الاجتناب .. ولآخر مرة .!!

آحمد صبحي منصور Ýí 2015-09-27


فى فتاوى كثيرة جدا أوضحت أن الأمر بإجتناب الخمر يعنى تحريمها وتحريم الاقتراب منها ، وهذا هو التغليظ فى التحريم. ثم جاء نفس التساؤل ، يقول صاحبه

 : (هل یجوز لمسلم اذا لم یجد وظیفة في الغرب ان یتخد وظیفة نادل النیذ من دون ان یاکل خمر؟ بل فقط نادل الخمر وهذة وظیفة مؤقت لرزق وثم ان شاء الله وظیفة اخري له هل یجوز برائیکم؟ ) وقلت : (  قلنا من قبل إن الأمر باجتناب الخمر يعنى تحريم مجرد الاقتراب منها بالبيع والتجارة والنقل والشرب . هناك منافع اقتصادية للخمر والميسر ، ولكن إثمهما اكبر من نفعهما ، لذا نحن مأمورون بإجتنابهما ، والاجتناب يعنى التحريم المُغلّظ ، أى  لا نقترب من الخمر ، لا نشربها ولا نحملها ولا نعمل فى تجارتها أو فى صناعتها أو نقلها أو بيعها أو شرائها . الدنيا إختيار وإختبار . وأغلبنا يسقط فى الاختبار حين يختار ما يهوى . الرزق مضمون لمن يسعى اليه . وبعض الناس يحصل عليه بالحرام والبعض يصبر ويصابر ويبحث عن عمل حلال . والله جل وعلا يرزق هذا وذاك ، ثم يأتى يوم الحساب بالثواب أو العقاب . )

وعاد السائل يقول  : ( سلام علیکم یا دکتر احمد صبحی منصور انا لیس من اهل القرآن ولکن انا اعتقد انتم من کبار علما الاسلامي وبهذا السبب اسئل منکم : بعض علماء حنفي یقولون :قال ابوحنیفة : لیس کل المسکر خمر وبعض المسکرات لیس الخمر ما هو موقفکم بما قال ابوحنیفة ؟ هل من منظر القرآن کل مسکر خمر؟ )

  ورددت عليه أقول : ( قلنا مرارا أن  قوله جل وعلا ( لا تقربوا ) و ( إجتنبوا ) تعنى تغليظ التحريم ، اى بتحريم كل ما يقرّب الى الزنا وكل ما يتصل بالخمر ، وليس مجرد تحريم الخمر فقط أو الزنا فقط . وقلنا من قبل إن هذا هو الفرق بين الاجتناب وعدم الاقتراب وبين التحريم العادى فى المحرمات فى الطعام والمحرمات فى الزواج . هنا تحريم عادى لا يعنى تحريم إمتلاك الخنزير مثلا بل تحريم مجرد الأكل من لحم الخنزير ، ولا يعنى تحريم الاقتراب من الأم ولكن فقط تحريم الزواج منها . وبالتالى فان إحتناب الخمر يعنى إجتناب شرب أى قدر منها طالما هى مسكرة ، والخمر هى ما ( يخمر ) أى يغطى العقل ، ومنه ( الخمار ) أى الذى يغطى الصدر . فكل ما يسكر هو خمر قليلا كان ام كثيرا ، ويجب الابتعاد عنه . تبقى بعض نصائح تقترب من الرجاء: أرجوكم أن تقرأوا ما سبق من مقالات ومن فتاوى حتى لا تضطرونى لاعادة ما سبق قوله. ثم : ارجو ان يتقى الله جل وعلا اولئك الذين يفتون بلا علم فيما يخص التحريم والتحليل لأنهم يضلون الناس بغير علم وسيتحملون مسئولية هذا يوم القيامة .

الكلام فى الدين شأن خطير ومسئولية كبرى ، ليس كل  شخص مؤهلا لذلك ، وليس الافتاء فى الدين كمن يتكلم فى السياسة أو فى الرياضة أو الفنّ.. ) .

بعدها جاء هذا التعليق على الفتوى فى الفيس بوك ، يقول : ( الله عز وجل حرم نكاح الاقارب من أم واخت ووو وقال عن الخمر اجتنبوه فهل أن شرب الخمر أكثر وأقوى تحريما من نكاح الاخت أو الام مثلا ؟؟ أرى أن الامر لا يستقيم هكذا ..)

 لهذا أقول للمرة الأخيرة فى موضوع إجتناب الخمر :

1 ــ الاجتناب ( فى الخمر والميسر والأنصاب والأزلام  ) هو تغليظ  ( أُفُقى ) فى التحريم ، يعنى ليس فقط تحريم الخمر والميسر ..الخ ولكن تحريم الاقتراب منها أو تحريم ما يوصل اليها ، سواء العمل فى تصنيعها أو فى تجارتها أو فى تقديمها للزبائن . وبهذا يختلف ( الاجتناب ) عن المحرّمات فى الزواج وفى الطعام . والله جل وعلا يأمر بالاحسان للوالدين وإيتاء حق ذوى القربى ، وهذا يشمل الأمهات والأخوات والعمات والخالات وبنات الأخ وبنات الأخت . لا بد من الصلة الطيبة بهن ، ولكن يحرم الزواج بواحدة منهن . من هنا لا يجوز إستعمال مصطلح ( الاجتناب ) حتى ينصبّ التحريم على الزواج فقط .  

2 ـ ( الإجتناب )  هو مرادف لمصطلح : ( عدم الاقتراب ) ، أى ( إجتنبوا ) بمعنى  ( لا تقربوا ).

والله جل وعلا يستعمل هذا وذاك فى موضوع الزنا والفواحش . يستعمل ( لا تقربوا ) يقول جل وعلا :(  وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً (32) الاسراء )، ويستعمل مصطلح الاجتناب ، يقول جل وعلا :  (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ ) (37) الشورى  )

3 ـ وشرحنا مرارا وتكرارا أن نفس المصطلحين ( لا تقربوا ) و ( إجتنبوا ) يفيد تحريم ما يوصل لهما ،  ففى تحريم الزنا يحرم الاقتراب من الزنا أيضا بالتفكير والهمس واللمس والقبلة والالتصاق وكل مقدمات الزنا . غاية ما هنالك أن الزنا نفسه من الكبائر  ، ويتدرج فى التحريم ما دونه من المقدمات حتى تُعتبر من ( اللمم ) أى من السيئات المحرمة التى ( يلمُّ ) بها كل إنسان ، فإذا إقتصر عليها  و( إجتنب ) الكبائر كالزنا نفسه غفر له رب العزة ، يقول جل وعلا : (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً (31) النساء   ).

 4 ــ هناك من الجرائم الكبرى أو الكبائر ما ليس مستعملا فيها مصطلح ( الاجتناب ) أو ( مصطلح عدم الاقتراب ). جريمة قتل الابرياء ليس مستعملا فيها ( الاجتناب وعدم الاقتراب ) حتى لا يشمل التحريم كل أنواع القتل ، فهناك قتل واجب بالشرع للقاتل قصاصا ، وهناك قتال فى سبيل الله جل وعلا ( القتال الدفاعى ) ، وحتى لا يشمل تحريم كل السلاح المستعمل فى القتل ، أى عدم الاقتراب من السكاكين والبنادق مثلا ، وهى أدوات ليست محلا للتحريم أو التحليل ، وإنما ينصب الحكم على نوعية الاستخدام . بالتالى لا يستعمل رب العزة مصطلح الاجتناب وعدم الاقتراب هنا . وهذا هو الإعجاز فى النسق القرآنى ، ونقرأ قول رب العزة جل وعلا : (  وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) الانعام  ) .

هنا :  النهى عن الاقتراب من الفواحش ، صغيرها وكبيرها (  وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ) كله حرام من مجرد التفكير الجنسى والاستمناء والعادة السرية ومشاهدة الأفلام الجنسية ( البورنو ) الى المجاهرة بالفاحشة فى بيوت الدعارة ( وبعضها مفتوح علنا بالقانون ) فى بعض بلاد المحمديين ) . وبعدها لم يقل جل وعلا ( ولا تقربوا قتل النفس ) . حتى لا يشمل التحريم كل أنواع القتل  وحتى لا يشمل تحريم كل السلاح المستعمل فى القتل .

5 ـ هناك جرائم ( مالية ) أقل من جرائم القتل مثل أكل مال اليتيم ، ولكن يأتى فيها استعمال ( لا تقربوا ) مع الاستثناء ، كقوله جل وعلا فى منع الاقتراب من مال اليتيم إلا بالتى هى ( أحسن ) : (  وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ  )(152) الانعام )( وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ) ً (34) الاسراء  )، فهناك مجالات كثيرة للإقتراب من أكل مال اليتيم ظُلما بطريق غير مباشر ، أوتكون وسيلة لذلك ، وكلها محرمة ، مثل أن يكون لليتيم أرض زراعية او حديقة ، ويمكن للوصى أن يركز على العائد المالى ، ويستفيد من أكل الثمار مثلا ،أو السمسرة فى البيع والشراء ، أو تربية حيواناته لترعى بالمجان فى أرض اليتيم ، وأنواع إستغلال كثيرة لا يمكن ضبطها ، لذا جاء التحريم بمنع الاقتراب بأى شكل من مال اليتيم  إلا أن يكون ذلك بالتى هى أحسن فى حالة الوصى الفقير الذى يأكل بالمعروف أى بمقابل ( مرتب مثلا ) تحت إشراف القضاء .

6 ـ ونعيد التذكير بأن مصطلح الاجتناب يشمل الفواحش والخمر والميسر والأنصاب والأزلام، و هى جرائم فى حد ذاتها .هناك من يقتصر فى ما يوصل الى الزنا على العادة السرية أو اللمس أو القبلات ، هى سيئات وجرائم بدون الوصول الى الزنا الكامل بمعناه المعروف، وهو من أكبر الكبائر . وأيضا فى موضوع الخمر ، هناك من لايشربها ولكن يعمل فى مجالها بالنقل والتجارة والبيع .هذا حرام بالأمر بالاجتناب .  ونفس الحال فى القمار ( الميسر ) ، هناك من يلعب ، وهذا من الكبائر ، ولكن هناك من يخدم ويساعد دون أن يشارك عمليا جالسا على مائدة القمار . هذا حرام بالأمر بالاجتناب . ونفس الحال فى الأنصاب أى الأضرحة والقبور المقدسة ، تقديسها كفر وشرك وهو من أكبر الكبائر . ولكن هناك من يحضر الموالد ـ دون تقديس للقبور ـ هذا حرام وممنوع مشاهدتها وحضور أعيادها  وموالدها وإحتفالاتها الدينية وخرافات الكرامات والمعجزات المفتراة التى تُشاع زورا وبهتانا عن تلك القبور المقدسة وتلك الأوثان . نحن مأمورون بإجتناب كل هذا الرجس  يقول جل وعلا : (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) الحج   ) . وعباد الرحمن المتقون هم الذين لا يحضرون ولا يشهدون هذا الرجس الزور ولا يجتمعون فى مكانه ، وإذا قيل لهم هذا اللغو وذاك الزور أعرضوا عنه ، يقول جل وعلا : (  وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً (72) الفرقان  ).

7 ـ ونعيد التكرار والتأكيد على الترادف بين مصطلحى : النهى ( عدم الاقتراب )و الأمر بالاجتناب ، يقول جل وعلا  :  (  وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً (32) الاسراء ) وقوله جل وعلا : ويقول جل وعلا عن المفلحين : (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ )  (32)  النجم  ) (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ ) (37) الشورى  ) فالنهى عن الاقتراب من الزنا هو نفسه الأمر بإجتناب الفواحش  ( الزنا ).

ونتوقف مع الآية الأخيرة :  (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ ) (37) الشورى  ) . وكبائر الإثم ( الخمر والميسر ) ونتذكر قوله جل وعلا عن الإثم الكبير فى الخمر والميسر : (يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ) 219)   البقرة  )  فهناك منافع إقتصادية من الخمر والميسر ، ولكن فيهما إثم كبير أكبر من تلك المنافع ، لذلك أمر الله جل وعلا بإجتناب كبائر الإثم والفواحش صغيرها وكبيرها وما فيهما من منافع اقصادية  .

8 ـ والاجتناب لا يعنى التدمير ، بل مجرد الإعراض القلبى المعنوى والمادى بعدم الحضور والشهود والزيارة . يقول جل وعلا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90)  المائدة ) هنا وصف للخمر والميسر و( الأنصاب ) أى الأضرحة أو القبور المقدسة ومنتحلى العلم بالغيب بأنه كله معا ( رجس من عمل الشيطان ) . والأمر بإجتنابه يعنى تحريم الاقتراب منه بأى طريقة ، والأمر بإجتنابه لا يعنى التدمير والإزالة .

ليس فى الاسلام تدمير للاوثان والقبور المقدسة أو مُصادرة للخرافات والمفتريات عن علم البشر للغيب ( الأزلام ) والأحاديث الضالة ، بل يسمح رب العزة بوجودها ، يقول جل وعلا : (  وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) الانعام ) لوشاء رب العزة ما فعلوه ، ولكنه جل وعلا شاء أن يتركهم أحرارا فى الطاعة أو المعصية ، وشاء لهم أن ينسخوا أى أن يكتبوا ويدونوا هذا الإفك بينما يحفظ كتابه القرآن الكريم حُجة عليهم ، يقول جل وعلا عن جهود أتباع الشيطان فى إستمرار تدوين كتب الضلال الى نهاية العالم : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (54) وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55)  الحج ). والآن يتم طبع ونشر كتب الضلال فى الأديان الأرضية من مسيحية وسنية وشيعية وصوفية ، وفى بعضها التهجم على الحق القرآنى ، والله جل وعلا تركهم يلحدون فى آياته وحذّرهم مقدما بما ينتظرهم يوم القيامة فقال جل وعلا : (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40)  فصلت ) هذا بينما أمر رب العزة جل وعلا بإجتناب هذا الافتراء وتلك الخرافات وبالابتعاد عنها ، فى القلب وفى العقل .

 الشيطان وأولياؤه هم الذين يذيعون وينشرون أساطير عن قدرة الولى المدفون والذى تحول فعلا الى تراب ، بل قد لا يكون أصلا مدفون تحت التراب ، ولكن تتكفل الروايات والدعاية الشيطانية بجعل الناس يتبركون ويتوسلون بالقبر فى عبادة صريحة للأحجار والخشب والزجاج والستائر .!!. هذه المواد مستعملة فى كل المساكن من البيوت والمدارس والمستشفيات ودورات المياه والكنائس ، ولكن أكسبتها الأساطير تأليها حين يتكون منها قبر مقدس للحسين أو النبى أو الشافعى أو السيد البدوى أو السيدة زينب . لا عيب فى مواد البناء هذه ، العيب فى العقول التى تقدسها . ولو تم تدمير هذه الأبنية وظل الاعتقاد الشيطانى سائدا لأقيمت آلاف الأضرحة . إذن الحل فى الاجتناب وفى توضيح الحق القرآنى ، وهو أنها رجس من عمل الشيطان . فالاجتناب تغليظ فى التحريم ولكنه لا يعنى التدمير ، بل مجرد الإعراض القلبى المعنوى والمادى بعدم الحضور والشهود والزيارة .

اجمالي القراءات 10267

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5123
اجمالي القراءات : 57,058,625
تعليقات له : 5,452
تعليقات عليه : 14,828
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي