آحمد صبحي منصور Ýí 2024-03-04
الكذّاب ( ابن الجوزى ) فى تاريخه ( المنتظم )( 2 ) إفتراءاته على خصومه المعتزلة وفى مدح غيرهم
مقدمة
1 ـ وقت الضنك الذى عايشته فى مصر أشاع الشيوخ أن ملايين الأموال تأتينى من الخارج ، وحين قبضوا على فى نوفمبر 1987 كان كل ما معى 120 جنيها ، أخذت منها 80 جنيها حيث كنت لا أعرف أين سيذهبون بى ، وتركت الباقى مع زوجتى وأولادنا الخمسة وقتها. فى السجن كنت أتحسّر لأننى لم أترك كل المال معهم ، وأفكّر كيف يعيشون . فى إستراحة التريض نادانى أحد السجناء وأعطانى جريدة الجمهورية ، وفيها مقال للشيخ عبد الجليل شلبى يتشفّى فى سجنى وأن الملايين التى معى لم تنفعنى . بكيت وشكوته الى الله جل وعلا . بعد خروجى من السجن واصل الشيخ عبد الجليل شلبى الهجوم على فى جريدة الجمهورية فى باب ( قرآن وسُنة )، هذا مع علمه بفقرى. ثم بنفوذ الاستاذ عبد الوارث الدسوقى رحمه الله جل وعلا ـ وهو الذى ينشر لى فى جريدة الأخبار ـ نشرت لى جريدة الجمهورية مقالا بعنوان ( شكوتك الى الله يا شيخ عبد الجليل ). إضطر بعدها لأن يكتب ( وقد علمنا أن الأموال التى له فى البنوك لم يتسلمها ).
2 ـ الذى يستسهل الكذب على الله جل وعلا ورسوله ، ويستسهل إذاعة هذا الكذب على أنه الاسلام ـ يكون أسهل عليه أن يفترى الكذب على خصومه إذا كانوا من المستضعفين أمثالى .!
3 ـ درست مؤلفات ابن الجوزى ، ومنها موسوعته التاريخية ( المنتظم ) ، أعايش منهجه وروايته ، فوجدته إماما فى الافتراء . كتبت بالتفصيل عن كتاب ابن الجوزى فى مناقب إبن حنبل ، وكيف إخترع منامات عن رؤية رب العزة جل وعلا يزور قبر ابن حنبل ، عدا منامات أخرى فى تمجيده وتقديسه ينسبها للرسول عليه السلام .
4 ـ عاش ابن الجوزى فى القرن السادس ( 510 : 597 ). كان أبو حامد الغزالى ( 450 : 505 ) ـ زعيم الأكبر الصوفية والفقهاء ـ ، قد عقد الصلح بين دينى السنة والتصوف لصالح التصوف ، وتمتع بالتقديس فى القرن التالى ، وهذا ما عايشه ابن الجوزى ، حيث سادت عقائد التصوف ، ومنها إفتراءات المنامات ، يزعم أحدهم أنه رأى الرسول يقول له فى المنام يقول له كذا ، أو رأى رب العزة يقول له كذا . وتلك طريقة التصوف التى تتخفّف من صناعة أحاديث بالسند ( روى فلان عن فلان ..الخ ). إستعمل ابن الجوزى الطريقتين معا ، كان يصنع أسانيد لافتراءاته كما يصنع المنامات .
