غرور البشر ..الى متى ؟
القاموس القرآنى : الغرور
مقدمة :
المفهوم عندنا أن ( الغرور / المغرور ) مرتبط بالفخر والخيلاء والتكبر . هذا يأتى معناه فى مصطلحات قرآنية مثل ( فرح ، مرح ، مختال ، فخور ). أما ( الغرور ) فمعناه مختلف فى القرآن الكريم . نتعرف عليه هنا :
أولا : الغُرور ( بضم الغين )
( غُرور الدنيا ) : خداع الحياة الدنيا بمظاهرها
1 ـ ما على الأرض من زينة هو إختبار للناس ، أيهم سيقع فريسة لها ، و من سيرتفع عن عبادتها والهوس بها . وفى النهاية ستتدمر الأرض بزينتها . قال جَل وعلا :( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (7) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً (8) الكهف )
2 ـ لذا جاء الوعظ الالهى خطابا مباشرا للنبى محمد عليه السلام ألّا يتطلع الى زينة الدنيا وأصحابها المترفين ، وأن يُلزم نفسه بأصحابه المؤمنين الفقراء ، قال له ربه جل وعلا :
2 / 1 : ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (28) الكهف )
2 / 2 : ( وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131) طه )
3 ـ وجاء الوعظ لنا بأن:
3 / 1 : زينة الحياة الدنيا ( من المال والبنون ) فانية ، أما الذى يبقى فهو العمل الصالح ، قال جل وعلا :( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً (46) الكهف ).
3 / 2 : متاع الحياة الدنيا ليس سوى غرور وخداع ، قال جل وعلا :
3 / 2 / 1 : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) آل عمران )
3 / 2 / 2 : (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (20) الحديد ) وبدلا من التسابق على متاع زائل يجب أن يكون على الخير وعمل الصالحات ، قال جل وعلا فى الآية التالية : ( سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21) الحديد )
4 ـ وتكرّر الأمر بالابتعاد عمّن ( غرتهم ) الحياة الدنيا مع التذكير بما ينتظرهم من سوء المصير . قال جل وعلا :
4 / 1 : (وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ) ( الأنعام 70)
4 / 2 : ( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130) الانعام )
5 : ( غرّتهم / غرّتكم الحياة الدنيا ) :فى غرورهم بالدنيا وتكالبهم عليها نسوا رب العزة جل وعلا وجحدوا بآياته واتخذوها هزوا. وفى اليوم الآخرة سيقال لهم إن الله جل وعلا نساهم لأنهم نسوا الآخرة .قال جل وعلا :
5 / 1 : عن يوم العرض على الله جل وعلا : ( وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (34) ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمْ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (35) ( الجاثية 35)
5 / 2 : وهم فى النار : ( وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنْ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50) الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ )(الأعراف51 ).
6 ـ من عجائب كوكب المحمديين إدمان الحكام المستبدين بالمواكب ، الى درجة غرامهم بالتظاهر بافتتاح مشروعات وهمية ، يأتى فى موكب هائل الى حيث يوجد حائط مكتوب عليه إسم المشروع و تمجيد المستبد ، فيقص الشريط أمام الكاميرات وسط التهليل والتكبير ، ثم يعود به نفس الموكب ، وبهذا حقّق المراد ، وهو الموكب ، أما المشروع فهو الى نسيان ، و يتكرر إفتتاح نفس المشروع ، والموكب وقصّ الشريط ، والتهليل والتكبير ، ففى كوكب المحمديين كل شىء فيه يُنسى بعد حين . إنه الافتتان بالمواكب والمشروعات الوهمية التى تتكلف البلايين من أموال المستضعفين . التعبير القرآنى عن هذه المواكب هو ( تقلّبهم فى البلاد ) ، إذ كان للملأ الكافرين وقت نزول القرآن الكريم مواكب مُبهرة خادعة ، فقال رب العزة جل وعلا للنبى محمد عليه السلام : ( فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ ) ( غافر 4 )(لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلادِ )( مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197) ( آل عمران 196 : 197 ) . وذكر رب العزة موكب قارون ونهايته حين خرج فى موكبه على قومه فى زينته (القصص 76 : 83 )
7 ـ المنافقون فى المدينة وضعاف الايمان حقدوا على المؤمنين بعد انتصار بدر فقالوا :( غَرَّ هَؤُلاءِ دِينُهُمْ ) (49) الانفال )، وحين حوصرت المدينة فى موقعة الأحزاب قالوا :( مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا )( الأحزاب 12 ). ولكنهم هم الذين غرّهم الشيطان .! . ويوم القيامة سيكون بينهم وبين المؤمنين سور ، باطنه ناحية المؤمنين رحمة ، ومن ناحيتهم عذاب ، والأسباب كثيرة منها أنهم ( غرّتهم الأمانى ) وغرّهم بالله جل وعلا الشيطان ( الغرور ) . هذا جاء فى قوله جل وعلا : ( يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمْ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14) الحديد )
8 ـ نزلت هذه الآيات فى مكة والمدينة ، ولكن أخطر المنافقين ــ وهم الذين مردوا على النفاق ــ سرعان ما تصدروا المشهد بعد موت النبى محمد عليه السلام ، وصاروا الخلفاء من بعده ، فأسّسوا الكفر العملى بالاسلام بالفتوحات الظالمة ، ثم تنازعوا حول ثرواتها فتحاربوا فيما يُعرف بالفتنة الكبرى . هناك من يتسابق سلميا حول متاع الدنيا وزينتها ، وهناك أكابر المجرمين الذين يتصارعون حول حُطام الدنيا فيسفكون الدماء ويسلبون الأموال ويسترقون الأبرياء . هذا ما فعله شياطين الانس : أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير ومعاوية وعمرو بن العاص ..الخ .. ومن كان قبلهم ، ومن جاء بعدهم . يجمعهم أنهم عبدوا الشيطان الذى غرّهم بالدنيا ، فأنساهم الله جل وعلا واليوم الآخر . عليهم لعنة الله جل وعلا والملائكة والناس أجمعين .
9 ـ ندخل على :
الشيطان و ( غُرور ) أى خداع البشر
1 ـ بدأ إبليس بخداع آدم وزوجه فجعلهما يأكلان من الشجرة المحرمة ، فأهبطهما رب العزة جل وعلا من الجنة البرزخية الى الأرض المادية . قال جل وعلا : ( وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنْ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) الاعراف )
2 ـ وواصل الشيطان خداع و( إغراء ) بنى آدم ، يوحى اليهم ويوسوس لهم بوعود وأمانى كاذبة ، موجزها العصيان ودخول الجنة بالشفاعات . قال جل وعلا :
2 / 1 : ( وَمَنْ يَتَّخِذْ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً (120) النساء )
2 / 2 : ( وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً (64) الاسراء ).
2 / 3 : ومن ذلك أنه أوحى اليهم بأن النار لن تمسهم سوى أيام معدودة ، وآمنوا بهذا وإغتروا به . قال جل وعلا : (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ)(ال عمران 24 )
2 / 4 : فى كل ما سبق فإن غرور الشيطان وخداعه يجعل الانسان يتطاول على ربه جل وعلا الذى خلقه فسوّاه فعدله . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6 ) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)(الأنفطار ) .
3 ـ نحن لا نرى الشيطان ، ولكنه يرانا ( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ ) (27) الأعراف )، لذا يستعين الشيطان بأعوانه الذين يقنعون العوام بأن الجثث البالية هى آلهة تنفع وتضر ، وللشيطان أعوان يوحى اليهم ، بأحاديث لا يُقال إنها من عند الشيطان ، ولكن يزعمون أنها وحى إلاهى ، فيصدقها ويؤمن بها العوام . ولذا فإن كبار أعوان الشيطان هم :
3 / 1 : الذين يذيعون وحيه على أنه وحى إلاهى . هم أعداء الأنبياء اصحاب الوحى الالهى الحقيقيى . وحيهم الشيطانى هو ( غُرور ) شيطانى مزخرف . قال جل وعلا : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) الانعام ). وهذه الأحاديث الشيطانية تجد من يصغى اليها ويرضاها ويقترف الموبقات إعتمادا عليها ، قال جل وعلا فى الآية التالية : ( وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) الأنعام ).
3 / 2 : الذين ينشرون الاعتقاد فى الجثث والجيف البشرية البالية ؛ يزعمون أن لها قدرة إلاهية على النفع والضرر فى الدنيا والآخرة . وترى الرّعاع والعوام من أتباعهم يتقاطرون على القبور المقدسة و ( الأعتاب المقدسة ) ضارعين راكعين ساجدين . كل ذلك بسبب وعود الشيوخ والأئمة لهم بالغرور من الوعد . قال جل وعلا يعظهم بمنهج عقلى :
3 / 2 / 1 : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّنْهُ بَلْ إِن يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضًا إِلاَّ غُرُورًا ) ( 40 ) فاطر )
3 / 2 / 2 : (أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَكُمْ يَنصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنْ الْكَافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ (20) الملك )
ثانيا : الغًرور ( بفتح الغين )
هذا وصف للشيطان إذ يعد الناس خداعا . الله جل وعلا يعد الوعد الحق ، والشيطان الغرور المخادع يعد الناس بالباطل . قال جل وعلا واعظا مُحذّرا :
1 ـ ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5) إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) فاطر )
2 ـ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33) لقمان )
3 ـ ويوم القيامة سيتبرأ الشيطان من أتباعه وهم معه فى النار ، يعترف لهم أنه خدعهم ، إلا إنه لم يُجبرهم على تصديقه ، لذا عليهم أن يلوموا أنفسهم لا أن يلوموه : ( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) ابراهيم ).
أخيرا :
1 ـ متى يؤمن المحمديون بهذا القرآن الكريم ؟ نخشى عليهم من قوله جل وعلا : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37) فاطر ).
2 ـ ودائما : صدق الله العظيم .!
اجمالي القراءات
3817
تكررت الآية70 من سورة الأنعام مع فقرتها