تفاصيل الأزمة المكتومة بين الطيب وعلي جمعة

اضيف الخبر في يوم الأحد ٣٠ - مايو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الفجر


تفاصيل الأزمة المكتومة بين الطيب وعلي جمعة

 

تفاصيل الأزمة المكتومة بين الطيب وعلي جمعة

رامى رشدى

لم يستطع الشيخان الجليلان أحمد الطيب شيخ الأزهر وعلي جمعة مفتي الجمهورية أن يخفيا خلافهما والفجوة التي تتسع بينهما بمرور الأيام، والتي تنذر بصدام يبدو وشيكاً بين الاثنين، علي من صاحب السلطة والمرجعية الدينية الأولي، هل هو جمعة بشعبيته وظهوره المتكرر في وسائل الإعلام أم الطيب كونه صاحب المنصب الأكبر والأعلي بروتوكولياً.

ففي مؤتمر الرابطة العالمية لخريجي الأزهر تعرض المفتي لموقف شديد الإحراج عندما تم مخالفة البروتوكول المعروف بأن مكانه علي المنصة الخاص يكون بجوار شيخ الأزهر وبدلاً من ذلك وضعته اللجنة المنظمة للمؤتمر في نهاية المنصة التي شغلها من اليمين وزير الأوقاف وشيخ الأزهر ورئيس جامعة الأزهر، وكأنها محاولة للانتقاص من مكانته المعتادة وهو ما ظهر بوضوح علي وجهه فرفض أن يلقي كلمته في افتتاح المؤتمر الذي انعقد في الفترة من 8 وحتي 11 مايو الحالي، وتجاهل وجود شيخ الأزهر بشكل واضح، والأخير بادله التجاهل، وسيطرت علي ملامح الاثنين التجهم طوال فترة وجودهما معاً علي المنصة، كما فشلت محاولة للجمع بينهما قام بها عبد الله الحسيني رئيس جامعة الأزهر.. وقبل المؤتمر الذي دار حول وسطية الإمام أبي الحسن الأشعري وفلسفته رفض علي جمعة أن يزود الطيب وهو مؤسس رابطة خريجي الأزهر بمخطوطات نادرة خاصة بالامام أبي الحسن الاشعري والتي يمتلكها المفتي في مكتبته الخاصة التي تعتبر من اكبر المكتبات الاسلامية في الشرق الأوسط والعالم الاسلامي، وقال المفتي إنها مقتنياته الشخصية وليس لها علاقة بأعمال المؤسسة الدينية، ولم يكن الرفض سوي وسيلة تعبير عما بين الرجلين من فجوة.

ليست المسألة علي الإطلاق مجرد خطأ مقصود او عفوي في ترتيب جلوس الشيخين الجليلين اللذين يحظيان بتقدير المسلمين في مصر وخارجها، لكن الأمر يعود إلي وفاة محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق، وما دار حول تطلع الرجلين إلي مشيخة الأزهر، فالشيخ علي جمعة قطع زيارته التي كان يقوم بها في اليابان وعاد للمشاركة في جنازة الشيخ الراحل، وتحدثت تقارير صحفية عن كونه مرشحاً طبيعياً للمنصب خاصة أن الشيخ طنطاوي كان يشغل منصب مفتي الجمهورية قبل أن يتولي مشيخة الأزهر، فضلاً عن الشعبية التي يتمتع بها المفتي بسبب ظهوره في البرامج الدينية، كل هذا جعل من الطبيعي ان ينتظر الرجل خبر توليه المنصب الذي يداعب أحلام جميع علماء الأزهر دون استثناء.

علي الجانب الآخر كان الدكتور أحمد الطيب يدير بالفعل مشيخة الأزهر، ليس رسمياً فقد كان محمد عبدالمنعم واصل وكيل المشيخة مكلفاً بقرار من رئيس الوزراء بإدارتها، ولكنه وفق مصادر كان لا يتخذ قراراً دون الرجوع للطيب، حتي صدر القرار بتسمية الطيب شيخاً للجامع الأزهر.

هل كان الدكتور أحمد الطيب يري أن المفتي ينافسه، إجابة هذا السؤال عند الطيب وحده، ولكن ما جري خلال الشهرين الماضيين يؤكد أن حساسية ما بدأت في التواجد بينهما، جعلت من المنطقي جداً أن يتحدث جميع من حضر مؤتمر الرابطة العالمية لخريجي الأزهر عن تجاهل الشيخين لبعضهما، وعن علامات الاستهجان والتجهم التي سيطرت علي ملامح المفتي وعن التجاهل الواضح بين الإثنين لكل منهما وعن الطريقة التي استخدمها علي جمعة للتهكم علي ترتيبه علي المنصة ورفضه ان يتحدث بكلمة في المؤتمر والقبول الذي حظي به هذا الرفض عند الطيب.

هناك بين الرجلين أشياء كثيرة ساهمت في تعكير العلاقات بينهما، أكدتها مصادر من دار الإفتاء ومشيخة الأزهر عليمة بتفاصيل كثيرة جرت وتدور بين مشيخة الأزهر ودار الإفتاء، أولها هو ظهور المفتي خلال الأيام الماضية بصور تطغي علي صورة شيخ الأزهر وموقع الأخير أهم وأكبر من موقع المفتي سواء في الترتيب الوظيفي في مصر أو المكانة الروحية التي تحيط بالأزهر وبشيخه اللذين يعتبرهما المسلمون المرجعية السنية المعترف بها رسمياً علي مستوي العالم، فقد ظهر المفتي في أحاديث وكتب مقالات عن دور الإسلام الوسطي، ورؤية الإسلام لأوضاع المرأة في صيغة تشبه شيخ الأزهر الراحل وكأن جمعة يلغي دور الطيب، ثم حدثت الطامة الكبري عندما طلب أحمد زكي بدر وزير التعليم من المفتي مراجعة المناهج التعليمية اعتماداً علي علاقتهما القريبة، وظهر المفتي في مؤتمر صحفي مع وزير التعليم أدلي فيه ببيان - نشرت دار الإفتاء فحواه علي موقعها - عما قام به تجاه مراجعة المناهج، فوجد شيخ الأزهر وعدد من قيادات المشيخة في الأمر اعتداء علي دور الأزهر وعلمائه وشيخهم، فالأولي بهذا الدور هو الأزهر، وللمرة الأولي تصدر دار الإفتاء بياناً يكشف بوضوح عن الأزمة المستحكمة بين الرجلين من جهة والجهتين وكل ما بينهما من تنافس وغيرة ورغبة في وضع حدود لنفوذ كل منهما وسلطاتها.

وقد كشف مصدر كبير بدار الإفتاء تفاصيل ماجري في كواليس دار الافتاء لإنقاذ المفتي من غضب الأزهر وشيخه، فقد اتصل الطيب بالدكتور علي جمعة استفسر منه عن موضوع مراجعة المفتي للمناهج، فرد عليه المفتي بأن وزير التعليم صديقه الشخصي وطلب منه بصفة ودية مراجعة مناهج التعليم الديني في المراحل التعليمة، وأنه فوجئ أثناء زيارته للوزارة بشكل غير رسمي بوجود وسائل الإعلام وتورط دون ترتيب في مؤتمر صحفي، لم يعلق الطيب وأنهي الحوار، فاجتمع علي جمعة مع ابراهيم نجم مستشاره الخاص للخروج من تلك الأزمة بذكاء حتي لا يفسر أحد الأمر بأنه صدام مع مشيخة الأزهر، فتوصل الاثنان الي إصدار بيان جديد يشير الي ان دار الافتاء لاعلاقة لها بمراجعة المناهج وان الأزهر هو المنوط به ذلك ولابد من العودة الي المرجعية الأزهرية في هذا الأمر.

علي بعد خطوات كان شيخ الأزهر في اجتماع مغلق مع هيئة مستشاريه عز الدين الصاوي وعبدالدايم نصير وأحمد درة مستشاره الاعلامي ومحمد عبد العزيز واصل وكيل الأزهر في مقر المشيخة لتدبير طريقة لإنقاذ الأزهر، حيث اشاروا عليه بضرورة اتخاذ مؤسسة الأزهر موقفا حازماً من المفتي خاصة ان الرجل يقدم نفسه في الفترة الاخيرة منذ تولي الطيب مشيخة الأزهر علي انه المرجعية الدينية في مصر وانه بهذه الطريقة ينال من مشيخة الأزهر ومن الإمام الاكبر، وانتهي الاجتماع الي إعلان مشيخة الأزهر في تصريحات لمحمد عبدالعزيز واصل وكيل مشيخة الأزهر بأن الأزهر هو الجهة الوحيدة المسئولة عن مراجعة المناهج التعليمية وهو المرجعية الدينية في مصر، وأن المشيخة كانت بصدد الإعلان عن الاستراتيجيات والخطط الجديدة الخاصة بتطوير التعليم الديني في المناهج في إطار خطة الأزهر الطموحة للتطوير، وان الدكتور علي جمعة كان ضمن فريق من فرق الاعداد لتلك الاستراتيجيات ضمن فريق من كبار علماء الأزهر، وأشار عليه أحمد درة مستشاره الإعلامي بضرورة الهجوم علي المفتي في وسائل الاعلام حتي يتم اجباره علي التراجع، وهو ما حدث بالفعل حيث أعلن المفتي عن مراجعته للمناهج يوم الاثنين منتصف الشهر الماضي ثم اعلنت المشيخة بأن المفتي كان ضمن فريق من كبار علماء الأزهر لوضع الاستراتيجيات الخاصة بالتطوير في المناهج التعليم الديني في مصر يوم الخميس التالي ثم اصدرت دار الافتاء بيانا تتراجع فيه عن بيانها الأول.

اجمالي القراءات 5144
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   خـــالد ســالـم     في   الأحد ٣٠ - مايو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[48142]

الخلاف بين المفتى وشيخ الازهر : الخلاف بين السنة والشيعة : الخلاف بين الوهابية وإيران.

الصراع بين السنة والشيعة والصراع بين السعودية الوهابية وإيران الفارسية على السيطرة على العالم الاسلامي وأخيرا الخلاف بين المفتى وشيخ الأزهر على من الذي يمثل المرجعية الدينية فى مصر والعالم الاسلامي من ككل وهنا يتضح أن هذا الخلاف خلافا شخصيا يرجى به مصالح شخصية ليس للإسلام مكان فيها ولا أي ذكر مهما قيل غير ذلك ما هو الفارق أن يكون شيخ الازهر او المفتى هو المرجعية ليست هذه هي المشكلة المشكلة فى ما هي تلك  المرجعية وعلى اي مرجعية تستند القرآن او الحاديث المنسوبة زورا للإسلام ونبي الاسلام

2   تعليق بواسطة   خـــالد ســالـم     في   الأحد ٣٠ - مايو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[48143]

سؤال لشيخ الأزهر ومفتى الجمهورية .. لماذا هذا الخلاف الآن تحديدا.؟ وهل هذا هو وقتا مناسبا.؟

يا شيخ الأزهر ويا مفتى الديار المصرية رفقا بالمصريين رحمكم الله ورعاكم هل ما يحدث بينكم من خلافات شخصية اليوم يعكس خوفكم على هذا البلد فى هذه  الظروف القاحلة تحديدا واهذا المنعرج التاريخي الصعب جدا فى تاريخ مصر هل يجب على رجال وشخصيات أمثالكم أن يتفرغوا لتصفية حساباتهم الشخصية والتفكير فى خلافاتهم الشخصية ويتركون مصر الوطن الأكبر فى هذا التيه كل مصري يحتاج لكم يحتاج لكم لترشدوه للطريق الصحيح الذي يمشي فيه ليحقق أبسط أحلامه كل مصري يريد أن يعرف أين يمشي وأين يسير وكيف يسير كل مصري فى أمس الحاجة لصحوة ضمائركم وتنازلكم عن مشاكلكم الشخصية وتفكيركم فى هم وهموم المصريين مصر فى أزمة سياسيةطاحنة سوف تعقبها أزمة اجتماعية أكبر سوف تعقبها أزمات عديدة لو لم يتم تصحيح الوضح وتغيير الظلم القائم على المصريين مصر فى  أمس الحاجة لكل كلمة صدق وكلمة حق من أبناءها لتعبر لبر الأمان الذي سينقذ ملايين المصريين من الجوع والفقر والجهل المرض أين أنتم من أهات وتوجعات وتظلمات المصريين أن أنتم من توجيه المصريين لاختيار حاكمهم بأنفسهم أين انتم من نقطة فاصلة فى تاريخ مصر والمصريين من الممكن ان ترتفع بمصر والمصريين وتلحق بالدول التى يمكن ان نطلق عليها دول وإما أن تهوى بهم هذه المرحلة إلى أسفل سافلين يا شيخ الأزهر لا تشغلوا الناس بمشاكل ليس لها قيمة ولا وزن الآن فى ظل حالة الغليان التى تجوب شوارع مصر ومشارقها ومغاربها

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق