القراءة المعاصرة للقرآن ضرورة ثقافية اجتماعية

سامر إسلامبولي Ýí 2010-07-03


القراءة المعاصرة للقرآن ضرورة ثقافية اجتماعية

إن مُسلّمة صلاحية القرآن واستمراره لكل زمان ومكان عند المؤمنين به تقتضي بطبيعة الحال بشكل منطقي أن تكون بُنية القرآن بُنية مختلفة تماماً عن أية بُنى من النصوص الأخرى، ومن هذا الوجه لم يُعدّ النص القرآني نصاً تاريخياً كأي نص آخر، وهذا صواب. ولكن نفي صفة التاريخية عن النص القرآني أدى عند المسلمين خلال قرون مضت إلى أن يجمدوا دراسة هذا النص ونفي فاعليته تماماً.

وسحبوا التفاعل الأول الذي لازم النص نزولاً إلى المجتمعات اللاحقة إذ صار كل مجتمع بمثابة قناة نقلية يتم من خلالها مرور التفاعل الأول، وهكذا صارت ثقافة المسلمين ثقافة نقلية، والعلم هو حدثني فلان عن فلان ( ثرثرة تاريخية)، وكثرت المقولات التي تشيد بالتثقيف الوراثي نحو: «عليكم بالأمر العتيق» و«خذوا العلم ممن مات لأن الحي لا يُؤْمَن عليه الفتنة»... إلخ. وبهذا العمل صارت المجتمعات نسخة طبق الأصل عن المجتمع الأول الذي عاصر نزول النص الإلهي.

  فكان هذا الأمر أحد أهم أسباب تخلف المسلمين وتغيبهم عن ساحة عالم الشهادة، ودخولهم في متاهة التاريخ وتبني المواقف الأيديولوجية في ذلك الوقت وبدء الصراع من جديد من خلال سحب هذا الصراع الأيديولوجي وما نتج عنه من فقه وعقائد إلى الزمن المعاصر إذ صار المجتمع الحالي يعيش في الماضي فكراً وثقافة، أما حضوره في الزمن المعاصر فهو حضور شبحي «كأنهم خشب مسندة»!

   لذا؛ يجب أن نفرّق بين النص الإلهي وبين فهم المجتمع وتفاعله مع النص الإلهي  لأن تفاعل المجتمع مع النص وصياغة تفسير ومفهوم له يخضع لعامل التاريخ، وذلك لأن المجتمع يتعامل مع النص الإلهي حسب أدواته المعرفية فيكون فهم النص من قبل أي مجتمع خاص لهم لا يتجاوزه إلى غيره إلاّ من كونه تراثاً ثقافياً يؤخذ به بعد عملية فرزه حسب الأدوات المعرفية الجديدة، ويبقى النص الإلهي مستمراً في الوجود والعطاء الزمكاني لكل مجتمع يتفاعل معه بشكل مباشر حسب أدواته المعرفية.

ومع هذا الوجه تظهر لنا الحاجة الملحة للقراءة المعاصرة للنص الخالد حتى نحمي مجتمعنا من الاختراق الثقافي والعولمة ومن الذوبان في الثقافة الوافدة إلينا عبر وسائل التقنية التي فرضت ذاتها علينا من خلال قانون التطور والتواصل العالمي الاقتصادي والإعلامي وتابعية الضعيف للقوي.

  هذه القراءة المعاصرة للقرآن ضرورة ثقافية لتماسك المجتمع وإعادة بنائه من جديد على أسس ثقافية تسع الجميع لينهض المجتمع من سُباته الذي غرق فيه مئات السنين ليبني أساس البيت الكبير الذي هو حق للتابعين له من دون تفريق بين واحد وآخر.

   ويلزم الانتباه والحذر أن النهضة في المجتمع الحالي لا تقتضي بالضرورة قراءة التراث كله والقيام بدراسات موسوعية لمختلف العقائد والملل والنِحَل وتحليل أحداث كل مجتمع بعينه وتخضيعها إلى دراسة علمية حسب أدواتنا المعرفية. إن ذلك فخ ثقافي يجعل مفكري الأمة يغوصون في تراثهم كل حسب وجهة نظره وأدواته المعرفية فيزيدون الأمر هولاً ويسحبون إشكاليات التراث إلى الزمن المعاصر لتصير مشكلاتهم وديدنهم وينقسمون فِرَقاً متناحرة وينعكس ذلك على المجتمع، وبالتالي يعود إلى سُباته غارقاً في أحلامه التراثية ويغيب عن ساحة عالم الشهادة.

والنص القرآني نص ارتبط بالواقع من كونه محلاً لخطابه، وبالتالي أخذ صفة الواقع ذاته من حيث الثبات والتغيير، فما هو ثابت في الواقع يكون كذلك في النص، وما يكون متغيراً في الواقع يكون كذلك في النص على صعيد الآفاق والأنفس، والعلاقة بينهما علاقة اللازم بالملزوم لا ينفكان عن بعضهما بعضاً أبداً «أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا» النساء 82.فوحدة المصدر - الواقع/النص - تقتضي تطابق القول مع الفعل ضرورة(كلام الله وكلماته). ومن هذا الوجه ظهرت مقولة: ثبات المبنى والمفهوم وحركة المعنى. لأن الإنسان ليس مَلِكاً في الأرض، وليس عبداً مملوكاً. وإنما هو في مقام الخلافة، «إني جاعل في الأرض خليفة» البقرة 30،الذي يقتضي الالتزام بالحدود التي أَمرَ بها المستَخْلِف «تلك حدود الله فلا تعتدوها» البقرة 229. هذه الحدود تمثل الجانب الثابت من التشريع، وقد أعطى المُستَخْلِف للخليفة حرية التحرك ضمن هذه الحدود، ليحقق مصلحته ويواكب التطور والمستجدات ليحصل عنده التوازن النفسي والاستقرار الاجتماعي، ويعيش في سعادة نسبية على جنة الأرض من خلال عمارتها وتسخير ما فيها لنشر العدل والمحبة والسلام والأمان بين المجتمعات الإنسانية، وهذا هو الجانب المتغير من النص الإلهي.

نظرة على منهج

القراءة المعاصرة للقرآن

قد يظن بعض الباحثين أن القراءة المعاصرة للقرآن مُتسيبة لا ضوابط لها، وبالتالي فممكن أن تظهر قراءة وجودية للقرآن تنفي مصدريته الإلهية، بل تنفي الإله نفسه، وتُعَدُّ هذه القراءة رأياً لصاحبها يجب أن يُصان حسب الذين يدعون للقراءة المعاصرة! من هذا المنطلق رفضوا القراءة المعاصرة من أساسها، ومنهم من قبلها بشرط أن تُعيد تأسيس التراث وتعطيه الحياة مرة ثانية، ولست في صدد نقاش الرأيين وإنما سأكتفي بالإشارة إلى أهم الأسس التي يجب أن تقوم عليها القراءة المعاصرة للقرآن، ومن خلالها وما سبق ذكره يظهر تهافت الرأيين السابقين.

  أولا: أساس القراءة المعاصرة للقرآن ومنطلقها هو الإيمان بمصدريته الإلهية، لأن انتفاء هذه المصدرية ينفي عنه القراءة المعاصرة ويصير نصاً تاريخياً وتراثاً لمن سبق من المجتمعات غير مُلزم بقراءته.

   ثانيا: النص القرآني نزل باللسان العربي وهذا يقتضي أن نتعامل معه حسب بنية اللسان العربي وقواعده الموجودة في الخطاب ذاته.

                              أهم مفاهيم اللسان العربي

1- نشأة اللسان نشأة علمية وليست اعتباطية أو توقيفية.

2- إذا اختلف المبنى اختلف المعنى.

3- أسلوب الرمز استخدمه القرءان بشكل عربي.

4- نفي المجاز وما سُمِّي خطأً بالترادف عن اللسان العربي.

5- نظام استخدام الضمائر في القرءان يختلف عن الاستخدام الشائع بين الناس.

6- أي تغيير في بنية الجملة من زيادة أو نقصان أو تقديم أو تأخير يؤثر بالمعنى والمفهوم.

7- العطف يقتضي التغاير.

8- العلاقة بين اللسان العربي والواقع جدلية.

9- الألفاظ العربية أجسام تقوم بها المفاهيم.

10- الألفاظ العربية حقل وميدان للتفكير.

إلى غير ذلك من الأمور المتعلقة باللسان العربي.

وسأضرب مثلاً على أهمية معرفة استخدام الضمائر وعدم شرطية رجوعه لأقرب مذكور قبله.

قال تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ } {وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }الأنفال61 -62 فالضمير في جملة (فاجنح لها) يعود لكلمة (قوة) في النص الذي سبق، لأن الضمير أتى بصيغة المؤنث،وكلمة (السَّلم) مذكر بينما كلمة (قوة) مؤنث، والمقصد هو أن أعداء الله إن ارتهبوا من قوتكم وجنحوا للسَّلم، ويكون ذلك عادة  اضطراراً، فحافظوا على قوتكم الرادعة، ولا تجنحوا للدعة والراحة فتعطوا بذلك للعدو مبرر الرجوع إلى العدوان والإرهاب، لأن اتخاذ موقف السّلم من قبل العدو مناورة وليس ثقافة.

  ثالثا: إن كتاب الله عز وجل لم تنزل مواضيعه بشكل مرتب ومتسلسل، وإنما توزعت وتداخلت ببعضها بعضاً لحكمة أرادها الله عز وجل، مما اقتضى ضرورة أن أية دراسة للقرآن لا يمكن أن تتم على شكله الحالي كما هو معهود بطريقة المفسرين التقليدين، بل لا بد من عملية ترتيل الآيات ذات الموضوع الواحد وإخراجها من القرآن لتشكل مع بعضها منظومة واحدة وتُرتَّب أولوياً حسب منظور علمي ومن ثم تتم دراستها.

   رابعا: استحضار الكُلِّيات في القرآن على صعيد الآفاق والأنفس ليتم فهم الأمر الجزئي ضمن منظومته من خلال الكليات والمقاصد.

   خامسا: كون النص القرآني إلهي المصدر يعني ضرورة نفي صفة الحشو واللغو والخطأ والتناقض والكذب وأية نقيصة عنه لأن ذلك يؤثر على فهمه ودراسته.

   سادسا: استبعاد الفهم السطحي السريع للنص القرآني الذي يأتي من عامة الناس وما تعارفوا عليه من دلالات لاستخدام الكلام. وإنما يجب الغوص في أعماق النص لاكتشاف أغواره ومقاصده للوصول إلى الجديد والبديع في فهم النص.

    سابعا: الآفاق والأنفس هما السكة التي يمشي عليها العقل لمعرفة ودراسة عمق النص القرآني من خلال إسقاط الدال (النص) على المدلول عليه (محل الخطاب من الواقع).

  ثامنا: إن فهم النص القرآني يتطور مع تطور الأدوات المعرفية وبالتالي يؤدي إلى اتساع أفق وأبعاد النص ضمن الجانب الثابت فيه كآفاق وأنفس.

  تاسعا: يجب الانتباه إلى مفهوم الرمزية في الاستخدام القرآني للكلمات لأن إغفال ذلك يجعل مفهوم النص باهتاً هزيلاً و مُغيّباً عن الواقع.

   وهذا مثال لتوضيح كيف يتم استخدام المفهوم الرمزي من خلال ترتيل الآيات ذات الموضوع الواحد والآيات التي استخدمت الكلمة ذاتها بعدة دلالات بجانب معرفة الوظيفة التي يمكن أن تنتقل من الشيء المذكور صراحة في النص إلى المغَيَّب ما وراء الألفاظ من مقاصد.

قال تعالى: «والشجرة الملعونة في القرآن» الإسراء 60.

النظرة السطحية للنص واستدعاء دلالة كلمة «شجرة» من عوام الناس والتأثر بالتراث نقول: إن الشجرة من النبات! ولكن إذا تعمقنا قليلاً في النص نلاحظ أن النص يذكر شجرة ملعونة في القرآن مما يعني وجود اسم هذه الشجرة وصفتها في القرآن ذاته! وإذا بحثنا في القرآن ولم نجد شجرة نباتية قد نص الخالق على لعنها نعلم عندئذ أن ليس المقصود بكلمة شجرة هو المعنى المستخدم بين عامة الناس وإنما المقصد معنى آخر لكلمة شجرة تدل عليه بدلالتها اللسانية.

   إذا لابد من استخدام الفهم العميق واستحضار النصوص الكلية من القرآن المتعلقة بالموضوع ذاته فنلاحظ أن فعل اللعن لا يمكن في الواقع أن يكون إلا لعاقل، وكون الأمر كذلك مما يؤكد ضرورة أن كلمة شجرة ليس المقصود بها في النص النبات، وإنما المقصد هو دلالتها اللسانية التي تدل على تداخل الشيء ببعضه بعضاً أو مع غيره، ومن ذلك نقول: الشجار الذي هو تخاصم الناس فيما بينهم، وسُميت الشجرة كذلك لأن أغصانها تتداخل مع بعضها بعضاً، و أطلقت كلمة شجرة على تداخلات وعلاقات العائلة أصولاً وفروعاً (شجرة العائلة).

وإذا تابعنا البحث عن الشجرة الملعونة في القرءان نجد أنها شجرة اليهود، بمعنى العلاقات الاجتماعية اليهودية، وبالتالي أي مجتمع يتشاجر مع اليهود تصيبه اللعنة ضرورة، لأن الفساد الاجتماعي عدوى.

عاشراً: ينبغي على المجتمع الإسلامي أن يُعيد تنزيل القرءان في زمنه وفق اتباع الأحسن والمناسب لمعطيات زمكانيته ويصلح به حاله.{وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ }الزمر55{الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }الزمر18

 

 

اجمالي القراءات 28483

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (11)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   السبت ٠٣ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[48841]

إستفسار بسيط استاذ سامر .

انا معكم فى أن القرآن الكريم له أسلوبه ومصطلحاته الخاصة والتى يجب ان تُفهم من خلاله هو ،وليس من خلال ما شاع عنها بين الناس ..ومعك ايضا ،وربما كتبنا عن هذا سابقا مرات ومرات ‘ن أن قواعد اللسان العربى فى القرآن الكريم هى الاصل والدستور ويجب الأخذ بها ،وليست تابعة لقواعد النحويين فى بعض تقعيداتهم ...ولهذا لى غستفسار بسيط ،،،، تقول حضرتك فى إحدى توصياتكم لفهم القرآن ...


نظام استخدام الضمائر في القرءان يختلف عن الاستخدام الشائع بين الناس.


ومع ذلك كسرتها فى شرحك لقول الله تعالى (وإن جنحوا للسلم فأجنح لها ) وأعدت الضمير على القوة ،وليس على عملية السلام ،تحت حجة عودة الضمير المؤنث على القوة المؤنثة وليس على السلام المذكر .. وفى هذا نقض لبندك السابق الذى اشرت له سابقا (نظام استخدام الضمائر في القرءان يختلف عن الاستخدام الشائع بين الناس.) ..ولهذا جاء فهمكم للآية وكأنه دعوة صريحة لإستعمال القوة الدائمة والمستمرة مع الجانحين للسلام


،وهذا ما لا يتماشى مع مقاصد القرآن الكريم فى الحب والسلام بين البشر ...


وليس معنى الجنوح للسلام أن تلقى السلاح أو تدمره أو تفتته وتتخلص منه وتذره بين ذرات التراب والهواء ، ولكن أن تُعيده إلى مخازنه ،وتُعيد جيشك وعسكرك إلى ثكناتهم ،مع إستمرار تدريبهم وإستعدادهم لأى ظروف عسكرية طارئة...هذا والله أعلم .


2   تعليق بواسطة   زهير قوطرش     في   الإثنين ٠٥ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[48873]

الأخ العزيز سامر

شكراً لك على تدبرك القيم .وأعتقد  أن مقالاتك تضيف ثروة جديدة  وقيمة لما تفضل به الأخوة أيضا! من قبل.


أخي أتفق مع الأخ عثمان ,في أن الضمير ,يعود على عملية السلام. ذلك لأن السلم مذكر وهذا صحييح والقوة مؤنثة ....لكن الآ تعتقد معي ,بأن السلم أو السلام ,لن يتحقق إلا من خلال عملية معقدة من اجتماعات وبروتوكولات ,واتفاقيات جزئية ونهائية .....وكل هذا المسار نستطيع تسميته بعملية السلام وهي مؤنثة .  وأن الضمير يعود إلى هذه العملية ,ولا يعود إلى القوة هذا رأي 


3   تعليق بواسطة   سامر إسلامبولي     في   الإثنين ٠٥ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[48893]

الضمير المفرد يعود للمفرد ، والجمع للجمع، والمذكر للمذكر والغائب للغائب...

الأستاذ عثمان المحترم والأخ زهير المحترم

تحية طيبة وبعد

عندما قلت : إن نظام استخدام الضمائر يختلف عما هو شائع بين الناس أو عدم التأثر بما هو شائع بين الناس ، لم اقصد أن كل ما هو مستخدم بين الناس خطأ! فالضمير المذكر مذكر، والمؤنث مؤنث، والمفرد مفرد ، والجمع جمع، والغائب غائب..... وقصدت المقولة المشهورة التي تقول: الضمير يرجع لأقرب مذكور قبله. والصواب أن الضمير يرجع إلى ما يصلح أن يرجع له من خلال معطيات فكرية غير موجودة في السياق لفظاً مع وجود موانع من رجوعه إلى أقرب مذكور قبله،فينبغي أن نفرق بين أسلوب كلام الناس الذي يعتمد على هذه المقولة لسهولة التخاطب والفهم بينهم، وأسلوب القرءان الخاص الذي يمكن أن يرجع الضمير إلى ما قبله بكثير، ويدل على ذلك التدبر في النص كله مع ربطه بمفاهيم أخرى.

انظر قوله تعالى:

{وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ }الزخرف61

أرجع معظم المفسرين ضمير الهاء في كلمة ( وإنه) لأقرب مذكور قبله وهو السيد المسيح، وبنو مفهومهم على ذلك. والصواب وفق معطيات النص وسياقه ، وأخرى من خارج النص تمنع هذا الإرجاع، و ترجع بالضمير إلى النص الذي قبله بنصوص كثيرة وهو{فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }الزخرف43، انتبه لكلمة ( صراط مستقيم ) المكررة في الآيتين ويمكن أن يرجع إلى أول السورة : {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ }الزخرف2 فلا شك أن القرءان هو علم للساعة وليس السيد المسيح، وكذلك القرءان هو صراط الله المستقيم. وليس السيد المسيح!

فالضمير في النص المعني بالدراسة مؤنث ( فاجنح لها) وكلمة السلم مذكر، وهذا يدل على أن الضمير يرجع في النص إلى ما هو من جنسه وفق معطيات معينة التي هي المحافظة على قوة الردع التي تدفع العدو إلى خيار السلم، وليس هو إلا الجنوح نحو القوة والمحافظة عليها دائماً ، ولم أقل استخدامها أو الاعتداء على أحد! وإرجاع الضمير للقوة هو المناسب مع ميزان القوى وهو الذي يحافظ على السلم، لأن السلام لابد له من قوة تحميه وتردع المعتدين، لأنهم يرقبون الوضع وينتظرون أن يغفل المؤمنون عن قوتهم فيميلون ميلة واحدة ضاربين بعرض الحائط أي عهد أو ميثاق أو مبدأ السلام، والتاريخ شاهد على ذلك ، والقرءان حذرنا من الركون إليهم أو الثقة بأقوالهم، فحتى نضمن التزام العدو بالسلام والمواثيق لابد من الجنوح إلى القوة الرادعة، فليس من ثقافة العدو السلام ، وإنما هو خيار مكره بسبب ضعف فيهم، ولو كانوا أقوياء لما جنحوا نحو السلم، بخلاف المؤمنين فالسلام من ثقافتهم وأصل فيها، وليحافظوا على السلام ينبغي أن يكونوا أقوياء مرهوبين الجانب!

وهذا ما ذكرته حضرتك بقولك:( وليس معنى الجنوح للسلام أن تلقى السلاح أو تدمره أو تفتته وتتخلص منه وتذره بين ذرات التراب والهواء ، ولكن أن تُعيده إلى مخازنه ،وتُعيد جيشك وعسكرك إلى ثكناتهم ،مع إستمرار تدريبهم وإستعدادهم لأى ظروف عسكرية طارئة...هذا والله أعلم .)

وبصرف النظر عن تفاصيل قولك فهو المقصود بـ ( فاجنح لها) أي للقوة، لأن السلام أصل في ثقافتنا لم نتركه أو نتخلى عنه لا في السلم ولا في الحرب، فنحن أصحاب السلام ونحن المسلمون المؤمنون ، ونحن المطلوب منا أن نحافظ على السلام ونجبر الآخرين على خيار السلام بالقوة الرادعة.

ودمتما بخير


4   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الثلاثاء ٠٦ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[48894]

هذا ليس صحيحاً - استاذ سامر

الأستاذ الفاضل -سامر


كما قلت سابقاً أتفق معكم فى أن مصطلحات القرآن خاصة به ، وأتفق أيضا فى ان النحويين وافقوا اللسان القرآنى فى تقعيدهم للسان العربى (فى بناء قواعد النحو والصرف) فى كثير من قواعدهم اللسانية (النحوية) ، ولكن :: يبقى للقرآن الكريم خصوصيته الفريدة فى تعبيره عن ( الحاضر أو المستقبل بصيغ الماضى ، او العكس ) ،وكما يبقى له تعبيراته العظيمة فى إستخدام مُصطلحات ،واسليب صيغ (المفرد للجمع ،والعكس، ومصطلحات المذكر للمؤنث والعكس ) ،كما يتفرد فى تغيير مفهوم الضمائر تماما فى كثير من آياته الكريمات كتعبيره عن ( المتكلم بصيغ المخاطب ، والمخاطب بصيغ المتكلم أو الغائب ،  ثم خصوصية التعبير عن الحى الذى يموت ولا يغيب سبحانه وتعالى بضمير الغائب (هو) ) :::: وتستطيع ان تراجع ما شئت من القرآن الكريم لتتحقق مما قلته عندما يُتاح لك الوقت .... .


..وفى النهاية نؤكد مرة اخرى على ان اللسان القرآنى لا يخضع للقواعد النحوية العربية كما يتخيل البعض ، ولكن له قواعده الخاصة به ،والتى تؤكد على أن ليس كمثله كتاب ،ولن يكون ، حتى لو إجتمع الجن والإنس على ان يأتوا بمثله أو بمثل قواعده اللسانية ..


وشكرا لكم أخى الكريم .


5   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الخميس ٠٨ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[49074]

آسف جدا .. وأقول

1 ـ القرآن الكريم نزل ليحتكم اليه الناس وليهتدى به الناس ، فهو لهم المرجعية ، وبالتالى يعلو عليهم .

وباعتباره نصوصا للهداية والتشريع فإن هناك فجوة بين النصّ القرآنى وبين فهم الناس له ، وهناك فجوة بين النص القرآنى وتطبيق الناس له . مصدر هذه الفجوة يتمثل فى العقل الانسانى ورغبته فى الهداية والهوى الانسانى وعدم رغبته فى الهداية ، فالذى يريد الهداية يتخذ من القرآن إماما له ، ويتدبر الآيات أى يسير بعقله خلفها طالبا الهداية مستعدا للتمسك بما ترشده الايات مهما اختلفت عما توارثه من افكار تخالف القرآن .

أما الذى يدخل على القرآن بهواه فهو ينتقى ما يوافقه ويتجاهل أو يؤول ما لايتفق مع وجهة نظره .

2 ـ و القرآن نزل من اعلى لاصلاح الواقع أو تغييره الى الأفضل وليس مرتبطا بالواقع ومعبرا عنه . لذا فالعلاقة بينهما علاقة ما هو فوق بما هو أسفل . من هنا تأتى خطورة القول بأن (النص القرآني نص ارتبط بالواقع من كونه محلاً لخطابه، وبالتالي أخذ صفة الواقع ذاته من حيث الثبات والتغيير، فما هو ثابت في الواقع يكون كذلك في النص، وما يكون متغيراً في الواقع يكون كذلك في النص على صعيد الآفاق والأنفس، والعلاقة بينهما علاقة اللازم بالملزوم لا ينفكان عن بعضهما بعضاً أبداً ) أنه يؤكد المقولة الخاطئة التى تزعم أن (القرآن حمال أوجه )، أى تتغير أوجه القرآن بتغير أوجه الواقع لأنه طبقا لهذا الزعم مرتبط بالواقع وتابع له .

ومبعث هذا الخطأ من البداية هو عدم فهم وظيفة القرآن ، وأنه للسمو بالواقع وتغييره الى الأحسن ، وليس الارتباط به والانحدار الى مستواه .


6   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الخميس ٠٨ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[49075]

تابع

3 ـ ويترتب على هذا الخطأ فى عدم فهم وظيفةالقرآن خطأ آخر فى (فهم القرآن نفسه ) ومنهجية البحث فى القرآن .

فالذى يرى فى القرآن مرجعية عليا للسمو والاحتكام اليه لمعرفة الحق والبحث عن الهداية يجعل القرآن إماما له ، ويفهم القرآن بالقرآن ، ويتعرف على مصطلحات القرآن من داخل القرآن ، ويتعرف على الفجوة التى بين القرآن والواقع ، ويريد أن يرتفع ويسمو بالواقع الى درجة السمو القرآنى ، كما يعرف الفجوة بين اللغة العربية فى تطوراتها التاريخية والمتحركة فى ألفاظها ومعانيها ومبانيها وبين ثبات اللغة العربية للقرآن الكريم بمصطلحاتها ومناهجها وقواعدها اللغوية و الفصاحية والبلاغية . ولا يمكن أبدا أن يخضع لغة القرآن العربية لقواعد النحو أو لاختلافات المعاجم اللغوية .

أما الذى يهبط بالقرآن الى الواقع المتغير للانسان فهو يجعل مرجعيته فى فهم القرآن ما يسود فى هذا الواقع الماضى أو الراهن ، ويحتكم الى معاجم اللغة وروايات التراث وأسباب النزول ، ناسيا أنه حتى عندما كان القرآن ينزل ليعقب على الواقع أو ليصلحه فإن منهجه فى القصص هو تحويل الحادث من رواية تاريخية محددة بالزمان والمكان والأشخاص الى السمو بها لتكون عبرة أو تشريعا فوق الزمان والمكان وصالحا لكل زمان ومكان .

وطالما تم إخضاع القرآن للواقع والهوى الانسانى المؤثر فى ذلك الواقع فقد أتيح المجال لكل من شاء أن يقول فى القرآن ما شاء .. فقد أصبح عندهم (حمّال أوجه ).!!


 


7   تعليق بواسطة   رضا عبد الرحمن على     في   الجمعة ٠٩ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[49116]

منهج فلسفى فى فهم القرآن

أولا : أحب التعليق على فقرة هامة جدا فى مقال الأستاذ / سامر   وهي


(((ويلزم الانتباه والحذر أن النهضة في المجتمع الحالي لا تقتضي بالضرورة قراءة التراث كله والقيام بدراسات موسوعية لمختلف العقائد والملل والنِحَل وتحليل أحداث كل مجتمع بعينه وتخضيعها إلى دراسة علمية حسب أدواتنا المعرفية. إن ذلك فخ ثقافي يجعل مفكري الأمة يغوصون في تراثهم كل حسب وجهة نظره وأدواته المعرفية فيزيدون الأمر هولاً ويسحبون إشكاليات التراث إلى الزمن المعاصر لتصير مشكلاتهم وديدنهم وينقسمون فِرَقاً متناحرة وينعكس ذلك على المجتمع، وبالتالي يعود إلى سُباته غارقاً في أحلامه التراثية ويغيب عن ساحة عالم الشهادة.)))  انتهى


وهذه الفقرة أعتقد أنها ومن وجهة نظرى طبعا خاطئة ، والسبب أن معظم ما يعانيه المسلمون اليوم من جهل وتخلف وتدين خاطيء هو بسبب الموروث الثقافى التراثي الهائل الذي توارثوه ،و من يريد النهضة بالمسلمين وتخليصهم وتطهيرهم من هذه الخرافات والغزعبلات يجب ان يقرأ ويبحث جيدا فى التراث لكي يعرف كيف يعالج ما فعله التراث وعلومه فى عقول وقلوب المسلمين على مر التاريخ فليس البحث فى التراث وقراءته والحكم عليه بالعقل والمنطق وتصحيح مفاهيمه والرجوع للقرآن الكريم للحكم عليها كلها ليس هذا فخا ثقافيا على الاطلاق يا أخ سامر


أعتقد أن أي طبيب يريد علاج مرض يجب عليه الدراسة الكافية لهذا المرض والبحث عنه والتشخيصه جيدا قبل أن يبدأ فى كتابة أى علاج ، وقبل كل هذا يدرس فى كلية الطب مدة طويلة جدا


فما قلته فى الفقرة السابقة أعتقد انه خطأ علمى خطير ـ إلا إذا كنت أخطأت انا فى فهم مقصدك منه ، وهنا يكون القصور فى عقلى أنا وأعتذر .


النقطة الثانية الاهم هي


أريد التساؤل عن صلة عنوان المقال ( القراءة المعاصرة للقرآن ضرورة ثقافية اجتماعية ) وبين المكتوب فى المقال ، لأن المكتوب فى المقال لم يوضح كيف تكون تلك القراءة ضرورة ثقافية واجتماعية ، كما ان هذا  المنهج فى فهم القران اقرب للطرق الفلسفية التى لا تناسب سوى الكاتب ولا تناسب غيره من معظم المسلمين فليس كل مسلم دارسا للفلسفة وعلومها لكى يستطيع قراءة القرآن بهذا المنهجح الأقرب للفلسفة.


 


8   تعليق بواسطة   سامر إسلامبولي     في   السبت ١٠ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[49172]

الخطاب القرءاني ليس خطاباً هلامياً!

تحية طيبة وبعد




الخطاب القرءاني ليس خطاباً هلامياً، ونزل متعلق بشيء هو محل الخطاب، ولو لم يكن كذلك لصار ألفاظاً فارغة لامعنى لها! ودراسة القرءان دراسة متعلقة بالمستوى المعرفي والادوات

وعندما استخدمت كلمة"الواقع" أقصد بها خلق الله ( آفاق وأنفس) وليس واقع الكفر والفساد الذي هو من فعل الناس!!!

والقرءان ذاته أمر بعملية تنزيل الخطاب على محله من الواقع( آفاق وأنفس) ، وأمر بالسير في الواقع لدراسته ، وعلق ظهور مصداقية الخطاب بمطابقته للواقع فقال جل شأنه:


1- {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }العنكبوت20

2- {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }فصلت53

3- {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }البقرة164


فالواقع (آفاق وأنفس) هو محل الخطاب ، وهو الذي يعطي مصداقية للخطاب الإلهي، والشرع الإلهي مرتبط بالواقع ومنسجم معه فطرة وصبغة وأحسنية.

وأنا أفرق بين اللسان العربي الذي نزل به القرءان الخالي من الترادف والمجاز، واللغة العربية التي يستخدمها الناس وفق الترادف والمجاز!!!


9   تعليق بواسطة   سامر إسلامبولي     في   الأحد ١١ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[49173]

دراسة القرءان له مستويات، والذين يدرسونه لهم مستويات!.

 تحية طيبة وبعد

قياس المجتمع على الفرد خطأ بين، فالمريض لاشك لابد من دراسة حالته تماماً وما الذي أوصله إلى هذه الحالة من الضعف.

أما المجتمع فيكفي الدراسة الكلية والمحورية للأفكار التي أوصلت المجتمع إلى ما هو عليه الآن، والانطلاق بعد ذلك للتعامل مع المجتمع الحالي ومشاكله وعلاج ثقافته وإرجاعه إلى القرءان والواقع وفق منظور علمي وإيماني..

وعنوان المقال "القراءة المعاصرة ضرورة ثقافية واجتماعية" واضح وبين المقصد منه ،وأنه إذا لم يتم ذلك فسوف نستمر بالتخلف والانحطاط واجترار التراث، وقد عرضت أهم قواعد اللسان العربي، وقواعد دراسة القرءان ذاته لنستخدمهما في القراءة المعاصرة كي نصير معاصرين وينتفي عنا صفة السلفية والآبائية .

والمنهج المعروض هو من داخل القرءان ذاته وهو ليس لكل الناس ، وإنما لمن يظن نفسه أنه قادر على امتلاكه!

فدراسة القرءان له مستويات، والذين يدرسونه لهم مستويات.


10   تعليق بواسطة   رضا عبد الرحمن على     في   الإثنين ١٢ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[49215]

علمنا ياأستاذ / سامر / وكلنا آذان صاغية : ليس عيبا أن نتعلم

الأستاذ المحترم سامر


تعليق حضرتك الأخير المعنون بـ (دراسة القرءان له مستويات، والذين يدرسونه لهم مستويات!. )


فهمت منه أن حضرتك ترى فى نفسك مستوى مختلف فى النوع والدررجة فى مجال دراسة القرآن ، كما أرى أيضا فى نفس التعليق أن حضرتك تعتقد أن ما كتبته هو منهج واضح فى دراسة القرآن ولكن يا سيدى كيف أفهم أنا كقاريء أصنف نفسي فى مستوى ضعيف من مستويات دارسي القرآن ما تقوله حضرتك وتعتبره منهجا ، وهو كما قلت لحضرتك يميل للفلسفة أكثر ، ولا يوضح بالقدر الكافى للقاريء البسيط أساسيات المنهج الذي يمكن من خلاله دراسة القرآن ، ومعنى أن قلت أن ما كتبته حضرتك يطغى عليه الطريقة الفلسفية فى العرض والشرح هذا ليس عيبا ، لأن لكل كاتب بصمة وطريقة وأسلوب ، وهذا يظهر فيما يكتب فى تعبيراته وطريقة صياغته لما يكتب سواء كان دينيا أو سياسيا أو علميا بصمتك هى عنوانك ككاتب وكونى أصف ما تكتبه بالأسلوب الفلسفى فى العرض فهذه ليست سبة .


 


ومذا تقصد بهذه الفقرة ((والمنهج المعروض هو من داخل القرءان ذاته وهو ليس لكل الناس ، وإنما لمن يظن نفسه أنه قادر على امتلاكه)).؟


هل تقصد أن فهم القرآن ليس متاحا لكل الناس أو تقصد أن دراسة القرآن ليست متاحة لكل الناس ..؟؟ إذا كنت تقصد هذا فعلا فاسمح لى أن أطلب من سيادك أن تكتب مقال مفصل توضح فيه المنهج الحقيقي لدراسة القرآن ، وأرجو أن يكون على شكل (1  2   3  4  ) لكل من لا يستطيع دراسة وفهم القرآن ، ولكل من لا يملك القدرة على القيام بهذه  الدراسة، حتى تكون قد قدمت عملا علميا رائعا يخدم المسلمين ويمهد لهم الطريق للتعامل مع القرآن الكريم ، وأنا أول من يستفيد من قراءة هذا المنهج لأنى هنا لكى أقرأ وأتعلم من الجميع .


 


 


شكرا


رضا عبد الرحمن على


11   تعليق بواسطة   سامر إسلامبولي     في   الإثنين ١٢ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[49216]

دراسة القرءان متاحة لكل الناس، ولكن فهمه ليس كذلك

الأستاذ رضا المحترم

تحية طيبة وبعد

لم أقصد من قريب أو من بعيد أن أنزل من مستواك، أو أرفع مستواي، وأنت تعلم أن كل إنسان يمكن أن يعلم أشياء تغيب عن الآخرين، والعكس صواب، وهذا ليس نقيصة بحقه قط، انظر قوله تعالى: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ }الأنبياء79.

ولم أفهم قولك : إن المنهج يطغى عليه الطريقة الفلسفية بصورة ذم أو قدح ، ولم أقل شيئاً بذلك الصدد.


ودراسة القرءان متاحة لكل الناس، ولكن فهمه ليس كذلك، فلكل جهده وأدواته المعرفية التي يستخدمها، وهذا شيء طبيعي، انظر قوله تعالى: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء83.

والمقال الذي عرضته هو جزء هام من المنهج بصورة كلية، وهو مأخوذ من القرءان ذاته، وللفائدة يمكن أن نتناقش في المقولات أو القواعد مقولة إثر أخرى لنصل إلى النقاط التي هي محل اتفاق، ونقلص نقاط الاختلاف ونعيد دراستها ونقاشها مرة أخرى.

ودمت بخير


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-01-08
مقالات منشورة : 134
اجمالي القراءات : 5,316,085
تعليقات له : 354
تعليقات عليه : 834
بلد الميلاد : Syria
بلد الاقامة : Syria