معنى ( سورة )

الأحد ٠٥ - فبراير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
يتكون القرآن الكريم من 114 سورة. فهل كان فى الكتب السابقة سور أم لا ؟ وما هو أصل كلمة سورة ؟ ، وهل جاءت هذه الكلمة فى داخل الآيات القرآنية ؟
آحمد صبحي منصور :

1 ـ لا نعلم هل كانت الكتب الالهية قبل القرآن تتكون من ( سور ) ، وإن كان فلا نعرف عددها .

2 ـ الأصل فى كلمة ( سورة ) هى ( السور ) الذى يحيط بالشىء ويفصله عن غيره . وقد جاءت كلمة السُّور فى قوله جل وعلا : ( يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ(13)الحديد ). ومن يقوم بتسلق السور هو الذى ( يتسوره ) . قال جل وعلا : (  وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ(21) ص ). وهناك نوع من الحُلىّ يحيط بالمعصم يكون له مثل السور . المفرد ( أسورة ) .

قال فرعون عن موسى عليه السلام : ( فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ ) (53)الزخرف ) .

وجمع ( أسورة ) ( أساور )، وجاء فى نعيم أهل الجنة : ( ُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ  )  (31) الكهف ) ، ( يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً )  (23) الحج )، (  يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً ) (33) فاطر )، ( وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ )(21) الانسان )

3 ـ  ( السورة ) فى القرآن هى آيات مُحاطة ب ( سور ) يفصلها عما قبلها وما بعدها .

وفى داخل القرآن الكريم جاءت كلمة ( سورة القرآنية ) فى السياقات الآتية :

3 / 1 : التحدى للمشركين . قال جل وعلا :

3 / 1 / 1 : أن يؤتوا بعشر سور قرآنية : ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ(13) فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ(14) هود  )

3 / 1 / 2 : أن يؤتوا بسورة قرآنية واحدة :

(  أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ(38) بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (39) وَمِنْهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُم مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ(40)يونس )

3 / 1 / 3 : أن يجعلوا شخصا عربيا مثل ( محمد ) يأتى بسورة مثل القرآن الكريم : (  وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ(23) البقرة ).

3 / 2 : جاءت عن كفر المنافقين وتقاعسهم عن القتال الدفاعى . قال جل وعلا :

3 / 2 / 1 : ( وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ(20)  محمد )

3 / 2 / 2 : (  يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ(64)التوبة )

3 / 2 / 3 : ( وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُواْ بِاللَّهِ وَجَاهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِينَ(86)التوبة )

3 / 2 / 4 : (  وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125)  التوبة )

3 / 2 / 5 : ( وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُم مِّنْ أَحَدٍ ثُمَّ انصَرَفُواْ صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُون ) 127 ) التوبة ).

4 ـ إنفردت سورة النور بأول آية فيها تقول : ( سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ(1)النور ). هنا أية مهمة تنبىء بتشريعات جديدة فى هذه السورة ، وقد أهملها أئمة المحمديين ، وأولها عقوبة الجلد التى جعلوها رجما .



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 1299
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   د. عبد الرزاق علي     في   الأحد ٠٥ - فبراير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[93910]

نشكر استاذنا الدكتور أحمد صبحى على تحليله الرائع للمصطلحات القرآنيه


نشكر استاذنا الفاضل الدكتور أحمد صبحى على تنوير الناس وغوصه فى عمق المصطلح القرآنى ليوضح لنا أن القرآن الكريم له مفرداته ومصطلحاته الخاصه به التى تسيطر وتحكم ولايحكم عليها وهذا درس لابد من تعليمه للتراثيين وعلماء الفكر البدوى الصحراوى 



2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأحد ٠٥ - فبراير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[93913]

جزاك الله جل وعلا خيرا أخى الشقيق د عبد الرزاق منصور ، واقول :


أئمة الأديان الأرضية الشيطانية فرضوا مصطلحاتهم على القرآن الكريم ، وفرضوا عليه أهواءهم ، ضمن تلاعبهم بالآيات القرآنية ، ثم يزعمون إنتماءهم للاسلام ، وهم أعدى أعداء الاسلام. 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4991
اجمالي القراءات : 53,681,341
تعليقات له : 5,343
تعليقات عليه : 14,646
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي