ستضطر السياسة الأمريكية للإنتظار متلهّفة على قرار الشعب المصرى من خلال مؤسّساته التشريعية والقضائية والتنفيذية  .

أخيرا :

1 ـ الى متى يظل (عمّار) تائها ؟ والى متى تظل ( الجماعة / أم عمّار ) ترفع ساقيها تئنّ وتتحشرج و ( تشكر ) تحت ضغط المدرس ؟ والى متى يظل المدرس يركب ( الجماعة / أم عمّار ) رايح جاى .؟!!

2 ـ الاجابة ليست عند (الجماعة ) بل عند الشعب المصرى .!!

اجمالي القراءات 12471

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (14)
1   تعليق بواسطة   كمال محمدي     في   الجمعة ١٥ - مارس - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[71348]

ضرورة تفكيك الاستبداد الدّيني والسّياسيّ والماليّ.

 الحمد لله وسلام على عباده الذّين اصطفى وبعد.


الشّكر موصول للأستاذ أحمد على مقالاته التّنويريّة. وأقول إنّنا في حاجة ماسّة إلى تفكيك الاستبداد وتعريته وإعادة بناء منظومة العلاقات النّفسيّة والاجتماعيّة في العالم. رسالة الإسلام عالميّة وعالميّته لن تقوم إلاّ بسيادة منظومة الحريّات والعدالة. هذه المنظومة بدروها لن تقوم إلاّ على تفكيك الاستبداد بدراسته وفهمه الآليات الموصلة بالإنسان أن يستبدّ بنفسه- أنفسهم يظلمون- ويستبدّ بغيره- علا في الأرض- الاستبداد هو عدوّ الإسلام وعالميّة الإسلام هي علمانيّة تسود فيها قيم الحريّة وقيم العدالة. هذا هو خطاب القرآن الكريم لمن كان له عقل أو ألقى السّمع وهو شهيد.


2   تعليق بواسطة   كمال محمدي     في   الجمعة ١٥ - مارس - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[71350]

القصص القرآني دراسة حالة.

 سلام وبعد.


القصص القرآنيّ أخذ نسبة كبيرة من  كتاب الله وهذا ليس إلاّ للوصول إلى الهدف منه وهو" لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب". والعبرة لا تكون إلاّ للاعتبار. والاعتبار لتجنّب نفس العاقبة" قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة......". قصص المرسلين مع أقوامهم كفيلة بمدّنا بالمادّة الأوليّة لدراسة الاستبداد ولا حاجة لنا بالتّاريخ إلاّ من قبيل الاستئناس. قصّة بني إسرائيل محوريّة في القرآن الكريم وقد أخذت حصّة كبيرة من القصص القرآنيّ وهذا ليس اعتباطا. المجتمع الفرعونيّ هو حالة خطيرة من حالات الاستبداد ودراسته كفيلة بمدّنا بآليات لفهم وتفكيك الاستبداد. استبداد الفرد بنفسه واستبداده بغيره وتكوينه لمجتمع خاضع خانع لا يصلح أن يسمّى مجتمعا، كما تعين على فهم ذهنيّة المستبدّ بهم وحنينهم إلى الاستبداد كما حال بني إسرائيل. العلاقات بين طبقات المجتمع الفرعونيّ هي ما أسمّيه الهرم الاستبداديّ والعلاقة بين رأس الهرم - فرعون- وقاعدته - بني إسرائيل- هي علاقة تكافؤيّة، يعني من فوق إلى تحت أو من تحت إلى فوق في الجهتين تعمل على الحفاظ على الاستبداد. علمانيّة وعالميّة  الإسلام تأخذ جزءا منها من الرّسالة الموسويّة " أن أرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذّبهم'، هي قيمة الحريّة، وتأخذ جزءا ثانيا من قوله تعالى" لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ"، هي قيمة العدالة. الحريّة في الإسلام  قيمة مطلقة في حدود العلاقة بين الإنسان وربّه، وهي غير مطلقة في حدود علاقة الإنسان بالإنسان. عالميّة الإسلام تقوم على هذه القيم في مقابل قيم الاستبداد ويا ليت قومي يعلمون أنّ الله سمّى فرعون عدوّا له ولموسى ولم يسمّ إبليس عدوّا له. ويا ليت قومي يعلمون أنّ الله لا يمكن أن يعبد إلاّ بنفي الألوهيّة عن غيره وهذا أساس" لا إله إلاّ الله". ويا ليت قومي يعلمون أنّ الله تعالى عدوّ لفرعون وهامان المستشار وقارون المستبدّ الماليّ والملأ المستبدّ الإعلاميّ والسّحرة- قبل إسلامهم- الذّين جعلوا أنفيهم في خدمة فرعون وآلة من آلات تأبيد استبداده، وعدوّ لجنود فرعون - ألم يجمعهم الله مع فرعون وهامان وقال أنّهم خاطئون وتوعّد أن يريهم ما يحذرون- وعدوّ لقوم فرعون المستعبدون الذّين أرادوا أن يؤبدّوا سلسلة الاستبداد باستعبادهم لبني إسرائيل،  وعدوّ لبني إسرائيل موطئ قدم فرعون وقومه الذّين ما أن أنجاهم الله من براثن فرعون حتّى قالوا لموسى عليه السّلام' اجعل لنا إلها كما لهم آلهة، وعدوّ للأحبار والرّهبان الاستبداد الدّينيّ وجماعة الجبت والطّاغوت.عالميّة الإسلام لا تقوم إلاّ بدراسة معمّقة للهرم الاستبداديّ كعمليّة هدم، ودراسة لقيم الحريّة والعدالة كعمليّة بناء. وأنا أستغرب أن تحوي المنظومات التّغبويّة في العالم على موّاد ليس فيها الحريّة والعدالة.


الكلام يطول في الموضوع وأفضّل أن يكون موضوع دراسة وسلام عليكم بما صبرتم.


 


3   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ١٥ - مارس - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[71352]

شكرا استاذ كمال محمدى ..وأفكارك رائعة

استخدام القصص فى توصيل رسالة ما او نشر موعظة أأو الدعاية لفكرة هى من أروع أدوات الاقناع . وهى وسيلة مستعملة فى االقصص القرآنى ، ولدى دعاة الأديان الأرضية ، فهى فى الأحاديث السنية وفى التراث الصوفى و التراث الشيعى والمسيحى . وهى وسيلة محببة لأصحاب الدعوات والمفكرين مهما تباينت دعواتهم ، وألجأ الى تأليف القصص والتمثيل بحكاية لشرح موضوع ما ، لأن القصة تجذب القارىء أكثر ، وبدونها لايكون للمقال نفس الجاذبية .


وأحييك استاذ كمال محمدى على تركيزك على الصلة الوثيقة بين عقيدة الاسلام ( لا اله إلا الله ) وحرية البشر ، فالانسان و عبد لله جل وعلا وحده وأن البشر كلهم متساوون فى تلك العبودية للخالق جل وعلا ، وبالتالى فلا يصح أن يرضى الانسان بأن يكون عبدا لبشر أو حجر ، ومن هنا يكون منهج الاسلام فى تحرير الرقيق ضمن منظومة تترابط فيها الحرية والعدل ومنع الظلم ، اى حل المشكلة من جذورها ، وليس مجرد الالغاء الشكلى للرق ثم ترك الانسان فى حالة من الفقر والاحتياج تجعله يختار ان يكون رقيقا باختياره لكى يظل على قيد الحياة . أفظع أنواع الاسترقاق لا يزال موجودا فى عصرنا . فالمستبد يسترق شعبه ، والاستعمار هو ان تسترق دولة شعبا وشعوبا ، وفى مجتمعات ظالمة تستعبد طبقة مترفة بقية طبقات الشعب . كل هذا استرقاق ( غير رسمى ) ولا يزال سائدا ، ولكن رب العزة يجعله محرما فى تشريعه ، ويجعل هدف الرسالات السماوية فى أن يقوم الناس بالعدل والقسط ، فإذا نهضوا معا ضد الظلم ليقيموا القسط ، وواجهوا الظالم المستبد سلما ثم بالحديد تم لهم التحرر ، وإلا فسيظل الفرعون قائما ومتحكما .


أرجو من الاستاذ كمال محمدى أن يكتب لنا مقالات فى هذا الموضوع.


4   تعليق بواسطة   إياد نصير     في   الجمعة ١٥ - مارس - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[71353]

د. أحمد أنت متسامح مع تاريخ امريكا

 تقول "ولكن فى القرن العشرين بدأت أمريكا سياسة تخالف مبادئها ، إذ أخذت تتحوّل الى قوة عظمى تسعى الى أن ترث الامبراطورية البريطانية العجوز وتنهج نهجها" ولكن في الحقيقه أن منذ عهد "الأباء المأسسون" وهم على نفس النهج الظالم. منذ البدايه وهم لا يرون الحريه والكرامه والديمقراطيه إلا للمواطن الأمريكي الانجلوسكسوني. أنصحك بكتابات نعوم شومسكي وغيره من النقاد عن نهج الحكومات الأمريكيه منذ تأسيسها وإقرأ عن ظلمها وجرائمها بحق سكان البلاد الأصليين والعبيد و المكسيك و دول أمريكا اللاتينيه وحتى الألمان والطليان والايرلنديين واليونان لم يفلتوا من المعامله العنصريه. وثائقهم المعاصره وليس التاريخيه تشير إلى أن حقوق الانسان المدنيه محصوره في فئه ضيقه جدا وهي مجموعه المواطنين الأمريكيين. إن كنت مواطنا فأنت انسان وإن لم تكن مواطنا فلست شيئا.


 


أنت متهم بالعماله لأمريكا وتسامحك مع تاريخها لا يساعدك فأحببت التنويه. وأنا أفرق بين الشعب الأمريكي (اللي على باب الله) وهؤلاء المعتدين الظلمه في مواقع القياده.

 


5   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ١٥ - مارس - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[71355]

ردا على الاستاذ غياد نصير : أقول : من أسف .. التعليم الفاسد هو السبب

1 ـ إتهامى بالعمالة لأمريكا هو نباح من الخصوم العاجزين عن الرد على الحجة فيلجأون للأغتيال المعنوى لصاحب الحجة بالتشهير والسّب و الاتهامات الكاذبة . وقد تعودت على هذا النباح من 25 عاما ، ولا يستحق عندى سوى الشفقة .

2 ـ أقول وقلت : إن المسلمين ـ ومعهم القرآن المحفوظ من لدن الله جل وعلا ـ لم يحتكموا اليه فى أفعالهم وفى تاريخهم ، الخلفاء الراشدون وغير الراشدين أرتكبوا أكبر جريمة بالفتوحات ثم بعدها بالفتنة الكبرى ، ولم يجرؤ أحد ـ غيرى على الاحتكام فى هذا للقرآن الكريم . والنتيجة أن مجرمى الفتوحات والفتنة الكبرى من الصحابة أصبحوا آلهة ، تأسست حولهم أديان المسلمين الأرضية . ولهذا لا يزال المسلمون حتى الآن فى الفتنة الكبرى غارقين ، ويقتلون أنفسهم فى نفس الأماكن غالبا فى العراق وسوريا ومصر وشمال أفريقيا والجزيرة العربية . ويأتى التعليم الفاسد يمجّد هذه المخازى بدلا من نقدها . لذا تنشأ أجيال على باطل تحسبه حقا وعلى حق تحسبه باطلا . ويظل المسلمون فى فتنتهم الكبرى يقتلون أنفسهم بايديهم ويخرجون أنفسهم من ديارهم .. كل هذا والقرآن الذى ينبغى أن يحتكموا اليه ـ قد أتخذوه مهجورا .

3 ـ ومن عجب أن ننتقد أمريكا ولا ننتقد أنفسنا ونحن فى الحضيض . ومن العجب أن نستدل فى نقدنا لأمريكا بما يقوله مثقفو أمريكا بينما نهاجم ونسب ّالمثقف المسلم إذا إنتقد العرب والمسلمين بغرض التنوير والاصلاح . تربينا على كراهية أمريكا لأن المستبد وضعها شماعة لأخطائه وخطاياه ، وجعلها حائط مبكى نرثى امامه حالنا وعجزنا وضياعنا ، وحتى نوجه اليها غضبنا وإحباطاتنا بدلا من الثورة على المستبد المنبطح لأمريكا . وحتى بعد قيام الثورة أصبحنا فى محنة الاختيار بين السىء والأسوا . لأننا أمة لا تنتج سوى العار ، فمن داخلنا يأتى المستبد العلمانى والمستبد بالدين الأرضى ، ونحن بين هذا وذاك نختار ونحتار . ثم نوجّه نقدنا لأمريكا ، ونتهم دعاة الاصلاح السلمى الذين يضعون أصابعهم على موطن الداء . لذلك فالمسلمون يعيشون منذ الفتنة الكبرى فى القرن الأول الهجرى وحتى الآن سلاسل مستمرة فى ( الاهلاك ) الجزئى ، وقد تكلمنا عن هذا فى مقالات ( الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر. ) وبالطبع لا أحد يقرأ أو يسمع ..


6   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ١٥ - مارس - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[71356]

تابع الرد ..

4 ـ الغرب وأمريكا ـ وبدون القرآن أصلحت نفسها ، وذلك بالحرية فى الفكر وفى الدين ، والاعتراف بالخطأ ومحاولة اصلاحه . أمريكا تكونت بالنضال ضد انجلترة طلبا للاستقلال ، وإعلان الحرية الذى كتبه توماس جيفرسون من أروع ما كتبه البشر . وكانت أمريكا تعيش ثقافة عصرها من حيث الاسترقاق ، فجاء لنكولن وألغاه ودخلت أمريكا فى حرب أهلية . وبعدها ظلت التفرقة العنصرية الى أن جاهد سلميا مارتن لوثر كنج ونجح فى الغائها مستندا الى الدستور الأمريكى وحرية الرأى والنضال السلمى . الآن مارتن لوثر كنج و لينكولن وتوماس جيفرسون أهم الايقونات البشرية فى الثقافة الأمريكية . بنفس النضال السلمى وباستغلال الدستور والحرية نجح الهنود الحمر فى الحصول على حقوقهم ، وهم يتمتعون بعدم دفع الضرائب ، ولهم مميزات أخرى ، ويتمتعون بتقدير هائل ، . السبب فى ذلك أن امريكا تتمتع بفضيلة الاعتراف بالخطأ ، بل تجعل هذا أساسا فى مناهج التعليم وفى دراسة علم التاريخ فى المدارس . ولقد ذهلت وأنا أقرأ كتاب التاريخ المقرر على التعليم الثانوى الأمريكى بموضوعيته فى حديثه عن العرب والمسلمين ، واعترافه بجرائم السياسة الأمريكية فى فيتنام والحرب الباردة ومعاملة الهنود الحمر والسود ..والآن فالرئيس الأمريكى أسود وابن مهاجر مسلم ، بينما يولد المصرى فى السعودية فلا يكتسب جنسيتها بل تظل قبائل فى الخليج ( بدون جنسية ) .. هذا الرقى الأمريكى نتيجة التعليم الذى يرفع مستوى الأمة ويصلحها . الجيل الأمريكى الحالى أفضل من سابقه ، وهذا السابق أفضل ممن سبقه ، وهكذا . أما العرب المسلمون فهم لا يزالون كما هم يقتلون أنفسهم باسم الاسلام الذى هو منهم برىء . لذا أقول إن الاصلاح لا بد أن يبدأ دينيا وتعليميا .

5 ـ وفى النهاية ، فقد أوضحت وجهة نظرى ، كما أوضح زميلى وجهة نظره . ولا أحب الاستطراد فى هذا الجدل ، ولا وقت عندى له. 


7   تعليق بواسطة   إياد نصير     في   الجمعة ١٥ - مارس - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[71357]

د. أحمد لا جدل فيما قلت

 لو كنت أعرف أنك ستكتب هذا الرد الطويل لما كنت علقت على المقال احتراما لوقتك. كل ما قلت في الرد أوافقك عليه ولا يفند تعليقي السابق. نحن مثلنا الأعلى (النجوم) وليس أمريكا أو تاريخ المسلمين. كوني أعيش في أمريكا ومتابع لأخبارها أعد نفسي مطلعا على فساد العمليه السياسيه والإستبداد الحاصل فيها وسيطره رجال الأعمال عليها. نظام الصوت الواحد أفرز لنا نظام الحزبين الفاسدين الديمقراطي والجمهوري وكلاهما يرعى مصالح إصحاب الأموال ممن "يتبرعون" لهم أيام الترشيح ويوظفون رجال (اللوبي) "لعرض" وجهة نظرهم. سياسه أمريكا الخارجيه تحكمها الأرباح والبزنس وليس المصلحه العليا للشعب والدوله. أمريكا احتلت واستعمرت ومولت المستبدين والفاسدين وقامت بانقلابات عسكريه كي "تؤمن" الموارد في تلك الدول.


أمريكا لها وجهان، الوجه الداخلي هو من ترى فيه المؤسسات المدنيه والحقوق الشخصيه و البحث العلمي والوجه الخارجي هو من ترى فيه همجيه كل الامبراطوريات السابقه بما فيها "الاسلاميه".


8   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ١٥ - مارس - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[71358]

ردّ على تعليق فى الفيسبوك



 


تعليقا على هذا المقال المشار اليه فى الفيس بوك قال بعضهم : (وقبل ان تحلل علاقة الاخوان بالامريكان ارجو ان نعرف علاقتك انت بالامريكان والمقر الذى يسمى بابن خلدون .   ) ورددت عليه ، وأنقل الرد هنا :(  أنا ألان مواطن أمريكى ، وأفخر بذلك ، وأنتقد أمريكا فى أكبر مؤسساتها وأجد الاحترام والتقدير . بينما لقيت الأذى من التخلف المتحكم فى مصر ، ومع ذلك لا زلت أحمل مصر فى قلبى وجعا دائما لا أستطيع التخلص منه . وهنيئا لكم بالتخلف الذى عنه  تدافعون )


 


 


 


 


 


 


 


9   تعليق بواسطة   إياد نصير     في   الجمعة ١٥ - مارس - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[71360]

د. أحمد العمر قصير

 لا تضع وقتك في الرد على كل من هب ودب بشكل شخصي ولكن إن كان لا بد من الرد فاجعله على شكل مقالة مرجعيه. وأنصحك أن تستخدم الحاسوب لتخزين مقالاتك حسب الموضوع مع بيان الرابط على الشبكه العنكبوتيه. فقد لاحظت أنك تكرر عبارة "إرجع إلى مقالاتي ومؤلفاتي فهذا رددنا عليه من قبل " وأحيانا أراك ترد بما كتبت من قبل وهذا فيه مضيعه كبيره للوقت. بدلا من ذلك تنسخ رابط المقال أو الكتاب وتحيل المعلق أو السائل له.


10   تعليق بواسطة   محمد دندن     في   الجمعة ١٥ - مارس - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[71361]

نعمين للأساذ إياد

أراني أتفق مع الأخ إياد في رأيه ألا يكلف الدكتور نفسه أكثر من وسعها ...يكفي ، شكر الله له ، إتاحة الفرصة لمعارضيه في الرأي قبل مؤيديه في التعبير عن رأيهم على الموقع...و أثنّي على رأيه بحفظ مقالته حسب عناوينها للإستشهاد بها من خلال تزويد القارئ بالرابط كي يسهل عليه مراجعتها...و أخيراً أخي إياد...بالنيابة عن الدكتور ..تلطف معنا في الكلام...نحن ناس أيتام


11   تعليق بواسطة   إياد نصير     في   الجمعة ١٥ - مارس - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[71362]

على عيني أستاذ محمد

 في الحقيقه طلبك صعب ففي ثقافتي الحورانيه العشائريه التلطف الزائد يدل على خنوع وذله. أما في الغربه فإن معظم كتاباتي بالانجليزيه اكاديميه جافة لا تلطف فيها.


إن كنت قاسيا في إختيار التعبير فأرجو العذر ولكن حتى شيخنا الأزهري صاحب الموقع له شطحات قاسيه.


12   تعليق بواسطة   مروة احمد مصطفى     في   الجمعة ٢٦ - أبريل - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[71650]

انهم الشعب المصرى

استاذى الجليل


من لم يعرف الشعب المصرى لا يعرف اصل القوة


الشعب المصرى هو اصل القوة والصلابة


خلق من الحديد اشد قوة وقد بلى الحديد ولن يبلى الشعب المصرى


الشعب المصرى هو من قهر الهكسوس والتتار وانتصر فى اكتوبر 73


العيب الوحيد فى الشعب المصرى انه صبور لابعد الحدود


الشعب اللذى يصبر على مبارك 30 سنة وثار وقام وقضى على اقوى دولة بوليسية فى التاريخ  قادر على انهاء ظلم الظالمين فى ليلة وضحاها


اسالك يااستاذى ان تدعوا معى كل من يحب مصر ان يصيح باعلى صوته لا لا لا لا لا لا مصر لن ولن تكون عاهرة


مصر اقوى واصلب من الضعاف الباحثين عن شهوة الحكم ونفوذ الكرسى


 


13   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   السبت ٢٧ - أبريل - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[71658]

أهلا استاذة مروة ، ومع الشكر أقول

لم أقصد القول بأن مصر هى العاهرة بل  قصدت نظام الحكم المستبد فيها الذى يقهر الشعب ويركع لأمريكا . وهذا واضح فى المقال . وواضح أيضا تحريض الشعب على أن يتحرر من ( الجماعة ) ، كى يسترد كرامته .


( مصر ) هى ( المصريون ) .


ولا بد من ثورة المصريين على الحكم الفاسد الذى انتخبوه فكان شرا وبيلا . ولا بد من ثورة المصريين على أنفسهم وعلى تخاذلهم ورضاهم بالفساد ، كما قلت فى مقال تال بعنوان ( شعب فاسد ) .


آسف إذا كنت عنيفا ، فمهما كان عُنف الكلمات فهى أرحم من حرب أهلية متوقّعة .


14   تعليق بواسطة   مروة احمد مصطفى     في   السبت ٢٧ - أبريل - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[71661]

انا اويدك فى مقالك ولا اعترض عليه

استاذى الجليل


انا معك قلبا وقالبا وااويد كل كلمة فى مقالك واعلم انك تحب مصر اكثر من نفسك


وانك لم تقصد مصر بالعاهرة ابدا وانما كلامك كان منصبا على اصحاب الكراسى والذين لا يرون الا مصالحهم الشخصية فقط لا غير


فما نعيشه من اضطهاد وقهر وظلم بين لمجرد اننا نعتنق فكر ومنهج دينى يعتمد على كتاب الله الذى انزله الله على نبيه الكريم


لقد كان الظلم فاضح وكبير فى عهد مبارك ولكنه زاد وتفشى فى عهد المتاسلمين وليس المسلمين


لقد قصدت بتعليقى يا استاذى ان اسال الناس الذين هم شعب مصر هل ترضون المهانة التى تسببها حكومة الاخوان السلفيون ؟؟؟؟؟


وشكرا استاذى على سعة صدرك لى


وانا تلميذتك ولا ارقى للقب استاذة الذى نعتنى به


فـــــــــلا استــــــــــاذ فى حضــــــــــــرة الأســــــــــــتاذ الجـــــــليل والمعلم القدير / احــــــمد صبحى مــــــنصـــــــور


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4981
اجمالي القراءات : 53,376,749
تعليقات له : 5,324
تعليقات عليه : 14,623
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي