آحمد صبحي منصور Ýí 2019-01-12
اليقين والعلم الانسانى فى هذه الدنيا
أولا :
لا يمكن للإنسان أن يشهد اليقين فى حياته الدنيا .
لا يقين فى علمنا الظاهرى بعالم الشهادة
1 ـ العلم اليقين فى هذه الدنيا يستلزم أن يكون الانسان عالما بالغيب والشهادة ، وليس هذا إلا للواحد القهار جل وعلا.
2 ـ عالم الشهادة هو الذى نشهده وندركه بحواسنا . وهناك عالم الغيب الذى لا نعرفه.
3 ـ الغيب نوعان :
3 / 1 : الغيب الجزئى الذى يقع فى عالم الشهادة ، ويتوقف على السرعة والزمن ومنه :
3 / 1 / 1 : نفترض أنك فى مكان واخوك فى مكان آخر لا تعلم ما يفعله اخوك فى مكانه ولا يعلم اخوك ما تفعله فى مكانك . هذا الغيب الجزئى آخذ فى الضآلة بالتقدم فى وسائل الاتصالات التى نعرفها الآن وهو تتطور مع الوقت ، وربما نصل الى تحييد الجاذبية فتزول المسافات فى الانتقال والسفر فى عالمنا الأرضى المادى .
3 / 1 / 2 : فى عوالم البرزخ تتحرك الملائكة والجن والشياطين بسرعات هائلة فوق إدراكاتنا وهى تتخللنا ، لذا فالغيب الجزئى بالنسبة لها أقل كثيرا من الغيب الجزئى عندنا مهما تقدم العلم لدينا.
3 / 2 : الغيب الكلى لا يمكن ان تصل اليه أجهوتنا العلمية ، مثل سريرة الأنفس وعوالم البرزخ وما سيحدث فى المستقبل .
4 ـ إذا كان الله جل وعلا هو وحده عالم الغيب والشهادة أو الذى يعلم اليقين فإننا لا نعلم الغيب الكلى بل ولا نعلم من الشهادة ( أى ما ليس غيبا ) إلا الظاهر السطحى فقط . قال جل وعلا : ( يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) (٧﴾ الروم ). ومثلا :
4 / 1 : أُنظر الى الحائط . أنت ترى الظاهر ولكن لا ترى ذرات المادة ، ولا دوران الاليكترون فيها حول النواة ، ولا ما فى داخل النواة .
4 / 2 إنظر الى النجوم ، أنت ترى ضوءها القادم من موقعها ، ولكن لا تراها هى ، فقد تكون قد انتهت من ملايين السنين والذى يصل اليك هو ضوؤها بأثر رجعى ، لذا أقسم رب العزة بمواقع النجوم قائلا : ( فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴿٧٥﴾ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴿٧٦﴾ الواقعة )
5 ـ يقول جل وعلا : ( فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ﴿٣٨﴾ وَمَا لَا تُبْصِرُونَ ﴿٣٩﴾ الحاقة ). هناك ما لا يقع فى مجالنا البصرى فلا نراه ، وهناك ما يقع فى مجالنا البصرى وأيضا لا نراه . مجال البصرى لنا محدود . لا نرى المتناهى فى القُرب منّا ولا نرى المتناهى فى البعد عنا ولا نرى المتناهى فى الصّغر. قد نستعين بالتيليسكوبات والمجاهر ومع ذلك يظل هناك ما لا نستطيع رؤيته. سواء فى أغوار المحيطات أو مجاهل الغابات أو الأجرام السماوية .
6 ـ وقد نرى شيئا فلا نراه على حقيقته بفعل الايحاء والسحر الذى يؤثر على النفس فترى ما يٌراد لها أن ترى . وحدث هذا فى قصة موسى مع السحرة ، قال جل وعلا عن تأثيرهم فى الناس : ( سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ ﴿١١٦﴾ الاعراف )وقال جل وعلا عن تأثيرهم على موسى نفسه : ( فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ ﴿٦٦﴾ طه ).
7 ـ ومجال السمع لدينا محدود . يقول جل وعلا : ( وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ) ﴿٣٨﴾ الانعام ). كل ما يدب على الأرض من أحياء بدءا من الأميبا والفيروسات الى الفيلة والحيتان هى أمم أمثالنا ، تتزاوج وتبحث عن الرزق وقد ضمن الله جل وعلا لها رزقها ( هود 6 ، العنكبوت 60 ). ويهمنا هنا أنها تتواصل مع بعضها وتتخاطب ، أو تنطق ، الذى أنطقها هو الذى أنطق كل شىء ( فصلت 21 ) . ويحاول العلم الحديث فك طرق التواصل بين بعض تلك الأحياء . ولكن الله جل وعلا أعطى لدواود وسليمان معرفة منطق الطير ، وقد أعلنا هذا . قال جل وعلا : ( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ ) ﴿١٦﴾ النمل ). وبهذا سمع سليمان حديث النمل وخاطبه الهدهد قائلا : (ٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ﴿٢٢﴾ سبأ ). ولم يكن ما قاله خبرا يقينا لأن سليمان قال له : ( قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٢٧﴾ النمل ).
8 ـ ولهذا لا نفقه تسبيح الكائنات للرحمن ، قال جل وعلا : ( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ )﴿٤٤﴾ الاسراء ).
لا يقين فى هذه الدنيا فى علمنا بعالم الغيب:
ومن الغيوب : غيب القلوب والسرائر وما فيها من ايمان وغيره . قال جل وعلا
1 : عموما : (وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُم ۚبَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۚ النساء )
2 : عن الذين مردوا على النفاق ولم يكن يعلمهم النبى محمد عليه السلام :( وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ) ﴿١٠١﴾ التوبة )
3 ـ عن تآمر منافقى المدينة :( وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴿١٤﴾ البقرة )
4 ـ عن تآمر المنافقين من أهل الكتاب :
4 / 1 :( وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّـهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴿٧٦﴾ البقرة )
4 / 2 :( وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَد دَّخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ ۚوَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ ﴿٦١﴾ المائدة )
غيب ما فى القلوب من مشاعر .
قال جل وعلا عن المنافقين :
1 : (هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿١١٩﴾ آل عمران )
2 :( يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ ﴿٨﴾ التوبة )
غيب البرزخ:
لا نعلم ما وراء العالم المادى من عوالم البرزخ ، ومنها :
1 : برزخ من يُقتل فى سبيل الله جل وعلا. هم أحياء يشعرون بنا ولا نشعر بهم . قال جل وعلا :
1 / 1 : (وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَـٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ ﴿١٥٤﴾ البقرة )
1 / 2 : ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا ۚبَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴿١٦٩﴾ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١٧٠﴾ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٧١﴾ آل عمران )
2 ـ برزخ فرعون وقومه : (وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿٤٥﴾ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿٤٦﴾ غافر )
3 : الشياطين والجن والملائكة يروننا ولا نراهم . قال جل وعلا : ( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٢٧﴾ الاعراف )
4: ومنها القرين الشيطانى الذى يقترن بالضّال يزيده ضلالا ويجعله يحسب أنه على الهدى. قال جل وعلا : ( وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ﴿٣٧﴾ الزخرف )
4 / 1 : لا يراه فى الدنيا ، ولكن سيراه فى الآخرة . قال جل وعلا : ( حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿٣٨﴾ الزخرف )
4 / 2 : وسيتخاصم مع قرينه الشيطانى . قال جل وعلا : ( وَقَالَ قَرِينُهُ هَـٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ ﴿٢٣﴾ أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ﴿٢٤﴾مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ ﴿٢٥﴾ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴿٢٦﴾ قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَـٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴿٢٧﴾ قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ ﴿٢٨﴾ق )
بين الشهادة والغيب :
1 ـ وفى وقت محدد ومكان واحد يجتمع اليقين مع عدم اليقين . إنه وقت الاحتضار وخروج النفس من جسدها تغادره الى غير رجعة وحوله أهله .
2 ـ الميت وهو يدخل عالم البرزخ يرى اليقين وهو الموت ممثلا فى ملائكة الموت التى تبشره بالجنة إن مات تقيا من أولياء الله ( النحل 32 ، يونس 62 : 64 ، فصلت 30 : 32) أوتبشره بالنار إن كان خاسرا من أولياء الشيطان ( الأنفال 50 ، محمد 27 ، النحل 28 ـ ) . قال جل وعلا عن اليقين : ( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴿٩٩﴾ الحجر )أى حتى يأتيك الموت .
3 ـ وحول فراش الميت ساعة الاحتضار يجلس أهله وأحباؤه لا يبصرون ما يحدث له وهو على ابواب البرزخ . قال جل وعلا : ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ﴿٨٥﴾ الواقعة ).
أخيرا :
اليقين سيكون فى الآخرة فقط حيث لا غيب ، وحيث ينتهى الغيب
1 ـ فيها ينكشف الحجاب فيرى الانسان ما كان عنه محجوبا . يقال له : ( لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴿٢٢﴾ ق ).
2 ـ ويبدأ هذا بلحظة الموت : ( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴿٩٩﴾ الحجر )أى حتى يأتيك الموت .
3 ـ وفى الجحيم سيقال للمجرمين (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴿٤٢﴾ ( وسيقولون عن حياتهم الدنيا : ( قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴿٤٣﴾ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ﴿٤٤﴾ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ﴿٤٥﴾ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴿٤٦﴾ ) وظلوا هكذا حتى الموت : (حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ ﴿٤٧﴾ المدثر ) . عند الاحتضار يتيقن الانسان بالحق الذى لا شك فيه وهو يدخل البرزخ .
4 ـ فى الآخرة سيفاجأ الانسان بأنواع من اليقين منها :
4 / 1 : كتاب أعمال جماعى يتم نسخ نسخ منه لكل فرد ، ويحوى عمله . وسيقول له جل وعلا : ( هَـٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٩﴾ الجاثية )
4 / 2 : هذا الكتاب الجماعى لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها بالصوت والحركة والمشاعر . قال جل وعلا : ( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴿٤٩﴾ الكهف )
4 / 3 : فى غفلتهم الدنيوية ينسون جرائمهم ولكن أحصاها الله جل وعلا . قال جل وعلا : ( يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا ۚ أَحْصَاهُ اللَّـهُ وَنَسُوهُ ۚ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿٦﴾ المجادلة )
4 / 4 : ستشهد عليهم جوارحهم وجلودهم . قال جل وعلا : (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّـهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ﴿١٩﴾ حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢٠﴾ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا ۖ قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّـهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢١﴾ فصلت ) .
(الشياطين + الجن + الملائكة )
في كل مرة تذكر (الشياطين والجن والملائكة) تفرض نفسها تساؤلات عديدة، منها: هل هناك جنسان اثنان فقط هما: الإنس والجن ؟ أم ثلاث مثل: الإنس والجن والملائكة ؟
وماذا يمكن فهمه من قوله تعالى: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ )
ثم ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) ؟
والملائكة ؟ ما داموا هم مخلوقين ضمن جميع مخلوقات الله ، أين يقع ترتيبهم واعتبارهم؟
ولكم منا جزيل الشكر، أستاذنا المحترم.
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5123 |
اجمالي القراءات | : | 57,058,170 |
تعليقات له | : | 5,452 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
الغزالى حُجّة الشيطان : ف 2 : الغزالى فى الإحياء يرفع التصوف فوق الاسلام ( 1 )
الغزالى حُجّة الشيطان ( 9) الغزالى والاسرائيليات ( جزء 2 )
دعوة للتبرع
بين الحج والصدقة: ماهو الأفظ ل عندال له حج بيت الله الحرا م أم...
لم أفهم .!!: اخي توفي ترك 4 بنات كبار لي اخي وأخته وانا اخي...
حظر المخدرات : لم يأت تحريم المخد رات فى القرآ ن . فهل يجوز...
هل هو فى الجنة ام.؟: أعيش فى أمريك ا و فيها عرفت أصدقا ء من أحسن...
مهر المرأة الغربية: كيف تقنع اجنبي ة بمسال ة المهر ادا اردت...
more
الشيء البيّن أو المبين هو شديد الوضوح و الظهور , أي يفترض بأن يكون يقيناً خالصاً ,
و لكن مع كل أسف و استعجاب , نلاحظ بأن البشر يصرون على إنكار و جحود البينات و الشك و الريب فيها , رغم شدة وضوحها و ظهورها الذي يرقى بها لمرتبة اليقين , سواء كانت تلك البينات حسية ملموسة أو فكرية مثبته .
حيث يقول جل وعلا ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) ,
تلك البيّنات واجبها بأن تزيل الشك أو الظن و لو كان بنسبة 1 % , و هي كفيلةٌ بهذا ,
حيث يقول جل وعلا ( وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ ) ,
و هذا ما يحدث اليوم حول القرآن الكريم بآياته البينات , و خصوصاً مع أتباعه من المذاهب , فهو البيّن و المُبين و يفترض بآياته أن توصل من يقرأها و يتلوها إلى حالة اليقين - لعلهم يوقنون - ,
و لكن و من أسف نراهم يجحدون بها و ينكرونها رغم أن تلك الآيات قد استيقنتها أنفسهم كما استيقن من قبلهم , و لكنه العلو و الإفساد ظلماً , فأنظر لحالهم و لعاقبة أمرهم هذه الأيام ( فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) !