مولد سيدهم ( المعراج ) ..!!
مولد سيدهم ( المعراج ) ..!!
مقدمة
1 ـ مصر على حافة الانهيار فى لحظة فارقة فى تاريخها الممتد لآلاف السنين . ومع هذا فهم فى سكرتهم يعمهون منشغلون بمولد ( المعراج ). أنكر المعراج كاتب صحفى فاشتعل المولد نفيرا ونعيقا ونعيرا .
2 ــ أعطى هنا بعض ملاحظات شاهدا على هذا العصر ؛ عصر السقوط .!
أولا :
كنت أول من أعلن فى الملأ إنكار المعراج من ثلاثين عاما بالضبط ، وهذا فى مقال نشرته ( جريدة الأحرار ) . أنقل المقال هنا كما هو ، مع ملاحظة أنه كان يعبر عن مستواى العلمى وقتها :
قال الراوي
الإسراء والمعراج
• تحدث القرآن الكريم عن الإسراء صراحة في قوله تعالي " سبحان الذي اسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير" وحين نزلت هذه الآية المكية لم تكن للإسلام دولة ، ولم يقم المسلمون ببناء المسجد الأقصى بالقدس الذي اكتمل بناؤه في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك ، إذن فالمقصود بالمسجد القصي في الآية الكريمة هو أقصي مسجد ، أي أبعد مسجد.
• وتحدث القرآن الكريم عن الإسراء ضمنا في قوله تعالي عن النبي ورؤيته جبريل " ولقد رآه نزلة أخري عند سدرة المنتهي عندها جنة المأوي إذ يغشي السدرة ما يغشي ما زاغ البصر وما طغي لقد رأي من آيات ربه الكبرى " 53/13: 17
• وفي الموضعين يتحدث القرآن الكريم عن رؤية رآها النبي " لنريه من آياتنا ـ لقد رأي من آيات ربه الكبرى " فالنبي وحده هو الذي رأي رؤيا لا يستطيع البشر تخيلها لأنها خصوصية للنبي وليست إعجازا لتحدي البشر . ولذلك فإن تلك الرؤيا " التي لم يرها البشر " إذا تحدثوا عنها وقعوا في الفتنة يقول تعالي عنها " وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن :17/60"
" والشجرة الملعونة " المذكورة " في القرآن" هي نفسها " سدرة المنتهي" التي ذكرتها سورة النجم في قوله تعالي " ولقد رآه نزلة أخري عند سدرة المنتهي " فالسدرة هي الشجرة " والملعونة " أي بعيدة ، أو التي تبلغ النهاية في الابتعاد . والمقصود أن القرآن تحدث صراحة عن الإسراء في سورة الإسراء وتحدث ضمنا عنه في سورة النجم ، وجعل الحديث من الناس في موضوع الإسراء فتنة لأنهم سيتحدثون بما لا يعلمونه وبما لم يشهدوه . وذلك ما حدث فعلا حين ارتبط حديث الناس عن الإسراء بخرافات يخجل منها كل مسلم عاقل .
• أما المعراج فهو خرافة ينفيه القرآن الكريم لقد وردت كلمة المعراج أو مشتقاتها في القرآن الكريم فيما يخص الملائكة والأمر الإلهي وغير ذلك ، أي أن القرآن استعمل الكلمة بمفهوم الصعود في السماء ، ولكن لم يرد في القرآن مطلقا استعمال تلك الكلمة فيما يخص النبي عليه السلام .
• بل علي العكس فإن القرآن الكريم ينفي أن النبي صعد إلي السماء :
1ـ وسورة النجم نفسها أول دليل ينفي المعراج المزعوم . تبدأ السورة بالحديث عن الوحي القرآني الذي يكفر به المشركون فيقسم رب العزة بالنجم إذا هوي أن محمدا الذي صحبه أهل مكة وعلموا صدقه وأمانته ما ضل وما غوي حين نطق بالقرآن ، وهو ينطق بالقرآن ولا يتكلم من عنده وإنما يتكلم بالوحي القرآني الذي تعلمه من جبريل الذي لم يصعد ، أي في القرآن يثبت العكس لما يؤمن به الناس .
2ـ ولقد طلب المشركون من النبي أن يعرج إلي السماء ورد القرآن عليهم ينفي ذلك قالوا للنبي يسألونه معجزة المعراج " أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقي في السماء ، ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا "17/93
أي طلبوا من النبي أن " يرقي في السماء" أي المعراج وأمره الله أن يقول لهم" سبحان ربي هل كنت إلا بشرا"
3ـ وبسبب الطلب المستمر للمشركين بان تكون للنبي صلي الله عليه وسلم معجزة حسية غير القرآن فإن النبي كان يحزن فقال له ربه " قد نعلم أنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون : 6/ 33 " أي أنهم لا يكذبونك ولكنهم يعرفون إنك علي الحق ويجحدون الحق عنادا ويطلبون المعجزات الحسية عنادا ثم يقول ربه " وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لجمعهم علي الهدي فلا تكونن من الجاهلين "6/35 أي قال له ربه إذا استطعت أن تأتي بسلم وتصعد للسماء لتأتيهم بآية فافعل ذلك ويقول له ربه " فإن استطعت " أي من عندك وبقوتك ، والمفهوم أن الله تعالي يمنع ذلك والنبي بقوته البشرية لا يستطيع أيضا ذلك ولو كان هناك معراج لما قال تعالي للنبي ذلك القول .
4 ـ إنني كلما قرأت الخرافات التي صاغوها في أحاديث تتحدث عن الإسراء والمعراج أضع يدي علي قلبي خوفا من أن يتندر علينا المستشرقون وأعداء الإسلام . والأعجب أنهم ينسبون احدي روايات الإسراء إلي عمر بن الخطاب الذي كان له موقف رافض للرواية الأحاديث ، ثم ينسبون الروايات الأخرى إلي صحابة من الأنصار اسلموا بعد الإسراء وبعد الهجرة مثل حذيفة بن اليمان وأنس وبريدة بن الخصيب وأبي هريرة وابن عباس الذي ولد بعد الإسراء وأسلم عند فتح مكة في العاشرة من عمره .
5 ـ ويقولون أن الله فرض الصلاة في ذلك المعراج مع أن أول سورة في القرآن جاء فيها قوله تعالي " أرأيت الذي ينهي عبدا إذا صلي " إلي أن يقول تعالي للنبي صلى الله عليه وسلم : " كلا لا تطعه واسجد واقترب ". انتهى المقال .
ثانيا :
1 ـ كانت سياسة الأزهر ــ ولا تزال ـ هى عدم الرد على ما أقول لأنهم لا يجدون عندهم ما يقال . صحفى ــ من الذين يخلعون عقولهم ثم يسيرون حُفاة ــ نشر مقالا ناريا فى جريدة المساء الحكومية ، يهاجمنى فى شخصى ويستعدى علىّ الناس .
2 ـ طلب منى الاستاذ عادل حمودة أن أكتب مقالا عن الاسراء والمعراج ، وكنت معتادا وقتها أن أكتب لروز اليوسف . إذكر أننى كتبت بحثا ، ولكن تأخرت فى إرساله اليه . وضاع بعدها .
3 ـ فى أمريكا نشرت الكثير ، منه كتاب عن أن ليلة الاسراء هى ليلة القدر ، ومنها عن أن المسجد الأقصى ليس فى القدس ولكن فى جبل الطور . ثم عندما أطلقنا قناتنا على اليوتوب خصصنا حلقات كثيرة عن الاسراء والمعراج لا أتذكر عددها بالضبط ، وهى تبدا بالحلقة 349 من برنامج (لحظات قرآنية ) ، وهذا هو رابط الحلقة الأولى :
https://www.youtube.com/watch?v=hMkYQ-jzQyg
ثالثا
1 ـ الفاطميون أنشأوا الأزهر قلعة حكومية رسمية لنشر التشيع الاسماعيلى . ثم عطّله صلاح الدين الأيوبى وظل معطلا الى أن أحياه السلطان المملوكى الظاهر بيبرس ، واصبح ضمن مئات المساجد الأهلية غير الرسمية التى تجمع بين العبادة ودروس العلم ، وكانت مساجد المماليك هى الأكثر شهرة بسبب الأوقاف المملوكية ( الأهلية )المُرصدة عليها بينما تعيّش طلبة الأزهر من الأوقاف الخيرية القليلة . أصبحت مصر ولاية عثمانية فاندثرت الأوقاف المملوكية وتوارت الى الظّل المؤسسات المملوكية التى كانت شهيرة ، وبقى الأزهر تنفق عليه الأوقاف الخيرية . ثم أصبح الوحيد الذى يستقبل ابناء الفلاحين الهاربين من الظلم . المهم أن الأزهر فقد مكانته الرسمية التى كانت فى العصر الفاطمى ، وتحول فى العصرين المملوكى والعثمانى الى ما نسميه الآن بالجمعية الأهلية ، بلا صفة رسمية . ولكن أصبح له نفوذ شعبى بوقوف شيوخه ضد الحملة الفرنسية ، ثم فى تعيين الوالى محمد على ، وهو الذى أبقاه بعيدا عن المشاركة فى النهضة التعليمية التى أسسها فى مصر . ولكن تكفلت الأوقاف الخيرية بانتعاش دور الأزهر التعليمى فتأسست له معاهد ثم كليات . جاء عبد الناصر فقام ب ( تأميم ) الأزهر وجعله حكوميا ليواجه الاخوان المسلمين وليكتسب به شهرة فى ( العالم الاسلامى ) . وحدثت تطورات هائلة فى ( الأزهر الحكومى ) تحت حكم العسكر . خصوصا فى صراع العسكر مع الاخوان وجماعاتهم المختلفة ما ظهر منها وما بطن . الاخوان شؤم عظيم لمصر لا يقل بأى حال عن شؤم العسكر ، وفى الصراع المستمر بينهما ينتصر العسكر بدولتهم العميقة ــ والأزهر أهم مراكز تلك الدولة العميقة ، ورد الفعل لانتصار العسكر هو زيادة نفوذ الأزهر وانتشار دينه . وهذا هو الذى يحدث الآن ، خصوصا بعد الضربة الهائلة التى تعرض لها الاخوان .
2 ـ قلنا فى مقال سبق إنه ( تمخّض جبل عبد الناصر فولد فأرا هو السيسى ) . هذا السيسى يحتاج الى أن ينشغل الناس ـ عن سرقاته وإجرامه ـ بفرقعات تحتل العناوين فى الأخبار وفى السوشيال ميديا . منها سجالاته المعلنة مع المسكين شيخ الأزهر ، ومنها أن يثير عملاؤه من الاعلاميين قضايا جدلية . إزداد هذا فى الشهور الأخير التى حملت أخبارا عن خلاف بين السيسى وقادة جيشه . أكبر عميل للسيسى بين الاعلاميين ( كبيرهم الذى علمهم السحر ) يتفنن فى هذا . وآخر فرقعاته هى تكذيبه للمعراج ، وهذا حقُّ يُراد به باطل . هو حق أكّدناه سابقا ، ولم يهتم بنا أحد . لكنهم جعلوها الآن فرقعة .
3 ـ وهذه الفرقعة كشفت المستور . فالمعارضون للسيسى فى السوشيال ميديا أظهروا حقيقتهم وعداءهم لحرية الفكر والدين ، وابانوا عن دينهم السنى الوهابى ، مع أن بعضهم يؤكد أنه ليس من الاخوان . ينسى أن الاخوان ليسوا مجرد التنظيم ولكنه الثقافة والدين السنى المناقض للاسلام ، وهو ما نواصل إثباته لهم دون جدوى . هم كما قال جل وعلا ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) الأنفال ).
4 ـ نصب أعوان السيسى مولد ( سيدهم المعراج )، وتبارى الشيوخ وغير الشيوخ فى تأكيد الايمان بأكاذيب ومفتريات المعراج وبخرافات الرواة عن الاسراء . معرفتهم بالاسلام لا تزيد كثيرا عن معرفة دونالد ترامب بقريتى ( ابوحريز مركز كفر صقر شرقية ) .!
5 ـ كنا فيما سبق نستطيع التمييز بين البقر الأزهرى والبقر المستورد . الآن كما قال قوم موسى : ( إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا ) .!!
أخيرا
آه يا بقر..!!
اجمالي القراءات
6474
لفتني الحديث عن الآحاد الذين نسبت لهم روايات المعراج ....وأضيف أن رواية المعراج وتخاريف الإستفتاح عند كل سماء هي رواية موجودة في الدين الزرادشتي ...بمعنى أن اللاهوتيين الفُرس الذين دخلوا الإسلام أدخلوا خلفياتهم الدينية والثقافية فيه...ومن المؤسف أن نرى من يدافع عن تلك الخرافات....
أحب أن عقّب حول شرحك لمعنى { لعن} وأعتقد أنك أصبت فيه يا دكتور .....لأن اللام في الفعل {لعن} زائدة كما في { سوف لسوف, إنه لأنه } وهي تعبر عن { اجمالٍ و شمولية } ..وبالتالي { ل عن } واسمه { لعنة} يعني شمولية { عن } للشيء المذكور ...تحياتي.