ثقافة الفقر : العسكر المصرى والدولة الاعمق والفقر الأبشع

آحمد صبحي منصور Ýí 2019-05-31


ثقافة الفقر : العسكر المصرى والدولة الاعمق والفقر الأبشع

مقدمة

1 ـ الدولة المصرية العميقة عمرها حوالى خمسين قرنا من الزمان ، من الممكن تقسيمه الى فترتين : ما قبل حكم العسكر الحالى وما بعده . أى ما قبل 1952 ، وما بعدها وحتى الآن . قبل 1952 حكم مصر فراعنة مصريون وأجانب ، وحكمها عسكريون ومدنيون ، ثم حكمها العسكر المصرى الحالى . الفارق فيما يخص موضوعنا أن حكام مصر السابقين برغم تنوعهم ـ فقد تعاملوا مع دولة مصر العميقة بمنطق الربح أى الضرائب ، وتركوا الفلاح يعمل والصانع يصنع والتاجر يجرى بين هذا وذاك . أما عسكر مصر الحالى فقد حولوا مصر الى ( معسكر كبير )، والشعب المصرى من الفلاحين والعمال هم جنود مسخرون عليهم تنفيذ الأوامر . جعلوا الدولة المصرية العميقة أشد عمقا وجعلوا الشعب أشد فقرا ، ولولا الهجرة الى الخارج وتحويلات المصريين لمات فقراء مصر فقرا.!.

2 ـ عرفت مصر حكاما عسكريين قبل 1952 ، كان آخرهم محمد على باشا ، وكان أشهرهم المماليك . أولئك العسكر الأجانب وصلوا بمصر الى ما تستحقه ، كان محمد على على وشك القضاء على الدولة العثمانية لولا تدخل الدول الأوربية ، ووصل المماليك بإمبراطورية مصر الى حدود العراق وجنوب آسيا الصغرى ، وهزموا المغول وقضوا على الصليبيين . وفى كل العصور تقريبا بعد الفتح العربى كان الحجاز تابعا  لمصر. لا مثيل لخيبة العسكر المصرى الذى أضاع سيناء وإنهزم مرتين أمام إسرائيل ، وباع جزيرتين مصريتين الى السعودية ـ وتقزمت مصر فى عهده لتكون تابعة للإمارت ، ثم هم يتحكمون فى كل صغيرة وكبيرة فى الشعب ، يقهرونه ويفقرونه ، ويسلبون ثروته يهربونها للخارج ، والتعذيب ينتظر من يتكلم أو يتأوّه .

3 ـ الاستبداد كان ثقافة العصور الوسطى ، وبه حكم الخلفاء والسلاطين ، ولكن العسكر المصرى الراهن تفوق على السابقين فى الاستبداد والتعذيب فى عصر حقوق الانسان والدمقراطية . والنتيجة ليس الرخاء بل الفقر المدقع لأغلبية المصريين مقابل إسراف فاحش للأقلية المترفين .

4 ـ الموضوع مؤلم وطويل ، نكتفى منه ببعض لمحات شهدناها وعايشناها .

أولا : فى عهد عبد الناصر :

له إيجابيات ، لكنها لا تصمد أمام إستبداده ( أول من أسس الإستبداد وانهى الهامش الديمقراطى الليبرالى الذى كان فى مصر الملكية ) ، بالاضافة الى تعذيبه لخصومه وعار الهزيمة عام 1967 . وفيما يخص موضوعنا عن الفقر فهو الذى عصف بحرية الفلاح المصرى ، وسخّره فى تنفيذ سياسته الزراعية التى أفقرت مصر ، وبدأ من وقته الهبوط فى الانتاج الزراعى ، وبالتالى زحف الفقر الى الفلاح المصرى . أتذكر الآتى من تاريخ حياتى :

1 ـ  معظم مُلّاك الأرض كانوا ينتمون للطبقة الوسطى ( تتراوح الملكية من بعض أفدنة الى العشرات ). منهم من يزرع الأرض بنفسه ومعه أولاده ويستخدم الفلاحين بالأجرة ، ومنهم من يؤجر أرضه لمن يزرعها بحريته ، ومنهم من يشارك بالزراعة ، يسلمها لمزارع يقوم بزراعتها مقابل إقتسام المحصول . وهناك المزارع الذى لا يملك إلا ساعده وهناك من لديه مواشى تساعده فى الزراعة ، وتتوقف المقاسمة على حالة المزارع.  وهناك محلات لبيع مستلزمات الزراعة من تقاوى وآلات زراعية ومبيدات ، وتتنافس هذه المحلات فيما بينها والفلاح هو الرابح من هذه المنافسة . جاء عبد الناصر بالاصلاح الزراعى وتحديد الملكية وتوزيع ما صادره من ( الإقطاعيين ) على الفلاحين الأُجراء ، ليس ليكونوا مالكين لهذه الأرض بل حائزين لها ، يعملون طبقا للسياسة الزراعية التى يرسمها موظفون من أهل الثقة. وعمّم عبد الناصر هذا على مٌلّاك الأرض فأصبحوا ( حائزين ) وليسا مالكين ، ولا حق لهم فى التصرف فى زراعة ما يحوزونه من أرض، ولكن ظل حقهم ساريا فى بيع الأرض أو تأجيرها وتوريثها .    

2 ـ أتذكر مأساة ابن عم لى ، أستاذ جامعى ورث عدة أفدنة ، وكان يزرعها له أحد الأقارب . فى إيراد محصول الأرز كان عليه توريد ( ضريبتين أى 2 طن أرز ) للحكومة بسعر منخفض ، ويحتفظ بالباقى لنفسه . المتبقى بعد التوريد لم يكن كافيا للمزارع الذى  بذل عرقه فى الزراعة ثم لم يتبق له شىء من الأرز لطعامه وأولاده . أخذ أولاده وهاجر بهم الى القاهرة . ومثله ملايين الفلاحين الذين هاجروا للقاهرة والاسكندرية وغيرهما ، يسكنون على أطراف المدينة هاربين من اراضيهم . إضطر ابن عمى الى مشاركة آخرين يزرعون له أرضه . فى زيارة عادية للقرية علم أنه مطلوب للمحاكمة فى قضية ( أمن دولة ) ، وسبق للمحكمة أن أدانته غيابيا بالحبس . إستعلم عن الأمر فعرف أن المسئولين عن توريد محصول الأرز أثبتوا أن ما ورده المزارع ينقص 150 كيلو عن المطلوب فقدموا ضد المالك ( الحائز ) شكوى. ومن لا يؤدى المقدار المطلوب  فى التوريد يكون مؤاخذا بجريمة ( أمن دولة ). تحامل الاستاذ الجامعى على نفسه وحضر المحاكمة ، وكان يبدو عليه الإعياء الى درجة أن القاضى اشفق عليه واجلسه الى جانبه ، ورجع ابن عمى الى البيت مصابا بأزمة قلبية قضى بها نحبه فى نفس الليلة ّ!.

3 ـ مع ذلك كان الفلاح يستريح لزراعة الأرز بدلا من زراعة القطن ، ولكن كان مفروضا عليه إتّباع الدورة الزراعية ومن يخالفها فمأواه السجن وبئس المصير . توقيت زراعة الأرز هو نفس توقيت زراعة القطن ، ولكن زراعة الأرز تعطى فترة لزراعات أخرى بينما لا تسمح زراعة القطن بهذا ، علاوة على التكلفة العالية فى زراعة القطن ( من مبيدات وجمع دودة القطن التى تهدد المحصول . وفى النهاية عليه أن يقوم بتوريد معظم المحصول ، وتقوم الجمعية الزراعية بخصم مديونياته من البذور والمبيدات وأجور من يجمع دودة القطن ومن يرش المبيدات ومرتبات العاملين . وهو لا شأن له بهذا كله ، وليس له أن يجادل فى الأسعار ولا فى التكاليف . عليه أن يدفع وإلا فالضرب والتعذيب .

3 / 1 : رأيت بعينى إبن عمتى المزارع وهو فى أرضه يتعرض للضرب من مهندس الجمعية الزراعية ويتحمل الضرب ساكتا خوفا من أن يقدم المهندس بلاغا ضده فيدخل ( مركز الشرطة ) ويتعرض لتعذيب أبشع . هل هناك ذل أكثر من أن تتحمل الضرب من موظف يأخذ مرتبه من عرقك ، ثم يضربك وأنت فى أرضك وفى حضور أهلك وذويك ؟ إذن ليست أرضك ، أنت مجرد حائز لها ومسخّر فى زراعتها ، تزرع وفق الدورة الزراعية التى يقررونها وتدفع لهم معظم المحصول الذى شقيت فى إنتاجه ، ثم لا تنجو من الضرب والإهانة .   ( إقرأ ملحق : سيدنا الفرعون ).

3 / 2 : حكى لى صديق ضابط شرطة متدين عن تعذيبه الفلاحين الذين يقصرون فى توريد أطفال لجمع دودة القطن . من ليس له أولاد يبعثهم لجمع الدودة يتعين عليه أن يستأجر أولادا . كان يحكى مبتسما كأنه لم يرتكب جُرما ، وأنه شىء عادى وروتينى . جامعو الدودة أطفال يتلقون قروشا زهيدة فى عمل مرهق تحت لهيب الشمس وتحت إشراف الجمعية الزراعية . رجل محترم مالك لعشرة أفدنة كانت مزروعة قطنا لم يجد العدد المقرر عليه من الأطفال لجمع دودة القطن . فأبناؤه فى التعليم الجامعى . قبضوا عليه وعذبوه فى مركز البوليس ، ولم يرحموا شيبته ولا مكانته . بعد أن اطلقوا سراحه قام بقطع كل شجر القطن ووضعه فى سيارة نقل ورمى به أمام المركز وصرخ فيهم ( قطنكم خذوه ) . خاف مأمور المركز من تصعيد الموقف فسكت.  ( إقرأ ملحق : فلسفة النجاح )    

4 ـ العلامة ابن خلدون نصح فى مقدمته الشهيرة السلطان بألا يعمل بالتجارة ـ ولم يعمل بنصحته السلاطين المماليك خصوصا السلطان الأشرف برسباى الذى كان يحتكر تجارة الفلفل وباقى التجارة الشرقية التى تمر على مصر. وجهة نظر ابن خلدون أن السلطان حين يعمل بالتجارة يستخدم نفوذه بما يضيع من حرية السوق . عبد الناصر لا علم له بما قاله ابن خلدون ولا علم له ما كان يفعله الأشرف برسباى ، ولكنه كان منبهرا بالنظام السوفيتى ، وطبقّه فى مصر الى حد  كبير . إنتهى الأمر بالاتحاد السوفيتى الى عجزه عن الكفاية من إنتاج القمح ، وإنتهى الأمر بمصر الى أن تصبح مستوردة للقمح بعد أن كانت مصر طيلة تاريخها سلّة الغذاء لمن حولها من عصر يوسف عليه السلام الى عهد الملك فاروق .

5 ـ كانت لعبد الناصر إيجابيات ولكن أسفرت عن سلبيات . نشر التعليم فى مصر ، وألغى الإميازات الطبقية من ( بيه وباشا )، ( عادت الآن بكل عنجهية )، ولكن التوسع فى التعليم جعل ابناء الفلاحين والعمال يصبحون موظفين بالشهادات التى حصلوا عليها ، ولا يمكن للموظف أن يكون منتجا أو مبدعا ، هو يجتهد فقط فى أن يكون من أهل الثقة ليترقى . تضاءل عدد العمال والفلاحين برغم زيادة السكان ، وأصبح العزوف عن العمل فى الحقول والورش سمة عامة لدى الشباب ، كل منهم يسعى للعمل فى ( الميرى ) أى الوظيفة الحكومية ذات العائد المضمون ، وشاع المثل الشعبى ( إن فاتك الميرى إتمرغ فى ترابه ). تمتع الموظفون فى عهد عبد الناصر بدخل معقول ، ولكن تبدد هذا بإزدياد عددهم وثبات المرتبات ( تقريبا ) مع دخول الأسعار فى الارتفاع ، وطالما دخلت الأسعار فى الارتقاع فلا يمكن أن تعود الى سابق عهده ، إلا عاد الشباب للشيخ الطاعن فى العمر . بهذا إنضم أغلبية الموظفين وأصحاب المعاشات الى قائمة الفقراء بدءا من عصر السادات .

6 ـ  زاد من حدة الوضع أن عبد الناصر قام بتأميم وتمصير الشركات الكبرى وحولها الى (قطاع عام ) تملكه الدولة .ومع تضاؤل القطاع الخاص وتبعيته للقطاع العام فقد تضخم القطاع العام بموظفيه ، ويرواتبهم المضمونة ، وفى ظل عدم التنافسية تكاسل الموظفون فليس لديهم دافع للعمل . كان لا بد ان يترهل القطاع العام وأن يخسر ، وأن يضيف المزيد من الفقراء والبطالة المقنعة بين العاملين فيه .

7 ـ أقام عبد الناصر مشروعات دعائية مثل السد العالى ، والذى كان سد أسوان يقوم بمهمته . كانت للسد العالى بعض مزايا ولكن عيوبه كانت أفدح . وننصح بقراءة ما كتبه الخبراء فى هذا. ولكن المهم أن السد العالى أتاح زيادة فى الرقعة الزراعية بتحويل رى الحياض الموسمى الى الرى الدائم ، ولكن فى مقابل هذا أضاع عبد الناصر التربة الطينية الغنية التى كانت تأتى مع فيضان النيل ، والتى كان يحافظ عليها سد اسوان القديم ، مما جعل الدولة تستورد الأسمدة الصناعية السامة بالبلايين وبما يفوق أنتاج السد العالى من الكهرباء والتى أضاعها عبد الناصر فى مشروع مصانع الألومونيوم . كما إن الفيضان كان يأتى ب ( الغرين ) أو الطمى ، يحمله من اثيوبيا فيقوم بغسل التربة المصرية وتطهيرها ، بدونه أصيب النيل بالإعياء ، وأصيبت الأراضى المصرية الزراعية وامدن والقرى المصرية بإرتفاع مستوى المياه الجوفية وجعلها آيلة للسقوط . رفضت أمريكا تمويل السد العالى إدراكا لمخاطره على مصر وآثارها ، فإفتعلها عبد الناصر معركة ، وكان تأميم قناة الويس وحرب 1956 والهزيمة فيها . بالهزيمة فى اليمن ثم فى عام 1967 لم يجد عبد الناصر وقتا لإصلاح الآثار الجانبية للسد العالى ، وكالعادة دفعت وتدفع الأجيال القادة ثمن الحمق الناصرى قهرا وفقرا .

8 ـ ايضا قام عبد الناصر بمشروع دعائى هو إستصلاح الصحراء المتاخمة لمحافظة البحيرة وسماها مديرية التحرير ، وعلاوة على فشل المشروع الذى قام به موظفون فإن ما إستصلحه عبد الناصر من بعض الأراضى الصحراوية أضاع أضعافه بالبناء فوق أجود الأراضى الزراعية . أقام المصانع والمدارس داخل المدن وملاصقة للقرى ، وسار أسلافه على سنّته . كان يمكن إنشاء جامعة الزقازيق العادية وفرع جامعة الأزهر فى الزقازيق فى صحراء بلبيس القريبة من القاهرة ومن الزقازيق ، ويمكن بهذا تعمير الصحراء وتوصيل المرافق لها ، ولكن السادة الموظفين أضاعوا مئات الأفدنة من أجود الأراضى الزراعية ليستريحوا من وعثاء السفر الى بلبيس . فى مركز كفر صقر والذى تتبعه قريتنا أبوحريز هناك جزر رملية فى قرى سنجها وغيرها ، وكان يمكن بناء مصانع وشون القمح فيها ، ولكنهم بنوا هذا وذاك على الطريق الزراعى فى مدخل مدينة كفر صقر وقاموا بتبوير أجود الأراضى الزراعية .

9 ، هل نحدثكم عن مصنع الحديد والصلب  ؟ أصدر عبد الناصر قرار إنشائه عام 1954  فى منطقة التبين الزراعية فى حلوان بجوار القاهرة فى مساحة 2500 فدان ( فقط ) .  أول ما يخطر على البال أن إختيار ريف التبين لأن فيه خام الحديد . ولكن خام الحديد موجود فى الواحات وفى البحر الأحمر وفى اسوان .!! أى طالب فاشل فى الاعدادية يرى أن الأفضل هو بناء مصانع الحديد قريبة من مناطق تعدين الحديد .. ولكن ..

10 ـ كل عام وأنتم بخير .!

اجمالي القراءات 4933

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الجمعة ٣١ - مايو - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[90937]

العسكر إمتلك اليوم كل شىء


 بعد وصول السيسى للحكم إمتلك العسكر كل شىء فى مصر وأصبحت الأرض والصناعة والتجارة وميزانية الدولة وكل الوزارات المدنية  وكل مشروعات التنمية (لو كان هناك تنمية )  وموارد وثروات مصر تحت أمرهم وتحت تصرفهم بالأمر المباشر . حتى انهم أصبحوا من كبار تجار السمك والفول والطعمية وكحك وبسكويت العيد !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!  بإختصار اصبح كل الشعب المصرى اسيرا قولا وفعلا وملكية للعسكر . وأصبح المصريون يتمنون العودة لعصور عبدالناصر ومبارك بكل ما فيها من فساد فهى أرحم 100مرة من عصر السيسى ، وأصبح من يحلم بحرية عصر ليبرالية ما قبل 52  كمن يحلم بالجنة ..... لك الله يا مصر .. ويرحم الله عمى الدكتور عبدالحميد احمد محمد على  . الذى توفى نتيجة إحساسة بالظلم لمحاكمته  بأمن الدولة لأنه ورّد محصول الأرز ناقص 150 كجم .



2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأحد ٠٢ - يونيو - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[90938]

صحيح ما تقول د عثمان ، وكل عام وانتم بخير


وسيأتى تفصيل هذا بعون الرحمن جل وعلا . 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5123
اجمالي القراءات : 57,055,176
تعليقات له : 5,452
تعليقات عليه : 14,828
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي