ترخيص سعودى بقتل طبيب سورى

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ١١ - مايو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصرى اليوم


 

ترخيص سعودى بقتل طبيب سورى

  بقلم   خالد منتصر    ١١/ ٥/ ٢٠١٠

خالص جلبى، طبيب ومفكر سورى يحمل الجنسية الكندية، حاصل على دكتوراه جراحة الأوعية الدموية من ألمانيا، دارس للشريعة ويعمل حالياً فى القصيم بالسعودية، وله إسهامات فكرية مهمة فى أهم المجلات والصحف العربية.. هذا المفكر مهدد الآن بالقتل نتيجة فتوى طائشة من رجل الدين السعودى عبدالرحمن البراك.. قصة فتوى التكفير مهمة لاستخلاص دلالاتها ودراسة كيف يتشكل فكر التكفير!

حاول د.خالص جلبى أن يفهم كلمة الجهاد بمفهوم آخر مختلف غير الذى يتبناه الطالبانيون وجماعات التطرف السلفى الإسلامى، الذين شوهوا المعنى وحولوه لقتل كل مخالف فى الرأى ودعوة إلى فرض فكرهم الدينى بالقوة، وقال جلبى إن الخوارج اعتبروا ما فعلوه جهاداً فهل نوافقهم على ذلك؟، وقال إن مشكلة الفكر السلفى هو أنه مقتنع بأن التقدم للأمام هو فى الرجوع إلى الخلف!!،

ودعا إلى الفكر النقدى بديلاً عن الفكر النقلى، ولخص فكرته قائلاً: «الجهاد الأكبر هو الجهاد الفكرى (فلا تطع الكافرين وجاهدهم به - أى بالقرآن - جهاداً كبيرا)، وهذا التفريق يجعلنا ندرك أن مؤسسة الإسلام تعنى بتغيير ما بالنفوس ولا تريد القتل من أجل القتل، والجهاد بشقه المسلح لم يشرع (لنشر الإسلام) بل للدفاع عن المظلومين، الذين (أُخرِجوا) من (ديارهم) و(عقائدهم) بالقوة المسلحة، حتى لا تكون فتنة والفتنة أشد من القتل، وهذا التفريق مهم، فالجهاد (وظيفة) يتم بواسطتها التدخل (لتحرير الإنسان) أينما كان ومهما دان من (الظلم) الواقع عليه».

ماذا كان رد الشيخ البراك على هذه الرؤية التى تحاول أن تنقذ صورة المسلمين الدموية المخجلة فى العالم؟، دعا إلى الله بأن «يزلزله ويخرجه ذليلاً خاسئاً من هذه البلدة الطيبة»، أما التهم التى وجهها الشيخ البراك إلى هذا المفكر فيشيب لهولها الولدان ويمنح أى عابر سبيل رخصة بإغتيال هذا الرجل، التهم الرهيبة التى قالها بمنتهى راحة الضمير هى «الاستخفاف بـ(برب العالمين) والأنبياء، وإنكار حد الردة أو طعنه فيه، وتفضيل العقل على النقل، واستعباد أمريكا لعقله، وبكاؤه على من قتل من الزنادقة».

لا أجد أفضل من كلمات خالص جلبى نفسه كرد ختامى على دعاوى التكفير: «الجهاد ليس (وظيفة) فرد أو حزب أو جماعة أو تنظيم أو طائفة، بل هو وظيفة (الدولة)، ليست أى دولة بل تلك التى تمثل الناس فعلاً، ولا تصبح الدولة (إسلامية) ولو رفعت الله أكبر على العلم، فالعبرة ليست فى الشعارات بل الحقائق، وكلمة الله أكبر لا تزيد على شعار الثالوث البعثى (الوحدة والحرية والاشتراكية)،

بل هى أخطر لأنها استخدام معنى مقدس لغرض غير مقدس، إنها قصة غرامنا السقيم بالكلمات، فيكسب القاموس الكلمات ويخسر الواقع الحقائق، لا شىء أضر على قضية من معالجتها بالحماس مع الجهل، ولا أضر على الدين من فتوى يصدرها مفتى يجلس فى جيب الحاكم، ولا أزعج للآذان من سيمفونية يشترك فيها مواطن أعمى وفقيه دجال وسياسى ماكر

اجمالي القراءات 3719
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   ميرفت عبدالله     في   الثلاثاء ١١ - مايو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[47744]

توضيح أفضل لمفهوم الجهاد

(حاول د.خالص جلبى أن يفهم كلمة الجهاد بمفهوم آخر مختلف غير الذى يتبناه الطالبانيون وجماعات التطرف السلفى الإسلامى، الذين شوهوا المعنى وحولوه لقتل كل مخالف فى الرأى ودعوة إلى فرض فكرهم الدينى بالقوة، وقال جلبى إن الخوارج اعتبروا ما فعلوه جهاداً فهل نوافقهم على ذلك؟، وقال إن مشكلة الفكر السلفى هو أنه مقتنع بأن التقدم للأمام هو فى الرجوع إلى الخلف!!، )
أعان الله دكتور خالص جبلي على الجهاد الذي يقوم به في هذا البلد وحماه من هؤلاء القتلة وسفاكي الدماء الذين يفتون ويجهزون فتاواهم للتفنيذ السريع . وأكثر الله من المفكرين المتنورين الذين ينيرون الطريق لغيرهم .

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق