قبيل القضاء على ثورة محمد النفس الزكية :
مسلسل الحُمق في ذرية (على بن أبى طالب ) : ثورة محمد النفس الزكية عام 145 ( 3 )

آحمد صبحي منصور Ýí 2020-10-22


مسلسل الحُمق في ذرية (على بن أبى طالب ) : ثورة محمد النفس الزكية عام  145 ( 3 )

 قبيل القضاء على ثورة محمد النفس الزكية

صفة الجيش العباسى

1 ـ قائد الجيش العباسى هو ولى العهد عيسى بن موسى كان عمره 43 عاما وقتها، وكان معه محمد ابن الخليفة أبى جعفر المنصور.

المزيد مثل هذا المقال :

2 ـ تكوّن جيشه من أربعة آلاف جندي مع عدد من القواد الخراسانيين منهم داود بن كراز ، والقائد العربى حميد بن قحطبة الطائى ، ومعهم المال والخيل والبغال والسلاح والمؤن  .   

تحرك الجيش

1 ـ قبل وصول الجيش الى المدينة أقام كثير بن حصين العبدي معسكرا بخندق في ( فيد ) ، وانتظر مجىء عيسى بن موسى . 

2 ـ نزل عيسى بقصر سليمان بالجرف صبيحة اثنتي عشرة من رمضان سنة خمسة وأربعين ومائة يوم السبت ، فأقام يوم السبت ويوم الأحد ، وغدا يوم الاثنين حتى استوى على سلع ، فنظر إلى المدينة وإلى من دخلها وخرج منها ، وحاصر جوانبها كلها بالخيل والرجال ، إلا ناحية مسجد أبي الجراح ، وهو على بطحان ، فإنه تركه لخروج من هرب من أهل المدينة.

الإجراءات الأولى قبل المواجهة الحربية

1 ـ كان الخليفة أبو جعفر قد أمر عيسى بأن يكتب اليه أسماء من يأتيه من آل أبى طالب مفارقا محمدا النفس الزكية، ومن لا يأتيه منهم يصادر أمواله .  

2 ـ وهو في ( فيد ) أرسل عيسى بن موسى برسائل من أبى جعفر المنصور تحمل أموالا في أكياس حرير ، للكبار من أهل المدينة ليشترى ولاءهم ، ونجحت هذه الطريقة في إنفضاض كثيرين عن محمد ، وعرف محمد بهذا فحبس في القيود جماعة منهم وضربهم ، وظلوا في الحبس الى أن إنتصر عيسى بن موسى فأطلقهم .

إعطاء الأمان لمحمد ومن معه

تقول الروايات أن عيسى بن موسى عرض الأمان مرارا على محمد ومن معه :

1 ـ دعوة حملها القاسم بن الحسن بن زيد إبن عم محمد :(  لما قرب عيسى أرسل إلى محمد القاسم بن الحسن بن زيد يدعوه إلى الرجوع عما هو عليه ويخبره أن أمير المؤمنين قد آمنه وأهل بيته ، فقال محمد للقاسم : " والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربت عنقك .." )   

2 ـ  يقول أحدهم : ( قدمنا مع عيسى فدعا محمدا ثلاثا ، الجمعة والسبت والأحد )

3 ـ (  لما عسكر عيسى أقبل على دابة ، يمشي حواليه نحو من خمسمائة ، وبين يديه راية يُسار بها معه ،  فوقف على الثنية ونادى : " يا أهل المدينة، إن الله قد حرم دماء بعضنا على بعض ، فهلموا إلى الأمان ، فمن قام تحت رايتنا فهو آمن، ومن دخل داره فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن ، ومن ألقى سلاحه فهو آمن  ، ومن خرج من المدينة فهو آمن،  خلوا بيننا وبين أصحابنا ، فإما لنا أو له . " .. فشتموه وأقذعوا له، وقالوا : يا إبن الشاة ، يا إبن كذا يا إبن كذا . فانصرف يومه ذاك وعاد من الغد ففعل مثل ذلك ،  فشتموه ، فلما كان اليوم الثالث أقبل بما لم أر مثله قط من الخيل والرجال والسلاح فوالله ما لبثنا أن ظهر علينا ونادى بالأمان فانصرف إلى معسكره. )

 4 ـ (  لما التقينا نادى عيسى بنفسه : " أيا محمد ، إن أمير المؤمنين أمرني ألا أقاتلك حتى أعرض عليك الأمان ،  فلك عليّ نفسك وأهلك وولدك وأصحابك ، وتُعطى من المال كذا وكذا ، ويقضى عنك دينك ، ويفعل بك ويفعل .."  فصاح محمد : إلهُ عن هذا ، فوالله لو علمت أنه لا يثنيني عنكم فزع ولا يقربني منكم طمع  .")

5 ـ كان في جيش عيسى عشرة من شيوخ بنى هاشم وبنى أبى طالب ، بعث بهم الى محمد  يحملون الأمان له . قال لهم : " انطلقوا إلى القوم فادعوهم وأعطوهم أمانا " .. يقول الراوى وهو واحد منهم : (  فخرجنا حتى جئنا سوق الحطابين ، فدعوناهم فسبونا ورشقونا بالنبل ، وقالوا : "هذا ابن رسول الله معنا ، ونحن معه." ،  فكلمهم القاسم بن الحسن بن زيد فقال : " وأنا ابن رسول الله وأكثر من ترون بنو رسول الله ، ونحن ندعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه وحقن دمائكم والأمان لكم " ، فجعلوا يسبوننا ويرشقوننا بالنبل ، فقال القاسم لغلامه : " القط هذه النبل " فلقطها ، فأخذها قاسم بيده،  ثم دخل بها إلى عيسى . فقال : ..انظر ما صنعوا بنا " ) فأرسل عيسى بن حميد قحطبة في مائة  .. 

6 ـ ( وقف القاسم بن الحسن ورجل معه من آل أبي طالب على رأس ثنية الوداع ، فدعوا محمدا إلى الأمان ، فسبهما ، فرجعا ..)

7 ـ ردّا على عروض الأمان من عيسى أرسل محمد إلى عيسى برسالة تقول : " يا هذا إن لك برسول الله قرابة قريبة وإني أدعوك إلى كتاب الله وسنة نبيه والعمل بطاعته وأحذرك نقمته وعذابه، وإني والله ما أنا بمنصرف عن هذا الأمر حتى ألقى الله عليه ، فإياك أن يقتلك من يدعوك إلى الله فتكون شر قتيل أو تقتله فيكون أعظم لوزرك وأكثر لمأثمك " ، فأرسل هذه الرسالة مع إبراهيم بن جعفر فبلغه فقال : " ارجع إلى صاحبك فقل له : "ليس بيننا إلا القتال . " ) . محمد النفس الزكية لا يزال في حُمقه سادرا يخاطب غريمه خطابا كهنوتيا يجعل نفسه داعيا الى الله جل وعلا ، وهو يطلب الدنيا بسفك الدماء دون جدارة سياسية أو حربية .

8 ـ وحتى بعد هزيمة محمد عرض عليهم عيسى الأمان، تقول الرواية : ( وبعث عيسى بألوية، فوضع على باب أسماء بنت حسن بن عبد الله واحد وعلى باب العباس بن عبد الله بن الحارث آخر وعلى باب محمد بن عبد العزيز الزهري آخر وعلى باب عبيد الله بن محمد بن صفوان آخر وعلى باب دار أبي عمرو الغفاري آخرا . وصاح مناديه : " من دخل تحت لواء منها أو دخل دارا من هذه الدور فهو آمن ". )

تطورات المواجهة الحربية :

1 ـ حاصر عيسى المدينة ، وزّع قوّاده على أنقاب المدينة وأركانها ، وقاد هو فرقة للرماة بالنشاب والمقاليع . ( المجانيق ) ، واستمر ضربها ساعة .

2 ـ كان محمد قد حفر خندقا ، فشهد هذا الخندق عمليات عسكرية . فلم يكن مانعا من ضربات النشاب وأحجار المقاليع . أمرهم عيسى فطرحوا حقائب الإبل في الخندق فجازت الخيل ، فالتقوا عند مفاتح خشرم فاقتتلوا حتى كان العصر. وتقدم حميد بن قحطبة في مائة رجل بالنشاب واشتبكوا مع جنود محمد في قتال استمر من الصباح الى العصر.

3 ـ وتقول رواية ان القتال استمر ثلاثة أيام  ، وكان مع محمد نفر من بنى شجاع من قبيلة جهينة، قاتلوا بضراوة حتى قُتلوا .  

الطابور الخامس للعباسيين داخل المدينة

1 ـ انضمّ بنو ابى عمر من قبيلة غفار  ( سرّا ) الى العباسيين ، ففتحوا طريقا سريا لجيشهم فهاجموا جيش محمد من الخلف .  

2 ـ ( وأمرت أسماء بنت حسن بن عبيد الله بن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب ــ وكانت تحت عبد الله بن حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس ــ بخمار أسود ، فنُصب على منارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رأى ذلك أصحاب محمد تنادوا : " دُخلت المدينة . " ، وهربوا . ) هذه إمرأة من بنى العباس متزوجة من ابن عمها ، وقد رفعت علم بنى العباس على منارة المسجد ، فتوهّم أصحاب محمد ان جند العباسيين اقتحموا المدينة فهربوا .

3 ـ إتخذ العباسيون لهم شعارا هو اللون الأسود ، حزنا على من قتلهم الأمويون من ذرية أبناء عمومتهم  من ذرية (على ) ، وكان من يثور على العباسيين يرفع علما أبيض ، ويقال ( سوّد ) أي انضم للعباسيين ، و( بيّض ) أي ثار على العباسيين . من المضحك أن أصحاب محمد رفعوا الرايات البيضاء .!

حُمق محمد وتردده

1 ـ دعا أهل المدينة في خطاب دينى لقتال الجيش العباسى ، خطبهم فقال : ( إن عدو الله وعدوكم عيسى بن موسى قد نزل الأعوص ، وإن أحق الناس بالقيام بهذا الدين أبناء المهاجرين الأولين والأنصار المواسين ) .  الخطاب الدينى منه حُمق .

2 ـ ثم كان تردده وتناقضه مظهرا آخر من مظاهر الحُمق . ونعطى أمثلة :

2 / 1 : قال أحدهم وكان في جيش محمد : ( اجتمع مع محمد جمع لم أر مثله ولا أكثر منه ، إني لأحسب أنا قد كنا مائة ألف ، فلما قرب عيسى خطبنا فقال : " يأيها الناس إن هذا الرجل قد قرب منكم في عدد وعُدّة ، وقد حللتكم من بيعتي ، فمن أحب المقام فليقم ، ومن أحب الانصراف فلينصرف" ، فتسللوا حتى بقي في شرذمة ليست بالكثيرة ). أي هو الذى سمح لجنوده بأن يتركوه .

2 / 2 : تقول رواية أخرى : (  لما ظهر محمد جمع الناس وحشرهم وأخذ عليهم المناقب فلا يخرج أحد . فلما سمع بعيسى وحميد بن قحطبة قد أقبلا صعد المنبر فقال : " يأيها الناس إنا قد جمعناكم للقتال وأخذنا عليكم المناقب، وإن هذا العدو منكم قريب ، وهو في عدد كثير ، والنصر من الله والأمر بيده ، وإنه قد بدا لي أن آذن لكم وأفرج عنكم المناقب ، فمن أحب أن يقيم أقام ومن أحب أن يظعن ظعن. " ... فخرج عالم من الناس كنت فيهم .. ) . هنا نراه قد حبس الناس ، ثم سمح لهم بالرحيل ، فرحلوا . وهو يقول ( وإنه قد بدا لي ).!

2 / 3 :  ثم ( بدا له ) أن يُطارد الذين سمح لهم بالخروج من المدينة ، تقول الرواية : (  خرج ناس كثير من أهل المدينة بذراريهم وأهليهم إلى الأعراض والجبال ، فأمر محمد أبا القلمس فرد من قدر عليه منهم ، فأعجزه كثير منهم ، فتركهم ).  هذا التردد والتخبّط في القرارات يضيّع الثقة في القائد ( العلمانى ) فكيف بقائد يجعل نفسه متحدثا باسم الدين ؟ . 

اجمالي القراءات 3155

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5117
اجمالي القراءات : 56,882,156
تعليقات له : 5,451
تعليقات عليه : 14,828
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي