شريف هادي Ýí 2008-01-25
قال تعالى " وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله انه هو السميع العليم" الأنفال 61
السلام هو أمر الله الذي يجب أن نطيعه وهو حلم الأجيال المتعاقبة من أجل الاستقرار والعيش في سلام الذي هو الطريق الوحيد للتنمية والتطور من أجل مستقبل أفضل للجميع ، كل هذا كلام جميل ولكن لكي يحدث السلام يجب أن يكون السلام هو القرار الاستراتيجي والمصيري للطرفين المعنيين بالسلام ، لماذا؟
لأن السلام يعني أن كل من الطرفين لديه ما يقدمه ولديه ما يمكنه التنازàل عنه للطرف الآخر ، كل منهم يسعى للآخر حتى يلتقيا في منتصف الطريق ، الشرط الأساسي أن يقبل كل طرف ما تنازل به الطرف الآخر ، أن يكون ما يتنازل به كل طرف حقيقي وواقعي ليست مجموعة من الأحلام أو الأماني ، فإذا نظرنا للوضع بين العرب وإسرائيل ، وطبقنا المعيار السابق فماذا سنرى؟
إسرائيل:
1- لديها جيش قوي ومدرب تدريب عالي ومسلح على أفضل وأعلى مستوى.
2- لديها أسلحة دمار شامل وغير شامل من كل الأنواع.
3- لديها دعم دولي غير محدود وأموال لا حصر لها حتى أموال العرب وبترولهم وغازهم تحت أمرها وقيد تصرفها .
4- لديهم جميع وسائل الأعلام تحت تصرفهم تظهرهم على أنهم متحضرين ومدنيين
5- لديها الأرض تتصرف فيها كيف تشاء.
6- لديهم ديمقراطية وأحزاب وحياة نيابية سليمة.
العرب:
1- لديهم أنظمة ديكتاتورية تشتري الأسلحة لتخويف شعوبها.
2- محظور عليهم شراء الأسلحة إلا بالقدر الذي تسمح به أمريكا وإسرائيل نفسها.
3- لا يتمتعون بأي دعم دولي والدعاية ضدهم قوية تظهرهم كإرهابيين.
4- ليس لديهم أي وحدة حقيقية أو تفاهم ولكنهم غثاء كغثاء السيل (وهو أفضل تعبير يمكن أن يطلق عليهم).
5- الفلسطينيون أنفسهم داخل فلسطين منقسمين على أنفسهم ويتحاربون وليس لديهم أي سيطرة حقيقية على أرضهم ، التي تدخلها إسرائيل في أي وقت تشاء.
6- مع كل مجزرة أو حصار وتجويع للشعب الفلسطيني لا تجد للعرب أي وزن أو كلمة مسموعة ولكنهم كما يقول المثل المصري (ودن من طين وودن من عجين).
7- سياسة الكيل بمكيالين هي السياسة المتفق عليها عالميا في التعامل مع القضية الفلسطينية.
إذا فإسرائيل لديها ما يمكنها التنازل عنه من أجل السلام ، ولكن العرب ليس لديهم ما يقدموه من أجل هذا السلام المزعوم ، والسؤال لماذا إذا تتنازل إسرائيل عن الأرض وتضحي بحلمها أو حلم متعصبيها من الصهاينة وهم أصحاب الصوت العالي من أجل السلام مع العرب؟ والذين ليس لديهم ما يقدموه فقد خسروا كل شيء ولم يعد لديهم شيء ، فلو كنت مثلا رئيسا لوزراء إسرائيل فلن أوافق على أي سلام مقابل أي تضحية مهما كانت بسيطة وكل ما أقبلة هو استسلام من العرب غير مشروط ويحمدون الله أني سأتركهم يعيشون ، ولو فعلت غير ذلك يحق لمواطني بلدي أن يقدموني للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى لدولة إسرائيل.
إذا فما العمل؟
البعض من أصحاب النوايا الحسنة والسذج والكثير من المغرضين والذين في قلوبهم مرض يقولون ، علينا أن ننبذ كل أشكال العنف وأن نتوجه لطاولة المفاوضات حتى نأخذ الحق المشروع للشعب الفلسطيني تحت الحماية الدولية ، وهم يظنون أن المجتمع الدولي سيتعاطف معهم ويحترمهم على نبذهم للعنف وتركهم للسلاح وسيقف بجانبهم حتى ينالوا حقوقهم ويحصلون على سلام شريف مع إسرائيل ، وأقول لهم هيهات فالتاريخ يحكي أنه لا سلام مع الضعفاء ولكن تسليم واستسلام ، كما أن العالم قد يتعاطف مع الضعيف ولكنه أبدا لا يحترم إلا القوي.
كما أن البعض من أصحاب النوايا الطيبة ومعهم الكثير من الدمويين وأصحاب الأغراض الدنيئة يظنون أن الحل في قتل كل إسرائيلي يمكن قتله وكل غربي بل وكل أجنبي طالما أن العالم يقف مع إسرائيل لا فرق بين مدني وعسكري ولا فرق بين طفل وكهل أو رجل وامرأة لا أمان للجميع حتى نسترد حقوقنا المسلوبة ، ولكن أقول لهم أيضا أن التاريخ يحكي أن قتل الأبرياء دون تمييز لم يكن وسيلة لاسترداد حق سليب أو ضائع ، ولكن هذه الطريقة من تفجير حافلات وخطف طائرات واغتيال مدنيين لن تجلب إلا الدمار على أصحابها وسيلفظهم العالم ويصبحوا معزولين بدون أي صديق أو نصير فليس لهم نصرا ولا أرضا ولا شيء.
ولكن الحقيقة يجب أن يتكاتف أبناء فلسطين والشرفاء من العرب وأن يظهروا قوة رادعة في وجه الآلة العسكرية الإسرائيلية ، فالحجارة التي كان يلقيها أطفال الانتفاضة على جنود إسرائيل كان وقعها أقوى من هدير الدبابات وأزيز الطائرات ولكن للأسف استفاد بها السفلة والخونة من أمثال الدحلان ورجوب ، بارك الله في صواريخ القسام ولكن يجب ألا تلقى على المستوطنات بل يجب أن تلقى على الوحدات العسكرية وتجمعات جنود جيش الاحتلال ، رحم الله الاستشهاديين ولكن يجب ألا يموتون في حافلة نقل عام ، ولكن من الأولى أن يموتوا في أحضان الجنود الصهاينة على أرض معركة أو في وحداتهم العسكرية.
من لم يستطيع أن يقدم روحة أو يطلق طلقة قد يقبل منه رأيا حكيما أو مشورة ومن لم يستطع فليبذل ماله فإن لم يجد نقبل منه الدعاء بالنصر والمساندة بالقول والفعل وبذلك نمتثل لقوله تعالى " واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وانتم لا تظلمون" الأنفال 60
وعندها فقط ستعرف إسرائيل أن لدينا ما نقدمه ، فوقف إطلاق النار يكون مشروطا بوقف العدوان الإسرائيلي ، وإلقاء السلاح يكون مشروطا بسلام الأقوياء الذي تضحي فيه إسرائيل بالأرض مقابل أمنها وأمانها
وكلمتي للفلسطينيين أنه طالما تم شق الصف الفلسطيني وتنازعت حماس وفتح فلا نصر ولا سلام ، يجب رأب الصدع الذي حدث في البيت الفلسطيني أولا ، ولفظ الخونة والعملاء ثانيا ، والاستمرار في الانتفاضة مع توجيهها ضد جيش العدوان ثالثا ، وعندها فقط سيكون هناك أمل في غدا أفضل ، قلوبنا معكم في محنتكم مهما تجاسر علينا الحكام الخونة لنترككم وشأنكم ، وعيوننا تبكي دما على إخواننا المحاصرون حتى بات الطعام الذي نأكله مرا ونحن نعلم أنكم لا تأكلون ، وبات النور ظلاما أحلك عتمة من الظلام المفروض عليكم ، أنتم محاصرون بجيوش الاحتلال ونحن محاصرون بتأنيب ضمائرنا على تقاعسنا عن نصرتكم.
أخي ومعلمي الدكتور أحمد صبحي منصور ، معذرة ... تعلم كم أحبك وأحترمك ولكن اسمح لي أن أخالفك هذه المرة ، التصرف بعقلانية مع دولة إسرائيل لن يجدي ولن يحترمونا أو يقبلوا سلاما معنا ونحن ضعفاء ، يجب إعداد القوة وإظهارها وتوجيهها ، وليقضي الله أمرا كان مفعولا.
قال تعالى" أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون" الأنعام 122
شريف هادي
ومن هنا لا يمكن ان تأتى برأى تاريخى قاطع أو أن تحكم بالصدق اليقينى على أى حادثة تاريخية ، والمخرج هنا يكون بالحقيقة النسبية التى تحتمل الصدق و الكذب ، فهذه الحادثة صادقة بنسبة كذا ، بعضها صادق والآخر كاذب ، ونسبة الصدق كذا فى راى فلان وأقل من هذا أو أكثر فى نظر فلان ، ولا يمكن أن نعرف الحق المطلق لما حدث إلا يوم القيامة عندما نرى كتاب الأعمال الفردى و الجماعى حين يصدر الناس أشتاتا (ليروا أعمالهم )/ والى أن يأتى هذا الموعد فاحكامنا نسبية ، ويجب هكذا ـ ان تكون.
وما ينطبق على التاريخ الماضى ينطبق على التاريخ الحالى الراهن أو ما يعرف بالأحوال السياسية التى ستصبح ـ غدا ـ تاريخا ماضيا. فمع اننا نعاصر الحدث أو نتصور أننا عالمون ببواطن الأمورفان هذا ليس صحيحا ، فمصانع الأحداث السياسية تعمل فى صمت و تتعامل مع بعضها فى كتمان ، وما يظهر عنها من أخبار قد يكون صحيحا وقد يكون للتمويه. أى هو نفس الموقف من احداث التاريخ الماضى ،أى أننا نرى جزءا من الحقيقة ، ويرى غيرنا جزءا آخر منها أو يرى شيئا مختلفا ..
وهذا هو الجزء الأول من المشكلة وهو الحصول على المعلومة( أو الحادثة السياسية او التاريخية )، والنسبية فى معرفتها ووقوعها فى دائرة الظن و الشك .. ثم إذا جئنا للجزءالآخر من المشكلة وهو التقييم القائم على تلك المعلومة أو ذلك الخبر او الحادثة فان هذا التقييم القائم على معلومة نسبية لا بد أن يكون نسبيا أكثر من نسبية المعلومة نفسها لعوامل شتى منها الموضوعى ومنها الذاتى المرتبط بشخص الباحث او المحلل ومدى خبرته وعلمه وتخصصه ومدى نزاهته وحياده ..
من مصائبنا أننا نخلط بين المنهج الأصولى و المنهج التاريخى السياسى ، وأننا نحكم بالعاطفة والذاتية ونكتب ما يحلو لنا وما يرضينا بغض النظرإن كان صحيحا او مخطئا، وأننا حتى حين نختلف فاننا نترك الرأى ونمسك بصاحب الرأى نسبه و نتعدى عليه عجزا عن مواجهة رايه.
ومصائبنا لا تحصى و لا تعد.. ولكن المصيبة الأكبر أننا لا نرى مصائبنا ، بل نخلط الاخلاق و الأصوليات بالسياسة ونتغنى بأننا خير أمة أخرجت للناس مع ان الواقع يؤكد ننا أرذل الناس وشر الناس. فاذا قام مصلح يتساءل و يحلل حوصر بالاتهامات كما لو كان هو الذى أطلق وعد بلفور..
أخي العزيز شريف حياك الله. أقدر تماما رايك المذكور في مقالتك. كونك انطلقت من فكرة أن الغطرسة الصهيونية والاسرائيلية لايجدي معهما التصرف العقلاني. ذكرتني وأنا في عز الشباب ،واذكر أنه ايام الجرب الاولى مابين العرب واسرائيل.كنا في المقاومة الشعبية ،أنا ومجموعة من الشباب كنا مستعدين لتقديم الغالي والرخيص من اجل ان ننتصر.يومها دار بيني وبين والدي رحمه الله هذا النقاش.قال لي ياولدي لو العرب وافقوا على التقسيم ايامها لما كانت اسرائيل على هذه القوة وعلى هذه المساحة من الارض. طبعا من منطلق الحماسة قلت له وكيف يا ابي نقبل ذلك وهذه أرضنا !!! سكت وقال سيأتي يوما ستقبلون بأقل من ذلك أن تمكنتم ... كان سياسيا ،وعمل بالسياسة طيلة عمره... خسرنا الحرب وكبرت أنا أيضا وصرت استوعب ما معنى الواقع والامكانية لأن الحياة علمتني ذلك ...في علم السياسة هناك مبدأ الربح والخسارة مثل التجارة بالضبط . اسرائيل لها دعم عالمي ،لها قوة عسكرية شئنا أم ابينا.وهذا ما ذكرته انت أيضا في المقالة.هذا واقع
الامكانية التي نتمتع بها نحن العرب جميعا معروفة ....نحن أمام حلين لاثالث لهما .أو أمام سؤالين لاثالث لهما....هل نريدالحرب ورمي اسرائيل في البحر؟ أم نريد السلام ؟ انا لحد هذا التاريخ لا ادري ما ذا يريد العرب صدقني .إن كنا نريد الحرب لابد من الاعداد لها ....هل أستعد العرب يوما للحرب !!!هل لديهم امكانية التوحد على كلمة واحدة!!!!! .إن كنا نريد السلام علينا أن نستعد له ايضا ....دوامة القتل والقتل المعاكس هي في مصلحة التطرف من الطرفين ....ليست حماس والجهاد وحدهما ضد السلام ...حتى اليمين الاسرائيلي ....المشكلة اصبحت سياسة مقايضة ودفع ثمن ياعزيزي ....كم تأخر العرب وكم أنفقوا من أجل القضية الفلسطينية ...الى متى .لا حل إلا بالسلام ..ومشكلة السلام ليس بيدينا مع كل أسف ..لكنه بيد القوي لكن العقلانية تؤدي الى السلام...رحمك الله ياوالدي ...سيأتي يوما وستقبلون بأقل من ذلك وجاء هذا اليوم !!!!!.....
