آحمد صبحي منصور Ýí 2017-02-23
أثر الكهنوت العباسى فى خلق دين البكاء:( هيا بنا نبكى ) ثم (هيا بنا نضحك )!!
كتاب : نشأة وتطور أديان المسلمين الأرضية
الباب الأول : الأرضية التاريخية لنشأة وتطور أديان المحمديين الأرضية
الفصل الرابع: تطور أديان المسلمين الأرضية فى العصر العباسى ( 132 ـ 658 هجرية ) (750-1258م )
أثر الكهنوت العباسى فى خلق دين البكاء: ( هيا بنا نبكى ) ثم (هيا بنا نضحك )!!
مقدمة
1 ـ دين الزهد الذى بعثه من مرقده الكهنوت العباسى أنتج بدورة حركة البكّائين ، بدين جديد آخر تركّز على إتخاذ البكاء شعيرة دينية عُظمى مؤسسة على إفتراء المنامات بإعتبارها وحيا يواجه إفتراءات الأحاديث ( العباسية ) . ولم يكن هذا ــ حسب علمنا ـ مألوفا أو معروفا من قبل دينيا أو إجتماعيا . ولأنه دين عجيب غريب فلم يستمر طويلا ، إذ سرعان ما توارى بين سطور التاريخ العباسى وانتهى العلم به الى أن إكتشفناه ، ونشرنا عنه مقالة هنا فى باب ( دراسات تاريخية ) .
2 ــ البكاء من خشية الله جل وعلا وعند سماع آيات من كتابه الكريم من سمات المتقين الأبرار . منهم من عاش فى قبل نزول القرآن الكرم وقال عنهم رب العزة جل وعلا : (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً (58)مريم ).
وقال جل وعلا عن إيمان بعض النصارى عند سماع القرآن الكريم :( وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنْ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) المائدة )، وقال عن إيمان بعض أهل الكتاب عند سماع القرآن الكريم :( (قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108) وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً (109) الاسراء) ، وهنا تعريض بكفّار العرب الذين قال لهم رب العزة جل وعلا : (أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ (60) النجم ). وبعض فقراء الصحابة كان من المتقين الأبرار الفقراء ، بكى حُزنا لأنه لا يجد المقدرة المالية على الخروج مع النبى فى القتال الدفاعى ، فقال جل وعلا عنهم يعتبرهم من المحسنين الذين لا حرج عليهم :( لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91) وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ (92) التوبة ) .
3 ــ البكاء هنا موقف عرضى يعبر عن مشاعر إيمانية تتجلى وليدة حدث معين. ومنه أيضا البكاء المخادع مثلما فعل أخوة يوسف المتآمرين عليه ، قال جل وعلا عنهم :( وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16) قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18) يوسف ) .
هذا البكاء سواء كان بكاءا نبيلا يعبّر عن إيمان صادق أو كان بكاءا تمثيليا مخادعا ففى الحالين هو حادث عرضى مبنى على موقف . لا ينطبق على موضوعنا :( دين البكاء ) الذى كان حالة مستمرة وشعيرة دينية تعبدية ، تم إصطناع وحى كاذب لها من المنامات كما حدث مع دين الزهد الأصل الذى إنبثق عنه دين البكاء .ونعطى عنه لمحة :
أولا : إنبثاق دين البكاء من دين الزهد فى عصر المنصور
1 ــ إختراع أقاصيص الكرامات وأساطير المنامات لم تفلح كلها في علاج عقد النقص والحرمان عند الزهاد ، إذ ظلوا منفصلين عن الواقع الدنيوي ، وكان ذلك الواقع يؤرقهم بحاجاته الملحة للطعام والكساء ومتطلبات المعيشة ، ويضاف إلي ذلك واقع القهر وجبروت التسلط للحكام الذي لا تفلح روايات الكرامات والمنامات في التخفيف منه ، ومن هنا نفهم ضرورة البكاء إذ كان المتنفس الوحيد لعلاج ذلك الانفصام بين الواقع المرير والأحلام الوردية. وتحول الى دين فى عصر المنصور .
2 ــ وهكذا كان وصف البكائين من مستلزمات الزهاد في عصر أبي جعفر المنصور . وكان أشهر من وصف بالبكائين ابن أبجر(ت 150هـ) يقول عنه ابن الجوزي " وكان من البكائين" ، ليؤكد أن طائفة البكائين كانت طائفة دينية معروفة في عصر أبي جعفر المنصور.
ثانيا : لمحات عن شعيرة البكاء
البكاء طول العمر :
وبعضهم كان يواصل البكاء علي سبب تافه مثل كهمس بن الحسن (ت 149هـ) القائل " أذنبت ذنبا فأنا ابكي عليه أربعين سنة ، زارني أخ لي فاشتريت له سمكا بدانق ، فلما أكل قمت إلي حائط جار لي فأخذت منه قطعة طين فغسل بها يده ، فأنا أبكي عليه منذ أربعين سنة ". والبكاء المتصل لأربعين عاما لسبب تافه كهذا يعتبر علاجا نفسيا للتكيف مع واقع يستعصي علي الحل ، ثم تحول الى عبادة دينية وهب نفسه لها .!.
قيام الليل فى البكاء :
وبعضهم كان يبكي الليل بطوله مثل هشام بن حسان (ت147هـ) حتي آثار دهشة جارته فتقول عنه : أي ذنب عمل هذا ليظل ليله باكيا ..؟!!
الجهاد بُكاءا حتى العمى .!
1 ــ وبعضهم ظل يبكي حتي ذهب بصره مثل الحسن بن يزيد( ت 149هـ) الذي بكي حتي عمي وصام حتى صار كالعود الناشف .
2 ــ ومثل هشام بن أبي عبد الله (ت153هـ) الذي أظلم بصره من طول البكاء يقول المؤرخون " فكنت تراه يبصر إليك ولا يعرفك حتي تكلمه " .
3 ــ وظلت عبيدة بنت أبي كلاب ( ت163هـ) تبكي أربعين سنة حتي ذهب بصرها..!!
البكاء جماعة ( مثل صلاة الجماعة ) : هيا بنا نبكى .!!
1 ـ ولأنهم اتخذوا البكاء شعيرة دينية فقد كانوا يضاهئون بها الصلاة ومواقيتها ، يقيمون له حفلات جماعية يبكون فيها جماعات . يحكي أشعث الحداني (ت 151هـ) إنهم ذهبوا إلي حبيب أبى محمد يسلمون عليه في الصباح فأقاموا حفل بكاء فما زالوا يبكون حتى صلاة الظهر ، ثم صلوا الظهر وعادوا للبكاء حتي حضرت صلاة العصر ، وبعد صلاة العصر عادوا للبكاء حتي المغرب ثم بعد صلاة المغرب رجع كل منهم إلي داره بعد أن تواصوا علي الاستمرار في البكاء ..
2 ــ وكان بعضهم يتخذ من داره موطنا للبكاء تشارك معه فيه أسرته ليل نهار ، وهكذا كان يفعل الحسن بن صالح الذي مات بعد عهد المنصور في سنة 169 هـ وكانت تشاركه أمه وأخوه . وكذلك كان يفعل ضيغم بن مالك(ت 146هـ) وكانت تشاركه أمه ومعها أهل بيته .
التفاخر بالتفانى فى البكاء : البكاء نفاقا وطلبا للشهرة :
1 ـ والبكاء من خشية الله تعالي من علامات التقوى والإيمان بشرط أن يكون ذلك بعيدا عن الرياء ، إلا أن أصحابنا كان يرتبط لديهم البكاء بالرياء وتغليفه بخرافات الكرامات وإفتراء المنامات ، فحققوا الشهرة بين الناس هي مطلبهم الأسمى حيث وضعوا أنفسهم في مقابل أهل الدنيا . وبشهرتهم ذكرتهم مصادر التاريخ ، والتاريخ لا يعبأ بالعوام إلا إذا وصلوا للشهرة . وأولئك أوصلهم بُكاؤهم الدينى الى الشهرة فإلتفت اليهم التاريخ يكتب عنهم .
2 ـ وبحثا عن الشهرة تنوعت أساليب بعضهم . أحدهم أعلن أنه لن يضحك أبدا ليظل وفيا لبكائه ، مثل وهيب بن الورد الذي حلف ألا يراه الله أو الناس ضاحكا أبدا، وكانوا يأتونه بالوسادة فيظل يبكي عليها حتي تبتل من دموعه ، وكان لا يأكل الفاكهة أبدا ويكشف عن بطنه فيرون فيها أثر الخضرة لأنه يكتفي بالبقول ، ويقول يخاطب نفسه " يا وهيب ما أري بك بأسا ، ما أري الفواكه ضرتك شيئا". وقد توفي سنة 153 هـ.
3 ــ ومثله ورواد العجلي (ت 165هـ) الذى أعلن أنه عاهد الله تعالي ألا يضحك حتي يري الله ، وكان يقضي ليله يصرخ فيأتي الناس يسألون أخته عن أقواله ودعائه حين يصرخ بالليل ، وقد أصابه الإجهاد من طول البكاء حتي مات.
4 ــ وكانت لرباح القيسي(ت 146هـ) طريقة خاصة في إظهار بكائه ، كان يأخذ بعض رفاقه ـ حتي يروي عنه ما يفعل وما يقول ـ ويقول له : " هلم يا فلان حتي نبكي علي قصر الساعات . " ، ثم يذهب به إلي المقابر ، فيصرخ ويغشي عليه ويصحو ويبكي حاله .) ويعود رفيقه يحكى هذا عنه .
5 ـ أما أبو عتبة الخواص (ت 162هـ) فكان أحد مشاهير البكائين الزهاد ، وكان يأخذ بلحيته ويبكي يخاطب ربه قائلا " قد كبرت فاعتقني " . وكان يسير في الشارع وقد وضع علي صرته خرقه وعلي رقبته خرقه ويهتف باكيا: " واشوقاه إلي من يراني ولا أراه."
6 ــ وعاش عتبة الغلام إلي أن أدرك خلافة المهدي ومات 167 هـ ، وكان يترصد مجلس الواعظ عبد الواحد بن زيد حين يجتمع الناس فينطلق في البكاء حتي يشوش علي الناس فلا يفهمون كلام عبد الواحد ، وكان لعتبة بيت يتعبد به ويبكي فلما خرج إلي الشام اقفله ( وقال لأصحابه : لا تفتحوه إلي أن يبلغكم موتي ، ولما بلغهم موته فتحوه فوجدوا فيه قبرا محفورا وغلا من حديد كان يعذب نفسه بهما. ) . وربما قرّر الاستقالة من البكاء وأن يأخذ منه أجازة ، فهاجر الى الشام ، تاركا بيته وقد أعدّ فيه قبرا وأدوات تعذيب ليروى أصحابه عنه أنه كان يعذّب نفسه ليس فقط بالبكاء بل بالأصفاد الحديدية .!
7 ــ وكان زمعة بن صالح (160هـ) ضيفا في بيت ابن راشد الشيبانى ، فقام الليل يصلي ويبكي حتي أيقظ أهل الدار ، وعندما اقترب الفجر أخذ يهتف في الناس يدعوهم لقيام الليل وظل كذلك إلي الفجر . وبذلك ضمن أن يروي الجميع قصته ، وسجل اسمه في صفحات التاريخ.
8 ـ وعاش سعيد بن السائب إلى أن أدرك خلافة الرشيد ومات 171هـ وقد وصفوه بأنه لا تجف له دمعة ودموعه جارية أبدا ، إن صلي بكي وإن جلس بكي وإن عاتبه أحد بكي ، وكان يحلو له البكاء في حضور الناس خصوصا في مجلس سفيان الثوري كبير الزهاد الذي قال فيه : وحق له أن يبكي..!!
إنعكاسات لحركة البكّائين
1 ـ إنتقلت حركة البكائين الى متحف التاريخ ، ولكن بعض آثارها بقيت بعدها .ليس فقط فى أنه فى خلال بحور الدموع هذه أبحر أولئك الناس إلي صفحات كتب التاريخ إلي جانب الخلفاء والوزراء والمشاهير، ولكن أيضا لأنه كان لها تأثير سلبى فى تزييف روايات تاريخية ، إصطنعها القُصّاص المعجبون بالبكّائين ، وقد وجدوهم مادة جيدة لجذب الاهتمام ، وأُعجب بها ــ أيضا ــ الوعّاظ فتلقفوا تلك الروايات الكاذبة لاحقا ونشروها فى مجالس الوعظ والمساجد ، ثم وجدت طريقها لاحقا للتدوين على أنها حقائق تاريخية وليست كذلك .أى إن حركة البكائين والزُّهاد حمّلت التاريخ العباسى بروايات كاذبة لم تحدث ، وإن كانت هذه الروايات تحظى بالاعجاب والتصديق فى عصرها . هذا مع التسليم بأنها تعبّر بصدق عن عقلية العصر وثقافته وأديانه الأرضية المؤسسة على الافتراء .
2 ــ لقد أفسحت كتب التاريخ للقصص التي اخترعها الزهاد لتروج لمذهبهم وتعلي من شأن شيوخهم ، بل إن تأريخهم لشيوخهم امتد ليؤثر علي التاريخ للخلفاء فأضافوا روايات يحسبها القاريء العادي أنها قد حدثت فعلا، ولكن الباحث التاريخى المدقق يري فيها آثار التصنع وأصابع الزهاد .
3 ــ والأمثلة علي ذلك كثيرة منها:
3 / 1 : ـ رواية تقول أخري إن المنصور قبل موته دخل قصرا فرأي شعرا مكتوبا علي الحائط يقول:
ومالي لا أبكي واندب ناقتي
إذا صدر الرعيان نحو المناهل
وكنت إذا ما اشتد شوقي رحلتها
فسارت لمحزون طويل البلابل
وفي رواية أخري: إن الشعر يقول:
ومالي لا أبكي بعين حزينة
وقد قربت للظاعنين حمول
وتحت الشعر : آه .. آه.. أي تأوه الشاعر وأنينه
3 / 2 : ومنها القصص التي تزعم أن بعض الزهاد استطال علي أبي جعفر المنصور في الوعظ ، وكان المنصور يبكي ويسترجع .. وكأنهم أرادوا الانتقام من سطوة المنصور فعاقبوه في تلك الروايات.
3 / 3 : علي أن اخطر ما أفرزته حركة الزهد هو تشويه سيرة بعض الفقهاء الذين قبلوا التعامل مع الدولة العباسية وتولوا القضاء ، أبرز مثل لأولئك هو القاضي شريك النخعي الذي أجبروه علي تولي القضاء فحكم بالعدل وأنقذ من براثن الظلم العباسي كثيرا من المظلومين ، وظل محتفظا بولائه لأفكاره إلي أن اضطرت الدولة لعزله ، وقد شوهت روايات الزهاد تاريخ القاضى شريك بينما أعلت من شهرة عبد الله بن المبارك ، فجعلوه أبرز علماء عصره ، ولم يكن ابن المبارك متمسكا بتلك النوعية من الزهد إذ كان يتاجر ويربح ويعيش في بحبوحة من العيش ، ولأنه كان كريما مع الزهاد ينفق عليهم أمواله فأنهم أجمعوا علي فضله واعترف كبيرهم سفيان الثوري له بأنه عالم المشرق والمغرب .. ولذلك تري المبالغة في مدح ابن المبارك وتشويه سيرة أستاذه شريك النخعي .. والسبب في ذلك الميل والهوى.
أخيرا : هيا بنا نضحك .!!
1 ـ فى موضوع البكّائين لا نريد للقارىء ان يخرج منه باكيا ، لذلك نختمه بسؤال : ماذا إذا وقع احد أولئك البكائين فى حبائل إمرأة لعوب ؟ الاجابة على هذا السؤال فى تلك الواقعة الظريفة التى رواها ابن الجوزى فى ( المنتظم ) وهو مرجعنا التاريخى الأصلى عن دينى الزهد والبكاء فى العصر العباسى الأول .
2 ـ فى تأريخه للزاهد البكّاء عطاء بن يسار وأخيه سليمان بن سيار يحكى ابن الجوزى هذه القصّة : ( خرج عطاء بن يسار وأخوه سليمان بن يسار حاجّين إلى المدينة ، ومعهما أصحاب لهما ، حتى إذاكانوا بالأبواء نزلوا منزلًا ، فانطلق سليمان وأصحابه لبعض حاجتهم ، وبقي عطاء قائمًا في المنزل يصلي. فدخلت عليه امرأة من الأعراب جميلة، فلما رآها عطاء ظن أن لها حاجة فأوجز في صلاته ، ثم قال: ألك حاجة؟ قالت: نعم. قال: ما هي قالت: قم فأصب مني فإني قد ودقت ( أى اشتقت لممارسة الجنس ) ولا بعل لي. قال: إليك عني ! لا تحرقيني ونفسك بالنار...فجعلت تراوده عن نفسه ويأبى .. فجعل عطاء يبكي ويقول: ويحك إليك عني.. واشتد بكاؤه . فلما نظرت المرأة إليه وما دخله من البكاء والجزع بكت المرأة لبكائه. .. فجعل يبكي والمرأة تبكي بين يديه . فبينا هو كذلك إذ جاء سليمان من حاجته فلما نظر إلى عطاء يبكي والمرأة بين يديه تبكي جلس في ناحية البيت يبكي لبكائها ولا يدري ما أبكاهما ، وجعل أصحابهما يأتون رجلًا رجلًا كلما أتى رجل فرآهم يبكون جلس فبكى لبكائهم لا يسألهم عن أمرهم ، حتى كثر البكاء وعلا الصوت، فلما رأت المرأة الإعرابية ذلك قامت فخرجت. .. )
أما كيف خرجت ؟ أخرجت تائبة ؟ أم ساخطة ؟ أم خرجت تلعن حظها التعس الذى أوقعها فى هؤلاء القوم ؟ لا ندرى.!!
الاشارات عن الزهاد والبكائين فى تاريخ المنتظم لابن الجوزى :
ج 7 صفحات : 85ـ ، 90 ، 136 ـ ، 155 ، 188 ، 197 ، 204 ـ ، 218 ، 219 ، 227 ، 268 ، 279 ، 291 ، 319 ، 323 ، 327.
ج 8 . صفحات :98 ، 77 ، 172 ،173 ، 97 ، 109 ، 117 ، 119 ، 125 ، 150 ، 186 ، 200 ، 268 ، 259 ، 280 ، 338.
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5118 |
اجمالي القراءات | : | 56,904,531 |
تعليقات له | : | 5,451 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
تدبر آيات 32 : 34 من سورة الشورى
جريمة الإبادة الجماعية بين ( إسرائيل ) والعرب والمحمديين
القاموس القرآنى : ( البشر والانسان )
( من مات قامت قيامته ) تلك الأُكذوبة السلفية الكافرة بالقرآن الكريم
دعوة للتبرع
فى قلوبهم مرض: أسعد الله مسارك دكتور نا الفاض ل .تحية طيبة...
ليس للحيوان نفس: اتمنى منكم معرفة هل هذا صحيح ام لا .. مدرس اردني...
إهدأ يا ابنى العزيز: ---------- ---------- ---------- ---------- ---------- السل ام ...
الحجاب فى الصلاة: أذا كان الحجا ب ليس جزْءا من زى المرأ ه ...
الموت: كان عندي سؤال بخصوص قولة تعالي في اية " وَلَا...
more
شكرا جزيلا استاذنا الدكتور -منصور -على سلسلة مقالات هذا الكتاب الرائع المُكمل (من وجهة نظرى ) لكتاب (القرآن وكفى ) .
المُحمديون المُتاجرون بالدين فى عصرنا الحالى يستخدمون البُكاء فى التغنى بالقرآن ، وتتحدد أجورهم بناء على درجة وقوة وطول مدة وزمن بكاءهم فى التلاوة ،او فى الصلاة ،او فى الدعاء ، ومن اشهر أولئك الناس فى مصر (محمد جبريل ، وصلاح الجمل ، ومحمد حسان ) .
اما الشيعة فقد جعلوا كل حفلاتهم وإحتفالاتهم بأئمتهم (على وفاطمة والحسين ، واحفادهم ) حفلات للنواح والبكاء ولطم الخدود والتطبير ،وأصبح البكاء رُكنا اساسيا من دينهم الأرضى .
.وقد إبتعد المُتاجرون بالدين من (اهل السنة ،واهل التشيع) عن بُكاء الأنفس والقلوب وخشوعها للرحمن عند ذكره سبحانه وتلاوة كتابه حق تلاوته ،لأنهم هجروا القرآن ، ولوأنهم تدبروا الفرقان ،وخشعت قلوبهم للرحمن ،ما اتخذوا من دونه وليا ،ولا سخروا من كتابه وتباكوا بنفاق ورياء عظيم على أئمتهم وسادتهم .