5 ـ المؤلفات التاريخية قبل إبن الجوزى كان أهمها نوعان : الحوليات التاريخية مثل تاريخ الطبرى ( الطبرى 224 : 310 ). وكان الطبرى ينقل روايات متعددة بالعنعنة لأحداث حسب الحول أو العام ، ثم إذا وصل لعصره أصبح يكتب من واقع المعاصرة . ، والنوع الثانى هو التأريخ للأشخاص ، وبدأها محمد بن سعد ( 168 : 230 ) فى ( الطبقات الكبرى ) وأرّخ فيه للنبى والصحابة والتابعين حسب ( طبقاتهم الزمنية ) . واتبع أيضا منهج المحدثين فى العنعنة . جاء ابن الجوزى فى القرن السادس فجعل تاريخه ( المنتظم ) قسمين : الأول فى الأحداث التاريخية حسب المنهج الحولى لكل عام، ثم الثانى فى التأريخ لمن توفى فى هذا العام . نقل الأحداث التاريخية عن الطبرى ومن جاء بعده ، وكتب تاريخا للأعلام السابقين ، ولم يكن كثيرا المكتوب عنهم . وجدها ابن الجوزى فرصة للإفتراء ، بمدح من يحبهم وتشويه من يكرههم ، خصوصا فى موضوع ( خلق القرآن ) واضطهاد ابن حنبل وأتباعه .
6 ـ ابن الجوزى ـ الذى كان أشهر القُصّاص فى العصر العباسى ـ خلط التأريخ بالأحاديث وصناعة الأقاصيص ، وليصدقها الناس فقد صاغها من دماغه بالأسانيد وبالمنامات معا ، لذا فإن أكاذيبه عن بشربن غياث أشهر العقليات من المعتزلة رددها بعده المؤرخون الحنابلة مثل شمس الدين الذهبى ( 673 : 748 ) وابن كثير ( 701 : 774 ).
أولا :
إفترءات ابن الجوزى فى تاريخه ( المنتظم )عن الإمام المعتزلى ( بشر المريسى ت عام 218 )
كان أول من قال بخلق القرآن ـ وهذا لا نوافقه عليه ـ وقد قال ذلك فى خلافة هارون الرشيد ، وكان مقربا من إلخليفة المأمون ، وإشتهر بالورع وكثرة التأليف ، ومن مؤلفاته : كتب التوحيد والارجاء وكفر المشبهة والرد على الخوارج والاستطاعة ، والرد على الرافضة ، والمعرفة والوعيد . كان خصما للسنيين الذين أطلق عليهم المعتزلة لقب ( الحشويين ) ، كما كان خصما للشيعة والخوارج . لم يستطع ابن الجوزى الردّ على مؤلفات بشر المريسى فقام بتشويه سيرته فى ( المنتظم ). قال عنه :
1 ـ ( كان شيخًا فقيرًا فقيهًا دميم النظر وسخ الثياب يشبه اليهود .. وكان أبو زرعة الرازي يقول: بشر بن غياث زنديق . وقال يزيد بن هارون: هو كافر حلال الدم يقتل .)
2 ـ ( أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا حمد بن أحمد بن أبي طاهر أخبرنا أبو بكر النجاد حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي قال: حدثني محمد بن نوح قال: سمعت هارون أمير المؤمنين يقول: بلغني أن بشر المريسي يزعم أن القرآن مخلوق، لله علي إن أظفرني به لأقتلنه قتلة ما قتلها أحد قط . ). هنا ينسب تهديد ( هارون أمير المؤمنين ) بقتل المريسى . هناك ( هارون الرشيد )، وقد كان بشر المريسى مقربا منه ، أما ( هارون الواثق) فهو الذى تحالف مع المعتزلة ومنهم بشر المريسى . فكيف يهدد أحدهما بقتله إن عثر عليه ؟ ( محمد بن نوح ) كان ممّن صمد مع ابن حنبل فى محنته ، أى كان خصما للعباسيين ، فكيف يقول (حدثني محمد بن نوح قال: سمعت هارون أمير المؤمنين يقول: ). واضح أن إبن الجوزى كان يعتمد على غباء السنيين.!
3 ـ ( أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي قال: أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أبا جعفر محمد بن صالح يقول: سمعت أبا سليمان داود بن الحسين يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: دخل حميد الطوسي على أمير المؤمنين وعنده بشر المريسي فقال حميد: يا أمير المؤمنين هذا سيد الفقهاء هذا قد رفع عذاب القبر ومسألة منكر ونكير والميزان والصراط انظر هل يقدر أن يرفع الموت ثم نظر إلى بشر وقال: لو رفعت الموت كنت سيد الفقهاء حقًا . ) من هو أمير المؤمنين هذا ؟ لا نعرف .!. وكيف يستقيم هذا الخبر مع الخبر السابق .!
4 ـ ( أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي قال: أخبرنا الحسن بن محمد الخلال حدثنا يوسف بن عمر القواس حدثنا أحمد بن عيسى بن السكين قال: سمعت أبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم يقول: مررت في الطريق فإذا بشر المريسي والناس عليه مجتمعون ، فمر يهودي فأنا سمعته يقول: لا يفسد عليكم كتابكم كما أفسد أبوه علينا التوراة يعني: أن أباه يهوديًا . ). راج بعدها أن والد بشر كان يهوديا .!
5 ـ ( أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: حدثنا القاضي أبو محمد بن الحسن بن الحسين بن رامين حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد الجرجاني أخبرنا عمران بن موسى أخبرنا الحسن بن محمد بن الأزهر قال: سمعت عثمان بن سعيد الرازي قال: حدثنا الثقة من أصحابنا قال: لما مات بشر المريسي لم يشهد جنازته من أهل العلم السنة أحد إلا عبيد الشونيزي فلما رجع من جنازة المريسي لاموه فقال: أنظروني حتى أخبركم: ما شهدت جنازة رجوت فيها من الأجر ما رجوت في هذه قمت في الصف فقلت: اللهم إن عبدك هذا كان لا يؤمن برؤيتك في الآخرة اللهم فاحجبه عن النظر إلى وجهك يوم ينظر إليك المؤمنون اللهم عبدك هذا كان لا يؤمن بعذاب القبر اللهم فعذبه اليوم في قبره عذابًا لم تعذبه أحدًا من العالمين .اللهم عبدك هذا كان ينكر الميزان اللهم فخفف ميزانه يوم القيامة اللهم عبدك هذا كان ينكر الشفاعة اللهم ولا تشفع فيه أحدًا من خلقك يوم القيامة قال: فسكتوا عنه وضحكوا . )
6 ـ ( أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري حدثنا محمد بن علي بن سويد حدثنا عثمان بن إسماعيل السكري قال: سمعت أبي يقول: سمعت أحمد بن الدورقي يقول: مات رجل من جيراننا شاب فرأيته في النوم ، وقد شاب ، فقلت له: ما قصتك قال: دفن بشر في مقبرتنا فزفرت جهنم زفرة شاب منها كل من في المقبرة ).
ثانيا :
إفترءاته فى مدح أهل الحديث حتى المطعون فيهم
القواويرى ت 218
( أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن الفراء البصري قال: أخبرنا أحمد بن الحسين بن جعفر العطار قال: حدثنا عبد الحميد بن أحمد الوراق قال: حدثنا عبد الله بن جعفر بن الورد قال: حدثنا إسماعيل بن أبي اليمان الحارثي قال: سمعت حفص بن عمرو الربالي يقول: رأيت عبيد الله بن عمر القواريري في منامي بعد موته فقلت: ما صنع الله بك قال: غفر لي وعاتبني وقال: يا عبيد الله أخذت من هؤلاء القوم قلت: يا رب أنت أحوجتني إليهم ولو لم تحوجني لم آخذ قال: إذا قدموا علينا كافأناهم عنك ثم قال لي: أما ترضى أن أكتبك في أم الكتاب سعيدًا! )
الشاذكونى : ت 234
من المتهمين بالكذب حسبما روى ابن الجوزى نفسه ، ومع ذلك يقول عنه : ( أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال: سمعت أبا القاسم يوسف بن الحسن الزنجاني يقول: سمعت أبا نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ يقول: سمعت أبا الحسين بن قانع يقول: سمعت إسماعيل بن طاهر البلخي يقول: رأيت سليمان الشاذكوني في النوم فقلت: ما فعل الله بك يا أبا أيوب فقال: غفر الله لي . قلت: بماذا قال: كنت في طريق أصبهان أمر إليها فأخذتني مطرة وكانت معي كتب ولم أكن تحت سقف ولا شيء فانكببت على كتبي حتى أصبحت وهدأ المطر فغفر لي الله بذلك . ).
أبوعبدة البسرى ـ 238 :
( أخبرنا أبو بكر العامري قال: أخبرنا أبو سعد بن أبي صادق قال: أخبرنا ابن باكويه قال: حدثنا عبد الواحد بن بكر الورثاني قال: سمعت محمد بن داود الدينوري يقول: سمعت أبا بكر بن معمر يقول: سمعت ابن أبي عبيدة البسري يحدث عن أبيه: أنه غزا سنة من السنين فخرج في السرية فمات المهر الذي كان تحته وهو في السرية فقال: أي رب! أعرناه إياه حتى نرجع إلى بسرى - يعني قريته - فإذا المهر قائم فلما غزا ورجع إلى بسرى قال: يا بني خذ السرج عن المهر . قال: قلت: يا أبة إنه عرق فقال: يا بني هو عارية فحين أخذت السرج وقع المهر ميتًا . ) . .. الضحك ممنوع .!!
قال عن المروزى: ت 294
1 ـ ( سمع سفيان بن عيينة وأبا عامر العقدي وأبا داود الطيالسي في خلق كثير وكان عالمًا ورعًا متعبدًا والكرامية تنتحله وورد بغداد أيام أحمد بن حنبل وحدث بها. قال يحيى بن معين: إن لم يكن أحمد بن حرب من الأبدال فلا أدري من هم .). ( الأبدال ) درجة عليا فى المملكة الصوفية وآلهتهم التى تتحكم فى العالم بزعمهم .
2 ـ ( أخبرنا زاهر بن طاهر أخبرنا أحمد بن الحسين البيهقي أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم قال: حدثني أبو العباس عبيد الله بن أحمد الصوفي قال: حدثني أبو عمرو محمد بن يحيى قال: مر أحمد بن حرب بصبيان يلعبون فقال أحدهم: أمسكوا فإن هذا أحمد بن حرب الذي لا ينام الليل قال: فقبض أحمد على لحيته وقال: الصبيان يهابونك بأنك لا تنام وأنت تنام . قال: فأحيا الليل بعد ذلك إلى أن توفي لم ينم الليل .)
3 ـ ( أخبرنا زاهر بن طاهر قال: أخبرنا أحمد بن الحسين البيهقي أخبرنا أبو عبد الله الحاكم قال: سمعت أبا العباس محمد بن أحمد القاضي يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن جعفر الزاهد يقول: سمعت زكريا بن أبي دلويه يقول: رأيت أحمد بن حرب بعد وفاته بشهر في المنام فقلت: ما فعل بك ربك قال: غفر لي وفوق المغفرة . قلت: وما فوق المغفرة قال: أكرمني بأن يستجيب دعوات المسلمين إذا توسلوا بقبري . ) . هنا منام مفترى يجعل الناس يتوسلون به ويستجيب الله جل وعلا توسلهم به .!
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5123 |
اجمالي القراءات | : | 57,059,050 |
تعليقات له | : | 5,452 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
الغزالى حُجّة الشيطان : ف 2 : الغزالى فى الإحياء يرفع التصوف فوق الاسلام ( 1 )
الغزالى حُجّة الشيطان ( 9) الغزالى والاسرائيليات ( جزء 2 )
دعوة للتبرع
ليس عليك هداهم: أستاذ ى الفاض ل أنا سبق وأرسل ت لكم شكواى من...
لا تبتئس: عزيزي الدكت ور أحمد السل ام عليكم و رحمة...
معنى آية : معنى هذه الآية : (كَان النَّ اسُ أُمَّ ةً ...
معنى التوكل والوكيل : أريد ان أعرف ما هو التوك ل و كيف أتوكل على الله...
مسألة ميراث : توفيت إمرأة و لها : و لها ( أخ و أختين أشقاء ) و...
more