من جهتي أنا موافق مع الدكتور أحمد لأنه تعامل مع الموضوع لمصلحة الطرفين ،وبعقلانية ستذكرونها يوم تبلغون ما بلغ الدكتور من عمر ....إن بقي الصراع .... وستقولون للشباب ....ما نقوله لكم اليوم.
إ
يعتقد الكثيرون أن إسرائيل تريد اعطاء الفلسطينيين دولة و أن الفلسطينيين هم من يضيعون الفرصة بتأييدهم لحركات متطرفة, الحقيقة هي أن اسرائيل لم تكن في وارد اعطاء الفلسطينيين أي شيء يشبه الدولة, و لعل خير من حلل الهدف الاسرائيلي من عملية التسوية هو السيد هنري سيغمان أحد الناجين من الهولوكوست في مقاله "الخدعة الكبرى المسماة بعملية السلام في الشرق الأوسط" و الموجودة على الرابط التالي:
http://www.lrb.co.uk/v29/n16/sieg01_.html
صدقوني أن الجميع لم يكن لديهم لا رؤية ولا استراتيجية واضحة .لو فعل الفلسطينيون ما يلي ماذا سيكون ؟:
1- تحديد انهم يريدون تحرير اراضي 1967 مثلا .
2- استهداف الجيش الإسرائيلي والمستوطنين فقط .
3- عدم مهاجمة المدن الإسرائيلية ولا المدنيين.
سيؤدي هذا إلى ما يلي :
1- هروب المستوطنين إلى داخل الخط الأخضر ، وبالتالي تفرغ المستوطنات تلقائياً ، فيصبح من السهل التفاوض على مستوطنات فارغة.
2- في حالة سقوط عدد من الجنود في المناطق سيقوم الرأي العام الإسرائيلى على حكومته لأن أبناؤهم يموتون من أجل مستوطنات فارغة.
3- لن يقف العالم ضد المقاومة.
وبالتالي ستندفع القيادة السياسية عندهم باتجاه تقديم التنازلات.
هذا رأيي والله أعلم .
تحياتي
أخي الدكتور / أحمد
بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على التعليق وإن جاء متأخرا بعض الشيء ولكن كل العذر لكم ، وأنتم الباحث المنشغل دوما بكتاب الله ، وكذا يشغلكم حال أمتنا العربية والإسلامية
وقبل أن أعلق على تعليقكم ، وكنوع من التواصل حتى يتسنى لنا تعليم أبنائنا كيف يكون العمل حال الاختلاف والذي لا يفقد أي منا احترامه وحبه لصاحبه ، أقول قبل أن أبدأ التعليق دعني أقتبس من تعليقكم وأسألكم.
الاقتباس (من مصائبنا أننا نخلط بين المنهج الأصولى و المنهج التاريخى السياسى ، وأننا نحكم بالعاطفة والذاتية ونكتب ما يحلو لنا وما يرضينا بغض النظر إن كان صحيحا او مخطئا، وأننا حتى حين نختلف فاننا نترك الرأى ونمسك بصاحب الرأى نسبه و نتعدى عليه عجزا عن مواجهة رايه) ، (فاذا قام مصلح يتساءل و يحلل حوصر بالاتهامات كما لو كان هو الذى أطلق وعد بلفور..)
والسؤال أخي الحبيب: هل ينطبق هذا الكلام علي ما بيني وبينكم؟ أنتظر الإجابة
أخي ومعلمي الحبيب ، لقد قرأت لكم جميع مقالاتكم الخاصة بالصراع العربي الإسرائيلي وأتفق معكم تماما في تحليل أبعاد الصراع ولكنني أختلف معكم في طريقة الحل والاختلاف هو سنة الحياة ، كما أنني بخلاف السؤال الذي طرحته عليكم أتفق معكم تمام الاتفاق في كل ما جاء بتعليقكم الكريم نعم جميع العلوم الاجتماعية التاريخية منها والسياسية تقوم على أحداث مركبة ، كما أن المؤرخ عادة لا ينفصل عن مجتمعه فهو يكتب الحادثة من وجهة نظره هو ، كما أن زاوية رؤية الحدث تختلف من شخص لآخر ، ثم أن جميع أحداث التاريخ لا تخرج عن كونها جمل خبرية تحتمل الصدق والكذب فكيف عسانا أن نرفع عنها الكذب مكتفيين بالصدق فقط ، ولا يجوز ذلك إلا مع النص الإلهي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
ولكن أخي هناك فرق بين التاريخ كحدث والتاريخ كفلسفة ، فالتاريخ كحدث قد نتأكد من صحته إذا أتفق عليه الغرماء ولكنه كفلسفة فإن كل فريق يكيف الحدث بالطريقة التي تتفق ومعطياته فمثلا اتفقت جميع المصادر التاريخية الأوربية والعربية على أن صلاح الدين قد فتح القدس إذا فالحدث صحيح من الناحية التاريخية ، ولكن العرب ينظرون إلي هذا الفتح على أنه تحرير أما الأوربيين ينظرون إليه على أنه اغتصاب حق المسيحيين واليهود في بيت المقدس ، وهكذا في جميع الأحداث التاريخية.
إذا فالأحداث التاريخية المتفق عليها لا تخضع لنظرية النسبية ، و إلا أصبح القرآن نفسه خاضعا لهذه النظرية وقد وصلنا عبر مجموعة أحداث تاريخية ، ولكن اتفاق الغرماء ووحدة النص تؤكد على صحة الكتاب مهما تم الاختلاف في تفاصيل الأحداث كأسباب النزول أو الأحاديث المنسوبة للرسول (ص) والتي أختلف حولها الغرماء أيما اختلاف ، فالباحث في أحداث التاريخ يثبتها وينسبها كل لفرقة ما (كأن نقول هذه أحاديث السنة ، وتلك أحاديث الشيعة) أما الباحث في فلسفة التاريخ فيخرج بفرضية مؤداها أن هذه الأحاديث مختلقة اختلقتها كل فرقة لتثبت صحة موقفها وتنتصر بها على باقي الفرق.
أما قولكم (ومن هنا لا يمكن ان تأتى برأى تاريخى قاطع أو أن تحكم بالصدق اليقينى على أى حادثة تاريخية ، والمخرج هنا يكون بالحقيقة النسبية التى تحتمل الصدق و الكذب ، فهذه الحادثة صادقة بنسبة كذا ، بعضها صادق والآخر كاذب ، ونسبة الصدق كذا فى راى فلان وأقل من هذا أو أكثر فى نظر فلان ، ولا يمكن أن نعرف الحق المطلق لما حدث إلا يوم القيامة عندما نرى كتاب الأعمال الفردى و الجماعى حين يصدر الناس أشتاتا (ليروا أعمالهم )/ والى أن يأتى هذا الموعد فاحكامنا نسبية ، ويجب هكذا ـ ان تكون) فهو صحيح من ناحية تفاصيل الأحداث ، فلا يستطيع أحد أن يجزم بصحة الأحاديث التي دارت بين صلاح الدين وقواده عند فتح القدس ولكن يمكن لي أن أجزم بأن صلاح الدين فتح القدس.
أخي بالنسبة للقضية الفلسطينية ، فالموضوع ببساطة شديدة هو خلاف وصل إلي حد الحرب بين طرفين أحدهما قوي والآخر ضعيف ، فميزان القوى مختل تماما لمصلحة إسرائيل ، فمن يستطيع أن يرغم القوي على التنازل من أجل إحلال السلام؟ ، إذا فالقارئ لأحداث التاريخ ومن زاوية الفلسفة يستطيع أن يؤكد أن أي سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والحال على ما هو عليه من حيث القوة والضعف لن يعدوا كونه استسلام بلا قيد أو شرط وعلى الفلسطينيين أن يحمدوا الله ويقبلوا أيادي الإسرائيليين لأنهم منحوهم حق الحياة
وعليه يجب أولا أن يتعادل ميزان القوى قبل الحديث عن أي سلام ، فكيف إذا سيتعادل ميزان القوى؟
هناك حلين لا ثالث لهما ، الحل الأول كنت قد ذكرته في مؤتمر جمعني مع بعض المسئولين الإسرائيليين ، ويتمثل في تدخل المجتمع الدولي لإحلال سلام عادل وشامل ، بأن تنتخب الشعوب العربية تحت مظلة الأمم المتحدة عن كل مليون واحد ، ويجتمع هؤلاء الأربعمائة ويقدروا فيما بينهم ما تريده الشعوب العربية من إسرائيل لتمنحها مقابل ذلك السلام بمنطقية كاملة ودون أي مزايدات وينتخبوا فيما بينهم أربعون يمثلون كل الشعوب العربية (وليست الحكومات ، لأنها تتأرجح بين الضعف والعمالة) ويتوجه الوفد العربي المنتخب لمقابلة مسئولين عن الجانب الإسرائيلي ، ويتم التفاوض على أساس أن العرب يقدمون السلام الشامل لإسرائيل مرحبين باليهود للعيش بيننا في أمن وسلام مقابل الشروط العربية المنطقية ، ولكن في حال فشل المفاوضات فإن العرب مستعدون بالتضحية بألف عربي مقابل كل إسرائيلي ، وهنا فقط ستستمع القيادة الإسرائيلية لصوت العقل وسيتحقق السلام.
ولما كان هذا الحل شبة مستحيل الآن ، فإن الحل الثاني يتمثل في ألا يترك الفلسطينيون السلاح في مواجهة العدو الإسرائيلي (بشرط عدم استهداف المدنيين) حتى يشعر الجانب الإسرائيلي أنه في حاجة للتخلص من هذا الدمل المفتوح وأن يلقي العرب السلاح مقابل التنازل عن الأرض لهم ويتحقق السلام
أخي زهير أتفق مع رأي والدك رحمه الله لو أن العرب جلسوا مع الإسرائيليين على مائدة المفاوضات أيام الحرب الأولى وبعد إعلان الدولة لكانت مكاسب العرب الآن أضعاف ما يحاولون الوصول له الآن ، ولكن ضاع الوقت وانتهى هذا الحل بخيانة وعمالة الكثير من حكام العرب المتعاقبين بدأ من صاحب الثورة العربية الكبرى وحتى صاحب البقرة الضاحكة ، وأنا يا أخي في مثل سنك تقريبا فلا تأخذني حماسة الشباب في إبداء أرائي ، ولكن القضية الفلسطينية قضية معقدة وشائكة تحتاج إلي خبرة الشيوخ وحماسة الشباب مجتمعه ، أما المفاوضات وحدها فالتاريخ كما قال أخي وأستاذي الدكتور أحمد يحكم فمن مقررات أسلوا إلي محادثات الحل النهائي ، ثم غزة أريحا أولا وانتهاء بخارطة الطريق ، وهي سلسلة من التنازلات لن تنتهي حتى يتم طرد الفلسطينيين من غزة باتجاه سيناء وتقبل الأردن بإدارة هشة على بعض مناطق الضفة الغربية خاصة وأن اليهود مستعدون تماما للتنازل عن أريحا لمعتقداتهم الدينية ، ويخسر العرب كل شيء على مائدة المفاوضات ويقدمون استسلاما غير مشروط
شكرا للإخوة ليث عواد ومحمد غنام ومحمد سمير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شريف هادي
أخى الحبيب :
أولا : أعتب عليك أنك ظننتنى أريدك بالخطاب حين أشرت الى من يسىء الأدب فى الخطاب. لا يمكن أن أقصدك بهذا وأنت أكثرنا أدبا فى الحوار، و اقرّ وأعترف أننى أغضب و يغلبنى قلمى ، ولكن ما عهدتك تقع فيما أقع فيه ـ فأنت هنا المعلم فى الأدب الجم و الخلق الحميد.
ثانيا : خلافنا فى الرأى مما يقوى أواصر المحبة بيننا ، لأننى على المستوى الشخصى محتاج لمن يصحح لى راييى فى كل شىء ، من وجهات نظرى فى القرآن الكريم و التراث الى اجتهاداتى فى السياسة والاجتماع . ولا يمكن أن أستفيد ذرة ممن يتفق معى ، مع احترامى وحبى له ، ولكننى أستفيد قطعا ممن يخالفنى إذا جاء برأى سديد أو بمعلومة لا أعرفها. ولقد تعلمت منك الكثير و لا زلت طامعا فى المزيد. أكرمك الله تعالى.
ثالثا : أتفق واختلف معك فيما قلت عن الأحداث التاريخية الكبرى كالفتنة الكبرى و الفتوحات و الحروب الصليبية و الاستعمار و الكشوف الجغرافية و المكتوب عن الحضارات القديمة وآثارها الماثلة أمامنا. أتفق فى أنها حقائق لا ينكرها إلا جاهل ، ولكنها تظل حقائق فى إطار العلم و لكن لا محل لها فى الاعتقاد بحيث لا يترتب على من ينكرها الحكم بكفره . بالاضافة الى ان القول بصحتها علميا من حيث العموم لا يترتب عليه الصحة فى الجزيئات و التفصيلات ، ومن هنا نحتاج الى المنهج العلمى لضبط البحث و للوصول الى اكبر نسبة من الصحة فى تلك الرواية أو غيرها ، وهل هى فى الأصل صحيحة كلها أو بعضها..الخ.فالواقع ان الحدث التاريخى شىء و الكتابة عنه شىء آخر مختلف تماما. هذا ما يحدث الآن فى عصر انمحت فيه المسافات فكيف بالعصور القديمة التى كانت الأخبار تنتقل فيها بسرعة الناقة ، وكان الحاكم منفردا بكل شىء حريصا على أن ينسب كل المجد له من خلال أعوانه من الكتبة و الفقهاء.
القرآن الكريم هو الحق المطلق الذى يستوجب الايمان ، وانكار كلمة منه تدخل ـ ليس فقط فى مجال الجهل ـ ولكن قبل ذلك فى مجال الكفر.أما وجهات نظرنا فيما نفهم من القرآن فهى خاضعة للخطأ و الصواب ـ دون الكفر ـ طالما نؤمن بالقرآن الكريم مصدرا وحيدا للاسلام.
تحياتي لك أيها الأخ العزيز.صدقني عندما أنظر الى صورتك المرفقة ،اراك وكأنك في عز الشباب ،ولا أدري هل الصورة قديمة أم حديثة !!!. المهم ادام الله عليك الصحة والشباب الدائم. نحن أهل القرآن و بحمد الله وإن شاخ القالب ووهنت العظام ،لكن النفس القرآنية هي شابة الى يوم العودة الى بارئها.
أخي معك الحق بأن العرب خسروا فرصة كبيرة عندما رفضوا التقسيم.لكن سؤالي المحوري .ماذا نريد ،هل نريد الحرب أم نريد السلام؟ صدقني لا أعرف ما ذا يريد العرب.وأمام هذا الوضع الغير واضح .ما رايك ؟ ما هو الحل ؟ والى متى ستدوم دوامة القتل بين الطرفين؟ .هل يمكن ايجاد حل توافقي بدولة علمانية تجمع كل الاطراف ؟.
انا مع استمرار المقاومة ،لكن يجب أنتسير بشكل موازي مع المفاوضات السياسية. لكن المشكلة في الفلسطينين ،كل تيار يغني على مواله. لاتوجد لديهم رؤية استراتيجية موحدة .
فيتنام كانت ومازالت مثل في مقاومة الاحتلال . شكلوا جبهة موحدة لها هدف واضح استرتيجي ،قاوموا وفاوضوا بآن واحد حتى حصلوا على الاستقلال .ولم يقتل الفيتنامي أخاه طمعا في السلطة أو المال . يا أخي نرجوا من الله العون فقط.
أخي ومعلمي الدكتور أحمد
لقد سألتكم سؤالا وكنت أعلم الإجابة مقدما فلم يجول بخاطري أبدا أنكم تقصدونني ، ولكن أردت أن يكون ذلك واضحا لباقي الإخوة الكرام على هذا الموقع
أشكرك أخي الحبيب على إطرائك لي ، ولكن اسمح لي أن أقرر حقيقة ، فنحن أسطح لامعة نعكس الضوء ولا نصدره ، ولكنكم الشموس المضيئة التي تتلألأ بنور كتاب الله القرآن الكريم الذي وهبتم له أنفسكم فأصبحتم مصدرا للضوء الذي نحن له عاكسون وللدفء الذي نحن به مطمئنون ، فجزاكم الله خير الجزاء.
أخوكم / شريف هادي
أخي زهير
الحقيقة الصورة التي أضعها خادعة ، فهي تبعد عني الآن بعد المشرق والمغرب ، أيا ليت الشباب يعود يوما ، لكن أنا سايبها على الموقع علشان يمكن ألاقي عروسه ، أما دلوقتي الصلعه والكرش ما أقول لكش
معلهش كلمتك بالعامية المصرية علشان قلبت المواجع مع السكر والضغط والذي منه
أخي الحبيب لقد فهمت قصدي تماما فأنا أقصد أن تسير المقاومة والمفاوضات على خط متوازي ولكن ندعوا لحماس وفتح بالهداية ، وكلاهما برجماتي يبحث عن مصلحته فقط ولتذهب القضية الفلسطينية للجحيم ، ولله الأمر من قبل ومن بعد
أخوك / شريف
انهيار مشروع الدولة المدنية فى مصر
مصر بين الوجه المشرق والوجه المظلم
محمد عمارة يسرق بحث الدكتور منصور -عن النسخ وينسبه لنفسه .
ميشيل كيلو - هل ستكون الدولة المدنية ديموقراطية؟
نداء للأمم المتحدة لمحاكمة الحكام المستبدين المتهمين بالتعذيب
دعوة للتبرع
حفظ القرآن وتجويده: اود منك د/احم افادت ي بخصوص احكام حفظ...
لا بد من الصداق: تم بدون مهر لأى سبب مثلا الزوج ة اتناز لت عنه...
جدوى الدعاء: ماهى جدوى الدعا ء لله ما دام الله لا يتدخل...
تشريع عام : (وَقَ َى رَبُّ كَ أَلاّ َ تَعْب ُدُوا ...
الأنصار سابقون: الله جل وعلا وصف الأنص ار بأنهم سبقوا...
more
1 ـمع جزيل الاحتلرام لكل من يخالفنى فى الرأى أرجو منهم الرجوع لما سبق وكتبته فى موضوع الصراع مع اسرائيل وما تنبات به مستقبلا عن الخطر الذى تمثله حماس .فى مقالات منها ( من الحضيض الى أسفل السافلين ) ( قدس الأقداس حماس ) ( ليس دفاعا عن اسرائيل ). هى وجهة نظر اراها صائبة و لا بأس أن يراها غيرى مخطئة ، وتنوع الاراء مطلوب للخروج بأفضل الآراء ـ طبعا مع مراعاة ادب الحوار و التسليم بان كل صاحب رأى يبتغى المصلحة لوطنه وقومه واهله ، خصوصا وأنه ليس منا من هو مشتغل بالطموح السياسى أو يعمل فى هذه الجهة أو تلك.
2 ـ أقول : ليس من حق أحد أن يزايد علىّ فى حب الفلسطينين والخوف عليهم ، وأقوم بالتعبير عن هذا الحب لهم بطريقتى الخاصة وهى تقديم النصح المستمد من خبرة بتاريخ المنطقة و انشغال عقلى وبحثى بها، قد أكون مخطئا فى نظر البعض ولكن هذا الخطأ الوارد ـ إذا حدث ـ فهو عن سوء تقدير و ليس عن سوء نية.
3 ـ هناك اختلاف فى المنهج بين الدراسات الأصولية و الدراسات التاريخية و الاجتماعية و السياسية ، ومن الخطأ الخلط بين هذا وذاك .
الأغلب فى الدراسات الأصولية الاسلامية ـ هو ما أسمية بالمعادلة الصفرية أو الحدية ، بمعنى الاختيار بين شيئين لا ثالث بينهما . فأنت ـ مثلا ـ تقول هذا حديث قاله النبى محمد عليه السلام. وأنا أرفض نسبة هذا الحديث للنبى محمد عليه السلام. والنتيجة هنا لا تحتمل سوى إما أن يكون النبى محمد قد قاله ، وإما ألا يكون قد قاله. الأصوليات تتعامل مع نصوص وأقوال ، وطالما لدينا ميزان حساس الاهى سمه القرآن ويجب أن نرجع اليه وأن نفهه طبقا لمصطلحاته ، وبه نعرف الرأى (إما وإما )فى هذا القول ..
العلوم الاجتماعية (تاريخية وسياسية ) تقوم على أحداث مركبة معقدة. خذ حادثة تاريخية محدة وواحدة منقطعة الصلة بما قبلها وما بعدها ، و لتحاول فحصها بالمنهج التاريخى فستجد عناصر مختلفة تدخل فى صناعتها من الشخاص والزمان و المكان ، ثم يزداد التعقيد حين ترتبط بما قبلها وتؤثر فيما بعدها شأن معظم أحداث التاريخ ، ثم لا بد أن تدخل فى الذى نقلها وهل كان شاهدا بنفسه أم ناقلا عن غيره ، ومدى صدقه فى النقل.. موضوعات كثيرة أسهبنا فى شرحها فى كتب كانت مقررة على قسم التاريخ تعلم الطلبة لول مرة أسس البحث العلمى التاريخى ومناهجه ، مثل ( التاريخ والمؤرخون: تاريخ علم التاريخ ) (التاريخ والمؤرخون : دراسة فى مناهج المؤرخين ) ( اسس البحث التاريخى ) ( البحث فى مصادر التاريخ الدينى : دراسة عملية ) تم نشرها كلها عام 1984.