قذف المحصنات وحديث الإفك

آحمد صبحي منصور Ýí 2023-04-02



  قذف المحصنات وحديث الإفك    

تشريع العقوبات للمرأة 

كتاب ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السنى الذكورى )

مقدمة

الأهمية هنا :

1 ـ أنه لا عقوبة على من يرمى رجلا بالفاحشة . هى عقوبة خاصّة بمن يقذف إمرأة عفيفة ( محصنة ) ، سواء كان القاذف رجلا او إمرأة .

2 ـ ان مصطلح الاحصان ( المحصنات ) جاء فقط فى هذه الجريمة وعقوبتها . لم يأت فى جريمة وعقوبة الزنا ، كما سبق التعرض له فى موضوع الرجم .

أولا : مصطلح المحصنات قرآنيا

1 ـ ( المحصنات ) أصلها من كلمة الحصن ، وتحصّن بالحصن.وقد جاءت كلمة الحصون والمحصّنة بمعنى القلاع الحربية في قوله جل وعلا فى سورة الحشر :  ( وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنْ اللَّهِ ) ( 2 ) ( لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلاَّ فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ )(14)). فالحصن والتحصن يعنى الحماية فى الحرب ، ومنه جاءت كلمة المحصنات فى قوله جل وعلا : ( وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً )(33) النور)، أي أردن حماية أنفسهن من البغاء.

2 ـ  والمرأة تكون محصنة إذا كانت :

2 / 1 : عفيفة . يقول جل وعلا عن مريم عليها السلام : ( وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا  ) (91) الأنبياء) ( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا ) ( 12 ) التحريم ). فالإحصان هنا بمعنى العفة ، أي أن المحصنة لها من أخلاقها ما يصونها عن الرذيلة . ويقول جل وعلا عن المحصنات بمعنى العفيفات ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (4 ) النور) .

2 / 1 : متزوجة : قال جل وعلا : {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} النساء 24.) أي لا يتزوج الإنسان امرأة متزوجة على ذمة رجل آخر إلا إذا انقطع عقد الزواج بوقوعها في الأسر وملك اليمين.

2 / 2 : وفى آية واحدة جاء هذا المصطلح بمعانى ثلاثة .

2 / 2 / 1 : ففى زواج ملك اليمين قال جل وعلا : { فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النساء25.). الجواري كن عرضة للفتنة والغواية، والله تعالى يجيز التزوج منهن لمن يخشى على نفسه العنت والوقوع في الزنا ، ويكون التزوج منهن بإذن مالك الجارية وهو صاحب الأهلية عليها ، وأن يدفع لها مهراً حسب المتعارف عليه ، وذلك بهدف أن يكون زواجاً شرعياً وليس بغرض الزنا (السفاح) أو اتخاذها خليلة { متخذات أحدان}.

 2 / 2 / 2 :  فقوله جل وعلا عنهن { محصنات غير مسافحات..} يعني العفة وقوله عنهن { فإذا أٌحْصَنَّ } أي إذا تزوجن ، فالإحصان هنا بمعنى الزواج ، وقوله جل وعلا : { فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ )  يعني عليهن نصف ما على الحرائر المتزوجات من العقوبة.أي أن الآية الكريمة جاءت فيها كلمة الإحصان وتوابعها بالمعاني الثلاثة : بمعنى العفة والشرف {محصنات غير مسافحات} وبمعنى الزواج {فإذا أحْصن } وبمعنى الحرائر { ما على المحصنات من العذاب}..

3 ـ  ولفظ المحصنة لا يعني المتزوجة فقط وإنما يشمل كل عفيفة شريفة من النساء سواء كانت متزوجة أو مطلقة أو لم يسبق لها الزواج أصلا، وإذا رماها ظالم بما يقدح في شرفها ولم يثبت ذلك بالشهود فعقوبته ثمانون جلدة مع انعدام الأهلية للشهادة.. والله جل وعلا يتوعده بالعذاب واللعنة : {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }النور23.) .

ثانيا : الظروف التاريخية التى نزلت فيها عقوبة قذف المحصنات

سورة النور من أوائل ما نزل في المدينة ، لذا جاءت بتشريعات اجتماعية جديدة لصيانة المجتمع الإسلامي الجديد في أوائل استقراره بالمدينة، ولنا أن نتصور المدينة في أول العهد بها حين جاءها المهاجرون والمهاجرات ليعيشوا بين الأوس والخزرج وفيهم الأنصار المؤمنون وفيهم ضعاف الإيمان والمنافقون وحولهم اليهود . والمهاجرون والمهاجرات بين مؤمن أنصاري يؤثرهم على نفسه ولو كان به خصاصة وبين منافق يستثقل وجودهم وينتظر الفرصة ليصطاد في الماء العكر ، هذا كله وسط ذلك خليط بشرى تكدس لأول مرة في مكان واحد . ولا ريب أن المهاجرين كانوا في حاجة للسكن والعـون بعد أن تركوا أموالهم وديارهم وجاءوا إلى المدينة لا يملكون شيئاً إلا الإيمان وحب الإسلام. ولا ريب أن بعض المهاجرات كان حالهن أشد بؤساً فقد تركن أزواجهن المشركين فراراً بدينهن، ولا ريب أيضاً أنهن كن يتلقين مساعدات من بعض مؤمني الأنصار الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة. ولا ريب أن المنافقين وجدوا فرصتهم في تشويه ذلك العمل النبيل بإشاعة قصص كاذبة عن علاقات آثمة بين أولئك المؤمنين والمؤمنات من المهاجرات والأنصار.

فى هذا الوقت الصعب كان ( حديث الإفك ) فى سورة النور عن اتهام جماعة من أهل المدينة لجماعة من المؤمنين والمؤمنات الأبرياء، تتحدث عن جماعة ظالمة اتهمت جماعة بريئة ، تتحدث عن مجموعة ولا تتحدث عن ضحية واحدة وإنما عن مجموعة من الضحايا البريئات .

ثالثا : إستعراض أول ما جاء فى سورة النور

1 ـ تبدأ السورة بتقرير عقوبة الزنا (وهى الجلد لا الرجم)، ثم عقوبة رمى المحصنات ، ثم قضية التلاعـن بين الزوج وزوجته، ثم تدخل السورة على حديث الإفك بتقرير نفهم منه شيئين:

1 / 1ـ أن عقوبات الزنا وقذف المحصنات له علاقة مباشرة بالحديث التالي عن الاشاعات التي راجت في المدينة وقتها .

1 / 2 ـ أن حديث الافك ليس خاصا بإحدى نساء النبي وانما هو أمر اشترك فيه جماعة من المؤمنين اتهموا جماعة اخرى من المؤمنين اثما وعدوانا . وهذا لا يجوز في اخلاقيات المجتمع المسلم الذى ينزل عليه الوحى القرآني. في ذلك يقول الله تعالى يخاطب المؤمنين جميعا في المدينة: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ فالخطاب هنا عام للمؤمنين جميعاً ، فليس ذلك الحديث الإفك شراً للمؤمنين بل هو خير لهم لأنه بسببه أنزل الله في السورة التشريعات التي تنظم الحياة الاجتماعية للمسلمين حتى لا يتكرر المجال للتقولات والإشاعات.
2 ـ ثم تقول الآية التالية تتحدث عن عموم المؤمنين أيضاً ﴿لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ ﴾ إذن هي تهمة عامة تمس مجتمع المسلمين جميعاً وكان ينبغي عليهم أن يرفضوها وأن يظنوا بأنفسهم خيراً.

3 ـ وتمضى الآيات على نفس الوتيرة تخاطب جموع المسلمين لأن المظلومين جماعة والذين ظلموهم جماعة أخرى ، وقد تداول المسلمون أقوال الظلمة بدون تروٍ أو تدبر، تقول الآيات ﴿لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُوْلَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمْ الْكَاذِبُونَ  وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ  إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ  وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ  يَعِظُكُمْ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ  وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾.
4 ـ ولأن المظلومين مجموعة والظلمة أيضاً مجموعة تقول الآية التالية : ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ فالمنافقون أرادوا بتوزيعهم التهم على مجموعات المؤمنين أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، وقد وصفهم الله تعالى بأنهم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف (التوبة 67) وتوعدهم بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة.
وينهاهم رب العزة عن اتباع خطوات الشيطان، ثم تلتفت الآية لبعض المحسنين الذين توقفوا عن الصدقة مخافة أن تلوكهم الألسنة ﴿وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا..﴾.
5 ـ ولأن المظلومين جماعة من المسلمات العفيفات فإن الله جل وعلا توعد الظلمة بعذاب شديد، قال جل وعلا :  ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾.ونتوقف مع كلمة "المحصنات الغافلات" فهي الموضع الوحيد في القرآن الذى أتت فيه صفة الغفلة بمعنى السذاجة وطيبة النية، وما عداه فإن صفة الغفلة تلحق بالذي يعرض عن الحق ويلهو عنه . ووصف المحصنات البريئات بالغفلة دليل على أنهن كن يتصرفن بالسجية والفطرة النقية في التعامل مع الناس ، ولو كان مجتمع المدينة خالياً من المنافقين والذين في قلوبهم مرض ما لحقت بهن الشبهات والاتهامات. والله جل وعلا  دافع عن هؤلاء المحصنات الغافلات المؤمنات ولعن من اتهمهن في شرفهن .

6 ـ  ثم يقول جل وعلا :﴿الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ إذن جاءت البراءة من الوقوع في الإثم الخبيث لأولئك الطيبات وأولئك الطيبون ولأنهم جماعة قال عنهم ربنا تعالى ﴿أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾.

7 ـ ثم أتت الآيات التالية تتحدث عن تشريع الاستئذان حتى لا يتكرر دخول بعض الناس بلا إذن كما كان مألوفاً في الجزيرة العربية ، وحتى لا يكون هناك مجال للشبهات والأقاويل ، ثم توالت التشريعات الاجتماعية في الزى والنكاح.. وذلك هو الخير الذى قالت عنه الآية الأولى في موضوع الإفك ﴿لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾.

أخيرا : لا علاقة لعائشة بحديث الإفك  

1 ـ ليس ما جاء في هذه السورة أدنى علاقة بعائشة . ولو كان لها علاقة بحديث الإفك لنزل ذلك في القرآن صراحة، فقد عهدنا القرآن أكثر اهتماماً بكل ما يخص بيت النبي وأمهات المؤمنين . فقد تحدث عن أمهات المؤمنين وبيت النبي في سورة الأحزاب وفى سورة التحريم وخاطبهن مباشرة في أمور أقل خطراً من ذلك الاتهام المزعوم لعائشة .

2 ـ وملخص الأسطورة التي ذكرها البخاري (الجزء الخامس ص 148، الجزء السادس ص 127) أن النبي كان إذا أراد سفر اقرع بين نسائه فأيهن خرج سهمها خرج بها الرسول معه.وفى غزوة بنى المصطلق كانت القرعة من نصيب عائشة، وأثناء رجوع الجيش افتقدت عائشة قرطها فنزلت تبحث عنه وانطلق الجيش وهم يظنونها داخل الهودج.. ورجعت عائشة فوجدت الجيش قد انطلق فنامت مكانها إلى أن جاء صفوان بن المعطل السلمى فحلمها على جمله وأتى بها إلى المدينة، فاتهمها المنافقون به وغضب منها الرسول إلى أن نزلت فيها آيات سورة النور تعلن براءتها بزعمهم .

3 ـ  أساس الافتراء يبدأ بأكذوبة "أن النبي محمدا كان إذا خرج لغزوة أقرع بين نسائه واصطحب إحداهن.." والقرآن الكريم ينفى أن النبي كان يصطحب معه نساءه في غزواته، فالله جل وعلا يقول للنبي محمد عليه السلام عن خروجه لموقعة (  بدر ) أولى المواقع الحربية :  ﴿كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ..﴾ (الأنفال 5) والبيت يعنى الزوجة ، وفى توضيح أكثر يقول جل وعلا  عن نفس الموقعة : ﴿وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ...﴾ (آل عمران 121) أي خرج النبي عن أهله ، والأهل هم الزوجة والزوجات - لكى يصفّ المؤمنين صفوفا للقتال.إذن لم يكن معه واحدة من نسائه منذ أول غزوة غزاها..

4 ـ وفى غزوة الأحزاب في العام الخامس من الهجرة ، نزلت سورة الأحزاب وفيها الأمر بالحجاب لنساء النبي والأمر حاسم لهن بأن يمكـثـن في البيت ولا يخرجن منه . فى خطاب مباشر قال لهن جل وعلا : ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ﴾ (الأحزاب 33)

 فكيف يأمرهن الله جل وعلا بالبقاء في البيت ويأتي النبي فيصطحـبهن في غزوة بنى المصطلق فيما بعد؟.
اجمالي القراءات 2999

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   Ben Levante     في   الإثنين ٠٣ - أبريل - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[94179]

عائشة وحديث الإفك


كلا الموضوعين في المقال هما من المواضيع الحساسة التي سيء فهما أو استغلت لمآرب أخرى، ولقد شُرحت ووُضحت بشكل علمي، وليس عبر اختراع حكايات أو خرافات للوصول إلى  نتيجة مسبقة أو للثرثرة فقط.



عندي بعض التساؤلات والتعقيبات:



لماذا النساء هن المعنيات وليس الرجال في مسألة الشهادة "رمي المحصنات"؟ أعتقد أن الآية 4 من سورة النور مرتبطة بالآية 2 ، يعني بمسألة الزنى. لذا وفي هذه الحالة لا يمكن وجود زنى دون وجود رجل وأمرأة، فذكر المحصنة يكفي للتعامل مع كل الجوانب (رجل، إمرأة، محصنة)، علاوة على أن رمي النساء وخاصة المحصنات كان له تأثير أكبر بكثير عليهم من تأثير رمي الرجال على الرجال، لذا كان التركيز على النساء مع مراعاة الطرف الآخر ضمنًا وبشكل غير مباشر. لا ننسى هنا أن الآيتين 15 و16 من سورة النساء تعالج الفواحش (الجنسية) الأخرى، وفيها ذكر وجود أربعة شهود أيضًا، وسورة النساء نزلت قبل سورة النور. جدير بالذكر هنا أن العقوبة في آيات سورة النساء لم تكن قاسية كما كان في سورة النور (الجلد).



عندي سؤال بالنسبة للزواج بملك اليمين. هل تبقى هذه الجارية المتزوجة ملكًا لمالكها؟ عبارة آتوهن أجورهن تعني المهر الذي يُدفع للجارية كما فهمت منكم، فماذا عن مالك الجارية؟ هل يأخذ ثمنًا أيضًا إذا غادرت الجارية؟ وماذا يعني إذا أخذ؟ هل تصبح ملك يمين لمن تزوجها؟


2   تعليق بواسطة   Ben Levante     في   الإثنين ٠٣ - أبريل - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[94180]

عائشة وحديث الإفك تابع


تعقيب على اسطورة البخاري وحديث الإفك: تأكيدًا لما جاء في المقال وحسب ما أعلمه من ترتيب نزول سور القرآن، وهذه معلومات من كتب التراث – يعني من شلة البخاري، فسورة الأحزاب والتي جاء في الآية 33 منع نساء النبي من مغادرة البيوت ترتيب نزولها هو 90 بين ترتيب سورة النور التي جاء فيها حديث الإفك في الآية هو 102، فكما ذكرتم كيف يأمر الله النبي باصطحاب زوجاته بعد أن أمرهم بالبقاء في البيوت؟



فكرة أخيرة ليس لها علاقة بالمقال: القرآن نزل دفعة واحدة في ليلة واحدة، يعني أن كل الأمور والتفاصيل التي حصلت كانت مذكورة قبل أن تحصل، يعني أن الله كان يعلم بهذه التفاصيل، لكنه لم يكن مقررًا لها، وإلا لأصبحت العملية برمتها عبارة عن مسرحية كتب السيناريو لها في ليلة القدر، قبل 1400 سنة. أيضًا فإن الرسول لم يكن عند نزولها يعلم بها، وإلا لكان قد أعطاه الله علمًا بالمستقبل. لتقريب ما حدث للفهم: لنتصور أن محتوى القرآن هو عبارة عن معلومات موجودة في قاعدة بيانات (data bank) ومعه برنامج (App) يقوم بالوقت المناسب بالإدلاء بآية كذا أوسورة كذا. عندها يعلم الرسول بها.


3   تعليق بواسطة   د. عبد الرزاق علي     في   الإثنين ٠٣ - أبريل - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[94181]

لفته فكريه صاغها أستاذنا الدكتور أحمد صبحى فى بحثه" قذف المحصنات وحديث الأفك"


لفته فكريه تنويريه صاغها أستاذنا الدكتور أحمد صبحى فى بحثه الهام "قذف المحصنات وحديث الأفك" وذلك للأسباب التاليه والتى تضمنها البحث:



1- أن حديث الافك ليس خاصا بإحدى نساء النبي وانما هو أمر اشترك فيه جماعة من المؤمنين اتهموا جماعة اخرى من المؤمنين اثما وعدوانا . وهذا لا يجوز في اخلاقيات المجتمع المسلم الذى ينزل عليه الوحى القرآني.



2- ولو كان مجتمع المدينة خالياً من المنافقين والذين في قلوبهم مرض ما لحقت بهن الشبهات والاتهامات. والله جل وعلا  دافع عن هؤلاء المحصنات الغافلات المؤمنات ولعن من اتهمهن في شرفهن



3- فى غزوة الأحزاب في العام الخامس من الهجرة ، نزلت سورة الأحزاب وفيها الأمر بالحجاب لنساء النبي والأمر حاسم لهن بأن يمكـثـن في البيت ولا يخرجن منه . فى خطاب مباشر ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ﴾ - فكيف يأمرهن الله جل وعلا بالبقاء في البيت ويأتي النبي فيصطحـبهن في غزوة بنى المصطلق فيما بعد؟



يتضح مما سبق مدى كذب وافتراء واجرام رواة الحديث وفقهاء التراث الذين صوروا مجتمع المدينه وجيل الصحابه وكأنه مجتمع"المدينه الفاضله" التى تخيلها الفيلسوف أفلاطون - والحقيقه هى التى ذكرها القرأن الكريم عن جيل الصحابه وماحدث منهم من الموبقات والفساد رغم أن  رسول الله كان بينهم ونزل عليه الوحى فى زمنهم وبالتالى فليس لهم حجه ولاتقبل أعذارهم.  



4   تعليق بواسطة   سعيد علي     في   الثلاثاء ٠٤ - أبريل - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[94182]

المهاجرات العفيفات بطلات حقيقيات ظلمهن كُتاب التاريخ!


أن يهاجر الرجل فارا بدينه تعتبر بطولة.. أن تهاجر المرأة فارة بدينها لمجتمع غريب و بعيد عن أهلها فهذه بطولة استثنائية.. المهاجرات بين مطرقة عنف قريش و سندان الاتهام بالافك من أهل المدينة.. المهاجرات بطلات عظيمات تجاهلهن كُتاب التاريخ. 



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5118
اجمالي القراءات : 56,904,101
تعليقات له : 5,451
تعليقات عليه : 14,828
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي