جسم الإنسان فى القرآن

رضا البطاوى البطاوى Ýí 2008-11-22


جسم الإنسان فى القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسل الله وبعد:
هذا كتاب جسم الإنسان فى القرآن وهو يدور حول ما ورد عن جسم الإنسان فى آيات القرآن.
الجسم :
هو هيئة الإنسان التى نشاهدها من الخارج بالعيون وأما ما بداخلها فلا نراه بالعيون إلا أثناء ظروف خاصة ونراه بوسائل اخترعها بعض الناس وهو زوج النفس ويسمى فى القرآن الصورة كما بقوله بسورة الانفطار "فى أى صورة ما شاء ركبك"ويسمى البدن كما بقوله بسورة يونس"فاليوم ننجيك ببدنuml;ك "ويسمى الجسم بقوله بسورة البقرة "وزاده بصطة فى العلم والجسم ".


خلق الإنسان :
خلق الله الإنسان عن طريق كلمة كن بدليل قوله تعالى بسورة يس "إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون "وقد تم خلق الجسم أولا من الطين لقوله بسورة ص"أنى خالق بشرا من طين "ثم سوى الله الإنسان ونفخ فيه من روحه أى ووضع النفس فى الجسم بقدرته وفى هذا قال تعالى بسورة ص"فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين "وكما حدث مع أدم (ص)يحدث مع كل إنسان حيث يخلق الجسم أولا فى بطن الأم ثم توضع النفس فيه بعد ذلك بفترة .
خلق الإنسان فى بطن أمه :
يخلق الله الإنسان فى بطن أمه على سبعة مراحل هى:
1-السلالة من الطين حيث يتكون الجنين من سلالة من طين أى من خلاصة من الطين بمعنى أن الطعام الذى يأكله الأبوان أصله الطين الذى يخرج النباتات والتى تتغذى عليها أيضا الأنعام وغيرها وهذه السلالة من الماء المهين والمراد وهذه الذرية جزء من المنى الدافق وفى هذا قال تعالى بسورة المؤمنون "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين "وقال بسورة السجدة "ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين "وقال بسورة الطارق "خلق من ماء دافق "وفى هذه المرحلة يكون الإنسان فى بطن أبيه فى شكل ما يسمونه الحيوان المنوى وفى بطن أمه فى شكل يسمونه البويضة .
2-النطفة :عندما يجامع الرجل المرأة وقت وجود البويضة فى رحمها تتسارع المنويات للدخول للبويضة فيدخلها واحد أو أكثر وبدخوله يسمى الناتج نطفة أمشاج أى مزيج مختلط وفى هذا قال تعالى بسورة الإنسان "خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج "وتستقر النطفة فى القرار المكين المسمى الرحم لقوله بسورة المؤمنون "ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين ".
3-العلقة :بعد مرور فترة على استقرار النطفة فى رحم الأم تتحول من الالتصاق بجوانب الرحم لوسطه فتصبح كأنها مصباح معلق بالحبل السرى وتسمى المرحلة العلقة ومرجع التسمية هو تعلق النطفة فى وسط الرحم بالحبل وفى هذا قال تعالى بسورة المؤمنون "ثم خلقنا النطفة علقة "وقال بسورة الحج"فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ".
4-المضغة :تتحول العلقة لمضغة بعد فترة وسموها هكذا لأنها تشبه قطعة اللحم الممضوغة الذى تظهر فيه آثار الأسنان وتنقسم المضغة لقسمين :مضغة مخلقة أى متحولة لطور أخر ومضغة غير مخلقة أى متحولة لطور أخر وفى هذا قال تعالى بسورة الحج"ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة ".
5- العظام :بعد مرور فترة تتحول المضغة المخلقة لعظام وفى هذا قال تعالى بسورة المؤمنون "فخلقنا المضغة عظاما ".
6- كسوة العظام لحما :بعد فترة تتحول المضغة المخلقة لعظام تكسوها المضغة غير المخلقة وهى اللحم ممثلا فى الأعضاء والعضلات والجلد وفى هذا قال تعالى بسورة المؤمنون "فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ".
7- الخلق الأخر :بعد إتمام الجسم فى المدة المقررة وهى ثلاث أشهر يضع الله النفس أى الروح بتعبيرنا الآن فى الجسم فيصبح الجنين كائنا حيا وقد سمى الله هذه النشأة الخلق الأخر لأن النفس تختلف عن الجسم فهى مغايرة له وفى هذا قال تعالى بسورة المؤمنون "ثم أنشأناه خلقا أخر ".
مراحل الجسم بعد الولادة :
يمر الجسم بعد ولادته بالمراحل التالية :
1-الطفولة وهى مرحلة تبدأ من ساعة الولادة وتمتد لسن غير محددة فى كل واحد وعلامة نهايتها هى قدرة الطفل على التصرف العاقل فى المال والنيك وهى مرحلة يكون الطفل فيها عالة أى متطفل على غيره فى المال وغيره وقد أشار الله لها بقوله بسورة غافر "هو الذى خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا "وسمة الجسم فيها هى الضعف المتدرج للقوة وفى هذا قال تعالى بسورة الروم "الله الذى خلقكم من ضعف ".
2-الأشد وهو الشباب وليس لها بداية سنية معينة ونهايتها مثلها إلا أن علامة النهاية هى ظهور علامات الشيخوخة كإبيضاض الشعر ووهن العظام ولها يشير قوله تعالى بسورة الحج"ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم "وسمة الجسم فيها القوة المتدرجة لقمتها ثم الانحدار المتدرج لها وفى هذا قال تعالى بسورة الروم"الله الذى خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ".
3-الشيخوخة وهى مرحلة تبدأ بظهور علاماتها المعروفة _وليس لها سن بداية معين-ومنها اشتعال الرأس شيبا ووهن العظام وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "قال رب إنى وهن العظم منى واشتعل الرأس شيبا"وتنتهى بموت الإنسان ولها يشير قوله تعالى بسورة غافر "ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا "وسمتها هى انتشار الشيب فى الرأس والضعف المتدرج للضعف الأكبر وفى هذا قال تعالى بسورة الروم"الله الذى خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة ".
ومن ثم فالإنسان يعيش مرحلتى ضعف بينهما مرحلة قوة وفى المرحلتين يكون الإنسان عالة على غيره فالشيخوخة هى انتكاسة أى عودة للضعف كما قال تعالى بسورة يس"ومن نعمره ننكسه فى الخلق ".
النوم والجسم :
النوم هو خروج النفس من الجسم خروجا مؤقتا يعمل فيه الجسم كما يعمل وقت الصحو من أجل الراحة وفى هذا قال تعالى بسورة الزمر "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى "والدليل قوله "ويرسل الأخرى "وإرسال النفس يعنى كونها كانت خارج الجسم وقد جعل الله سبب النوم هو السبات وهو الراحة بعد العناء وفى هذا قال تعالى بسورة النبأ"وجعلنا نومكم سباتا "والإنسان كما ينام ليلا ينام نهارا وفى هذا قال تعالى بسورة الروم "ومن آياته منامكم بالليل والنهار".
تكوين الجسم من طبقات :
يتكون جسم الإنسان من طبقات أى شرائح متراكبة بعضها فوق بعض وفى هذا قال تعالى بسورة الانشقاق "لتركبن طبقا عن طبق "وذكر الله مثال على هذا هو البطن أى الرحم ففوقه ثلاث ظلمات أى طبقات حامية له هى الجلد والعضلات وجدار الرحم وفى هذا قال تعالى بسورة الزمر "يخلقكم فى بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق فى ظلمات ثلاث".
مسجل لكل عضو :
وضع الله فى كل عضو خارجى جهاز تسجيل يسجل ما عمله العضو من أعمال ويدل على هذا أن اللسان والأيدى والأرجل يقرون فى الأخرة بما عملوا من حسنات أو ذنوب والمخلوق لا يقر إلا إذا كان عالما له ذاكرة وفى هذا قال تعالى بسورة النور "ولهم عذاب عظيم يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون" .
والملاحظ هنا هو أن المسجلات موجودة فى داخل الأعضاء والأعضاء بشهادتها على أصحابها تكون عاقلة عالمة بما تعمل لأن ليس معقولا أن تشهد عند الله بما تجهله .
صورة الجسم :
يقصد بها الشكل النهائى الذى يميز الفرد عن غيره من الناس وهذه الصورة يتم تركيب الإنسان عليها فى بطن أمه وفى هذا قال تعالى بسورة الإنفطار "الذى خلقك فسواك فعدلك فى أى صورة ما شاء ركبك ".
والصورة تشمل كل ما ظهر للعين من أعضاء بالإضافة للطول والعرض واللون والوزن والنوع وصورة كل إنسان حسنة حتى لو كان بها عاهات أو تشوهات لأن الله لم يخلق شىء قبيح وفى هذا قال تعالى بسورة التغابن "وصوركم فأحسن صوركم "وقال بسورة السجدة "الذى أحسن كل شىء خلقه "والله هو المسئول وحده عن تصوير الإنسان فى الرحم مصداق لقوله بسورة آل عمران "هو الذى يصوركم فى الأرحام كيف يشاء "ولذا فمن المحرم أن نذم خلقة أحد بقولنا أنه قبيح أو دميم أو منفر .
مبادىء فى نمو الجسم :
للجسم فى نموه له مبادىء منها :
تغيير الشكل فالإنسان يتبدل شكله بصورة سريعة فى الصغر حتى أنه عندما يبلغ ويشب يصبح شكله متغير كثيرا حتى أن البعض لو كان غائبا عنه تلك السنوات لن يعرفه كما حدث مع اخوة يوسف (ص)الذين لم يعرفوه لما دخلوا عليه بسبب تغير شكله عما كان صغيرا يوم تركوه فى الجب وأما هو فقد عرفهم لأنهم كانوا كبارا وقت أن شاهدهم أخر مرة ولهذا يشير قوله تعالى بسورة يوسف "وجاء اخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون ".
الجسم يتغير من الضعف للقوة فى الطفولة وهو تغيير تدريجى وليس طفرة ويتغير من القوة الثابتة نوعا ما فى الأشد للضعف التدريجى فى الشيخوخة وفى هذا قال تعالى بسورة الروم "الله الذى خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة ".
أن القوة ليست قوة الجسم وإنما قوة العقل فى النفس فالمسلم وإن كان صغير الجسم أو كبيره فهو يقدر على هزيمة اثنين حتى عشرة من الكفار فى الحرب وفى هذا قال تعالى بسورة الأنفال "فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين "و"وإن يكن منكم ألفا يغلبوا ألفين ".
تغيرات الرأس :
تحدث فى أعضاء الجسم تغيرات يحدثها الإنسان أو غيره وما ورد منها فى القرآن هو :
تغيرات الرأس :إصابته بالشيب وهو تحول الشعر من اللون الزاهى للون الفاتح وفى هذا قال تعالى بسورة مريم"واشتعل الرأس شيبا"وتقصير الشعر وهو الشعر المعروف والأظافر وحلقه وفى هذا قال تعالى بسورة الفتح"محلقين رءوسكم ومقصرين "ووجود أذى أى ضرر أى مرض فى الرأس وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "أو به أذى من رأسه ".
تغيرات العين :إن البرق يكاد يخطف أى يعمى البصر وهو العين وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "يكاد البرق يخطف أبصارهم "ويصاب بالعمى وهو الكمه فلا ترى العين مصداق لقوله بسورة آل عمران"وأبرىء الأكمه والأبرص "والحزن الشديد يبيض أى يعمى العين كما بقوله بسورة يوسف "وابيضت عيناه فهو كظيم "
تغيرات الأذن :تصاب الأذن بالصمم وهو عدم السمع مصداق لقوله بسورة هود"مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسمع ".
تغيرات اللسان :يتحرك لحفظ الكلمات مصداق لقوله بسورة القيامة "لا تحرك به لسانك لتعجل به "ويصاب بالعقدة وهى المرض المانع من نطق بعض الأصوات وفى هذا قال تعالى بسورة طه"واحلل عقدة من لسانى "ويصاب بالبكم فلا يخرج أصوات مصداق لقوله بسورة النحل"أحدهما أبكم ".
تغيرات الصدر :يصاب القفص الصدرى بالضيق إذا صعد للسماء مصداق لقوله بسورة الأنعام"ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد فى السماء ".
تغيرات العظام :تصاب بالوهن والضعف مصداق لقوله تعالى بسورة مريم "إنى وهن العظم منى ".
أحكام الجسم فى القرآن :
تنقسم أحكام الإنسان نفسا وجسما للتالى :
رجالية ونسائية ومشتركة ونبدأ بالتالى :
1-الأحكام المشتركة وتتمثل فيما يأتى:
- التطهر من الجنابة لقوله بسورة المائدة "وإن كنتم جنبا فاطهروا ".
- الوضوء للصلاة مصداق لقوله بسورة المائدة "إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا بوجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكفين ".
- التيمم فى حالة عدم وجود الماء لقوله بسورة المائدة "فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه".
- عدم الإسراف فى الطعام والشراب مصداق لقوله بسورة الأعراف "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا ".
-عدم شرب الخمر لقوله بسورة المائدة "إنما الخمر والميسر والأنصاب والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه ".
- عدم أكل المحرمات من الطعام كما بقوله بسورة المائدة "حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام".
-غض البصر مصداق لقوله بسورة النور "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم "و"وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ".
-الأكل من الطعام المحرم فى حالة الجوع المفضى للموت وهو الاضطرار مصداق لقوله بسورة المائدة "فمن اضطر فى مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم "
- إعداد القوة الجسمية ضمن القوة الشاملة لقوله تعالى بسورة الأنفال "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ".
- الصيام بالامتناع عن استخدام الجسم للطعام والشراب والجماع وفى هذا قال بسورة البقرة"فمن شهد منكم الشهر فليصمه ".
2-الأحكام الرجالية وتتمثل فى الأتى :
- المشى فى مناكب الأرض سعيا وراء الرزق لقوله تعالى بسورة الملك "وامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه ".
- الجهاد بالنفس وهى الحياة التى تشمل حياة النفس والجسم معا وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم فى سبيل الله ".
3-الأحكام النسائية وتتمثل فى التالى :
- التطهر من الحيض لقوله تعالى بسورة البقرة "يسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن".
- إرضاع الأطفال لمدة عامين من الأثداء لقوله تعالى بسورة البقرة"والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين ".
- تغطية الجسم عدا الوجه و الكفين لقوله تعالى بسورة النور "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ".
-ألا يرفعن أرجلهن ليعرف جمال سيقانهن لقوله تعالى بسورة النور "ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ".
-أن تنتظر المطلقة نزول دم الحيض ثلاث مرات من جسمها حتى تنتهى عدتها لقوله تعالى بسورة البقرة "والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ".
-أن تنتظر المطلقة الحامل حتى تضع ما فى جسمها وذلك حتى تنتهى عدتها لقوله تعالى بسورة الطلاق"وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ".
أجسام النساء :
للنساء أجسام تختلف عن أجسام الرجال سواء فى البنية أو الشكل أو فى أحكام الشرع فللنساء أربع وظائف جسمية نفسية زائدة عن الرجال هى :
الحمل فللنساء قرار مكين أى رحم يحملن فيه الأجنة بدليل قوله تعالى بسورة الرعد "الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد"وهذا الحمل للنساء يسبب الضعف الجسمى وراء الضعف بدليل قوله بسورة لقمان"ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن "والنساء كالرجال ليس لهن أى دور فى تحديد نوع الجنين .
المخاض :النساء عندما يأتى موعد نهاية الحمل يتمخضن أى يلدن عن طريق الفتحة التناسلية ولهذا يشير قوله تعالى بسورة مريم "فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة "وهذه العملية تدلنا على أن المرأة تمتلك جهاز عضلى مرن جدا فى منطقة الفتحة التناسلية بدليل فتحة المهبل اتساعا كبيرا عند الولادة لإخراج الجنين .
الرضاعة :من الأمور المترتبة على الحمل والمخاض والرضاعة أى تغذية الجنين بعد خروجه من الرحم باللبن الخارج من الأثداء والمدة المفروض أن تكون فيها الرضاعة عامين لقوله بسورة البقرة"والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين ".والرضاعة تدلنا على أن المرأة تمتلك فى صدرها أثداء ذات عضلات مرنة تنتفخ عند امتلائها باللبن وتنكمش قليلا عند خلوها من اللبن والمرأة لها غدد لبنية نشاطها مرتبط بالحمل والولادة فهى تنشط قرب الولادة وتقف بعد مرور عامين عن النشاط أو أكثر .
