حمدى البصير Ýí 2012-06-09
رغم الإتفاق على معايير إختيار أعضاء لجنة إعداد الدستور الجديد ، بعد مارثون سياسى شاق ، إلا أن تمثيل المجتمع المدنى فى اللجنة لايتناسب مع أهمية " ضلع التنمية الثالث " أى مع الدور الإقتصادى والإجتماعى والسياسى الخطير للمجتمع المدنى ، خاصة فى مرحلة مابعد ثورة يناير وتأسيس الجمهورية الثانية فى مصر .
صحيح أن هناك تمثيلا للنفابات المهنية والأحزاب والعمال والفلاحين ، إلا أنه تمثيلا هزيلا ، لأنه لم يشمل ممثلين عن منظمات غير حكومية ، تنموية وحقوقية وبحثية ، وشخصيات عامة تعمل فى مجال حقوق الإنسان ودعم الديمقراطية ، وإعتقد إن الهجمة الشرسة على الجمعيات الأهلية ومعظم منظمات المجتمع المدنى ، وحصارها أثناء حكم النظام السابق ، مازالت تلقى بظلالها حتى بعد الثورة ، فقد كانت معظم تلك المنظمات تعد كيانات معارضة لذلك النظام ، وتعرضت لحملات تشويه وإتهامات كثيرة ، أثناء حكم مبارك ، منها العمالة للخارج ، وتلقى أموالا لقلب نظام الحكم ، بل ومطاردة وإضطهاد العاملين فى تلك المنظمات ، وإعتبارهم من الخونة ، مثلما ماحدث مع بعض العاملين فى مركز إبن خلدون ، ورئيسه الدكتور سعد الدين إبراهيم ، راعى المجتمع المدنى فى مصر ، والذى حبس فى عهد مبارك ظلما فى قضية إبن خلدون الشهيرة ، وبرأته محكمة النقض من تهمة التمويل الأجنبى .
وقد تعرض بعض منظمات المجتمع المدنى فى مصر إلى الهجوم أيضا بعد الثورة ، وأسفر عن ذلك القبض على بعض المصريين والأجانب مؤخرا ، وتمت إحالتهم للمحاكمة ، ويحاكمون الأن فى القضية المعروفة بالتمويل الاجنبى للمنظمات ، وبالطبع لن أعلق على قضية منظورة أمام أحد المحاكم ، حتى لاأتهم بأننى أقوم بالتأثير على القضاء ، ولكن لفت نظرى تصريحات لاحد المتهمين فى القضية ، والذى جاء من امريكا وقام بتسليم نفسه طواعية وبإرادته الحرة إلى السلطات المصرية ، رغم إنه لم يهرب ، وهو الناشط الحقوقى والشاب الواعد شريف منصور، المدير السابق لبرامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة " فريدوم هاوس " ، الذى أكد أن قضية التمويل المنظورة حاليا "مفبركة " ، وتعد بمثابة خط الدفاع الأول عن حرية المجتمع المدنى ، ولذلك فإنه إذا صدرت أحكام بالإدانة فإن هذا يعنى إنه ستكون هناك هجمة حكومية كاسحة على منظمات المجتمع المدنى فى المستقبل ، ولذلك يجب جميع النشطاء والعاملين بالمجتمع المدنى التضامن مع المتهمين فى القضية ، بل أكد شريف منصور أنه يفكر فى تأسيس منظمة مجتمع مدنى فى مصر لنشر الديمقراطية ، تخضع للقانون المصرى ، ويكون مسؤولا عنها بالكامل .
بالطبع لم أندهش من شجاعة شريف منصور ، وعودته من أمريكا حيث يقيم هو وعائلته ، إلى القاهرة ، والذهاب برجليه إلى النيابة العامة ، رغم انه لم يكن هاربا ، فهو إبن صديقى وأخى الكبير الدكتور أحمد صبحى منصور ، المفكر الإسلامى الكبير ، والأستاذ السابق بجامعة الأزهر ، ورئيس المركز العالمى للقران الكريم ، كما أننى أعرف شريف منذ أن كان طفلا صغيرا ، وأعرف كيف نشأ وتربى وتعلم ، على يد والده الدكتور العالم احمد صبحى ، وفى رواق إبن خلون الذى أسسه والده ، والذى أشرف بأننى كنت أحد أعمدته ، ولكن إستوقفنى إستشرافه للمستقبل ، وشعوره أن هناك خطر قادم يهدد منظمات المجتمع المدنى فى مصر ، ولاسيما أنه قريب جدا من تلك المنظمات ، سواء على المستوى الداخلى ، أوبحكم عمله فى منظمات غير حكومية كبرى بالخارج .
كلام شريف منصور يعد بمثابة دق ناقوس الخطر ، وتفكيره فى تأسيس منظمة اهلية لدعم الديمقراطية فى مصر هو تحدى وإصرار على بقاء المجتمع المدنى فى بلادنا على قيد الحياة ، رغم الهجمات الشرسة عليه قبل وبعد الثورة ، وتشجيع اخرين على إقامة منظمات غير حكومية تعمل وفقا للقانون ، حتى نعطى قبلة الحياة للمجتمع المدنى المصرى .
لابد من تغيير الصورة النمطية عن منظمات المجتمع المدنى فى مصر ، خاصة التى تتلقى تمويلا من الخارج ، مادام ذلك التمويل نظيفا ، ويضخ فى تلك المنظمات وفقا لأليات القانون المصرى ، وتحت إشراف السلطات المصرية ، مع عدم التدخل فى عمل تلك المنظمات مادامت ملتزمة بالقانون ، وتراعى أسس الامن القومى المصرى والمصلحة العليا للبلاد .
ولابد من إصدار قانون جديد ينظم عمل منظات المجتمع المدنى فى مصر ، يتناسب مع التطورات السياسية الجديدة و المتلاحقة فى مصر ، ويتوافق مع الحالة الثورية التى نعيشها ، وعملية البناء الديمقراطى التى نقوم بها ، ولاسيما بعد تأسيس الجمهورية الثانية .
ولابد أن نغير الصورة الذهنية عن المنظمات غير الحكومية " الوطنية " سواء التى تعمل فى مجال حقوق الإنسان أو دعم الديمقراطية أو نشر ثقافة المجتمع المدنى ، فليس كل من يعمل فى تلك المنظمات عميلا ، أو خائنا لوطنه ، ولابد أن نعيد الإعتبار إلى تلك المنظمات ، ونقف بقوة ضد المنظمات التى تهدف إلى إختراق أمننا القومى وتقويض إستقرارنا ، تحت لافتة " الديمقراطية وحقوق الإنسان " والقضاء على الدكاكين الحقوقية الصغيرة المجهولة التمويل ، والضرب " بيد من حديد " على الذين حولوا عمل بعض المنظمات إلى " سبوبة " واكل عيش .
لابد أن يتناسب دور المجتمع المدنى ، مع إنجازات ثورة يناير ، ونعطى له حرية اكبر فى الحركة ، كى يقوم بدوره بحرية ، فى الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية ، بصورة تتناسبب مع قيام الجمهورية الثانية فى مصر، ولاسيما أن المجتمع المدنى لعب دورا كبير فى نجاح ثورة يناير ، ولاسيما بعد إنهيار معظم سلطات الدولة ، والإنفلات الأمنى ، ويكفى أن نعرف أن تكوين لجان شعبية لحماية المواطنين والمنشأت كان نشاطا أهليا ، بل إن توفير إحتياجات المواطنين أثناء الثورة كان يتم بواسطة جمعيات اهلية ومنظمات غير حكومية ، وهى تعد من أركان المجتمع المدنى .
حمدى البصير
Elbasser2 @yahoo.com
أنها مسئولية جيلك وجيل شريف فى انتزاع حقوقكم وحرياتكم من جيل الخمسينيات الذى لا يزال يحكم حتى الآن مع أن أعمارهم جاوزت ربع القرن. أتمنى أن تركزوا على الوعى بالحقوق والاستمرار فى التصدى لدعاة الاسترقاق والاستعباد . لا يليق بمصر وفيها كل هذه المواهب التى يكشف عنها الانترنت أن ترضى برقيب يضع المتاريس أمام حريتها فى الرأى والفكر والابداع ، كما لا يليق بمصر المشهورة بتسامحها أن يختطفها المتطرفون الوهابيون الاخوان والسلفييون . أمامكم المجال مفتوحا لتدعيم اسس المجتمع المدنى ونشر ثقافته وتأسيس المزيد من مراكزه لتكون الحاضنة لنضالكم ، وليكن شعاركم أنه لا بأس أن تختلفوا فى الفكر والمعتقد ولكن لا بد أن تتمسكوا باحترام حق الاختلاف لأن مصر تحتاج الى آراء مختلفة ووجهات نظر متنوعة ليختار المصريون الأصلح منها .
خالص الامتنان لجهدك المتميز والغزير فى التنوير.
الأستاذ حمدى البصير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا غلى هذا المقال الواعى ونرفع معك القبعات إحتراما لإقدام وشجاعة الأستاذ شريف ونساندة ونؤيده فى مسعاة النبيل وتحت أمرة للمساعدة والمساندة فى تحقيق هدفه السامى فى تكوين كيان قانونى محترم ضمن هيئات المجتمع المدنى فى مصر للدفاع عن الديمقراظية وترسيخ قواعدها فى هذا الوطن الذى طالت معاناته من الإستبداد والمستبدين
ولى أمل أو مطلب أو إقتراح سمه ما شئت وهو أن يكون على رأس أهداف هذا الكيان برنامج مدروس بعناية وواقعية لتعليم المغيبين سياسيا بإرادتهم من الشعب المصرى وهم أكثر من 90% للأسف
هذا البرنامج يأخذ على عاتقه تعليم هذة الجموع الثائرة على كل شىء وعلى أى شىء دون أن يعلموا عن الديمقراطية غير إسمها
فهؤلاء لو عرض عليهم أحد المرشحين برنامج يؤطر ويؤسس الإستبداد وأقنعهم بطريقة ما أن هذا البرنامج هو الديمقراطية سيقولون سمعا وطاعة طالما كانت عند هذا الشخص من الوسائل أى كانت هذه الوسائل ما يسيطر به على عقولهم البسيطه فهناك من يتسللون الى عقول هؤلاء البسطاء عن طريق العاطفة الوطنيه أو الدينية أو القبلية أو أو الخ
فنأمل من هذا الكيان المدنى تعليم المصريين ((( البسطاء ))) و ((( العشواءيين ))) و ((( أولاد ستين فى سبعين ))) أى كل هؤلاء المصريين المهمشين أن يعلمهم الآتى
* ما هى الديمقراطية
*ما هى واجباتهم الديمقراطية
* ما هى حقوقهم الديمقراطية
* واخيرا كيف يتناول الديمقراطية (( أى كيف يتناول هذا الطبق الغربى الشهى )) والذى تعلمه الغرب من ديينا الحنيف الإسلا م قبل تشويهه بضلالات التراث وأكاذيبه العفنة
والشكر والتقدير للأستاذ شريف منصور والأستاذ حمدى البصير
وتحية إجلال وتقدير لأستاذى الحبيب د/أحمد صبحى منصور
القوة الإقتصادية الكامنة فى مصر " تتوهج " العام المقبل
حفلات " بول بارتى " خليعة للمراهقين ... والتذكرة بـ500 جنيه !
دعوة للتبرع
كره الصحابة!: هل صحيح أنكم تكرهو ن الصحا بة ؟ ...
معنى القتل والقتال: نطلب منكم شرح كلمة القتا ل التي جاءت في...
إصرهم: ما معنى ( إصرهم ) ؟ ...
عرش الرحمن: ما معنى الاية الكري مة (وكان عرشه على الماء ) ...
ثلاثة أسئلة: سؤال من أخى الاست اذ أمين رفعت : ( استاذ ي ...
more
الأستاذ المحترم / حمدي البصير السلام عليكم من وجهة نظرك وفي ظل هذه الظروف التي نمر بها جميعا والتي لا تبشر بمزيد من الحرية وحقوق الإنسان هل سوف يستطيع الأستاذ شريف تنفيذ ما ينوي والذي ذكرته في مقالك .
(كلام شريف منصور يعد بمثابة دق ناقوس الخطر ، وتفكيره فى تأسيس منظمة اهلية لدعم الديمقراطية فى مصر هو تحدى وإصرار على بقاء المجتمع المدنى فى بلادنا على قيد الحياة ، رغم الهجمات الشرسة عليه قبل وبعد الثورة ، وتشجيع اخرين على إقامة منظمات غير حكومية تعمل وفقا للقانون ، حتى نعطى قبلة الحياة للمجتمع المدنى المصرى ).
فكما أشرت أستاذ حمدي لابد من تغيير الصورة النمطية عن منظمات المجتمع المدنى فى مصر ،وتبقى هذه المشكلة وهى الصورة التي تتسم دائما بالتخوين والعمالة المرتبطة بمعظم منظمات المجتمع المدني خاصة التى تتلقى تمويلا من الخارج !!