سيدي الرئيس: في ذكرى الحرب... هلا تمنحنا السلام ؟

اضيف الخبر في يوم الأحد ٢٤ - أكتوبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: مصراوى


بقلم - خالد البرماوي:

سيدي الرئيس.. في ذكري حرب أكتوبر، الحرب التي كنت أنت احد قادتها، واحد صناع النصر فيها.. الحرب التي دفع ثمنها آبائنا في سبيل أن تسترد مصر أرضها وقبلها كرامتها.. تلك الحرب التي سعيت خلال سنوات حكمك الطويلة أن تجنبنا تكرارها، ونجحت بالفعل في ذلك.. سيدي الرئيس في ذكر حرب الكرامة المجيدة.. أتمنى أن يتسع قلبك وعقلك لرسالتي هذه. 

سيدي الرئيس.. الأعمار بيد الله ونسأل الله لك طول العمر.. ولكن هذه هي سنة الحياة.. فكل من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت.. ولا يمنع حذر أو حقن أو حتى سحر من قدر، وقدرنا بعدك مجهول.. متروك في أيدي مسئولين.. بالتأكيد أنت ترى أو على الأقل تسمع عن أفعالهم !! منهم من ائتمنته على خزائننا فراح يصرف بالملايين على ديكورات مكاتبه وعلاجه هو وأسرته.. ومنهم من ائتمنته على صحتنا فراح يعالج نفسه وزوجته من اموالنا.. وأين؟ خارج مصر.. ومنهم من ائتمنته على أرضنا فباعنا إياه بآلاف الجنيهات.. وباعها لأصحاب المليارات بالجنيهات.

سيدي الرئيس.. الأيام تجرى بنا ولا احد يعرف ما يخبئه المستقبل.. وأنت ستتركنا -عاجلاً أو أجلاً-  كالأيتام على مائدة اللئام .. فريسة سهلة في أيدي "عصبة" تبيع وتشتري فينا، يحميهم القانون ويستبعدوننا باسم الدستور.. هم ليسوا منا.. ونحن لسنا منهم، يتعلمون خارج مصر، ويأكلون من خارج مصر، ويلبسون من خارج مصر، ويعالجون أنفسهم خارج مصر.. فقط يغرفون من جيب مصر.

سيدي الرئيس، دائما ما كنت اسأل نفسي لماذا نحن هكذا؟ لماذا لا نعبئ ولا نهتم ولا نشارك .. لماذا نخرب عن عمد كل ما هو "مال عام".. لماذا يفضل شاب متعلم جامعي أن يغامر بحياته ويعرض نفسه للغرق..  آلهذا الحد كان يهرب من مصير بشع ينتظره !!

سيدي الرئيس.. هلا نزلت يوما ورايت بنفسك كيف تحولت مصر وكيف صارت وطن يستحيل الحياة فيه .. الثقة "فعل" لم يعد يعرفه المصريين .. الاضطهاد يطال المسلمين قبل المسيحيين.. التمييز شعار المرحلة ويمارس ضد الجميع.. "حاميها حراميها" والبنى آدم المصري أصبح ارخص سلعة.. المهانة = شارع وقسم ومصلحة حكومية.. و"الكرامة" و"الوطنية"  اصبحت كرة القدم رمزا وحيداً لها.

سيدي الرئيس.. ما فات عد وولى، والمسامح كريم كما يقول أغلب أبناء شعبك الطيبين.. دعنا نتحدث عن المستقبل، فهو الباقي لنا ولأبنائنا وأبنائك، الذين يتجاوز عددهم 40 مليون شاب، يحلمون بمستقبل عادل.. هؤلاء الشباب ينتمون لجيل الانترنت و"فيس بوك" .. هم ليسوا مثل الأجيال السابقة.. جيل ثوري بطبعه يضيق بسيطرة الأهل فما بالك بظلم المسئولين.. هذه الجيل يقارن ويعرف كيف تسير الأمور خارج أسوار مصر.. هؤلاء الشباب طاقة "مكبوتة".. اخشي أن تتحول إلي وقود لثورة لا تبقى ولا تذر.
 
سيدي الرئيس كمل جميلك، واترك لنا املأ في أن نستعيد حريتنا ونتحكم في مصيرنا بأيدينا، فنختار ونعزل ونحاسب رئيسنا القادم وكل المسئولين معه، ونبقي مثل شعوب العالم الحره تحكم نفسها بنفسها.. فيرتعد الحكام من غضب الشارع وصندوق الانتخاب الناخبين.. فيعلمون لنا ألف حساب..

سيدي الرئيس.. بالطبع سيذكر التاريخ اسمك بحروف من نور إذا أعطيتنا الأمل  وكنت أول رئيس يعيد مفاتيح الحكم طواعية لشعب .. لتكن لنا الكلمة الأولى والأخيرة .. ليعرف اي نظام يحكمنا فى المستقبل أن الشعب هو الذي أتي بهم وهو الذي يستطيع أن يعزلهم في أي وقت.. لتعود الثقة، ويشعر الناس أنهم أصحاب البلد الأصليين.. وليسوا أعضاء جالية كبيرة تعيش فيها.

سيدي الرئيس.. في ذكر حرب أكتوبر المجيدة هلا تمنحنا السلام ؟

اقرأ للكاتب:

وفروا الطماطم.. قبل ما تمنعوا فيس بوك

اجمالي القراءات 3076
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق