الفصل الخامس : التساوى بين الذكر والأنثى في : ( النفس ) ( 1 من 2 )
الفصل الخامس : التساوى بين الذكر والأنثى في : ( النفس ) ( 1 من 2 )
كتاب ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السُّنّى الذكورى ) : الباب الأول : لمحة عامة
الفصل الخامس : التساوى بين الذكر والأنثى في : ( النفس ) ( 1 من 2 )
مدخل : فض الاشتباك بين مصطلحى ( النفس والمرء )
1 ـ يأتيان بنفس المعنى فى الدلالة على الذكر والأنثى فى قوله جل وعلا : ( كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) الطور ) ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) المدثر )
2 ـ ( المرء ) يعنى الشخص بالنفس فى داخله . ويوم القيامة تكون النفس بلا جسدها الذى فنى ، وقد حيل بين النفس وجسدها . قال جل وعلا : ( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) الانفال ). ( القلب ) و ( الفؤاد ) و ( ذات الصدور ) من مرادفات النفس .
3 ـ يوم القيامة يكون تزاوج بين النفس وعملها ، إذ تحمل النفس عملها . قال جل وعلا :
3 / 1 : ( قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (31) الانعام )
3 / 2 : ( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25) الانعام ).
3 / 3 : هنا يكتسب الشخص يوم القيامة مصطلح المرء ليدل على الذكر والأنثى معا ، كقوله جل وعلا : ( إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا (40) النبأ ).
4 ـ ويأتى ( المرء ) يعنى الذكر ثم الأنثى فى قوله جل وعلا عن يوم الحشر : ( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) عبس ). كلمة ( المرء ) الأولى تدل على الذكر ، والثانية تدل على الذكر والأنثى .
5 ، ومثل مصطلح ( النفس ) يأتى مصطلح ( المرء ) يدل على الذكر والأنثى بلا تمييز كقوله جل وعلا :
5 / 1 : ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ) (102) البقرة )
5 / 2 : ( يَسْتَفْتُونَكَ قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنْ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالاً وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (176) النساء )
5 / 3 : ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنْ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) النور)
فض الاشتباك بين مصطلحى ( النفس والروح )
1 ـ خطأ شائع وهائل ويدُلُّ على الفجوة بين المحمديين والاسلام ، وهو إعتقادهم بأن الانسان جسد داخله روح . حملت الأديان الأرضية هذا الوزر ، وتوارثه وتشبع به المحمديون . وترسخ عندهم أن الله جل وعلا نفخ من روحه فى آدم ، وبالتالى فإن فى آدم قبسا من روح الله ، أى من ذات الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . وهذا ما نفاه جل وعلا فى قوله : ( وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءاً إِنَّ الإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (15) الزخرف ) ، وهذا هو الذى جعل اليهود والنصارى يزعمون أنهم ( أبناء الله وأحباؤه ) وجاء الردُّ عليهم فى قوله جل وعلا : ( وَقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ (18) المائدة ).
صلة هذا بموضوعنا عن الذكورة والأنوثة والزوجية أنه جل وعلا ليس كمثله شىء ( فَاطِرُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنْ الأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (11) الشورى ) . كل المخلوقات أزواج من أحياء وجمادات ومادة وطاقة ، ولكن الخالق جل وعلا هو وحده الذى ليس كمثله شىء ، فهو كما قال جل وعلا : ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (4) ).
2 ـ الانسان مخلوق من نفس وجسد ، وليس من روح وجسد . وسيأتى التفصيل عن ( النفس ) لاحقا . ولكن نتوقف مع معنى ( الرُّوح ) لنفُضّ هذا الاشتباك المُدمّر بينه وبين النفس البشرية .
3 ـ ( الروح ) هو ( جبريل ) . وهو الذى يحمل الأمر الالهى فى تدبير هذا العالم . ولأنه غيب برزخى فلا نعلم عنه سوى ما جاء به القرآن الكريم . وسئل عنه خاتم النبيين فنزلت الاجابة : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (85) الاسراء ).
4 ـ خلق الله جل وعلا السماوات والأرض ، لهما بداية ونهاية . ثم سيتم تدميرهما ويأتى اليوم الآخر . أى نحن فى هذه الدنيا فى ( اليوم الأول ) المؤقت . أما اليوم ( الآخر ) فهو يوم لقاء الخالق جل وعلا حين يجىء الخالق جل وعلا والملائكة صفا صفا : ( كَلاَّ إِذَا دُكَّتْ الأَرْضُ دَكّاً دَكّاً (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً (22) الفجر ) . عند قيام الساعة ستتدمر السماوات والأرض المؤقتة الحالية وستتبدّل بسماوت خالدة وأرض خالدة ، وسيبرز الناس للقاء رب العالمين : ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) ابراهيم ) . اليوم الآخر خالد بجنته وناره . أما هذا اليوم الدنيوى فهو محدد بزمن ، وله ( اجل مسمى ) : ( اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2) الرعد ). نحن فى اليوم الدنيوى نتمتع بحرية الفعل والقول والطاعة والمعصية ، ويأتى اليوم الأخر بيوم الحساب والخلود فى الجنة أو النار .
صلة هذا بجبريل والملائكة فى الآتى :
4 / 1 : إن الله جل وعلا هو الذى يدبّر هذا الكون بجبريل والملائكة . ( إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ )(3) يونس ) والاتصال فى هذا التدبير من السماوات والأرض واليه جل وعلا يكون بزمن قال عنه جل وعلا : ( يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) السجدة ).
4 / 2 : أما مدة هذا اليوم الدنيوى من بداية الخلق الى قيام الساعة فهو خمسون ألف سنة بالحساب والزمن الالهى . وخلاله يحمل جبريل والملائكة هذا الكون الى نهاية هذا اليوم الدنيوى ــ الى لقاء الله جل وعلا يوم يقوم الناس لرب العالمين . قال جل وعلا : ( مِنْ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) المعارج ). ولنقرأ الآيات فى سياقها لنتعظ . قال جل وعلا : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنْ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً (6) وَنَرَاهُ قَرِيباً (7) يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9) وَلا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً (10) يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ (13) وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ (14) كَلاَّ إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18) المعارج )
4 / 3 : فى ( اليوم الآخر ) يقول جل وعلا عن الروح جبريل والملائكة معه : ( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفّاً لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً (38) النبأ ).
5 ـ وظائف الروح جبريل ومن معه من الملائكة :
5 ـ هناك نوعان من القضاء والأمر :
5 / 1 : القضاء والأوامر المتعلقة بالوحى والتشريعات كقوله جل وعلا : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً )(23)الاسراء ). ونزل جبريل الروح بالوحى والتشريع بالكتب الالهية . وفى هذا السياق قال جل وعلا عن القضاء بالوحى القرآنى الذى كان يتنزل على خاتم النبيين عليهم السلام : ( فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً (114) طه )
5 / 2 : القضاء والأوامر بالخلق والحتميات المكتوبة ، كقوله جل وعلا : ( هُوَ الَّذِي يُحْيِ وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (68) غافر ) ( بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117) البقرة ). ونزل ويتنزل جبريل الروح بالقضاء والأمر الخاص بالخلق ، ومنه خلق عيسى بدون (أب ) . وفى هذا السياق عن خلق عيسى عليه السلام وردت الاشارة الى أنه جل وعلا إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون : ( إِذْ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنْ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) آل عمران ) ( ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35) مريم ).
5 / 3 : ويتنزل جبريل الروح بالقضاء والأمر الخاص بالحتميات ، ومنها حتمية الموت فى الزمان المحدد سلفا ، يقول جل وعلا عن ( القضاء بالموت ) : ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ) (42) الزمر ).
5 / 4 : ويقول جل وعلا عن ( ليلة القدر ): ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) القدر 4 ). فهى الموعد السنوى لنزول الروح جبريل بحتميات الميلاد والموت والرزق والمصائب ، وهى نفس الليلة التى نزل فيها القرآن الكريم مكتوبا مرة واحدة فى قلب النبى محمد عليه السلام .
6 ـ ندخل بهذا فى وظائف الروح جبريل :
6 / 1 : نفخ النفس :
6 / 1 / 1 : فى آدم المخلوق بلا أب ولا أم . قال جل وعلا :
6 / 1 / 1 / 1 : (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) الحجر ). ( إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) ص ). الياء فى ( روحى ) هى (ياء الملكية ) مثل ( قلمى وسيارتى ).
6 / 1 / 1 / 2 : ( ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ) (9)السجدة )، ( الهاء ) فى ( روحه ) هى ( هاء الملكية ) مثل ( قلمه وسيارته )
6 / 1 / 2 : نفخ النفس فى خلق عيسى بدون أب .
6 / 1 / 2 / 1 : قال جل وعلا عن التشابه بين خلق آدم والمسيح المسيح : ( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) آل عمران ). فى الحالتين نزل الروح يحمل الكلمة الالهية ( كُن ) ف ( كان ).
6 / 1 / 2 / 2 : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذْ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنتَ تَقِيّاً (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيّاً (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُنْ بَغِيّاً (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْراً مَقْضِيّاً (21) مريم ). هذا عن مقابلة الروح جبريل ــ حين تجسد بشرا ــ للعذراء مريم ، وحمل لها كلمة ( كّن ) ف ( كان أمرا مقضيا) ، أى أمر وقضاء بالخلق .
6 / 1 / 2 / 3 :(وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (91)الأنبياء)
6 / 1 / 2 / 4 : ( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا ) (12) التحريم ). ( نا ) فى ( روحنا ) تعنى ( الملكية ) مثل ( قلمنا) و ( مكتبنا )
6 / 1 / 2 / 5 : ( إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ) (171) النساء ). بسبب خصوصة عيسى فهو يحمل وصف ( الروح ) و ( الكلمة " كُن " ).
6 / 2 : النزول بالوحى :
6 / 2 / 1 ـ للأنبياء جميعا . قال جل وعلا :
6 / 2 / 1 / 1 : ( يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ (2) النحل )
6 / 2 / 1 / 2 : ( يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِي (15) غافر ).
6 / 2 / 2 : النزول بالوحى القرآنى . قال جل وعلا عن القرآن الكريم :
6 / 2 / 2 / 1 : ( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102)النحل )
6 / 2 / 2 / 2 ( وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) الشعراء ).
6 / 2 / 2 / 3 : وعن جبريل الروح الذى نزل بالوحى القرآنى : ( قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) البقرة )
6 / 2 / 2 / 4 : عن وصف القرآن بالروح ( مثل وصف المسيح ) بسبب الصلة بالروح جبريل : ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا ) (52) الشورى )
6 / 3 : الروح : روح القدس فى ( تثبيت ) المؤمنين :
6 / 3 / 1 : للمسيح :
6 / 3 / 1 / 1 : (وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ )(87) البقرة ) ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً )(110) المائدة )
6 / 3 / 1 / 2 : للمؤمنين : ( أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) (22) المجادلة )
7 ـ بعد انتهاء الحساب ، يقول جل وعلا عن الملائكة : ( وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )(75) الزمر )
8 ـ وقد يسأل أحدهم عن الملائكة ؛ هل تسرى عليهم الزوجية ذكرا وأنثى . واقول نعم :
8 / 1 : فهو قانون عام فى المخلوقات كلها .
8 / 2 : إبليس كان من الملائكة من الملأ الأعلى ، فلما رفض السجود لآدم طرده الله جل وعلا من السماوات : ( ص :(69): (74) ) ، فكان أى اصبح من الجن . ( كان ) تأتى أحيانا بمعنى ( صار / اصبح ) كقوله جل وعلا عن أبليس :
8 / 2 / 1 :( فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (34) البقرة )
8 / 2 / 2 : وعن الصيام ( أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ )(184) البقرة ) .
8 / 2 / 3 : وعن الحج ( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ) (196) البقرة ) .
8 / 3 : ولابليس ذرية . قال جل وعلا : ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً (50) الكهف ).
8 / 4 : نحن لا نعرف عن روح الله جبريل إلا القليل الذى جاء عنه فى القرآن الكريم . نتذكر قوله جل وعلا : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (85) الاسراء ).
9 ـ ( صدق الله العظيم ) و ( كذب وحى الشياطين ) .!
اجمالي القراءات
2814