محللون: فيضان التغيير قادم لا محالة إلى أرض الكنانة

اضيف الخبر في يوم الأحد ٢٣ - مايو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الشروق


محللون: فيضان التغيير قادم لا محالة إلى أرض الكنانة

محللون: فيضان التغيير قادم لا محالة إلى أرض الكنانة

آخر تحديث: الاحد 23 مايو 2010 3:56 م بتوقيت القاهرة

 
- سويس إنفو

 "فيضان التغيير قادم لا محالة إلى أرض الكنانة" .. بهذه الكلمات لخص موقع (سويس إنفو) تحليله المطول لحجم التغييرات التي قد تحدث للمواقف المصرية على المستويين المحلي والدولي، حيث يرى الموقع الذي نشر تحليله، اليوم الأحد، أن مصر تواجه تحديات كبرى وتمر بمرحلة انتقالية دقيقة ليس على مستوى انتقال السلطة بعد مبارك فقط بل على المستوى الإقليمي أيضا.

وأشار التقرير إلى ما اسماه "مؤامرة متكاملة النمو" تبدأ بمحاولة تقليص دور مصر الإستراتيجي في الشرق الأوسط وأفريقيا في مقابل أدوار تركية وإيرانية متصاعدة بقوة وأزمة مائية تواجهها القاهرة لأول مرة منذ سنوات طوال حيث تسعى الدول الأفريقية إلى تقليص حصة مصر من المياه بإيعاز من إسرائيل.


ويستشهد التقرير بما كتبه الجغرافي والمفكر جمال حمدان متنبئا بمستقبل مصر، والذي رأى أن مصر إما أن تحُوز القوّة أو تنقرِض، إما القوة وإما الموت! فإذا لم تصبح مصر قوّة عُظمى تسود المنطقة، فسوف يتداعى عليها الجميع يوما ما "كالقَصعة"، أعداء وأشقاء وأصدقاء، أقربين وأبعدين.
ويقول حمدان في إحدى كتاباته إن المتغيِّرات الخطرة التي تضرب في صميم الوجود المصري، ليس فقط من حيث المكانة، ولكن المكان نفسه ما يلي: لأول مرّة يظهر لمصر منافسون ومطالبون ومُدَّعون هيدرولوجيا (أي مائياً). ويضيف: كانت مصر سيدة النيل، بل مالكة النيل الوحيدة. أما الآن فقد انتهى هذا وأصبحت شريكة محسودة ومحاسبة، ورصيدها المائي محدود وثابت وغير قابل للزيادة، إن لم يكن للنّقص والمستقبل أسود. ولَّت أيام الغرق بالماء وبدأت أيام الجفاف من الماء، لا كخطر طارئ ولكن دائم. "الجفاف المستديم" بعد "الريّ المستديم".

عندما حطّ وزير الخارجية أبو الغيط الرِّحال في بيروت مؤخّراً، أثار زوْبعة لم تهدَأ بعدُ، حين استخدم تعبير "العدُو الإسرائيلي". بالطبع، هذه لم تكن زلّة لِسان من رأس الدبلوماسية في مصر، أو قُل هي كانت حتى زلّة مقصودة، هدفها إطلاق رسائل متعدِّدة الأشكال في كلّ الاتجاهات، لكن مضمونها واحد: مصر لن تقِف طويلاً مكتوفة الأيْدي خارج إطار التمخّضات الكُبرى، التي يمُر بها النظام الإقليمي الشرق أوسطي بسبب تراجُع الدور الإستراتيجي الإسرائيلي وتقدّم الدوريْن، التركي والإيراني.

وحين اندَلعت الأزمة الأخيرة في حوْض نهْر النيل، بدأت تتراكَم مؤشّرات قوية على أن القاهرة تتأهّب لعمل نوعِي آخر في القارّة الإفريقية. ففجْأة، باتت الأولوِية في السياسة الخارجية لمصر، هي للسودان بوصفه رأس الحربة في لُعبة الحرب والسلام الجديدة في الحوْض. وفجأة، لم تعُد الرقصة الكُبرى في جنوب السودان قصراً على المصالح الغربية، الساعية إلى وضْع يدِها على نفْطه وثرواته الطبيعية الأخرى، بعد أن ألمحت مصر إلى أنها ستقِف بالمِرصاد لأي محاولة انفصالية في الجنوب.

هذا الموقف الصّارم، الذي يترافق مع سياسة اليَد الممدودة إلى دُول حوض النيل والتي تتضمّن اقتراحات تنمَوية مُشتركة وشامِلة، بشرط سحْب مياه النيل من بورصة المساومات، قد ينقلِب في أيّ وقت إلى مبادرة عسكرية في حال شعرت القاهرة فعلا بأن أمنها الوُجودي المائي بات في خطر حقيقي.

السؤال يبدو خاطئاً في المرحلة الجديدة، الأدقّ أن يُسْأل: هل ستتردّد مصر في السيْر في هذا النهج الجديد، حتى ولو أغضب ذلك واشنطن وتل أبيب؟ الجواب الفوري هو: كَلاّ، على رغم التكلفة الباهظة المحتمَلة لهذه الانعِطافة الإستراتجية الواسعة.

صحيح أن النظام في مصر، أو أي تركيبة سُلطة جديدة في المرحلة الانتقالية الرّاهنة، لن يُعيدا إنتاج التجربة الناصرية التي اصطدَمت بعُنف مع الغرب وتحالَفت مع الشرق (وهذا على أي حال غير وارد مع انتهاء الحرب الباردة وسقوط القُطبية الثنائية)، لكن الصحيح أيضاً، أن القاهرة ليست مستعدّة ولا يمكنها أن تُضحّي بمصالحها الوجودية في حوْض النيل والإستراتيجية في الشرق الأوسط، إكراما لعيون واشنطن أو تجنبا لإغضاب إسرائيل.
 

 

 

 

اجمالي القراءات 4168
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   فتحي مرزوق     في   الأحد ٢٣ - مايو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[48018]

الخروج من التاريخ والجغرافيا أيضا ..

 مصر مبارك ضعيفة مترددة على وشك أن تخرج من التاريخ ..
الحل أن يترك مبارك السلطة لمن هو اجدر ولمن يستطيع ان يعيد المياه إلى مجاريها ويعيد مصر لوضعها الطبيعي الذي فقدته في عهد مبارك .
، إن مبارك كان مهتما ببطولة كأس الأمم الأفريقية أكثر من أهتمامه بدول حوض النيل ونهر النيل الذي يمر من داخل هذه الدول ..
نريد حاكما لا يهتم بتوافه الأمور ويترك الخراب يتوغل وينتشر حتى نرى مصرنا خارج التاريخ والجغرافيا أيضا .. فهل يستجيب ..؟؟!!
من المؤكد ان مبارك كان يسخر من جمال حمدان وهو يكتب ويؤلف ويحذر وينصح وإلا لكان أخذ برأيه ولم نصل لهذه الدرجة .

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more