آحمد صبحي منصور Ýí 2019-02-19
رسالة الى الرئيس السيسى حول إنفجار الأزهر الأخير
أولا :
حول إنفجار الأزهر الأخير.. هل يكون الأخير ؟
1 ـ فى أغسطس 2006 حدث إنفجار فى منطقة الأزهر فكتبت مقالا بعنوان ( نرجو من الله تعالى أن يكون الأخير:انفجار الأزهر الأخير )
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=32
2 ـ وتوالت الانفجارات فى شتى أنحاء مصر ، ثم كان الانفجار الأخير أمس ( الاثنين 18 فبراير 2019 )
2 / 1 حيث ذكر بيان صادر عن وزارة الداخلية أنه : ( في إطار جهود البحث عن مرتكب واقعة إلقاء عبوة بدائية لاستهداف تمركز أمني أمام مسجد الاستقامة بالجيزة عقب صلاة الجمعة الماضية، أسفرت عمليات البحث والتتبع لخط سير مرتكب الواقعة عن تحديد مكان تواجده بحارة الدرديرى بالدرب الأحمر. وأضاف البيان أن "قوات الأمن قامت بمحاصرته وحال ضبطه والسيطرة عليه انفجرت إحدى العبوات الناسفة التي كانت بحوزته، مما أسفر عن مصرع الإرهابي، واستشهاد أمين شرطة من الأمن الوطني، وأمين شرطة من مباحث القاهرة، وإصابة 3 ضباط من الأمن الوطني ومباحث القاهرة والأمن العام . ).
2 / 2 : وقال موقع مصراوى : ( شهدتمنطقة الدرب الأحمر حادثًا إرهابيًا، مساء أمس الاثنين، إثر تفجير إرهابي عبوة بدائية راح ضحيتها 3 شهداء من رجال الشرطة فيما أصيب 6 آخرون. ولقي العنصر الإرهابي مصرعه فيانفجار عبوة ناسفة أثناء القبض عليه من قبل قوات الشرطة بمنطقة الدرب الأحمر.وكشف مصدر أمني مسؤول عن هوية العنصر الإرهابي، ويدعى "الحسن عبدالله"، يبلغ من العمر 37 سنة. وأفاد المصدر بأن الإرهابي لا يقيم بالمنطقة التي شهدت الواقعة، مؤكدًا أن والد المتهم طبيب، ويقيمون في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن المتهم يحمل الجنسية الأمريكية هو وعدد من أفراد عائلته.وأوضح أن المتهم له أقارب يقيمون بمنطقة الكحكين في الدرب الأحمر، مشيرًا إلى 10 معلومات تخص الانتحاري:1- متهم بزرع عبوة ناسفة أمام مسجد الاستقامة يوم الجمعة الماضي. 2- أسفرت عمليات البحث والتتبع لخط سير مرتكب الواقعة عن تحديد مكان تواجده بحارة الدرديري في الدرب الأحمر.3- حاصرته قوات الأمن أثناء تواجده في الدرب الأحمر، أثناء محاولته زرع عبوة ناسفة أخرى بالأزهر.4- فجّر الانتحاري نفسه بعد محاصرة الأمن له.5- كان الانتحاري ملثما ويتجول في الشارع بدراجته الهوائية.6- طارده أمين الشرطة محمود أبواليزيد قبل تفجير نفسه.7- بعد محاولاته الفاشلة للهروب من القبضة الأمنية فجّر نفسه.8- كان يرتدي كمامة على وجهه للاختباء من أعين رجال الأمن.9- الكاميرات رصدته اليوم قبل تنفيذ الواقعة. ) .
3 ـ ويأتي ذلك بعد يومين على استهداف نقطة أمنية بشمال سيناء، وهو حادث تبناه الدواعش : ( تنظيم الدولة الإسلامية) ، وأسفر عن مقتل ضابط و14 جندياً جميعهم من قوات التدخل السريع التابعة للجيش.
ثانيا :
هذا الانفجار الحالى : لن يكون الأخير .. لماذا ؟
1 ـ من 13 عاما وفى مقال أغسطس 2006 قلت ( نرجو من الله تعالى أن يكون الأخير) . فهل سيأتى الغد بإنفجار آخر فى (الأزهر ) ونعيد القول : ( نرجو من الله تعالى أن يكون الأخير).
2 ـ لن يكون الانفجار الأخير طالما ظل الحال على ما هو عليه لأن الله جل وعلا يقول : (إِنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ ) الرعد 11 ) .
3 ـ ولأن الأزهر بقيادته الداعشية الحالية يؤمن بدين الارهاب ويدافع عنه ويضطهد من يناقشه ، ويصمم على أن تظل مناهج الارهاب الداعشية مقررة على الطلبة فى التعليم الأزهرى قبل الجامعى وفى كليات أصول الدين والشريعة والدراسات الاسلامية. ولأن شيخ الأزهر الداعشى الحالى يتحدى الرئيس السيسى علنا يرفض المساس بالخطاب الدينى الداعشى السائد ، والرئيس السيسى لا يستطيع الضغط عليه ، بل صودر فى معرض القاهرة للكتاب كتاب ينتقد البخارى ( إله الدواعش ) ، مع أن فضاء الانترنت يمتلىء بنقد البخارى ـ بعد أن قمنا بهدم قدسيته ولكن الأزهر بقيادته الداعشية الراهنة لا يزال يصمم على تحصين البخارى وغيره من أى نقد .
4 ـ ولأن فى سلطة الرئيس السيسى ـ لو أراد ـ أن يقوم بتحجيم شيخ الأزهر الداعشى ونزع صلاحياته فى التحكم فى ميادين الفكر والدين والثقافة والابداع الفنى والدرامى .. ولكن الرئيس لا يفعل ويرضى بإنتصار شيخ الأزهر الداعشى عليه ، بل يخاطبه بكل إحترام وهذا الشيخ الداعشى لا يستحق الاحترام .!، ثم يتكلم الرئيس فى مؤتمر دولى عن إصلاح الخطاب الدينى وهو لا يستطيع تنفيذه فى مصر .
5 ـ طالما لا يتغير شىء فى مصر خلال نصف قرن تقريبا فستظل مصر تنتقل من تفجير الى تفجير .
ثالثا :
المؤسف فى هذا كله أنّ :
1 ـ الجانى الارهابى ضحية ، مثله مثل ضحاياه .
2 ـ الجانى الحقيقى هو ذلك الفكر الارهابى الداعشى أو الخطاب الارهابى الداعشى الذى يتم تقديمه على أنه الاسلام ، و يغسلون به عقول الأطفال والشباب فيعتبرون القتل العشوائى جهادا فى سبيل الله جل وعلا. مع إنه فى تشريع الاسلام ( وحتى فى تشريعات الفقه ) جريمة كبرى تستحق القتل والصلب وتقطيع الأطراف ، قال جل وعلا : (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴿٣٣﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣٤﴾ المائدة )
3 ـ ولأننا لا يمكن أن نعاقب الفكر الارهابى الداعشى فيمكننا معاقبة من يصمم على نشره وحمايته ويمارس سلطاته فى فرضه على الناس.
4 ـ وإذا كان القانون يعتبر المحرض على القتل شريكا للقاتل فإن شيخ الأزهر الداعشى وقادة الأزهر الدواعش هم طبقا للقانون شركاء للإرهابيين الداعشيين فى كل جريمة قتل تقع منذ تولى منصبه وحتى الآن .
5 ـ وإذا كان صعبا محاكمة شيخ الأزهر الداعشى جنائيا لأنه ( فوق القانون ) فعلى الأقل عزله ، وإذا كان عزله مستحيلا فعلى الأقل محاصرته وتحييده وكف يده عن التدخل فى اصلاح مناهج الأزهر ، وإعتماد قانون يجعل معاش الأزهريين هو بلوغهم 60 عاما ، وعدم تمديد العمل لأحدهم . وتكوين لجنة لمراجعة مناهج الأزهر بما يتمشى وحقائق الاسلام فى الحرية الدينية والسلام والرحمة والعدل والاحسان والنهى عن الفحشاء والمنكر والبغى والعدوان .
رابعا :
الرئيس السيسى يمكنه الاصلاح وإنقاذ مصر بأقل التكاليف ، بل يجنى البلايين من الأرباح بهذا الاصلاح . كيف ؟
1ـ فتح الأبواب على مصراعيها أمام الابداع والفكر بدون متاريس قانونية ، ومنع تدخل الدولة فى ميادين الفكر والنشر والابداع الفنى والدرامى ، ولنتذكر أن محاكمة الفكر والدين تنافى العدالة ، لأنه إذا جاء ( متهم ) بكتابة فكر أو بعمل درامى أمام القاضى فإن القاضى لا يمكن أن يكون محايدا ، لأن للقاضى رأيا فى القضية المطروحة أمامه ، إما أن يؤيد فكرة المتهم وإما أن يعارضها ، وفى الحالتين ليس محايدا بل يحكم بهواه . لذا فإن الفكر والإبداع ليس محلا للتقاضى. الذى يكون محلا للتقاضى هو السّب العلنى لأشخاص بالاسم . هنا قضية واضحة لا خلاف فيها ، أما الآراء فلكل شخص راى ، بل يغير الشخص آراءه حسب إقتناعاته الوقتية . وبالتالى أيضا لا يصح مصادرة الفكر أو القول. ألا يكفى أن الله جل وعلا أورد فى كتابه الكريم أقوال المشركين واليهود ولم يصادرها ولم يتجاهلها بل ذكرها وردّ عليها. أى إن الفكر نواجهه بالفكر ، ولا يلجأ للعنف ضد صاحب الفكر إلا المفلس من الفكر والذى لا يملك الحُجّة ، ولكن يملك النفوذ والقوة ، وهذا ما يفعله شيخ الأزهر الحالى ، وهو فى خصومته لا يعرف الحدود ، وكفى ما حدث لضحاياه من سجن وظلم.
2 ـ شنّ الحرب الفكرية ضد الارهاب الداعشى فى الاعلام ، بإستضافة المفكرين المستنيرين ليتكلموا بكل حرية وفى نقاش حُر بلا إرهاب أو تخويف ، يتكلمون ويقوم آخرون بالرد عليهم .
3 ـ إعادة نشر كتاباتنا فى موقع أهل القرآن ونشر حلقاتنا فى قناة أهل القرآن على اليوتوب لتكون مُتاحة للمصرين ، فى الصحف والتليفزيون ، ومناقشتها بكل حرية ، والرأى مقابل الرأى . الأهمية القصوى هنا أن المدافعين عن دين داعش الارهابى سيظهر جهلهم ،وسينشغلون بالدفاع عنه ، وسينفض عنهم كثيرون من ضحاياهم المقتنعين بقكرهم ، وفى كل الأحوال فإن هذا الانشغال بالفكر والنقاش سيلهيهم عن حمل السلاح ، على الأقل نسبة كبيرة منهم . نحن نقدم المعلومات الموثقة ونحللها ، سواء من القرآن الكريم أو من كتب التراث. لهم أن يناقشونا فى حجية ما نقدمه من معلومات وفى تحليلنا لها .
تخيل لو نوقشت كتبنا ( القرآن وكفى ) ( حد الردة ) ( التأويل ) ( عذاب القبر والثعبان الأقرع ) ( الاسناد فى الحديث ) ( الاسلام دين السلام ) ( لا وجود لحد الرجم فى الاسلام ) ( حق المرأة فى رئاسة الدولة الاسلامية : دراسة أصولية تاريخية ) )وغيرها مما كان منشورا فى مصر ؟
وماذا لو نوقشت كتبنا ( المسكوت عنه من تاريخ الخلفاء الراشدين ) ( دين داعش الملعون ) ( الحنبلية ــ أم الوهابية ــ وتدمير العراق فى العصر العباسى الثانى ) ( مبادىء الشريعة الاسلامية وكيفية تطبيقها ) ( مسلسل الدماء فى تاريخ الخلفاء ) ( الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى الاسلام ) ( الفتنة الكبرى الثانية (61 : 73 ) صفحة من التاريخ الأسود للسلف الصالح )( مذبحة كربلاء ) ( الدين الوهابى المعاصر: تأسيسه فى نجد وإنتقاله الى مصر )( كتاب الشفاعة : النبى لا يشفع يوم الدين ) ( (قل ) فى القرآن الكريم: ليست للرسول أقوال خارج القرآن ) ( تحذير المسلمين من خلط السياسة بالدين )...عدا عشرات الكتب الأخرى المنشورة فى موقع أهل القرآن .
4ـ شن الحرب الناعمة بالدراما ضد الارهاب الدينى الداعشى . بل إن الحرب الناعمة ستجلب البلايين لمصر . مصر ( كانت ) من رواد الفن السينمائى فى العالم كله ، ثم كانت رائدة الفن الاعلامى فى الإذاعة ثم التليفزيون ، ثم ظلت رائدة فى الانتاج الدرامى من مسلسلات وأفلام ، ثم إنتقلت الريادة منها الى لبنان ثم الى سوريا . الآن ظهرت تركيا وملأت الفراغ مع أن إنتاجها ينطق بالتركية . وبالدراما التركية غزت تركيا قلوب العرب وقدمت تاريخها العثمانى بصورة دعائية غير حقيقية ، ونحن نعرف هذا بخبرتنا التاريخية . فى مصر حدث العكس ، ليس فقط فى فقر الانتاج الدرامى وتفاهة معظمه ، وليس فقط فى خضوعه للأزهر ومقص الرقيب ومحاكمات الفنانين ولكن أيضا ــ وهذا هو الأخطر ـ فى أن الدراما المصرية ساهمت فى نشر الارهاب الدينى الداعشى بتقديم صورة مزيفة عن عصور الخلافة بما جعل الشباب يتشوقون الى إسترجاع عصر الخلافة ، وبهذا تأسست خلافة داعش وأصبح لها فروع فى مصر .
5 ـ مصر متخمة بالكفاءات الفنية والاعلامية والأدبية والفكرية ، وقد أدت السياسة الحالية المتبعة من عصر مبارك الى تجريف مصر من هذه الكفاءات وهجرتها ، ومن بقى فيها يعانى من التهميش والحصار. وقد آن الأوان لارجاعهم ليستعيدوا لمصر ريادتها الفكرية والاعلامية والفنية والدرامية . يحتاج هذا الى مجرد إصلاح تشريعى ينسف كل المتاريس التى تعرقل إنطلاق المواهب المصرية . وبعودة الريادة المصرية ستجنى مصر البلايين ، وأهم من ذلك ستتخلص من الدواعش داخل الأزهر وخارجه . ستتخلص منهم سلميا بإظهار جهلهم وكراهيتهم لمصر والمصريين .
6 ـ بهذا الاصلاح يستحق الرئيس السيسى أن يحكم مصر طيلة حياته . هذا رأيى .
7 ـ بدون ذلك قد أكتب غدا ــ إذا عشت ـ مقالات أخرى عن إنفجارات تالية أدعو الله جل وعلا ألّا تحدث ، وهى تحدث طالما أن القائد المصرى لا يريد تغيير ما يجب تغييره.
تحياتى استاذى دكتور -منصور - وأنا بالتأكيد معك فى كل رسالة سلام تدعو للإصلاح السلمى فى مصر والعالم الإسلامى ، وفى كل رسالة تُظهر بطلان (التراث ) ومخالفته للقرءان الكريم ، وفى كل رسالة تُظهر جهل وعوار القائمين (وظيفيا) على الشئون الدينية فى العالم الإسلامى وفى مُقدمته مصر . . ولكن للأسف (السيسى ) أسوأ من (شيوخ الأزهر ) ويتمنى ويعمل على أن يكون الإرهاب والقتل مُستمرا لأنه يستفيد منه بالدرجة الأولى فى إستمرار طغيانه على مصر ، وانه العدو الأول للحريات كلها وعلى رأسها (حرية الرأى والفكر والتعبير ) لأنه يجد نفسه (ضحل صغير القامة أمام المفكرين والمثقفين بل أمام انصاف المثقفين فلذلك يكرههم ) .. فلا خير فيه يُرتجى وأعتقد انه من خلال سلوكياته ومعاداته للحريات وإفساده وإفقاره لمصر يكون ممن قال الله جل جلاله عنهم (( ان الله لا يصلح عمل المفسدين )) (( ان تحرص على هداهم فان الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين)) ولو إستطاع السيسى وتملك من أهل القرءان لفتك بهم فى أقل من 24 ساعة .
تحدثت د . منصور بأن السيسي لا يستطيع الضغط على مشايخ الأزهر !
و لا يعمل السيسي على تحجيم سلطة الأزهر !
لماذا لا يستطيع السيسي فعل هذا ؟ فهل سلطة الأزهر فوق سلطة القانون في الدستور المصري ؟
أم أن هناك ضغوط خارجية من السعودية مثالاً ؟
على كل حال فالرؤساء العرب دون استثناء مبدعون في مجال البئر المعطلة و القصر المشيد , لذا من الصعوبة بمكان التخلص من حراس تلك الآبار لأنهم قد تمكنوا من رقاب الشعوب , و الشعب مغلوبٌ على أمره .
أدعو د أحمد والإخوة الأعزاء لقراءة أقصوصة صعيرة لأستاذنا الكبير نجيب محفوظ بعنوان (الشر المعبود)ضمن المجموعة القصصية (همس الجنون)ليروا رؤية هذا المبدع الكبير للشر وتكييفه له وتعليله لاستمراريته, سيعلموا حينها أن أعدى أعداء الخير هم أعلى الناس صوتا فى شجب الشر وهم الأكثر استفادة منه كذلك هم أكثر الناس دعما لاستمراره
السلام عليكم
لقد تكررت كتاباتكم حول هذا الموضوع أو ما شابهه وتكررت رسائلكم للسيسي، والتي تحتوي على نفس النصائح والاقتراحات، وعندما كنت اعلق على هذه المقترحات كان جوابكم بما معناه أنه عليكم البلاغ فقط – مثل الطبيب الذي يوصف لمريض بالسمنة نظاما خاصا للغذاء، فإما أن يتبع المريض هذا النظام وربما يتحسن بذلك حاله، أو أن يرفضه فيزداد سمنة. من وجهة نظر الطبيب فقد أدى واجبه وارتاح ضميره. أما من وجهة نظر المريض فمشكلته الكبرى هي كيف يتخلى عن وجبات الطعام الشهية ويتقبل حياة التقشف ليصبح رشيقا ويشعر بعدها بلذه الحياة، وهو هذا الشخص الذي يرى لذة الحياة من خلال وجبة الطعام الشهية التي يلتهمها. هنا أخذت المشكلة وجها آخر، فكيف تقنع المريض بتغيير نمط حياته؟
لنطبق هذا المثال على السيسي، وأنا لا أقصد بالسيسي هذا الشخص الذي يحكم مصر، وإنما النظام الديكتاتوري ككل. الديكتاتور لا يستطيع التعايش مع حرية الفكر، أو أي فكر يخالف رأيه، سواء كان هذا الفكر علمانيا ، قوميا أو دينيا. وبما أن الدين في المجتمعات العربية يلعب دورا كبيرا، فهو يحتاج إلى رجال الكهنوت لترويض البشر، ورجال الكنهوت يحملون اديولوجية التطرف الديني، والتطرف يؤرق صاحبنا السيسي، أي يؤرق الديكتاتور. الاصلاح الديني، وكما تفضلتم لا يمكن حدوثه دون تحرير الفكر من القيود، وهذا لا يسمح به الديكتاتور لانه يعني نهايته. فكيف نقطع هذا الترابط . أحيانا تحصل (بالصدفة) أحداث تحطم هذا الترابط، كما حصل سنة 2011، ثم حصل ما حصل – ولا اريد هنا تكرار تعليقاتي على ما جرى – وأصبح من الماضي. فلننتظر فرصة اخرى، ولعلنا لذلك الحين نتعلم كيف نستفيد من الصدف ونتفاعل مع الاحداث بشكل ايجابي. كلمة أخيرة: أولاً الجيش والمؤسسسة العسكرية لا ولن تصلح لحكم ديموقراطي، وثانيا الديكتاتور وحتى لو كان من أوسط القوم لن يصبح ديموقراطيا.
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5123 |
اجمالي القراءات | : | 57,054,852 |
تعليقات له | : | 5,452 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
الغزالى حُجّة الشيطان : ف 2 : الغزالى فى الإحياء يرفع التصوف فوق الاسلام ( 1 )
الغزالى حُجّة الشيطان ( 9) الغزالى والاسرائيليات ( جزء 2 )
دعوة للتبرع
بنات السلفيين: اعانك م الله في مهمتك م التي تتمثل في غسل...
الصلاة من تانى !!: الاست اذ القاض ل احمد صبحى منصور كثر...
سؤالان : السؤا ل الأول : من هم الأحز اب فى قوله...
التوبة تكفى..: صديقت ي وقعت في الزنا مع شاب و بعدها تابت و...
زكاة السلعة: سؤال حول قطع غيار السيا رات السلا م عليكم...
more
رسالة مهمة وخطيرة وإنذار يفتح العيون على خطر مستقبلي يضرب أرض الكنانة، ولكن سؤالي لأستاذنا الكبير، جدّ سلمىَ، رعاه الله: قبل القضاء على الإرهاب ينبغي اقناع الرئيس أن يقرأ، حينئذ تكون مصر في أمان.
رسالة إنسانية ووطنية موجهة لمن لن يطلع عليها أو يقرأ سطرًا واحدا فنحن في وضع يُبكي الصخر، فالكلمة قبل الإصلاح، والجماهير لا تقرأ، والسلطة في أمان ما دامت المسافة بين المواطن والكتاب بُعد المشرقين.
رسالة من مُفكر قضى حياته، أطال الله في عُمره، في تفعيل رسالة التنوير لأناسٍ يحتقرون المعرفة، ويكرهون الكلمة، ويُغمضون عينَ الضميرِ، أو الضميرَ عينـــَه!
الدكتور أحمد صبحي منصور يُحدّث أجسادًا ترتعش وهي فوق رُكَبٍ تصطك، فالأزهر يتراوح ويتبندل بين صخرية العقل وزئبقية الفكر، فالدولة الداعشية تُثبّت أقدامَها فهي قدمٌ في مسجد ضرار و.. قصرٌ تناوب عليه لصوص أكثر من الشرفاء.
كل احترامي وتقديري ومحبتي للدكتور أحمد صبحي منصور، رغم أنها دعوة لو تحدّث بها لـ( أبو الهول ) لنطق واهتز له وادي الملوك.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 19 فبراير 2019