مصطفى فهمى Ýí 2008-11-14
رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه (هل الاجتناب أشد من التحريم؟) 08-02-2008 إصدار 2.01
دعوة للتفكر
إن اللاحق فى هذا البحث هو دعوة للتفكير و التفكر و العقل و التدبر لما هو وارد إلينا و مشهور لدينا بالنقل سواء كنا من العامة أو من الخاصة من فقه و تفسير و أثر - وهو بالضرورة ليس كل ما قيل - نأخذه مأخذ المسلمات و نقدسه و نلحقه بالشارع سبحانه و تعالى و نجزم و نروع الناس أن هذا مراده.
تم اختيارى لموضوع مشهور فى العقيدة و الفقه قد يكون صادما لأغلب الناس و ذلك عن عمد، ليكون مثالا لعموم الحال و ليس لخصوص de; الموضوع.
ونستشهد لهذه الدعوة بالآيات التالية بوجوب إعمال العقل وعدم القصر على النقل غير العاقل و التشبث به.
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ (170) وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ (171) البقرة}
{إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70) وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الأوَّلِينَ (71) الصافات}
تمهيد عمومى
إن استعمال لله فى قرآنه كلمات و ألفاظ مختلفة المعانى تدور فى دائرة معينة تتسع و تضيق كالتحريم و النهى و الاجتناب و البعد و عدم القرب و ذلك من مقام المنع إلى مقام التحذير - للأعمال و للأفعال التى إن تمت و إن وقعت وإن تحققت تكون إثما - يجب علينا استقبالها و فهمها حسب دلالاتها، فإذا التفتنا عن دلالاتها المختلفة أو أجملنا فى معناها أو سوينا بين البعض منها عن جهل أو تقية للمؤمنين، كان هذا اعتراف منا بعدم ضرورة اختلاف مقصدها و بالتالى انتفاء غرض تنوعها فى سياق الذكر الإلهى.
المنهج
النصوص القرآنية صالحة لكل مكان و زمان
بالضرورة لا يوجد فى القرآن آيات ناسخة و آيات منسوخة و بالتالى لا توجد أحكام ناسخة و أحكام منسوخة، أو أحكام نسخت و رفعت من النص القرآنى و بقى حكمها!، و أحكام بقى نصها و عُطل حكمها! و ما إلى ذلك من عقائد و أقوال روجها فقه السابقون و يرددها التابعون، فمن استدرجوا بأن هذا هو نهاية الفهم و لا بعده من فهم، كانوا أسرى التطبيق فى واقعهم الزمنى و المكانى فقط و غاب عنهم حقيقة حتمية دوام كلمات الله و أحكامه وضرورة دوام صلاحيتها لكل مكان و زمان، فإن المراد لإلهى من الأحكام لا يتغير و لا يتناقض، فلا يكفى فهمنا القاصر للإقرار بأن هناك حكم إلهى ينقض حكم آخر أو يطوره أو يدرّجه، فإن كل حكم إلهى بالضرورة صالح بذاته على كفاية المراد منه
مقدمة
للوصول إلى مبتغى البحث، يجب علينا فحصه من كل جوانبه، و كذلك بحث كل ما يتعلق و يرتبط به من قريب و من بعيد، وهنا نحاول فهم معنى الاجتناب - للعمل به بحقه - و هل المقصود به هنا هو التحريم، وإذا كان كذلك فلماذا استعمل الله أمر الاجتناب؟، أم أن العقل و المنطق يحثنا على فهم ضرورة كون أن له معنى مغاير و يناسب الغرض منه!، - وهو ما نرى و نعتقد - فى ضوء خصوصية معانى مفردات اللغة العربية عند استعمالها (عدم الترادف)، فما بال استعمالها من لدن العلى العليم.
و نحاول فيما يلى و حسب قدرتنا المتواضعة أن نستوضح تلك المنظومة التى تبدو مركبة معقدة وهى فى الحقيقة واضحة و بسيطة، لمن يستعين بالعقل فى فهم رسالة الله الموجهة لنا من خلال آيات القرآن و بالمنطق البسيط المنضبط من خلال العقل الممنوح المتاح لنا من الخالق، و قد أقتضى الأمر الدخول فى فروع و تحقيق معانى كلمات نراها هامة لاستيفاء أركانها و للإجابة على ما قد يثار فى ذهن المتلقى خلال رحلته القليلة معنا والتى نأمل أن تحفز لدية الكثير و تجعله من العاملين بالعقل و ليس من أهل النقل أو أسير تراث و هذا هو مرادنا و لا نشاء غيره و لا نملك أن ندعى أن هذا هو نهاية الفهم أو القول.
وعلى كل قارئ أن يصل بنفسه لقناعة تعينه فى فهم الرسالة الإلهية و تساعده فى حركته فى الحياة التى هى معبر لحياة أخرى، و الله المستعان
فى محاولة لفهم (الأمر) و (الآمر) و (المأمور)
إن الأمر يكون أمر بفعل أو أمر بنهى عن فعل وقد يوضح الآمر المراد من الأمر أو سببه وقد لا يوضح مراده و فى الحالين يقوم المأمور بتفقد منطقية الأمر و هنا ينشأ إما تأييد للأمر أو مقاومة له بصرف النظر عن وجوب تنفيذه.
إن منطقية و وجوب تنفيذ المأمور للأمر من عدمه يحكمه علاقة ذات اتجاهين
الاتجاه الأول وهو علاقة الأمر بالمأمور و مدى سلطانة و قدرته على المأمور و منطقية الأمر و مراده، فى المكان و الزمان الآنى.
الاتجاه الثانى هو علاقة المأمور بالآمر و مدى خضوعه للآمر و قناعته به واقتناعه بمنطقية الأمر و مراده، فى المكان و الزمان الآنى.
أما الأوامر و النواهى من الله للعابد المؤمن به فتحكمها علاقة ذات طبيعة خاصة، تبتدئ بقناعة و إيمان و اعتراف المأمور بإلوهية الآمر و سلطانه و قدرته و مطلق منطقية مراده – حتى و لو لم يتوصل المأمور لتلك المنطقية - و بالتالى وجوب تنفيذ أوامره بلا مزايدة أو انتقاص.
ومن ذات هذه الطبيعة الخاصة لتلك العلاقة (إيمان و اعتراف المأمور (الإنسان) بإلوهية الآمر (الله) و سلطانه و قدرته و مطلق منطقية مراده) فقد يفصح الله عن المراد من الأمر أو سببه وقد لا يفصح عن مراده أو سببه و يترك لنا حسب مكاننا و زماننا و علمنا فهم المراد من الأمر و فى كل الأحوال إما أن يوضح لنا طريقة و شكل تنفيذه بالتفصيل فيكون ذلك علامة لنا بأن تلك الطريقة أو ذلك الشكل صالح و ممكن تنفيذه فى كل مكان و زمان و لكل إنسان أو يوضح لنا الشكل و الطريقة بكلية أو لا يوضحها إطلاقا فيكون ذلك علامة لنا و سماح بتنفيذها بالطريقة التى تناسب المكان و الزمان و الإنسان، بشرط بذل الجهد و العقل للتأكد من فهم المراد الإلهى لتنفيذه
هل يعقل تحريم عين الوسيلة؟ أم المعقول هو اجتناب الإثم المحتمل من استعمالها؟
إن كل خلق الله – مع الأخذ فى الاعتبار ذاتية كل مخلوق من الخلق و وظيفته و صفاته فى الكون - و كل ما اخترع و خَلقْ الإنسان من خلق الله، هم كلهم وسائل، و كل تلك الوسائل بالضرورة تكون صالحة لأن تنتج أثر نفع أو أثر ضرر، و بحسب استعمالها ينتج الأثر و يتصف بصفة النافع أو الضار، و علينا عند استعمالها تجنب الوقوع فى الحيز المحظور فيها الذى ينتج الأثر الضار منها و خصوصا إن كان الله نبهنا لذلك.
و نستعين هنا بموضوع مثالى لما نبحثه، وقع معظم من بحثه فى فخ الأخذ بالأحوط أو القياس أو تعميم الضرر، فخلطوا بين أمر الاجتناب و التحريم.
بل وخلطوا أيضا بين استعمال الوسيلة و الأثر الناتج عن استعمالها، فنتج عن ذلك تحريم استعمال الوسيلة (و نأخذ هنا مثال عين الخمر) و نسوا أو تناسوا أن ذلك يجرنا و يجرهم إلى تحريم استعمال أى عين وسيلة لها أثر نافع و ضار، و ما من عين وسيلة إلا كذلك.
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ...(219) البقرة}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنْصَابُ وَالأزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91) المائدة}
وصّف الآمر (الله) للمأمور (المؤمن به المتبع رسالته) أن (الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ) من الوسائل التى باستعمالها تنتج أفعال و أعمال عواقبها عظيمة التأثيم و محرمة وأيضا لها استعمالات و آثار نافعة فى ذات الوقت، و نبه الله أن حيز استحضار المحرم من الإثم باستعمالها، أعظم من حيز استجلاب الفائدة، أو نبه الله أن فى استعمالها ينتج إثم عظيم إلا بضبط هذا الاستعمال تكون الفائدة مع ترجيح حصول الأثر المؤثم (فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا).
ثم عاد الله و ضم إليهما (الأنْصَابُ وَالأزْلامُ) و وصفهم كلهم بأنهم أدوات و وسائل للشيطان ينتج عن استعمالها - فى الحيز المحظور منها - رجس (رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ) و أمر المؤمنين باجتناب عمل الشيطان (فَاجْتَنِبُوهُ) حتى يسلموا من الوقوع فى الإثم (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ثم نبه الله المؤمنين تخصيصا (فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ) أن الشيطان يتحين فرصة انفلات استعمال المؤمنين لهما بغرض استجلاب نفعهما فيكون الوقوع فى الحيز المحظور (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ) و يكون المؤمن فى حالة يحرض عليها الشيطان من ذهاب العقل بتأثير مادة الخمر أو بتأثير غضب الخسارة فى الميسر، و الانغماس فيها يقطع صلة المؤمن بالله فيكون مؤهلا لارتكاب الإثم (أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِر وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ) ثم يزيد الله فى التشديد على مراده فى شكل سؤال بالنهى عن أتباع عمل الشيطان الذى يؤدى إلى الوقوع فى الإثم (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ)
فهل مراد الله هنا تحريم التعامل و استعمال أو اجتناب استعمال (الوسيلة)، أم مراده اجتناب أعمال الشيطان بالتحوط و الحذر من الوقوع فى الحيز المحظور عند استعمال الوسيلة أو عند انفلات استعمالها فتؤدى إلى الوقوع فى الإثم ؟.
و الإجابة على ذلك تخضع لفهم المأمور المؤمن لمراد الله الآمر:
الفهم الأول هو أن الاجتناب هنا اجتناب المؤمن للوسيلة أو للوسائل التى يصفها الآمر (فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما اكبر من نفعهما)، فإنه يتعين عليه الاستجابة للآمر و أن يتجنب كل الوسائل التى يحتمل أن يؤدى استعمالها إلى إثم و منافع خشية الوقوع فى الإثم - و ما من وسيلة إلا فيها إثم و منافع للناس - و بالتالى يحرم من استعمال كل الوسائل و منافع تلك الوسائل!.
الفهم الثانى هو أن الاجتناب هو اجتناب المؤمن لأعمال الشيطان المتربص فى الحيز المحظور عند الانفلات فى استعمال الوسيلة الذى يؤدى إلى ظهور و تحقق إثم الوسيلة، فهذا أوقع، لأنه لا يحرمنا من الاستفادة من منافع الوسيلة أو الوسائل و ما من وسيلة إلا فيها إثم و منافع للناس
مثال للوسائل التى فيها إثم و منافع حسب استعمالها:
1- وسائل الانتقال و ما شابه: تيسر النقل و الانتقال و قد تقتل إذا انفلت قيادها و عوادمها تصيب بالمرض
2- وسائل الترفيه من تلفزيون وسينما ومسرح و ما شابه: تروح عن النفس وتنمى الفكر وتحض على ذكر الله و قد تضيع الوقت و تشجع على ارتكاب الإثم بأنواعه و تحض عن ذكر الله
3- الأسلحة و ما شابه: يدافع بها عن الأرض و العرض و قد تستعمل بغرض القتل و البغى بدون حق
4- الغضب: المثير منه للنخوة بالنهى عن المنكر بالحسنى لإقامة المعوج و المدمر منه العنيف المروع الذى يأكل الأخضر و اليابس
و الأمثلة كثيرة و لا تحصى
فى معنى الرجس
الرجس فى اللغة هو صفة خبث و قذر و نجس و قبح، و كذلك الرجس هو كل عمل أو فعل ينتج خبث أو قذر أو نجس أو قبح بالمفهوم و المعلوم الإنسانى لمراد الله و من القرآن نفهم
يوصف بالرجس كل عمل أو فعل إن جاء من عمل الشيطان {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنْصَابُ وَالأزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) المائدة}
و كذلك يكون كفر الإنسان بالله رجسا و وصفا لكفره {وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125) التوبة}
أما إن جاء من الله فيكون صورة من صور العقاب الإلهى للذين لا يؤمنون بإلوهيته{وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (100) يونس}
فى المعنى و المقصود من الاجتناب
الاجتناب فى اللغة هو أمر بإعطاء الجنب و إعطاء الجنب يدل على ملازمة الجنب لمحل الاجتناب حتى بعد اجتنابه.
فإن كان بعيدا عنه صح فيه أمر عدم الاقتراب وإن كان يمكن الابتعاد عنه لكان الأمر فيه بالابتعاد أصح
و بذلك لا يعقل و لا يصح أن يكون محل الاجتناب بعيدا أو يمكن البعد عنة أو إمكان عدمه أو محوه من الوجود لأن الأمر بتجنبه فى هذا الحال يكون بلا معنى لأنة إذا أبتعد عنه أو أعدمه لا يكون بجانبه
و عليه فلإعطاء الجنب، يجب أن يكون المراد اجتنابه ملاصق للمأمور و حاضر معه أو ملازم طريقه و مرابط فيه أو عليه، و إن كان غير ذلك لا ينطبق عليه و لا يصح أمر الاجتناب فيه
وتحضرنا كل الآيات التى بها أمر الاجتناب فى القرآن لتؤيد هذا المعنى (ستة مرات فى خمس آيات)
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنْصَابُ وَالأزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) المائدة}
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36) النحل}
{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الأنْعَامُ إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) الحج}
{وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِي (17) الزمر}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) الحجرات}
و تنبئنا الآيات أن القاسم الأول المشترك فيما طُلب منا اجتنابه
1- الطاغوت من طغى وهو صفة و رمز لأى ما يعبد من دون الله (وهو الجانب المحظور) من استعمال المال و النفوذ و السلطان وما فى حكمهم باعتبارهم هم مصدر القوة و الفعل من دون الله
2- و قول الزور و هو الكذب و الافتراء و قول كل باطل (وهو الجانب المحظور) من عموم القول
3- أما الرجس فهو صفة فعل كل نجس قذر باطل و هو بذلك يجمع و يشمل كل ما سبق و ما يماثله (أى هو يمثل الجانب المحظور من استعمال الوسائل) و الأوثان هى كل ما يعبد من دون الله
4- أما الظن فهو عدم أخذ الأمور على عللتها بدعوى تحرى الحقيقة، فإذا كثر الظن بين الناس و أصبح هو أساس التعامل، فإن ذلك يضع الآخرين موضع الاتهام بلا جريرة (وهو أيضا الجانب المحظور عند تحرى الحقيقة).
و كلهم من عمل الشيطان وكل عمل الشيطان و أتباعه رجس و كل الرجس (إن تم و وقع و أتى أثره) هو إثم، و الإثم محرم من الله
و لا يخفى عن أى عاقل أن القاسم الثانى المشترك فيهم هو أنها ظواهر و أدوات و وسائل شائعة محيطة و ملازمة لنا و حاضرة معنا و لا يمكن إقصائها عنا ولا يمكن عدمها أو محوها من الوجود و حيزها المحظور فى جنبنا ما دام الشيطان موجودا و هى أيضا جامعة لكل الأفعال و الأعمال المؤثمة، فلا يكون لدينا إلا الجهاد فى إعطاء الجنب منها، لاستمرارها فى جنبنا، باستمرار مزينها فى جنبنا و فى تزينها لنا وهو الشيطان، و باستمرار وجود الشيطان فى جنبنا يكون استمرار و جود الرجس فى جنبنا و استمرار احتمال حصول و وقوع الإثم
و عليه يكون المقصود هو اجتناب إتباع عمل الشيطان الذى هو رجس و بالضرورة إثم (إن تم و وقع و أتى أثره)، و لأن الشيطان مرابط لنا و ولا يمكن تنحيته عن جنبنا أو عدمه من الوجود لأن الله سمح له أن يكون بين أيدينا و من خلفنا و من أيماننا و شمائلنا وكلما اتخذنا منه الجنب مازال فى جنبنا و زاد علينا، و كذلك يكون الشيطان مرابط فى الجانب الضار فى الوسيلة حين استعمالها و حيث أن أفعال الشيطان (الرجس) ملاصقة لذاته و لا تنفصل عنه، فباجتناب كل أفعاله التى هى رجس يؤدى إلى أثم، يكون بذلك الأمر باجتناب الشيطان و أفعاله التى هى رجس لدوام وجوده برجسه فى جنبنا
{قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) الأعراف}
فى موضوع الخمر و الميسر و ما شابه من وسائل
و نأتى هنا بموضوع الخمر حيث أنه موضوع مثالى لخلط مفهوم الاجتناب بالتحريم و ذلك تأثرا - بوعى أو بدون وعى – سواء بالتراث المنقول أو بالمنطق العام الذى يتبناه الأغلبية و نجمل هنا الآيات التى تلم الموضوع و نحاول فهمها
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219)البقرة}
إن الله يخبرنا أن الخمر و الميسر باستعمالهم كوسائل تقود الناس إلى الوقوع فى أفعال و أعمال توصف بالإثم الكبير (الإثم فى القرآن هو صفة لفعل أو عمل محرم أو مُجَرّم من قِبل الله وهو بالضرورة يسبب الضرر و يستوجب عقاب الله، و الإثم لا يتحقق إلا بوقوع الضرر) و كذلك يخبرنا الله أيضا أن الخمر و الميسر باستعمالهم كوسائل تعود عليهم بالمنفعة ( المنفعة عكس الضرر وإذا ذكرت من عند الله فهى منفعة أحلها الله) و أخبرنا أيضا أن الضرر المؤثم من استعمالهما أكبر من منافعه، وهذا يقودنا إلى استنتاجين
أولهما أن استعمال تلك الوسيلة يحتمل مخاطرة الوقوع فى الضرر المؤثم المحرم أكبر من احتمال تأمين جلب النفع المحلل، و يكون توقع النتيجة غير معلوم و لكنه مرجح دائما بوقوع الضرر المحرم.
و ثانيهما أن هناك مساحه تتيح الاستعمال النافع المحلل و مساحه أخرى أكبر يكون الضرر المؤثم المحرم فيها محتوم و على الناس مسئولية مراقبة و تحرى منطقة الاستعمال النافع المحلل و عدم الدخول فى منطقة الاستعمال الآثم الذى يؤدى إلى وقوع الضرر المحرم.
و نحن نرى إذا كان الاستنتاج الأول هو المحتمل ما كان الله ذكر و أقر منافعها، و كان حرمها صراحة كمثل تحريم أكل الميتة و لحم الخنزير أو على الأقل كان حذر من الاقتراب منها
أما الاستنتاج الثانى فهو الأرجح حيث أن علينا تحرى استعمال منافعها (فى الحيز النافع فيها) و اجتناب ضررها (فى الحيز الضار فيه)ا الذى يوقع فى الإثم و إلا ما كان هناك سبب لإقرار و إظهار منافعها
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنْصَابُ وَالأزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (92) لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (93) المائدة}
أن من ضمن الوسائل التى إذا أستعملها المؤمنين و يمكن أن توقع بهم فى عمل مؤثم لأنها تساعد فى إضعاف عزيمة اجتناب الرجس و تزيد فى تزيين وسوسة الشيطان، هما الخمر و لعب الميسر، و ما شابه من وسائل التى قد تؤدى إلى العداوة و البغضاء بين الناس و الصد عن ذكر الله و عن الصلاة.
أن تلك الوسائل - الخمر و الميسر و ما شابه من وسائل والتى فيها إثم و منافع، (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ) - و هو نقيض لما يريد الله - أن يسوق المؤمنين باستعمال تلك الوسائل إلى فعل أفعال و أعمال ظاهرة أو باطنه محرمة و مؤثمة من الله إن تمت و وقعت و تحققت فقط يكون لها عقوبات سواء فى الدنيا أو عقوبات مؤجلة للآخرة (مثال القتل و الضرب و السب و السرقة و رمى المحصنات والغيبة وكل ما يدخل فى طائفة الرجس) وهذه الأفعال و الأعمال الموصوفة بالرجس، مؤثمة و محرمة من الله لأنها تؤدى إلى العداوة و البغضاء بين الناس أى تؤدى إلى فساد الأرض .
إن الله حذر المؤمنين عند التعامل بالوسائل باجتناب الوقوع فى أعمال و أفعال من عمل الشيطان وصفها بالرجس ولم يحرم الوسيلة حيث تحريم الوسيلة يحرم المؤمنين من منافعها، فإن كان الاجتناب هو التحريم أو أشد.
فماذا نفعل بالآية التى تقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ..... (12) الحجرات} هل نحرم وسيلة الظن اللازمة للمعرفة كى لا نقع فى قليل من سوء الظن المؤثم؟، أم المراد هو اجتناب الكثير منه و ليس كله، تحسبا لعدم الوقوع فى المساحة التى يكون فيها للظن تبعات سوء مؤثم؟
و يعود الله ويذكرنا استكمالا للآية بأن الأصل فى الطعام و الشراب و طرق إطعامه هو الإباحة، طالما كان الاستعمال مراقبا بالتقوى، فما ينتج من حرام من استعمال مباح لا يكون إلا فى غياب التقوى {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (93) المائدة}
فى الإثم و ما شابهه و يؤدى إليه
حرم الله تلك الأعمال و وصفها وحددها و سماها
{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (33) الأعراف}
{وَذَرُوا ظَاهِرَ الاِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الاثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ (120) الأنعام}
و الرسالة هنا من الله بأن الفواحش و الإثم و البغى و الشرك بالله و تحوير مراده هى صفات لأعمال و أفعال حرمها الله، لأن لتفعيل تلك الصفات آثارا تؤدى إلى فساد فى الأرض، أماالتجريم و العقوبة فيكون للأعمال و للأفعال التى تتصف بتلك الصفات إن تمت و إن وقعت وإن تحققت
فى السكر
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43 ) النساء}
وقناعتنا هنا إن مراد الله ليس النهى أو اجتناب الخمر أو التدرج فى تحريمها كما يروج لهذه الآية بالاستدلال بها مبتورة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى) إنما مراد الله هو تعليم المؤمن إن من أول أسس و آداب الاتصال بالله و التحضير له كان بالتأكيد على أن من يريد أن يقيم الصلة بالله أن يقيمها بعقل واعى لما يقول و ليس مغيب من سكر خمر أو غضب أو غيظ أو فرح يغيب عقله، أو سكر أى حال يكون العقل من أثره مغيب ناقص الوعى و الدليل على مراد الله هنا (حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ)
و نزيد على ذلك و نتوسع و نقول أن مراد الله على المؤمنين هو دوام إقامة الصلاة أى دوام استقامة الصلة بالله (فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) فأن اتفقت رغبة المؤمن فى مكانه و زمانه مع مراد الله الأزلى بأن تكون صلة المؤمن بالله منهاجا له و مقامة دائما على صراط الله - (كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) أى فرضها الله من الأزل إلى الأبد منهاجا للمؤمنين، و موقوتا على وزن مفعولا أى مؤكد دوام و استمرار الصلة فى أى مكان و فى كل زمان (مَوْقُوتًا) حيث الوقت هو إشارة إلى مكان و زمان مجتمعين- وحيث أن الشرط الأساسى لإقامة الصلة هو وعى العقل فباجتماع العقل المؤمن الواعى بتقوى الله و دوام الصلة به و على صراطه يكون صلاح الكون للناس و اتقاء فساده عليهم (وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر) و هذا فى رأينا هو مراد الله. (يرجى مراجعة مقالى "الصلاة، هل هى صلاة شكلية أم صلة موضوعية؟")
وفى رأينا أيضا إن السكر هو حالة من حالات تغييب أو تعطيل الوظيفة لعضو فى الإنسان (العقل)، تنتج عن مؤثرات شتى و تؤثر فيه، و تكون ذات شواهد تفصح عن تلك الحالة أو تمثلها
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ... (43 ) النساء}
{وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15) الحجر}
{قَالَ هَؤُلاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (71) لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (73) الحجر}
{وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67) النحل}
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) الحج}
{وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) ق}
فى الفقه
إننا لا نستشهد لاحقا بما قاله الفقهاء لاقتناعنا بما قالوا، بل نستشهد به لنبرز اختلافهم فيه بخلاف ما يشيعه ما يسمون أنفسهم برجال الدين و يدعون إنه نهاية القول و أنه من المعلوم من الدين بالضرورة و هو تحريم عين الخمر و شربها!! ونستشهد به أيضا لإزالة ما هو مازال مترسبا فى فكر الذين يحاولون التحرر من النقل عن السلف و الأثر.
قالت فرقة فقهاء الحجاز و الجمهور من الصحابة و التابعين و الأمصار و أهل الفتوى وبنو فقههم على الأثر المشهور (كل مسكر خمر و كل خمر حرام) و خصوا الخمر فيما يشرب ويسكر و يغيب العقل و ذهبوا بتحريمها لذاتها ولهم فى ذلك حججهم (يراجع - سيد سابق فقه السنة).
وهذا مردود عليه لأن ما يسكر و يغيب العقل أوسع من ذلك كما ذكرنا آنفاً، وعليه إذا طبقنا مذهبهم على كل مسكر لحرم علينا الخمر والغضب الغيظ و الفرح و كل حال الغلو فيه أو أقصاه يسكر و يذهب بالعقل و يغيبه.(انتهى القصد)
و تقول فرقة فقهاء العراق و الكوفة و أكثر علماء البصرة و أبى حنيفة برأى مخالف بتحريم القليل و الكثير من خمر العنب, أما ما كان من غيرها فإنه يحرم الكثير المسكر منه أما القليل فهو حلال لضعف الأثر الذى استند إليه أصحاب الفرقة الأولى, وأن المحرم هو السكر نفسه وليس العين ولهم فى ذلك حججهم (يراجع - سيد سابق فقه السنة).
وهذا القول أقرب إلى رأينا و لكنه أيضا مردود عليه لما فيه من تناقض و تفرقه بين القليل من خمر العنب و القليل من باقى الخمور طالما أن المحرم هو السكر نفسه و ليس العين إلا إذا جاءوا بدليل.(انتهى القصد)
من ذلك نستخلص ما يلى:
1- أن كل فعل يمكن أن يكون لله أو يكون لغيره فإن كان لغيره فيكون للشيطان و يوصف و يسمى رجسا و يجب اجتنابه و يكون مؤثما إن تم و وقع و كان له أثر.
2- إن كانت عين الخمر (مادته) هو المقصود بالاجتناب - ومادة الخمر هى وسيلة من ضمن الوسائل التى تخمر العقل كما وضحنا - و مادته يحتمل استعمالها إنتاج أثر نفع و ضرر كما قال الله، فالأثر الضار منها هو المؤثم، و يكون أمر الاجتناب للأفعال و الأعمال التى تنتج أثرا مؤثم من استعمال عين مادتها و ليس استعمال عينها بذاته و يكون أمر الاجتناب للجانب المنتج للضرر عند استخدام الوسيلة.
هذا قولنا و فهمنا فى زماننا و مكاننا و حسب علمنا و يجب أن يأتى من بعدنا من يفعل مثلنا.
و الله أعلم
مصطفى فهمى
المراجع:
(1) العقل للفهم. (2) القرآن بفهمه بالعقل. (3) المعاجم لفهم لسان العرب
و سلمت يداك على هذه المقالة .. بحسب ما فهمت من كلامك المنطقي هنا أنت تريد أن تقول أن التحريم "قد" لا يقع على الأمر لذاته و إنما لما يجره من أمور و نتائج نأثم عليها (أي على التوالي و النتائج). يعني الخمر كمادة ليست محرمة لنفسها..و إنما لأثرها ..هذا الكلام ، و إن كان لم يغادره المنطق ، فمازال قاصرا عن تعليل الكثير من المحرمات التي تأتي محرمة لذاتها نفسها و ليس للأثار التي تنتج عنها... فإن حاولنا إستعمال منطقك هنا في فهم لماذا حرم الله الزنا مثلا.. فلن نفلح في فهمه.. لماذا؟ لأن الله حرم الزنا لذاته (أي ذات و عين الزنا .. و ليس بسبب أي شيء ينتج عنه - بحسب نصوص الكتاب) و بكلام بسيط .. مهما أتيت بـكيفيات أو حالات يكون فيها الزنا "مفيدا" فهو لن يبرح التحريم أي سيبقى محرما أبدا على هذه الارض ( الفرض هنا أننا نستثني الإضطرار أو الإكراه)
و الله أعلم ..
السلام عليكم ورحمة الله ,
بارك الله فيك اخي مصطفى فهمي على هذا المقال المفيد ,
اتفق معك في تحريم الخمر اذا تخلله اثم وشرك مثله مثل اي شي اخر حلال يحرم اذا تخلله شرك واثم. مثلا التجاره حلال ولكن الغش في التجاره حرام لانه اثم وشرك بالطاغوت والهوى. اي لايعني كل مستخدم للخمر قد ارتكب التحريم انما احتماليه ان يقع اي شخص في الأثم كبيره جراء هذا الاستخدام بصوره غير عقلانيه او في شي غير مفيد. لذلك فالخطاب القراني جاء توعوي وتحذري لأن الشيطان يمارس هوايته وفنه عند غياب العقل. والخطاب ليس تحريمي في التعامل مع هذه الماده اذا لم يتخللها اثم وهذا صعب جدا ولكن ليس سبب لتحريمها لأن الله لم يذكر تحريمها بنص قراني. فكلمة تجنب هي أصعب مافي البحث الذي قمت به أخي مصطفى واعتقد انك اصبت الحقيقه. وهذا التفسير لا يدعو الى تشجيع شرب الخمر انما فهم خطورته والتعامل معه بالحكمه وعدم الانحراف عن الصلاه المستمره مع الله سبحانه وتعالى.
تحياتي ,
اخوك جهاد
الزنا هو المعاشرة بين الرجل و المرأة فى الجانب المحظور الذى يتصف بالرجس الذى هو من عمل الشيطان و يكون مؤثما و محرما من عند الله، فالمعاشرة بين الرجل و المرأة وسيلة لحفظ النوع و المتعة فإما أن تؤتى من جانبها المباح وهو الزواج أو تؤتى من جانبها المحظور و بذلك تكون زنا، و قد شدد الله على ذلك الجانب بتحذير إضافى بعدم القرب.
أما علة التحريم فكما قلنا سابقا فلله أن يقول العلة أو يسكت عنها فهذا شأنه و علينا التحرى بحسب علمنا فى مكاننا و زماننا بشرط عدم إلحاقه بالدين و فرضه على الآخرين، فقد يأتى من بعدنا من هم أكثر علما منا، و لكم الشكر
استعير قولك { كل قول او فعل نهايته النار فهو محرم سواء جاء بطريق طلب الاجتناب او النهي او التحريم.. والعلة في هذا هو مخالفة لاوامر الله}
و أدعوك إلى عدم سياقة السيارة فإنك قد تنشر سرطان الرئة بعادمها و أو تقتل بها عابر طريق، و أدعوك إلى نبذ غضب النخوة فقد تبطش و بل أدعوك إلى ترك كل الوسائل و الأفعال و الأقوال فإن باستعمالهم قد يزين لك الشيطان رجسهم فتقع فى الأثم، فتكون النهاية فى النار، إن الله مثل لنا الأمثال و الألفاظ لنفكر و نتدبر و إلا ما كان لها لزوم. ولكم الشكر
سعدت بمداخلتك و لكن يبقى السؤال ما هو المحرم المقصود بكلامك؟، هل هو عين الخمر أم شرب الخمر أم السكر و غياب العقل أم الأثر الناتج من غياب العقل (رجس من عمل الشيطان)؟
تحية مباركة طيبة وبعد
هذه المقالة من المقالات التي تعتبر مرجعية في طريقة تناولها للموضوعات ، وأيضا للنتيجة التي خرجت بها .
وأود أن أحيطك علما بأنني قد تناولت مسألة الاجتباب في مقال لي بعنوان " الخطوة الآولى " على هذا الموقع ضمن مادة جن ، أرجوا المرور عليها .
وخلصت إلى ما خلصت أنت إليه تماما .
وأود أن أزيد حول كلمة " رجس " فهى تعني حفر أو مطبات يصنعها الشيطان للإيقاع بنا .
وعلى هامش هذه المقالة أود القول للذين لا يوافقون على أن اللفظ القرآني له معنى واحد محدد بدقة لينظروا في سياق المناقشة والتي لم تخرج عن هذا المبدأ . وبالنسبة للأفاظ التي يقال عنها ظنية الدلالة ويعتمدوا لها أكثر من معنى فهذا مرجعه إلى قصورنا في تحديد المعنى بدقة .
وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير .
والسلام .
استعير قولك { وبه نستدل على تحريم المخدرات لا لضررها لان السكر والملح قد يسببا الضرر بل لما تؤدي اليه من اتباع درب الشيطان فيارتكاب الاثام والخطايا وانهيار القيم الاخلاقية } فهل استعمال عين المخدر فى منفعة كالعمليات الجراحية محرم؟
نشكركم على حسن ظنكم بنا و للأسف لم نستدل على مقالكم "الخطوة الأولى" فى صفحتكم العامرة، فهل تتكرم علينا بالرابط الخاص بها لتعم الفائدة و يتم التكامل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
فهمت من سطور مقالتكم ان الاجتناب لا يعني عين التحريم لذات الشيء / بل ما ينتج عن استخدامه من اثر وضربتم مثلا بالخمر
فإذا كان ذلك كذلك واتفقنا معكم جدلاً في المعنى المراد..
قال تعالى:
(ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه واحلت لكم الانعام الا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور )
فإني اعرف ان الزور هو الميل عن الحق و لذا يسمى الكذب و قول الباطل زورا.
فكيف بالله عليك لا أتجنب عين الزور(الخمرة في مثلكم) واتجنب ( العداوة والبغضاء ) الأثر الناتج المحرم بزعمكم في الزور
اشرح لي الكيفية بذات الكيفيةكيف لا اتجنب عين الزور اذ هو حلال بنفس منطقكم تماما لأنه عين الوسيلة .. وأتجنب ما ينتج عنه من مصايب وبطلان وشهادات فساد وووو الاثر الناتج .. إذ هو الحرام هنا...
بصدق اذا فسرت لي هذا بنفس المنطق (في الخمر) فقد أقنعتني...
دمتم بكل ود..
خالص تحياتي..
أعيد عليك قولى فى المقال أو لعلكم تعيدون قرائته مرة أخرى {2- و قول الزور و هو الكذب و الافتراء و قول كل باطل (وهو الجانب المحظور) من عموم القول} أى اجتنبوا قول الزور و الكذب ووو فى عموم أقوالكم، و عموم القول هو عين الوسيلة و لكم تحياتى
عفوا
هذا يعني أننا غير مأمورين بتجنب قول الزور مطلقاً اذ عموم القول لا يعني كله بل يعني الغالب الأعم...
وبالتالي علينا أن نتجنب الغالب الاعم فقط من أقوال الزور وان نقول زوراً في قليل منها .. لا ادري كيف هذا...؟ هذه واحده..
ام الثانية فأين عين الزور غير المنهي عنه... ( الخمر)
اذا كان الناتج من عين الزور هو المنهي عنه ( العداوة والبغضاء )في مثال الخمر...
لا أجادلكم للجدال لكن بصدق لم أجد جواباً .. في سطوركم ولا في تعقيبكم..
كوني طلبت أن يكون التفصيل بمثل الخمر تماما لأن الأمر بالاجتناب واحد..
فإذا كانت عين الخمر غير حرام فعين الزور غير حرام ايضاً..
دمتم بكل ود...
لا يا سيدى ما تدعونه فى غير محله فإن كان التخدير لإجراء العمليات الجراحية يقع تحت بند " فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه" فهذا معناه أن التخدير للجراحة محرم و لكننا نقوم به بدعوى الإضطرار! لا ياسيدى فأنت تعطل النص القرآنى الصريح {قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} أنتهى القول
اخي الكريم سنان الامر ليس له دخل بالشهادة وليس الخلاف واقع على مفهوم الرجس.. الاختلاف على كيفية اجتناب قول الزور ذاته
وذاتيه الزور يا اخي لا تقبل التبعيض مثل الخمر الذي يشرب في ذاته وما ينتج عنه من اثر...
وهنا الاجتناب الذي امرنا به ان نجتنب قول الزور...
وطالبت ان كيف .. نتجنب اثره دون ان نتجنب عينه.. اذا هو لا يقبل التجزئه .. وتأمل معي المثل الآتي كي تتضح الصورة..
إذا قلت لك تجنب أن تقتل فلان ...
والقتل إزهاق روح حي.. فقلي بالله عليك كيف يكون عين القتل حلال .. اي ان ازهاق روحه هنا / وفي ذات الوقت الاثر الناتج الذي هو ازهاق روحه هو المحرم...
هذا واضح جلي في سطور الاستاذ مصطفى الذي ركز على التفرقة بين عين الشيء وبين ما ينتج عنه من اثر..
رغم ان قول الزور لا يمكن ان نبعضه تاره بعينه وتارة بأثره ...
دمتم بكل ود..
أخى لا أعلم كيف فهمتها بهذا الفهم و عليه سوف أعيد صياغتها و أعرف كل كلمة فيها حتى لا يكون هناك لبس أو تأويل للكلام
1- عموم القول هو كل القول و الكلام الذى نقوله و هو عين الوسيلة التى نتخاطب بها نتنقل بها المعلومات للأخرين
2- الجانب المحظور من عموم هذا القول و المطلوب منا اجتنابه هو قول الزور أى عندما نتكلم أو نقول قولا لأى أحد أو شهادة علينا اجتناب الكلام و القول الكذب و شهادة الزور فى كلامنا أو فى شهادتنا، أى علينا عند القول و الكلام أن نتحرى الصدق لا نقول و لا نتكلم إلا بالقول الصحيح و لا نقول إلا الحقيقة
3- أى (عموم القول هو عين الوسيلة) و (الجانب المحظور منه هو قول الزور) و (الجانب المسموح هو قول الحقيقة) و المطلوب منا اجتناب الجانب المحظور من القول الذى هو قول الزور أنتهى القول
استاذي الكريم هذا التفصيل رائع وكلام منطقي ... وواضح ولا غبار عليه ..
لكنه يجرنا الى نفس الشيء اذا كان الاجتناب قول الزور من أقوالكم هو المنهي عنه وهذا صحيح وما تبقى حلال، وشرحك كان في تعقيبكم اكثر من رائع ... والعلة هنا انه يضيع الحقوق وووو.
لكن هذا يعني أيضاً اجتنبوا الخمر من مشروباتكم وما تبقى حلال... والعلة هنا انه يوقع العداوة والبغضاء..
وهذا يعني ايضاً العودة الى ذات النقطة..
اي الاجتناب في الأولى الخمر من المشروبات.. وفي الثانية الزور من الأقوال...
اشكر لكم سعة صدركم وسماحتكم في الردود...
لكن الاجتناب الى الآن كما هو .. الخمر من المشروبات والزور من الاقوال...
دمتم بكل ود..
خالص تحياتي
تحية طيبة وبعد
إليك لرابط .
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=4253
ما أولته من المقال يفيد عدم قراءته بتأنى و هذا ليس ذنبى و شكرا
الله ينور
اذا عدتم لتعقيبي الأخير ستجدون اني اتفقت مع الاستاذ مصطفى في شرحة وتعقيبه ... على معنى القول واستثناء الزور منه... وقلت اتضحت واللبس الاول كان بسبب المقال الذي تحدث عن عين الشيء واثره .. عين الخمر واثرها .. فقلت وعين الزور واثره...
لكن اذا كان الشرح الاخير هو المعتمد.. اي ان الزور استثناء من الأقوال التي هي العين ... فإن الخمر أيضاً هو الاستثناء من المشروبات..
اي ان اجتناب قول الزور من الأقوال ... يعني أيضاً بالضرورة اجتناب الخمر من المشروبات...
اذا ان القول ... فاجتنبوه..
واجتبنوا قول الزور ... واحد
أشكرك و هو بالفعل مقال أصاب عين الحقيقة و نستأذنكم فى الإستعانة بمقتطفات منه عند اللزوم مع تنويه بكم
مداخلاتكم ثرية .. وروح الود بادية فيها... وثق أني لا احاوركم الا كي اصل ما استطعت الى الصواب...
لكن اسمح لي أن أجدد الاختلاف .. فإذا كان الضمير يعود الى الرجس ( الهاء) فهذا لا يعني أن الأشياء التابعه له حلال... او يمكن على الاقل تفادي خطرها.. في كل حالة... اذ المشكلة في تعريف الاجتناب لن تكون جامعة مانعه كما في مثال الخمر .. واليك المثل:
فإذا قلنا:
انما الشرك والتثليث رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه ( والهاء تعود على الرجس) ..
أليس هذا يعني بالضرورة ولزوماً ان الشرك واجب اجتنابه والتلثيث كذلك... ام بالله عليك طالما أن الهاء عادت على الرجس الجامع تحته الشرك والتثليث هنا / فهذا لا يعني وجوب تركهم...
الرجس و الرجز هو الأمر الذي إذا وقع على الشيء أوجب ابتعاده أو الابتعاد عنه، و لذا يطلق على القاذورة لأن الإنسان يتنفر و يبتعد عنه، و على العذاب لأن المعذب - اسم مفعول - يبتعد عمن يعذبه أو من الناس الآمنين من العذاب
تحية مباركة طيبة وبعد
مسألة قول الزور ، هى من المشكلات البسيطة
فالله سبحانه وتعالى هو الخالق العالم بمن خلق فحينما يقول إجتنبوا فمعنى ذلك إجعلوه بجانبكم .
وإذا ما استعرض كل منا تاريخ حياته : هل يجد نفسه لم يكذب أبدا ، في مجتمعاتنا الشرقية ومنها مصر معظم الناس فيها تفترض فيمن أمامها السوء قبل الحسن ، وهذا السوء دائما يغلف بالكذب ، فالكذب من السمات اللصيقة بالإنسان ، مثل الكذب مثلا على الأعداء أو حين إصطياد الحيوانات ، وأمام الرئيس والكبير ، لأن الواقع الاجتماعي السيء يجبر الإنسان أحيانا على الكذب ، وعليه حينما يأمرنا الله سبحانه وتعالى بإجتبابه حتى نجاهد أنفسنا ونمتنع بنسب مطردة حتى يتم إصلاح ما بأنفسنا في إطار عملية الإصلاح الاجتماعي .
أرجوا من حضراتكم الوقوف أمام أنفسكم ، وتدبر هذا القول من منطلق أن الله سبحانه وتعالى قد ذكر بعض المساوئ الجنسية المنسوبة لبعض الأنبياء والرسل في العهد القديم ، فهو أعلم بمن خلق .
هذا هو إجتهادي في هذا المجال .
كما أود التأكيد على أن كلمة رجس تعني حفرة أو مطب عمله الشيطان ليوقع بنا فمنا من يقع ومنا لم يقع ، والمحاولات تتكرر من " فهو صراع ) .
ودمتم إخواني الأعزاء بكل خير .
قلتم :
أرجوا من حضراتكم الوقوف أمام أنفسكم ، وتدبر هذا القول من منطلق أن الله سبحانه وتعالى قد ذكر بعض المساوئ الجنسية المنسوبة لبعض الأنبياء والرسل في العهد القديم ، فهو أعلم بمن خلق .اقتباس
الجملة الوحيدة التي طالبت فيها ان نقف امام انفسنا ندعوك فيها ان تقف امام نفسك لكن وقفة طويله ... اي منطلق بالله عليك تردينا ان نسير فيه.. نحن لا نؤمن بما في الأحاديث ونتوجس خيفه من قوم من المفترض ان نثق فيهم فهم مسلمون، لم يقولوا يد الله مغلولة... فتطالبنا أن نؤمن بالمساوئ الجنسية المنسوبه لبعض الانياء والرسل في العهد القديم...
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم... ترى أترديني ان اقنع بأن لوطاً زنى ببناته ... وان داوود احب زوجه القائد وتزوجها عنوه...
الله الله ...
اعلم يقينا ستقول لم اقصد هذه الترهات .. لكن كيف اثق في كتاب مثل هذا ...
لتطالبني ان اقف امام نفسي...
اما قول الزور
فهل التحريم ذاته يمنع من وقوع الفعل ... التحريم لا يمنع من وقوعه يا صديقي.. فإذا قلنا ان الاجتناب يعني الترك والتحريم يعني الترك فهذا لا يعني قط عدم وقوع بعض البشر فيه ... فليس حجه على النص الوقوع فيما نهي عنه..
تحية طيبة وبعد
الحقيقة يا أخي أنا أقصد هذه التي تعتبرها ترهات ، لأنني أومن بجميع الكتب السماوية ورسالات الله ، وهذا منصوص عليه في القرآن الكريم ، وبصرف النظر أنا طالبت بالوقوف أمام أنفسنا في كل ما ذكرت ، والتي منها الكذب .
وكون الله سبحانه جعل لقول الزور إجتناب وليس تحريم ، فلما نحمل أنفسنا أعباء فوق طاقتنا الإنسانية .
وإن كنت سيادتك لم تقم بذلك طوال حياتك فأنت لست إنسانا بل ملاكا ، أنا أتكلم عن الواقع السيء ، والذي طالبنا المولى عز وجل التخفيف منه حتى تستقيم الأمور ، ونعتاد على قول الحق .
أنا أرى حتى على هذا الموقع المبارك من يحاول الانتصار لأفكاره حتى ولو كان على حساب الحق ، والكثيرين ينتصرون للحق بصرف النظر عن رؤيتهم في تعلية ذواتهم .
وأخيرا أشكر سيادتك غيرتك على دين الله ، ونحن نتحاول للإقتراب من الحقيقة قدر الإمكان ، وأفترض قبل كل شيء أنني على خطأ حتى يثبت عكس ذلك .
دمتم للحق أخي الكريم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما وانك تؤمن ان لوطاً زنى ببناته بعد ان سقينه الخمر... وأن الله صارع يعقوب فغلبه يعقوب... وأن الرب ندم على ما فعل...
فماذا عساي ان اقول .. هذا شأنك .. وأنا لا انتصر لنفسي بيد اني لا استطيع أن أنتصر لهذا الكلام قط....
انا لا اؤمن بهذا قط...
وفي صلب الموضوع اكرر متى كان التحريم او حتى العقوبة تمنع من وقوع الفعل الاثم الذنب اياً كان المسمى..
هدانا الله واياكم للصواب..
رد على تعليقكم رقم 30029
هذا قياس جائر و وضع للكلم فى غير موضعه أى وضع كلمات مختلفة النوعية و الحكم مكان بعض، و المطالبة بنفس النتيجة قسرا! فأنت تساوى بين (الشرك و التثليث)! و بين (الرجس)! وهذا ليس طريق للتحاور أو للوصول إلى نتيجة وأنت الذى قلت { الرجس و الرجز هو الأمر الذي إذا وقع على الشيء أوجب ابتعاده أو الابتعاد عنه، و لذا يطلق على القاذورة لأن الإنسان يتنفر و يبتعد عنه،} فهل هذا أيضا مفهوم الشرك و حكمه؟ و نأسف لتضييع وقتكم
لم نقصد الحدة إطلاقا
رد على تعليقكم رقم 30039
الجزء الأول
المخدر الطبى أو المخدرات أو الخمر أو المسكرات أو الكلة سمى ما شئت، كلهم لهم أثر تغييب العقل فإن غيب العقل وكان له أثر نافعا كتخفيف الألم أو السماح بإجراء جراحة، كان المخدر فيه منافع للناس و إن غيب العقل و كان له أثر ضار مثل فعل قتل أو سب أو رمى محصنات كان المخدر فيه أثما كبيرا و هنا التنبيه بلزوم اجتناب هذا الأثر الضار المصنف رجسا و لا يلزم اجتناب أو تحريم المخدر أو المسكر لذاته، تخيل تحريم الكحول لأنه بشربه يذهب العقل
الجزء الثانى
قلتم { ولقد سقطت المنافع بالتحريم القطعي وبقيت الحالات الاستثنائية الاضطرارية التي ليس فيها بغي على ما فرض الله الا باذن منه واستثناء منه } من أين جاء هذا التأويل؟ فكيف تسقط منافع ذكرها الله بالتحريم القطعى!؟ أن هنا سقطتان فيما قلتم، الأولى أن تكون هناك آية تقرأ و يتعبد بها و معناها سقط فأصبح بلا لزوم! و الثانية أن تكون هناك آية تقرأ و يتعبد بها ثم يجئ تحريم قطعى يعطل معناها (أليس هذا نسخا؟)! أما كان أحرى بالله أن يرفعها من كتابه بدلا من أن تكون جملة عبثية بلا معنى أو حكم؟ و كل كلامكم هذا يتعارض مع ما تقول بالقرآن المفتوح
رد على تعليقكم 30044
لم نرى سببا لشرحكم كلمة سكارى مشكورين إلا عدم قراءتكم لمقالنا بتأنى و لذلك نعيد عليكم جزء منه
{وقناعتنا هنا إن مراد الله ليس النهى أو اجتناب الخمر أو التدرج فى تحريمها كما يروج لهذه الآية بالاستدلال بها مبتورة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى) إنما مراد الله هو تعليم المؤمن إن من أول أسس و آداب الاتصال بالله و التحضير له كان بالتأكيد على أن من يريد أن يقيم الصلة بالله أن يقيمها بعقل واعى لما يقول و ليس مغيب من سكر خمر أو غضب أو غيظ أو فرح يغيب عقله، أو سكر أى حال يكون العقل من أثره مغيب ناقص الوعى و الدليل على مراد الله هنا (حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ)} أنتهى القصد
تحية طيبة وبعد
يقول الله تعالى : والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون .أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون .
ولا أجد فيما أنزل من قبله وبين يدي سوى التوراة والإنجيل .
فهل أعتمدهما أم لا ؟ أرجوا الإجابة .
ومن ناحية أخرى أنا لم أقل أن التحريم أو الاجتباط تمنع من وقوع الفعل الآثم .( المسألة بإختصار أن التحريم شئ والاجتناب شئ آخر ) .
هدانا الله جميعا لما يحب ويرضى .
والسلام .
لا ادري بالضبط اين الخلط...
كل الموضوع كان عن الاجتناب ...
فإذا قلنا ان الشرك والتثليث اعمال من اعمال الشيطان فاجتنبوه .. اقوال .. وحياً ... الخلاصة فاجتنبوه .. والهاء تعود على الاعمال او الاقوال او الوحي..
قلي بالله عليك كيف اتجنب الاقوال والاعمال هنا واقع في الشرك والتثليث..
هذا مثل واضح...
إذا قلت لابني أن الاقوال السوقية والفحش في القول من الأعمال السيئة فتجنبها .. والهاء تعود على الاعمال بالله عليك كيف اتجنب الأعمال وكيف تكون هذه الاعمال الموصوفه مباحة... ...
دمتم بكل ود...
ومن قال أني لا اؤمن بجميع الرسالات وبجميع الكتب السماوية ... أنا اؤمن بالكتب الصحيحة / ولأن الله أخبرنا بتحريف الموجود منها الآن ، في القرآن..
وان اليهود خصوصاً يحرفون الكلم عن مواضعه... ويكتبون الكتاب بأيدهيم ثم يقولون هذا من عند الله...
فإني قط لا اومن بما تحمله ايديهم من كتب ... كيف بالله عليك اومن بكتاب يقول عن الله انه ندم على ما فعل، وان يعقوب صارع الله، خبرني بالله عليك كيف...
دمت بكل ود
تحية مباركة طيبة وبعد
موضوع التحريف المزمع عن اللتوراة والإنجيل يحتاج إلى بحث تفصيلي ، ولا يجب أن يأتي هكذا .
وموضوعنا الأساسي هو موضوع قول الزور ، وأنا قد أفضت في شرحه وهو الموضوع الأساسي ، وكما قلت سابقا أنظر إلى الواقع المعاش .
وأننا لسنا ملائكة ، والله سبحانه وتعالى حرم علينا مانستطيع الإمتناع عنه أما مسألة عدم قول الزور ( عدم الكذب ) ، فمن العسير علينا جدا أن نلتزم به دائما وأبدا فهى نسبية تقل كلما إرتقى الإنسان بأخلاقة .
لذا جاء الاجتناب ولم يأتي التحريم .
وأشكرك ثانية على مثابرتك للحق .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخى أسامة عندى لكم أقتراح جميل و مفيد لنا و للمتابعين، ما رأيكم لو نتبادل الأدوار، فتقوموا انتم يشرح المفهوم من الآية و نقوم نحن بالتعقيب
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ...(219) البقرة}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنْصَابُ وَالأزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91) المائدة}
------------------------------------
قلتم {والله يقول" فمن اضطر" ولقد حلل أكل الميتة في حال المجاعة مثلا} الله فى الآية لم يحلل المحرم و لكن يستثنى فاعله من الأثم إن كان غير باغ و لا عاد (فلزم التنويه)
تحية طيبة وبعد
رغم أن فهمي لمقولته على خلاف ما هو شائع ، إلا أني أود القول :
لديك كل الحق فيما قلت : فما زلنا عاجزين عن أن نرتفع بالقرآن ليكون مفهوما لنا دون إختلاف .
ولكن مازال الكفاح الجهاد مسترا " وهذا عزائي " ، والنتائج على الله سبحانه وتعالى وحده ، وأعتقد حين نستحق ذلك .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسعد الله اوقاتك ولك مني تحية كبيرة
لم اشأ ان اتطرء للتعليقات فتعليقك كافي ووآفي واردت بعد اذنك ان اعطي مثل واتطرأ لآية مهمة تشد ازر الحق الذي اخرج
قرصة العقرب والثعبان تقتل ولكن اعظم الادوية تخرج منهما
لم يحرم الله الخمر المطعم كّذلك فأن الاية تفصل تماما
قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
والخمر يطعم وليس محرم اذا علمنا كيف نستعمله ونستفيد منه فمعظم الاطباء ينصحون بأنواع من المشروبات الكحولية بشكل قليل ويشيدون في منافعها صدق الله العظيم
كما اذكر بالاية التالية
لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
يلزمناان نعلم ان من بين الخمر والانصاب والازلام هو الخمر الذي يطعم اذا ماعلينا الا ان لا نكون وصلنا لمرحلة قطع الصلة بخالقنا لاننا بذلك سنتبع اعمال من ينتظرنا ان نضل ونفقد احساسنا ليبدأ عمله وهو الشيطان المترصد لنا
علينا اذا إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ لاحظوا التكرار لكي لاننسى ترقب الشيطان لنا
واخيرا هناك بشر ممن لن يسمعوا كلام الله ولولم ينبهنا الله من الخمر لأتخذوه بدل القهوة وهم
الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
اذا المؤمنون الذين يعلمون حدود الله يعلمون كيف يأخذوا منفعة الخمر
واشبه الاجتناب تماما مثل لائحات الكهرباء حيث يكتب عليها لاتقترب خطر الموت ولكن عندما يأتي الخبير الذي يعلم كيف يجلب المنفعة والاصلاح فأنه يقترب منها ويلمسها
بأنتظار الجديد منك استاذ مصطفى والسلام عليكم
أننى أتراجع عن أى قول لى هنا قبل ذلك فى خصوص الخمر .. وأستغفر ربى .. وأوافق على القول التالى مائة بالمائة .. وهذا كان يدور بخلدى بعمق طوال الاسبوع الماضى .. ويشهد صديقى نهرو طنطاوى على ذلك ( المقصد يشهد على تراجعى قبلكم ) ..
{ يلزمناان نعلم ان من بين الخمر والانصاب والازلام هو الخمر الذي يطعم اذا ماعلينا الا ان لا نكون وصلنا لمرحلة قطع الصلة بخالقنا لاننا بذلك سنتبع اعمال من ينتظرنا ان نضل ونفقد احساسنا ليبدأ عمله وهو الشيطان المترصد لنا }
ولكن الحق الذى لابد ان أن اقوله .. أننى لا اقربها إلا لشيئا واحد .. لأننى لو قربيتها فابلمؤكد انه سيحدث فيها مرة ولن أتوقف .. وسأصل إلى مرحله اللا وعى .. أى لن أعى ما أقول .. وهنا الشيطان صدنى عن ذكر الله لأننى فى هذة الحاله منهيا عن الصلاة بامر ربى .. ويا فرحتى ساعتها .. او بالأصح .. يا خيبتى القوية .. فأنى أصبحت من الأثمين .. وسأتذكر قول ربى .. ألم يقل لى إنتهى بالتى هى أحسن ( هل أنتم منتهون ) .. أنا ربك وأعلم اللى حايحصل لك .. أدينى ما سمعتش الكلام .. وإتجرجرت وانا عامل فيها طرازان .. وهذا ما حذرنى منه تعالى بالنص الحرفى .. إجتنبها .. وانت عملت فيها فله وبرم يا شريف.. ووقعت .. ربى فهمت مقصد سبحانك تماما من "أجتنبوا "... وسبحانك أننى ألأن بأجتنب ولا اقترب حتى (((( بالنسبة لنفسى )))) .. ليه ؟؟ .. ما اصلى أنا عرفت كويس قوى قوى اللى حايحصلى .. وإكتشفت أننى لست بطرازان . وتبت زى ابونا أدم بالضبط .. .. وليس لى شأن بغيرى حتى ولو مابيحصلوش ( لآنه مثلا بطل العالم فى عدم "الحصلان" .. أو مثلا بيقدر يتحكم فى ذاته طوال عمره فى مقدار ما يشربة من خمر لعدم الوصول إلى مرحله اللاوعى .. ومن ثم لا يصبح عليه إثم بتاتا البته ) .. لأن أنا ببساطة .. بيحصلى .. يا سلام لو كان ابونا ادم سمع الكلام وعرف إمكانياته من قبلها ولم يقترب من الشجرة .. اهو كل حى بياخذ نصيبه .. وأحنا ولاد أدم ..
بصراحة كنت زمان أحب شرب القليل من البيرة .. وخاصة مع العشاء في الخارج .. ولم أصل ابدا من تلك الكمية البسيطة الي أي درجة من السكر .. ولكن أحساس لطيف بالانتعاش ... والبيرة كما هو معروف تدر البول وتفيد الجهاز البولي .. ولكنني قررت أن أجتنبها علي اعتبار أنها حراك منذ مدة طويلة .. رغم ما كنت أحس من فوائدها ..
فما هو رأيك يا استاذ مصطفي .. أتمني إجابة واضحة .. وليس التورية مما في المقال
المقال مقال بحثى لفهم الآية و ليس فيه تورية حيث أننى لا أبحث حالات و لا أقيم درجات انتعاش و لاسكر يغيب عقل و لا أدعو إلى شرب خمر و سوف أجيبك إلى سؤالك ولكن بعد أن أعيد المقصود من المقال و غيره من المقالات الذى أتضح لى من ردود الكثير على هذا المقال و غيره من المقالات أنهم لا يقرئون بتأنى و لا يحاولون فهم المقصود منها مع العلم أننى أعيد المقدمة فى كل مقال، و أضيف عليه فى كل مقال جزء من المنهج الذى أنتهجه فى فهم كلام الله بعقل و بدون أى تأثير من التراث المتوارث الذى يزعم الكثير أنهم تخلصوا منه وهم مازالوا يرزحون تحت وطئته بلا وعى منهم. فقد قلنا:
{دعوة للتفكر
إن اللاحق فى هذا البحث هو دعوة للتفكير و التفكر و العقل و التدبر لما هو وارد إلينا و مشهور لدينا بالنقل سواء كنا من العامة أو من الخاصة من فقه و تفسير و أثر - وهو بالضرورة ليس كل ما قيل - نأخذه مأخذ المسلمات و نقدسه و نلحقه بالشارع سبحانه و تعالى و نجزم و نروع الناس أن هذا مراده.
تم اختيارى لموضوع مشهور فى العقيدة و الفقه قد يكون صادما لأغلب الناس و ذلك عن عمد، ليكون مثالا لعموم الحال و ليس لخصوص الموضوع.
ونستشهد لهذه الدعوة بالآيات التالية بوجوب إعمال العقل وعدم القصر على النقل غير العاقل و التشبث به.
إن استعمال لله فى قرآنه كلمات و ألفاظ مختلفة المعانى تدور فى دائرة معينة تتسع و تضيق كالتحريم و النهى و الاجتناب و البعد و عدم القرب و ذلك من مقام المنع إلى مقام التحذير - للأعمال و للأفعال التى إن تمت و إن وقعت وإن تحققت تكون إثما - يجب علينا استقبالها و فهمها حسب دلالاتها، فإذا التفتنا عن دلالاتها المختلفة أو أجملنا فى معناها أو سوينا بين البعض منها عن جهل أو تقية للمؤمنين، كان هذا اعتراف منا بعدم ضرورة اختلاف مقصدها و بالتالى انتفاء غرض تنوعها فى سياق الذكر الإلهى.
هل يعقل تحريم عين الوسيلة؟ أم المعقول هو اجتناب الإثم المحتمل من استعمالها؟
الوسائل بالضرورة تكون صالحة لأن تنتج أثر نفع أو أثر ضرر، و بحسب استعمالها ينتج الأثر و يتصف بصفة النافع أو الضار، و علينا عند استعمالها تجنب الوقوع فى الحيز المحظور فيها الذى ينتج الأثر الضار منها و خصوصا إن كان الله نبهنا لذلك.
بل وخلطوا أيضا بين استعمال الوسيلة و الأثر الناتج عن استعمالها، فنتج عن ذلك تحريم استعمال الوسيلة (و نأخذ هنا مثال عين الخمر) و نسوا أو تناسوا أن ذلك يجرنا و يجرهم إلى تحريم استعمال أى عين وسيلة لها أثر نافع و ضار، و ما من عين وسيلة إلا كذلك.
للإجابة على ما قد يثار فى ذهن المتلقى خلال رحلته القليلة معنا والتى نأمل أن تحفز لدية الكثير و تجعله من العاملين بالعقل و ليس من أهل النقل أو أسير تراث و هذا هو مرادنا و لا نشاء غيره و لا نملك أن ندعى أن هذا هو نهاية الفهم أو القول.
وعلى كل قارئ أن يصل بنفسه لقناعة تعينه فى فهم الرسالة الإلهية و تساعده فى حركته فى الحياة التى هى معبر لحياة أخرى، و الله المستعان}
لقد لخصت المقصود من المقال، لكم ولمن لم يقرأ بتمعن
أخيرا و للإجابة على سؤالكم أعود لسبب امتناعكم عن شرب البيرة فقد قلتم { ولكنني قررت أن أجتنبها علي اعتبار أنها حراك منذ مدة طويلة .. رغم ما كنت أحس من فوائدها} (طبعا المقصود حرام بدلا من حراك) أنت بذلك اخترت و اتبعت ما اخترت فإقراء المقال مرة أخرى بروية و تأنى و أعد اختيارك، فأنا لا أفتيك و إنما أنا أعينك بما فهمته أنا و أنت عليك الاختيار.
و أقترح عليك كتابة نتيجة اختيارك و أسبابها و أنا أتوقع أنها سوف تكون مقال مفيد للكل و نأسف على التطويل
بصراحة أنني لا أتفق مع ما تريد قوله في المقال ..ولهذا كان السؤال ..
ورأيي أن الامر بالاجتناب هو موازي للتحريم .. ولا يصح قياس ماهو معنوي علي ما هو مادي .. وماهو طبي علي ماهو للاستعمال الشخصي .. سواء في المخدرات او الخمر ..
فالمخدر يستعمل طبيا وهذا ليس له أي علاقة باستعماله للمزاج .. والحشيش مثلا قد لا يكون له اضرار مباشرة شديدة .. ولكن له ضرر غير مباشر فظيع وهو اضعاف الارادة لاستعمال مخدرات في منتهي الضرر .. والمورفين مثلا اذا تم استعماله اثناء الالم مثل بعد العمليات فهو لايسبب ادمانا . ولكن اذا استعمل في عدم وجود الم حقيقي يؤدي الي توقف افراز الاندورفين الطبيعي وبالتالي الي الادمان ..
والكحول المادة الفعاله في الخمر توجد في الكثير من الادوية ولايمكن أن نقول عن هذه الادوية حرام او يجب اجتنابها ..
ولكن ماذهبت له في مقالك سيكون مدخلا لاستعمال الخمر لعينه والمخدرات لعينها وليس فقط عندما يكون لها ضرورة طبية ..
الخمر لعينه حرام مثل المخدرات .. قليله مثل كثيره .. ولكن عندما تستعمل المواد الفعالة في الخمر او المخدرات لاسباب طبية يقررها متخصص فهذا أمر ليس له علاقة بالدين ولكن بالعلم .. وليس للدين ولارجال الدين علاقة بالامر .. ومن يتحمل مسؤولية القرار قانونا في الدنيا و أمام الله في الآخرة هو هنا هو الطبيب المعالج ..
(كده الصراحة حلوة) فما كان هناك داعى للأسئلة الاختبارية، و بما وصلت إليه من توازى كلمتى الاجتناب و التحريم يكون عليك أن تشرح لنا معنى التوازى للكلمات فى اللغة، و كذلك يكون عليك شرح تصورك عن لماذا أختار الله كلمة اجتناب فى الآية و لم يستعمل كلمة تحريم حيث أنهما متوازيتين؟ حنى تتم الفائدة
(إضافة)
و بالمناسبة انت فى ردك تكلمت بمفهوم الاجتناب دون أن تدرى
و بالمناسبة أليس بالعلم نفرق بين النافع و الضار لنجتنبه!، أليس بالعلم نفهم الدين و القرآن! و لا أظن أن أحد منا منتظر ردا من "رجال دين" ليتبعهم
هذا التداخل من جانبى لا ينسخ أبدا التساؤل القائم الموجهه إليكم .. وأنتم مطالبون أمام الجميع بالأجابة عليه أدبيا ( وأقصد التساؤل القائم وليس سؤالى الجديد ) .. إحتراما للكلمة .. واحتراما للجدال الدائر فى الدين ..
أما عن تداخلى أنا .. فهو .. لأضافه سؤال جديد منى .. قد يعينكم على الآجابة السليمة ..
وأرجو عدم الأجابة على سؤالى .. إلا بتعليق منفصل .. ويكون بعد .. وأكرر .. ويكون بعد .. الأجابة منكم على السؤال القائم الموجهه إليكم ..
قلتم التالى :
{ الخمر لعينه حرام مثل المخدرات .. قليله مثل كثيره }
من أين لكم ب (( لعينه )) ؟؟ .. ومن أين لكم ب (( حرام )) ؟؟ .. ومن أين لكم ب ( قليله مثل كثيره ) ؟؟ .. أهو من أقوال السلف؟؟ .. أم من القرآن ؟؟ .. وأين الآيات القرآنية المُحكمات الدالات على ذلك ؟؟ .. مع الشرح الواضح للنص القرآنى وليس الظنى ..
أما لماذا سؤالى لكم ؟؟ .. فى الحقيقة .. أننى كنت مثلكم تماما .. عقلى متأثرا بما قاله السلف .. وحررت عقلى .. وأستغفرت ربى ..
ملحوظة :
المفتاح للأجابة منى لك هو : كيف وصلتم إلى قولكم (( الخمر مثل المخدارت )) .. وهذا لم يأتى مباشرة من النص القرآنى ولا حتى من أقوال السلف ؟؟.. ستقول بالعقل من مضمون النص القرآنى .. سأرد .. أيتها نص قرآنى ؟؟ .. ولا تنسوا .. شريف صادق هو الذى أتى بمفهوم سكارى من النص القرآنى بالعقل وليس بالنقل .. وماذا يعنى فى النص القرآنى ولم يعارضه أحدا للأن أو يفند قوله .. بل من تداخل عليه فهو أيد فقط .. وزاد شريف أيضا .. أن دوار البحر .. وضربة الشمس .. وغيره .. وغيره .. تجعل من المرء سكيرا .. أو أى شيئا سيتم إكتشافه فى .. ا ل م س ت ق ب ل ... ( أو إختراعة فى المستقبل إن كان من المواد ) .. لان القرآن لكل صالح زمااااااااااااان .. وليس لزمن السلف .. أو زمننا فقط .. لقوله تعالى { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا } .. والمخاطبون هنا .. هم البشر من أول من هم عاصروا عصر سيدنا محمدا (ص) إلى قيام الساعة .. وهذه الآية تنسف نسفا منسوفا منسفا القول (( إتباع السلف فى تفسيراتهم )) .. أو القول (( النقل وليس العقل )) .. المطلوب هو التعمق بالعقل فى النص القرآنى لأخر مدى .. للوصول لحقيقة ما أمر به تعالى ..
تحياتى لكم .. وبأنتظار أجابتكم على سؤالى .. بعد .. أكرر .. بعد .. الأجابة على السؤال القائم لكم ..
قالها الاستاذ اسامة في مقاله ردا علي هذا المقال .. وأؤيده تماما ...
ولن أدخل في جدل .. فكلنا يعرف ماهو حرام وماهو خطأ ..وما هو حلال .. من المباديء العامة للقرآن .. حتي لو حاولنا ان نفلسف الامور ..
إقتباس :
ولن أدخل في جدل
تعلم .. لا شورى بين المسلمين إلا بالجدال يا من تسمح لنفسك بالكتابه هنا !!! .. ولا تعلم معنى كلمة جدال !!!..
ويبدو أنك تعتقد أن كلمة جدال ==== عندكم مفهومها ===> شيئا مكروها لا سمح الله !! .. أو تعتقد أنها كلمة أبيحة أيضا لا سمح الله !! ..
الجدال نوعيين :
جدال حسن : وهذا شرعا مطلوبا لاى ذاهب لذهاب .. طالما أتى من عارضه بالحجة والبرهان من الكتاب المنير ..
والجدال السقيم : الذى ليس مصاحبا ببراهين من الكتاب المنير .. سواء للذاهب نفسه .. أو لمن يعارض ذهاب الذاهب .. والذى هو على طريقة إضرب وإجرى ..
والجدال بلسان القرآن ====> حوار ..
الخلاصة :
طالما لا تريد أن تدخل فى جدال .. إقرأ هنا فقط فى الدين لغيرك كمتابعا .. ولا تذهب لآى ذهاب دينى كما فعلت .. وصلت ؟؟
إنتهى ..
1 - قال عمرو ..{ فليفهم كل منا القرآن كما يريد و يعبر عن فهمه بهدوء ...} ..
2- وقال تعالى { ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير} .. الحج 8.
نحن مبدئيا فى مجلس ذكر وليس غيره لأن الموقع أسمه "آهل القرآن" .. إذن فالحكم بيننا كتاب الذكر الحكيم سواء رضيت أم أبيت .. وانت تختار بند1 .. وانا اختار بند 2..
أما اظرف شيئا قرآته لكم على الأطلاق هو التالى :
{ ثم نترك الحكم بعد ذلك لله و نستبق الخيرات .. } ..
أنا أخر واحد فى الكون يقال له هذا .. لأنى ببساطة قوووووى .. متزوج كتابيه يا عمرو باشا ..
تعرف لو هذا الموقع هذا لا يتعلق بالدين .. كنت رآيت الوجه الاخر لشريف صادق عندما لا نتكلم فى الدين .. لو ساعتها عايز تقول اللى تقوله خارج الدين .. حأقولك انت يا عموره صح 100% والكفته أحلى من المهلبية .. وأنت ميت فل واربعتاشر .. وزى ما بتقول .. بوركينا فاسوا حاتحتل أمريكا .. ووادى الدوم حايكسب بنفيكا .. صح كلامك .. وهم اللى وحشين وغلط ومش مصدقينك .. انا مش أديتك نمرتى يا راجل وقلتلك كلمنى لما تيجى مصر .. وقلتلى ماشى .. خلاص .. لوم نفسك ..
عمورة يا حبيبى .. انا عائلة مراتى كلهم مسيحيين .. ولى أصدقاء كثير ملحدين .. ولكن .. ولكن .. لا نتحدث معا ابدا فى الدين ..
كما هو حق لي تماما ان اذهب اي ذهاب واعبر عنه ..
سورى قووووى .. ما تعديش من عندى ابدا ولو على رقبتى .. ذهاب الدين لابد له من البرهان من الكتاب المنير .. إذهب أى ذهاب فى غير الدين انت حر .. اما الدين فأبدا .. هات البرهان من الكتاب المنير .. هذا لو انت قلت لى انك مُسلم .. أما لو قلت لى غير كدا ..وبرضلك عايز تتجادل فى الدين الاسلامى بدون برهان .. حأجادلك بالحسنى قوووى .. وحاقولك ع إذنك خمسة يا عموره .. مشوار صغير .. ومش حاتشوف وشى تانى ..
سلام يا صاحبى ..
سلام اللــه عليكم، أخى العزيز مقالة ممتازة ومجهود كبير وطريقة العرض المنهجى ممتازة وكذلك أسلوب العرض وإستخدام الأدلة القرءآنية تعتبر-فى رايى الشخصى أنها أنجح طريقة لتقديم أى بحث بصرف النظر عن النتائج. أوافقكم على ما جاء فى هذا المقال ولى سؤالين إذا سمحتم لى:
1- ما مفهوم الآية التى ذكرتها سيادتكم من سورة الحجر " لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15) الحجر} لقد أدمجت هذه الآية مع مدلول الذى يُذهب ويُعطل عمل العقل، فما هو معنى كلمة سُكِّرَتْ فى هذه الآية.
2- هل لديكم أى بحث أو مقال يكمل هذا المقال القيم يتكلم عن: "....ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187)البقرة
".... ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229)
بارك اللــه فيك أخى العزيز وأرجو أن تُزيد من مثل هذه المقالات التى تحث على التدبر والتأنى والسلام عايكم
أشكر إطلالتك علينا و شد أذرنا و إجابة إلى سؤاليك
1- { وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ (15) الحجر} فإننا قلنا فى السكر ما يلى {وفى رأينا أيضا إن السكر هو حالة من حالات تغييب أو تعطيل الوظيفة لعضو فى الإنسان (العقل)، تنتج عن مؤثرات شتى و تؤثر فيه، و تكون ذات شواهد تفصح عن تلك الحالة أو تمثلها} و تفصيلا لذلك نقول أن الوصف القرآنى لسكر الأبصار له فهمين يؤديا إلى نفس النتيجة و هى أن العقل يغيب عنه فهم ما تبصره العين.
الفهم الأول : تشبيه سكر الأبصار بالسحر، و السحر هو نوع من تصور و إبصار الوهم، و ذلك يغيب العقل عن الحضور الحقيقى الواعى بما حوله.
الفهم الثانى: سكر الأبصار هو حالة تؤثر على الصورة المنقولة من البصر إلى العقل (نتيجة اختلاف البيئة التى عرج إليها سواء كانت فسيولوجية تؤثر على سلامة البصر أو رؤية مرئيات لا يستطيع العقل إدراكها) فيغيب العقل عن فهم و إدراك الصورة الحقيقية.
والله أعلم.
2- لعلمكم الشخصى أنا لا أبداء أى بحث أو مقال إلا عندما يصطدم عقلى بمسَلّمةٍ من المسلمات الدينية الشائعة بل و قد تكون مقدسة و لكنها لم تملك الحجية و التوثيق للمرور خلال عقلى لتصبح مستقرة فى وجدانى، هنا فقط أبدأ محاولة البحث بلا علم أو إيمان لما سوف أنتهى إليه، ففى رأيى و منهجى (أنه لا يجب الإيمان بالشيء أولا ثم نقوم بالعمل لإثبات صحته أو تبريره) و لكن أعدك بالبحث فيما سألت (و أشكرك لثقتك) و خصوصا أن هناك خلط كبير (من وجهة نظرى) بين مفهوم الحدود و مفهوم العقوبات و مفهوم المحرمات، و لابد عند إذن أن نتعرض لمفهوم و معنى تعدى الحدود و عدم القرب منها.
وختاما أدعوكم لإعطاء جزء من وقتكم للتعليق على باقى مقالاتنا ولكم منا الشكر
أشكركم على حسن ظنكم بى وعلى الرد على ما طرحته على سيادتكم من أسئلة والهدف من ذلك هو إعطاء صورة واضحة تُكمل ما ذهبت إليه حتى يتمكن للقارئ أن يُتابع ما تقول ولا يضع فرصة لإقحام أى أحكام تخالف المقصود مما كتبت ولك منى كل تقدير. وكلنا فى هذا المجال نُخطئ ونصيب.
أما دعوتكم لى للمرور على مقالاتكم السابقة فهذا شرف كبير لى وقد قرأت آخر مقالة وقمت بالتعليق عليها وسوف أتابع ذلك حسب رغبتكم إن كان رأيى له فائدة واللــه أعلم.
والسلام عليكم ورحمة اللــه،
أخوك محمد صادق
يا مؤمنة بحجاب الرأس .. أدينى عقلك .. وأمشى حافية
يا مؤمن بصحة كتاب البخارى أدينى عقلك وأمشى حافى
هل تثاب بكمْ ما تقرأ من القرآن؟
الإحتكار في رمضان !!رمضان بين سطور التاريخ ( 5 )
* محاولة تحقيق ما يسمى بـ:" ا قـيام لليل" من كتاب الله *
بين متاهات الأحاديث ومتاهات الإجتهاد الحديث
دعوة للتبرع
سؤالان : السؤ ال الأول : انا محتاج مساعد تك في...
الصلاة فى السفر: يؤرقن ى أمر الصلا ة فى مواعي دها وأنا مسافر...
مفتريات : ما هى حقيقة الخلا ف فى الايت ين الاخي رتين ...
ابن عربى : بدون شك قد قرأتم تفسير القرآ ن لابن...
فوائد البنوك : أرى إن التعا مل مع البنو ك حرام كله، لأنه...
more
السلام عليكم
اخي الكريم : كل قول او فعل نهايته النار فهو محرم سواء جاء بطريق طلب الاجتناب او النهي او التحريم.. والعلة في هذا هو مخالفة لاوامر الله .
لننظر فيمن تجنب الهداية : " وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى{11} الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى{12} الاعلى, فكيف تجنبها_ الهداية _ ليصلى النار ؟
ثم لننظر فيمن تجنب النار : وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى{17} الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى{18}الليل/17 كيف تجنبها-النار- ليدخل الجنة ؟
الخلاصة : ان المسالة كما تعلمون ليست في ألفاظ وتعريفات فقط فهي إما جنة أو نار و التقوى هو المقياس , جنبنا الله وإياكم من النار .
دمتم بخير