الحيض وهو نزول دم من المرأة نتيجة لعدم تلقيح البويضة التى فى الرحم وقد بين الله لنا أنه شىء ضار بالمرأة والرجل إذا اجتمعا فى أيام الحيض وعلى الرجال ألا يقربوا النساء نهائيا فى تلك الفترة بأى عمل شهوانى كالتقبيل فإذا تطهرن من الحيض جاز للرجال جماعهن وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله " ومهمة الحيض هى إخراج خبث من جسم المرأة والحيض يدلنا على وجود عضو طارد للخبث الناتج من انفجار البويضة .
أمراض الجسم فى القرآن :
ذكر الله بعض الأمراض التى تصيب الجسم وهى :
العرج وهو انحراف فى عظام الساق أو القدم وفيه قال تعالى بسورة النور "ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج".
العمى وهو عدم القدرة على الرؤية وفيه قال تعالى بسورة النور "ليس على الأعمى حرج".
البرص وهو ظهور مناطق مخالفة للون الجلد فيه وفيه قال تعالى بسورة آل عمران"وأبرىء الأكمه والأبرص ".
وهن العظام وهو ألم يصيب العظم عند الحركة وفيه قال تعالى بسورة مريم "إنى وهن العظم منى ".
الصمم وهو عدم السمع وفيه قال تعالى بسورة هود"مثل الفريقين كالأعمى والأصم".
البكم وهو عدم القدرة على إخراج الأصوات وفيه قال تعالى بسورة النحل "أحدهما أبكم ".
وهن الحمل وهو ضعف عام للجسم وفيه قال تعالى بسورة لقمان"حملته أمه وهنا على وهن ".
عقدة اللسان وهو عدم قدرة اللسان على نطق بعض الحروف وفى هذا قال تعالى بسورة طه"واحلل عقدة من لسانى ".
أذى الرأس وهو مرض يصيب الشعر وفيه قال تعالى بسورة البقرة "أو به أذى من رأسه ".
الجروح وهو شقوق جلدية سطحية أو غائرة تحدث عن طريق أشياء حادة أو مدبب وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "والجروح قصاص ".
العقم وهو العقر وهو عدم قدرة الإنسان على الإنجاب وفيه قال تعالى بسورة الشورى "ويجعل من يشاء عقيما ".
أدوية فى القرآن :
ذكر الله لنا فى القرآن عدة أدوية هى :
عسل النحل وفيه قال بسورة النحل "يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ".
الماء وفيه قال تعالى بسورة ص"واذكر عبدنا أيوب إذ نادى أنى مسنى الشيطان بنصب وعذاب اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب ".
اليقطين وهو عند الناس القرع وقد جعله الله دواء يونس (ص)لما خرج من بطن الحوت سقيم وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات "فنبذناه بالعراء وهو سقيم وأنبتنا عليه شجرة من يقطين ".
الحفاظ على صحة الجسم :
أورد الله فى القرآن إرشادات صحية للوقاية من الأمراض هى :
ألا يتناول الإنسان الأطعمة المحرمة مثل الميتة والدم الجارى ولحم الخنزير والذى لم يذكر اسم الله عليه والبهيمة المخنوقة والواقعة من أعلى والنطيحة والتى أكلها الوحش والتى ذبحت على النصب والتى ذبحت فى عملية الإستسقام وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام " .
التطهر من الجنابة لقوله تعالى بسورة المائدة "وإن كنتم جنبا فاطهروا ".
الوضوء لقوله بسورة المائدة "إذا أقمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين ".
عدم الإسراف فى الطعام والشراب لقوله بسورة الأعراف "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا ".


عدم تناول الخمر مصداق لقوله بسورة المائدة "إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه ".
الامتناع عن جماع النساء وقت الحيض لقوله بسورة البقرة "يسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء فى المحيض"
الامتناع عن الزنى لقوله تعالى بسورة الإسراء "ولا تقربوا الزنى"
عدم التزوج من المحرمات لقوله تعالى بسورة النساء "حرمت عليكم أمهاتكن وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتى أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتى فى حجوركم من نسائكم اللائى دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف ".
عدم الاهتمام بأقوال الكفار التى تضايق النفس وتحزنها حتى لا تؤثر على الصحة لقوله بسورة آل عمران "ولا يحزنك الذين يسارعون فى الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا ".
إعداد القوة الجسمية ضمن إعداد القوة الشاملة للعدو لقوله بسورة الأنفال "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة " .
تعويد المسلم نفسه على الأجواء المناخية المختلفة حارة أو باردة استعدادا لكل الظروف لقوله تعالى بسورة التوبة "وقالوا لا تنفروا فى الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون ".
الحفاظ على صحة المريض :
أورد الله الأساليب التالية للحفاظ على صحة المريض من التدهور:
-عدم إحراج أى إيذاء المريض بالأحكام المرهقة للجسم لقوله تعالى بسورة النور "ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج"فمثلا يلغى حكم الصيام وحكم السعى وراء الرزق وحكم الصلاة قياما إذا عجز عنها .
-أن يطلب المريض العلاج بمعنى أن يذهب للأطباء أو يستدعيهم أو يستدعون له وقد جاء هذا ضمنا فى الآيات التى تصف الأدوية كآية النحل وآية شفاء أيوب (ص)فى سورة ص .
هل للجسم سيماه ؟
لكل جسم إنسانى سمات معينة تميزه عن غيره عدا ما يكون فى حالة التوائم المتشابهة ومن هذه السمات اللون فألوان جلود الناس مختلفة لقوله تعالى بسورة الروم "ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم "
وليس للمسلمين صفات جسمية معينة وأما قوله تعالى بسورة الفتح"سيماهم فى وجوههم من أثر السجود"فيعنى علامات الإطمئنان فى نفوسهم من أثر الطاعة لله فما نسميه علامة الصلاة ليس صفة للمسلمين وحدهم-إذا كان السجود فى الإسلام الحق كسجودنا حاليا - لأن بعض الكفار يسجدون لغير الله وتكون على جباههم علامة الصلاة ،زد على هذا أن الله قال فى وجوههم ولم يقل فى جباههم أى ما فوق العينين وهذا يعنى أن الوجه الجسمى ليس المراد لأنه لو كان مقصودا لكان الوجه كله علامة.
ألبسة الجسم فى القرآن :
ذكر الله فى القرآن أنواع الألبسة الدنيوية وهى :
1-اللباس الواقى من الحر 2- اللباس الواقى من البرد ولهما يشير قوله بسورة النحل "وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر ".
3-اللباس الواقى من أذى السلاح وفيه قال بسورة النحل"وسرابيل تقيكم بأسكم ".
وقد ذكر الألبسة الرجالية التالية :
السربال وهو القميص وفيه قال تعالى بسورة النحل "وسرابيل تقيكم الحر "وقوله بسورة يوسف"وجاءوا على قميصه بدم كذب ".
المتاع وهو الألبسة المصنوعة من أصواف وأوبار وأشعار الإبل والغنم والماعز والبقر وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين ".
والألبسة النسائية التالية :
الجلباب وفيه قال تعالى بسورة الأحزاب "قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ".
الخمار وهو غطاء الرأس والصدر وفيه قال تعالى بسورة النور "وليضربن بخمرهن على جيوبهن ".
وقد وضع الله نظام لخلع الملابس من على الجسم وهو :
أباح الله للزوجين خلع ملابسهم فى حجرة النوم فى ثلاثة أوقات هى ما قبل صلاة الفجر ووقت القيلولة وما بعد صلاة العشاء وفى هذا قال تعالى بسورة النور "ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ".
أباح الله للقواعد من النساء بلا زواج بعد الطلاق أو الترمل أن يتخففن من ثيابهن فبدلا من جلبابين فوقى وتحتى يلبسن جلباب واحد يغطى العورة المفروض تغطيتها وفى هذا قال تعالى بسورة النور "والقواعد من النساء اللاتى لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن ".
ومن الألبسة المشتركة بين الرجال والنساء الأتى :
الحلى بأشكالها المختلفة وهى تختلف بين الرجال والنساء فى الأشكال نوعا ما وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "أو حلية تلبسونها ".
النعال ولها يشير قوله تعالى بسورة طه"اخلع نعليك ".
رد الجسم فى الأخرة :
يرد الله الجسم فى الأخرة كما كان فى الدنيا حتى أن بنانه وهى أطراف أصابعه فى يديه ورجليه وهى التى تميز كل فرد من الأخر وهى البصمات ترد كما هى وفى هذا قال تعالى بسورة القيامة "أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوى بنانه"وقال بسورة الأنبياء"كما بدأنا أول خلق نعيده "فالإنسان سيعاد خلقه كما كان فى أول حياة له فى الدنيا .
الجسم وسيلة أذى النفس :
إن الجسم يحدث ألم النفس إذا أصيب بالأمراض أو الجروح وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران"إنهم يألمون كما تألمون "وكما أن النفس يؤلمها الجسم فإن النفس تؤذى الجسم أيضا كما حدث مع يعقوب (ص)عندما أذى عضو من جسمه بكثرة البكاء من الحزن فعمى وفى هذا قال تعالى بسورة يوسف "وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ".
هذا فى الدنيا وأما فى الأخرة فإن جسم الكافر هو وسيلة لإيذاء نفس الكافر ومن وسائل إيذاء الجسم فى الأخرة :
الأغلال والسلاسل لربط الأيدى والأرجل والعنق وفى هذا قال تعالى بسورة الإنسان"إنا اعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرا "وقال بسورة المسد"فى جيدها حبل من مسد"وحرق الجلود لقوله تعالى بسورة النساء "إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب " والكى بالذهب والفضة فى الجباه والجنوب والظهور وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فى سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها فى نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم "ولبس الثياب النارية على الجسم بدليل قوله تعالى بسورة الحج"فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار"وصب الحميم على الرءوس لصهر البطون والجلود بدليل قوله بسورة الحج"يصب من فوق رءوسهم الحميم يصهر به ما فى بطونهم والجلود"وشرب الماء الحميم لتقطيع الأمعاء وفى هذا قال تعالى بسورة محمد"وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم "والسحب على الوجه مصداق لقوله بسورة القمر "يوم يسحبون فى النار على وجوههم" وأكل شجرة الزقوم لصهر البطن مصداق لقوله بسورة الدخان"إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلى فى البطون كغلى الحميم"والاستظلال باليحموم الذى ليس ببارد ولا كريم لقوله بسورة الواقعة "وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال فى سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم "والجر والسحب من النواصى والأقدام لقوله تعالى بسورة الرحمن "يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصى والأقدام " .
المسئول عن الإنجاب والعقم :
قال البعض : الأنثى هى المسئولة عن نوع الجنين وقال بعض أخر :الذكر هو المسئول والقولين كلاهما خاطىء لأن الذكر والأنثى لا يقدران على شىء لأنهما لا يخلقان الحيوان المنوى ولا البويضة ولا يدريان شيئا عما فيهما والمسئول وحده عن تحديد نوع الجنين هو الله فهو الخالق له المحدد لنوعه وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى "لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا " والله هو المسئول وحده عن العقم مصداق لقوله بنفس الآية "ويجعل من يشاء عقيما ".
ألبسة الجسم فى الأخرة:
يلبس المسلمون فى الجنة :
-ثياب سندسية خضراء وثياب استبرقية مصداق لقوله بسورة الإنسان "عاليهم ثياب سندس خضر واستبرق ".
-الأساور الذهبية واللؤلؤية والفضية مصداق لقوله بسورة فاطر "يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا " وقوله بسورة الإنسان "وحلوا أساور من فضة ".
ويلبس الكفار ثياب من النار وهى القطران مصداق لقوله بسورة الحج"فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار وقوله بسورة
"وسرابيلهم من قطران " والحمد لله أولا وأخرا

اجمالي القراءات 44138

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-08-18
مقالات منشورة : 2619
اجمالي القراءات : 20,811,691
تعليقات له : 312
تعليقات عليه : 512
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt