بين الماركسية والإسلام السياسي
كمال غبريال
Ýí
2013-09-09
• ما بين الماركسية والإسلام السياسي:
الماركسية تقسم الشعوب إلى بروليتاريا كادحة وبرجوازية مستغلة.
والإسلام السياسي يقسمها إلى مؤمنين وكفار.
الماركسية تعتقد في صراع دموي بين الطبقات، ينتهي بانتصار وديكتاتورية البروليتاريا.
والإسلام السياسي يؤمن بصراع دموي بين دار الإيمان ودار الكفر، ينتهي بانتصار المؤمنين وإقامة الخلافة والحاكمية لله.
الشيوعية لا تؤمن بفردية الإنسان، بل خضوعه للمجموع.
والإسلام السياسي لا يؤمن بحرية الفرد، لكن بخضوعه في أدق تفاصيل حياته لشرع الله، كما يمليه عليه الفقهاء.
الماركسية لا تعترف برأي آخر ومعارضة، إذ ترى المعارضة خيانة للشعب وللأيديولوجيا المقدسة.
والإسلام السياسي يرى المعارضة زندقة وكفراً وخروجاً من المِلَّة، وحرباً على الله ورسوله.
الشيوعية لا تعترف بقوميات ووطنيات، بل بأممية عالمية.
والإسلام السياسي لا يعترف بأوطان وقومية، وإنما بعالمية الدين وأستاذية العالم.
لذا فالعلاقة بين النخبة المصرية "عاصرة الليمون" والإخوان، ليست علاقة انخداع الأولى بوعود الثانية، أو كذب وعدم وفاء الثانية وتقيتها في إعلان رؤاها، المسألة بالأساس توافق منهجي بين الفريقين، وتماثل فكري هيكلي على شكل الحياة وطبيعة العلاقات، وإن اختلفت المعالم التفصيلية.
• العصابة الإرهابية مكانها السجون، وتظل المشكلة في "عاصري الليمون"، الذين قدموا لها ظهورهم لتصعد إلى أكتافنا جميعاً، هؤلاء يجب أن يتنحوا طواعية، أو يتم تنحيتهم بطرد الجماهير الحاسم لهم، لإفساح المجال لعناصر وطنية بحق، ومخلصة بحق، تم عزلها والتضييق عليها، أو نأت بنفسها عن المشاركة في هوجة التهريج والإفساد، ذلك لتستعيد مصر من وهدتها، ولتضعها على بداية الطريق نحو دولة حديثة جديرة بالحياة والاحترام.
• ظرفاء لكن أغبياء هؤلاء الذين يشاركون في زفة قدح حبيب العادلي وعصره، إذا يجوز أن نتهمه بالتقصير في تحقيق الأمن بالشارع، وفي حماية الكنائس مثلاً، لكن أن نتحدث عن جبروت وطغيان العادلي، فهذا يدخل في نطاق الملهاة السوداء، فهذا الجبروت المزعوم لم يوجه لأي سياسي أو صاحب فكر حر، وإنما فقط لقمع وردع وحش الإرهاب، وتحجيم جماعة إخوان الخراب. . ليت الشرفاء منا يحترسون من الانسياق لدعايات الظلاميين وأعوانهم عاصري الليمون الأردياء!!. . لماذا لا نواجه الحقيقة المجردة بشجاعة ولو مرة واحدة. . قاد الإخوان ثورة على مبارك في 25 يناير، ثم قام الشعب بثورة على الإخوان في 30 يونيو. . من يهرب من الحقيقة ستظل الحقيقة تطارده أينما حل!!. . ثورة 25 يناير صارت كالمرأة التي يتنازعها البلطجية على الكورنيش، وكل منهم يدعي ملكيته لها، مرة الظلاميين الإرهابيين، ومرة النشتاء والسرسجية بتوع قهوة حسب الله بعضشي!!. . لا ثورة مصرية شعبية سلمية حقيقية، إلا في 30 يونيو و 26 يوليو، وما عداها هوجة خليط من البلطجية والبرشامجية وبتوع البانجو والجماعات إرهابية.
• كثير من الشعوب تتشكك في قدرات حكامها، وقد تتشكك أيضاً في نزاهتهم وعدلهم، لكن محمد مرسي العياط وجماعته ينفردون عن كل حكام العالم، بأن الشعب المصري كان يتشكك وعن حق، في نواياهم تجاه الوطن ومواطنيه!!. . الفارق بين حمدين صباحي ومحمد مرسي هو اللحية، والكام بق الحنجوري بتوع الستينات!!. . كان محمد مرسي "رئيس بدون مناسبة"، وعدلي منصور "رئيس على ما تفرج"، وحمدين صباحي يمكن أن يكون "رئيس على ما تخرب"!!. . العار الذي يمثله حمدين صباحي كمرشح لرئاسة الجمهورية، لا يقل عن عار تولى محمد مرسي العياط للرئاسة.
• لم أسمع كلمات أجمل ولا أكثر علمية وعقلانية من كلمات د. مصطفى حجازي. . أرشحه لوراثة العظيم فاروق شوشة في برنامج "لغتنا الجميلة"!!. . كما انبهرت ومازلت بإنسانية البرادعي، أنا منبهر بعلم وحداثة فكر د. مصطفى حجازي، لكن كليهما تركيبته الشخصية غير عملية، وغير مقاتلة سياسياً، فكلاهما سهل الانقياد من قبل القوى المسيطرة على الساحة، نستطيع أن نطرب لما يتفوهان من درر، ثم نستنزل اللعنات متى جاء وقت أدائهما العملي!!. . د. مصطفى حجازي سفينة فضائية ولا أروع، تسبح في فضاءات التنظير السياسي العلمي الحداثي، لكنه لا يصلح لأي وظيفة تنفيذية، فهو كارثة بردعاوية بامتياز، وآمل ألا يكون له دور في مسيرة مصر الحالية، وأن يكون دوره شرفياً تجميلياً كغيره ممن أسندت لهم وظائف بعناوين كبيرة، دونما نية حقيقية لتوظيفهم عملياً.
• أغلب من يلومون أحمد شفيق على هروبه من سجون الإخوان للإمارات، هم يهربون من كمساري الأوتوبيس عشان ربع جنيه حق التذكرة!!. . ليت الفريق/ أحمد شفيق يلتزم الصمت الوقور وكفى، فحديثة عن جورباتشوف مصري، يقلل من قدره هو، بأكثر مما يسيء لمن يُلمح إليه، وليته يكتفي بما حقق من إنجاز، بوقوفه بشجاعة ورجولة وإخلاص وطني في وجه تيار الظلاميين بالانتخابات الرئاسية الماضية، فالمرحلة الحالية تحتاج لمن يمتلك قدرات تختلف تماماً عن تلك التي يمتلكها. . مع خالص تقديري واحترامي لشخصه الكريم.
• لأن ثقافتنا بالأساس إقصائية، فإن لدى أغلبنا حساسية من الإقصاء، بحيث نعتبر المعارضة إقصاء لمن نعارضه وكأنه مطلوب منا أن نقف محايدين من كافة الآراء والتوجهات، ونكف عن معارضة الأفكار، حتى لا نكون إقصائيين.
اجمالي القراءات
9550