التواتر الشيطانى فى : إبتداع صلاة السنن بديلا عن النوافل

آحمد صبحي منصور Ýí 2018-12-13


التواتر الشيطانى فى : إبتداع صلاة السنن بديلا عن النوافل

أولا :

صلاة النوافل الاسلامية :-

1 ـ النافلة تعنى الزيادة . وقد وهب الله جل وعلا لابراهيم ابنه البكرى إسماعيل ثم وهب له زيادة أو نافلة ابنه الآخر اسحاق ثم عاش ابراهيم حتى رأى حفيده يعقوب . قال جل وعلا : (  وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً ۖوَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ ﴿٧٢﴾ ) الأنبياء ) .

المزيد مثل هذا المقال :

الزيادة فى العبادة أى فى العبادة المفروضة تأتى بمعنى النافلة ، وجاء فى سياق قيام الليل فى سورة الإسراء (  أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴿٧٨ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا ﴿٧٩).

أنواع عبادة النوافل

1 ـ تلاوة القرآن وتأويله فى بداية ما نزل من القرآن الكريم : (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴿١ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٢ نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ﴿٣ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴿٤﴾ المزمل )

2 ـ  : الاستغفار : (  كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ﴿١٧﴾ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴿١٨﴾ الذاريات   )

3: التسبيح : (  وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ﴿٣٩﴾ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ ﴿٤٠﴾  ق ) (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ﴿٤٨﴾ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ ﴿٤٩﴾ الطور ) (فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ ﴿١٣٠﴾ طه )

4 : الدعاء : (تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا ) (١٦﴾السجدة )

5 : الصلاة : (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ )ِ ﴿٩﴾ الزمر )

6 : التفكر فى عظمة الخالق جل وعلا والتوسل اليه بالدعاء : ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ﴿١٩٠﴾ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴿١٩١﴾ آل عمران ) .

توقيت عبادة النوافل

هى تختلف عن الصلوات الخمس المفروضة المحددة بالتوقيت . عبادة النوافل فيها الاختيار للمتعبد حسب ظروفه . يتضح هذا فى قوله جل وعلا : (  فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ﴿٣٩﴾ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ ﴿٤٠﴾  ق ) (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ﴿٤٨﴾ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ ﴿٤٩﴾ الطور ) (فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ ﴿١٣٠﴾ طه ) ( أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴿٧٨ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا ﴿٧٩﴾ الاسراء).

من حيث الشكل والكيفية :

فى أى وضع ، قال جل وعلا :( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) ﴿١٩١﴾ آل عمران )

من حيث المدة والاستطاعة :

1 :الأكثر : (  كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ﴿١٧﴾ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴿١٨﴾ الذاريات   ) (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ) ﴿٩﴾ الزمر )(يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴿١ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٢ نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ﴿٣ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴿٤﴾ المزمل )

2 ـ التوسط والتيسير : (  إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّـهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّـهِ ۙ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ )﴿٢٠﴾ المزمل ) ( تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا ) ﴿١٦﴾السجدة )  .

ثانيا :

قيام الليل وصلاة النوافل بين التواتر الاسلامى والتواتر الشيطانى

1 ـ ذكر الله جل وعلا السابقين إيمانا وعملا من الصحابة ، ونعتقد أنهم كانوا يقومون الليل عبادة وخشوعا لرب العزة جل وعلا وبالتالى فلم يكن لديهم وقت للإنغماس فى الحروب والفتن والصراع السياسى . لانعزالهم عن المجال العام الذى شغله الخلفاء الفاسقون وأتباعهم وخصومهم فقد أهمل التاريخ ذكر أولئك الصحابة السابقين الأبرار .

2 ـ وفى تاريخ الصحابة والتابعين منهم من كان يقضى ليله يقرأ القرآن ويصلى ثم يتفانى فى قتل الأبرياء ، وقد تخصص الخوارج فى هذا. كانوا معروفين بلقب ( القّرّاء ) وبسمات السجود فى وجوهمم كما كانوا معروفين أيضا بتطرفهم ووحشيتهم فى قتل الأبرياء . جعلوا من تطرفهم فى العبادة وسيلة لتطرفهم فى القتال. أى إستمر التواتر وقتها من حيث الشكل مع إختلاف الثمرة والنتيجة .

3 ـ وفيما بعد تحول الكفر السلوكى الذى وقع فيه الصحابة والتابعون ( من الغزو والحروب الأهلية ) الى كفر قلبى تمثل فى تقديس وعبادة النبى محمد ومن اسموهم بالخلفاء الراشدين ثم الأئمة والأولياء . وبهذا تحولت عبادة قيام الليل الى ما أسمون بصلاة السُنّة ، ثم جاء دين التصوف بالانحلال الخلقى فجعل من قيام الليل مناسبة للفجور ، كما جعل مواسم دينية وأماكن دينية للفجور فى الموالد . ونعطى لمحة تاريخية :

ثالثا :

صلاة السنن فى الدين السُّنّى فى لمحة تاريخية

1 ـ تعبيرا عن عبادتهم للنبى محمد أقحموا إسمه فيما يسمى بالتحيات فى الصلاة ، وفى الأذان ، ثم إخترعوا صلاة زائدة له سمُّها صلاة ( السُّنّة ) أو ( صلاة السُّنن ). وتوارث المحمديون حتى اليوم تلك الصلاة الزائدة ، فأنت تصلى الظهر وتصلى قبله ركعتين " سنة " وتصلى بعده ركعتين " سنة " ، وهناك صلاة لتحية المسجد كما لو كان المسجد فى حدّ ذاته إلاها تجب تحيته والصلاة له. ويعتبر المحمديون أن صلاة الفرض هى لله جل وعلا أما صلاة السنة فهى للنبى وفق عبادتهم للنبى محمد .

2 ـ على أنهم فى البداية أطلقوا على الصلاة الزائدة مصطلح النافلة ، وصنعوا فى ذلك حديثا ذكره ابن سعد فى الطبقات الكبرى ، نسبوها لصحابى اسموه ( يزيد بن الأسود ) يزعم أنه " صلينا مع النبى الفجر فى مسجد منى فى حجة الوداع ، فلما قضى الصلاة التفت فإذا هو برجلين لم يصليا ، فسألهما : ما منعكما أن تصليا معنا ؟ قالا : يا رسول الله صلينا فى رحالنا ، قال : إذا جئتم والأمام يصلى فصلّوا معه فإنها لكم نافلة " ( ابن سعد 5 / 378 ) .

3 ـ ثم جاءت روايات أخرى عن الصلاة الزائدة بدون تحديد مسمى لها ، روى ابن سعد عن  عبدالرحمن بن زيد " لقد خرجنا مع على وهو يريد مسكن فصلى ركعتين بين الجسر والقنطرة " ( ابن سعد 6 ، 159 ) .ورواية تقول : ( وكان أبو المليح يداوم على الصلاة بين المغرب والعشاء بجانب المنبر وقد توفى سنة 181 ( ابن سعد 7 ، 2 ، 182 ) .

 4 ـ وبدأت مبكرا روايات مصنوعة فى مناقب المشاهير من الصحابة والتابعين تضخّم من صلاتهم وعباداتهم ، وبالتالى تكون زائدة على الصلوات الخمس المفروضة ، وعهدنا بأولئك الصحابة والتابعين المشهورين الذين إحتفى بهم التاريخ أنهم إنشغلوا بالفتوحات والفتن والانغماس فى السياسة ، لكن العصر العباسى كافأهم بهذه الروايات التى تشيد بمناقبهم ، هذا فى الوقت الذى لا نعرف شيئا عن السابقين من الصحابة الذين لم يلتفت اليهم التاريخ بينما اشاد بهم رب العزة جل وعلا فى سور الحشر والأحزاب والتوبة . ونعطى أمثلة :

4 / 1 : يروى ابن سعد  أن الأحنف بن قيس زعيم بنى تميم وأحد رءوس الفتنة فى بداية العصر الأموى : ( كان يقضى الليل فى الصلاة أو " كانت عامة صلاة الأحنف فى الليل " ( ابن سعد 7 ، 67 )

4 / 2 :  أما عن ابن عون فقد( كان له سبع من القرآن يقرأه كل ليلة فإذالم يقرأ بالليل أتمه بالنهار ) ( ابن سعد 7 ، 2 ، 28 ).

4 / 3 : وأن أبا صخر الأيلى كان يجمع بين الصلاة والبكاء ليلا : ( كان يصلى الليل أجمع ويبكى ).  ( ابن سعد 7 ، 2 ، 206 ) .

4 / 4 : وأن عمار بن ياسر ( كان يوتر من أول الليل ثم ينام فإذا استيقظ صلى ركعتين إلى ما شاء الله ( ابن سعد 7 ، 108 : 109 ) وقالوا مبالغات أخرى عن عبد الله بن الزبير وهو من الشخصيات الوضيعة فى عصره .

4 / 5 : وبعضهم كان يحلو له المبيت فى المسجد ، وفى مسجد الكوفة المليئة بالنفاق والمؤامرات إمتلأ مسجدها بمن سموأ انفسهم متهجدين بالليل ، وقد دخل شبيب الخارجى إلى مسجد الكوفة حين أغار على الكوفة ليلا فقتل المتهدجين ، فترك الناس التهدج فى المسجد من ليلتئذ . ( ابن سعد 6 ، 243 ). ماذا عليهم لو تهجدوا فى بيوتهم ؟

4 / 6 : ثم ظهر فى العصر العباسى متعبدون متطرفون هم ( البكاءون ) قيلت فيهم أعاجيب كاذبة مختلطة بأساطير المنامات والمعجزات ( الكرامات ) ، وملأ ابن الجوزى تاريخه ( المنتظم ) بهؤلاء المرائين ، وقد عرضنا لهم فى بحث منشور فى موقعنا فى قسم الدراسات التاريخية .

رابعا : أشهر صلاة السُّنن :

صلاة الضحى :

1 ـ فى مقابل إماتة الأمويين الصلاة وتأخيرها زايد عليهم المعارضون بالصلاة فى مواقيتها بل والتزم بعضهم بتأدية صلاة جديدة ابتدعوها وهى صلاة الضحى . ولم يرحب الأمويون بهذه الصلاة الجديدة ، فقد روى أن سويد بن غفلة كان يؤذن بالهاجرة فسمعه الحجاج وهو بالدير فقال أتونى بهذا المؤذن . فجىء به فقال له : ما حملك على الصلاة بالهاجرة ؟ فقال صليتها مع أبى بكر وعمر ، فقال : لا تؤذن لقومك ولا تؤمهم .( ابن سعد ، 45 : 46 )

والواضح أنه نسب صلاة الضحى لأبى بكر وعمر ليتخلص من بطش الحجاج .

وقد صيغت روايات عن صلاة الضحى فى عهد عمر للرد على إحتجاج الأمويون . روى ابن سعد أن عمر قال : عباد الله أضحوا لصلاة الضحى " ( ابن سعد 6 ، 108 ). ورفعوا حديثا مصنوعا للنبى محمد عليه السلام ، زعموا أن أبا عسيب مولى النبى محمد كان يصلى الضحى قائما فحجز مكان يصلى فيه قاعدا ( ابن سعد 7 ، 42 ) . والواضح أنها محاولة لنسبة صلاة الضحى إلى شخص قريب جدا من النبى ولكن الرواية تثير تساؤلا إذا كان هذا الرجل يصلى الضحى قاعدا بعد عجزه فكيف بالصلوات الأخرى ؟ هل كان يصليها أيضا قاعدا بعد عجزه ؟ وعلى كل حال فإن هذاه الرواية لم تفلح فى خلق إجماع على تأدية هذه الصلاة فقد كان علقمة بن قيس ( لا يغتسل فى السفر يوم الجمعة ولا يصلى الضحى ) " ابن سعد 6 ،  58

صلاة التراويح :

1 ـ زعموا أها بدأت فى خلافة عمر ، يقول ابن إياس الهذلى : كنا نقوم فى عهد عمر بن الخطاب فرقا فى المسجد فى رمضان من هنا وهناك فكان الناس يميلون إلى أحسنهم صوتا ، فقال عمر : أراهم قد اتخذوا القرآن أغانى ، أما والله لئن إستطعتم لأغيرن هذا فلم يمكث إلا ثلاث ليا حتى أمر أبى كعب فصلى بهم ثم قام فى أخر الصفوف فقال : لئن كانت هذه بدعة فنعم البدعة هى ( ابن سعد 5 ، 42 ) . وزعموا أنه فى خلافة على بن أبى طالب ، أمر شريحا أن يصلى بالناس فى رمضان ، يعنى قيام الليل  ( ابن سعد 6 ، 95 ) .

2 ـ وأطلقوا عليها صلاة التراويح . ومصطلح التراويح يفيد الراحة بين كل صلاة وصلاة . فيروى عن عبدالرحمن بن الأسود الذى شهد حياة السيدة عائشة أنه كان يصلى بقومه فى رمضان أثنتى عشرة ترويحة ، ويصلى لنفسه بين كل ترويحتين إثنى عشر ركعة ، ويقرأ بهم ثلث القرآن ، وكان يقوم بهم ليلة الفطر ، ويقول أنها ليلة عبد ( ابن سعد 6 ، 203 ) .

3 ـ  واستمرت صلاة التراويح فى المساجد حتى الآن . ولا يزال يتم فى الريف قيام الليل بإستئجار قارىء للقرآن يقوم بختم القرآن طيلة ليالى رمضان يهب الثواب لمن مات من أهل المنزل الذى يستأجره ... بزعمهم .

صلاة ليلة النصف من شعبان

1 ـ نشر التصوف الانحلال الخلقى فى العصر المملوكى ، وعززه بأحاديث ، ومنها ما أضفاه المتصوفة من أفضال كثيرة على ليلة النصف من شعبان :. ( ابن أجا : تاريخ يشبك 235 )  وقد جعلوا لها صلاة خاصة يقرأ فيها (قل هو الله أحد) ألف مرة لأنها مائة ركعة في كل ركعة عشر مرات ، يقول أبو شامة فى كتابه ( الباعث فى الانكار على الحوادث : (وهى صلاة طويلة مستثقلة لم يأت فيها خبر ولا أثر إلا ضعيف موضوع). وذكر الأحاديث الموضوعة في ليلة النصف من شعبان وقال عن الوضاعين من الصوفية (وكلفوا عباد الله بالأحاديث الموضوعة فوق طاقتهم). وفي الوقت الذى تقاعس فيه العوام عن الصلاة المفروضة هرعوا إلى صلاة النصف من شعبان استجابة للأشياخ الصوفية ودعايتهم وعبادة منهم للتشريع الصوفي الذى يكلفهم فوق ما يطيقون.   

2 ـ يقول أبو شامة عن تلك الصلاة ( وللعوام بها افتنان عظيم والتزم بسببها كثرة الوقيد (الإضاءة) في جميع مساجد البلاد التى تصلي فيها ، ويستمر ذلك كله ويجري فيه الفسوق والعصيان واختلاط الرجال بالنساء). ( الباعث فى الإنكار على الحوادث :  9، 24 ، 29 )

3 ـ أى هو قيام الليل لممارسة الفسوق فى المساجد . وإذا عرف السبب بطل العجب فالعامة تسمع وتطيع لمن ييسر لها سبل الإنحراف .. 

اجمالي القراءات 7444

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   محمد شعلان     في   الجمعة ١٤ - ديسمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89828]

هكذا يكون العلم والتدبر في كتاب الله العزيز.


يخشع القلب وتلين الجلود لذكر الله جلا وعلا، ويسمو العقل بما جاء في افتتاحية هذا البحث الرائع الثري العميق الذي أهداه لنا الأب الغالي الحنون، والمفكر الفاضل دكتور/ أحمد صبحي منصور، محبة منه لناأهل القرءان، وشهادة منه على قومه، يوم يقوم الأشهاد والناس لرب العالمين. جزاك الله تعالى خير الجزاء على ما بذلت وأعطيت لبلدك وللإنسانية جميعاَ



 وبعد وأذكر أيضا صلوات ابتدعوها ليسن من النوافل الاسلامية،  ولكنها من سننهم المبتدعة، مثل صلاة الاستخارة، وصلاة الخسوف، وصلاة الكسوف، وصلاة الجماع،اي قبل جماع الرجل لزوجته، !!!؟؟؟



فهل يتكرم معلمنا العزيز، / أحمد صبحي، في القاء الضوء من تخصصه التاريخي في تاريخ العرب والمحمديين،  على منشأ هذه الصلوات المبتدعة والغير مذكورة في القرءان المجيد؟



وافر محبتي لكم واعتزازي بكم الشديدين، وبارك  الله تعالى لنا في عمرك وجهدك ،وفي انتظار المزيد.



2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأحد ١٦ - ديسمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89844]

إقتراح هام اشكرك عليه ابنى الحبيب د محمد شعلان ، واقول :


الناس تخلط بين الصلاة والدعاء العادى فى الأزمات . عندما يشح المطر يدعو الناس ربهم. والمفروض أن يكون الدعاء بتضرع وخفوت صوت ولكنهم يجعلونه مظاهرة تصرخ يسمونها صلاة الاستسقاء . 

وكانوا يخافون من الكسوف والخسوف ، تأثرا بعبادة الأفلاك والنجوم ، فإخترعوا ما يسمى بصلاة الكسوف والخسوف .

وبدلا من السعى الجاد فى الحياة والتفكر فى جدوى أى مشروع يختصرون الطريق ويعملون ما يسمونه بصلاة الاستخارة معتقدين أن الوحى الالهى سينزل عليهم يختار لهم ما يفعلون. 

موضوع الصلاة طال أكثر مما ينبغى ، وقد كتبته أصلا للرد على من يتهم القرآن الكريم بالتقصير. وهناك جوانب متعلقة فى صلوات مبتدعة وسبق أن أجبت عليها فى الفتاوى . وأكتفى بهذه الاجابة المختصرة لأن لدي مؤلفات أخرى تنتظر الاستكمال مثل كتاب الصلاة.

وشكرا جزيلا. 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5123
اجمالي القراءات : 57,054,923
تعليقات له : 5,452
تعليقات عليه : 14,828
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي