نحن لا نقدس البشر ولكننا نحترم انسانية الانسان :
ما يجب أن يفهمه كل قرآني أو راغب في الانتماء الى اهل القرآن

نهاد حداد Ýí 2017-01-22


تذكير فقط فإن الذكرى تنفع المؤمنين !

القرآنيون لا ينكرون السنة ، فالسنة العملية معمول بها في صلاتهم وهي متواترة ! ولا ينكرون الاحاديث التي هي جزء من التاريخ ، بل ينكرون كونها دينا ! الاحاديث  اقوال منسوبة الى النبي وليست دينا ! فقد كتبت على الاقل بقرنين من الزمن بعد وفاته ، ولا يوجد لها مخطوطات اصلية تدل على صحتها ، وهي تعارض القرآن في جل الاحيان ! لذلك فلا يمكن نهائيا الاخذ بها في التقرب الى الله وعبادته ، ولكن هذا لايمنع اننا نستفيد منها في كونها تاريخا انسانيا ( الذي يحتمل الخطأ والصواب ) وهو ليس ملزما لنا ! بل يساعدنا في فهم الشخصيات التاريخية في الاسلام والصحابة وسلوكاتهم وتعاملهم مع دينهم ! وفي رأيي ذلك ادعى ان لا نأخذ بها ! لانهم صنعوا لانفسهم دينا موازيا يسوغون به لانفسهم ما حرم الله وقرآنه ! 

وكنت دائما اقول ، ان الانسان خُلق على الفطرة ، ويعرف الخير والشر والخطأ والصواب ، ولكنه حين يستفتي فقيها ، فاعلم بانه في قرارة نفسه ، يعلم بأن ما هو مُقدِمٌ عليه شيء خاطئ ترفضه فطرته وسريرته ، لذلك فهو يبحث عن من يبيح له المحظور عنه أخلاقيا ودينيا ! لذلك صنعوا الاحاديث ! ليحلوا لامراءهم ماحرم الله عليهم ! ليقتلوا الناس بغير حق ! ليقننوا الظلم ويفتروا على الخلق ! ليسبوا وينهبوا وينتهكوا الحرمات ! لان الايمان لم يدخل الى قلوبهم بل بقوا اعرابا اجلافا منافقين كما وصفهم القرآن ! ( الاعراب هم اشد كفرا ونفاقا ) . لذلك قدسوا الصحابة والتابعين وتابعي التابعين ! 
او لم يكن الحجاج تابعا للتابعين فهدم الكعبة؟ أو لم يكن قتلة الخلفاء انفسهم وحفدة النبي من التابعين وتابعي التابعين ؟ 
لقد صنعوا الاحاديث لصنع القديسين من الامراء ! لقد فهم امراء بني امية وبني العباس تأثير الدعاية قبل الميكروسوفت ! فسخروا لها أبواقهم ممن عاشوا في زمن النبي كأبي هريرة وغيره ، وأقصوا آخرين الذين عايشوا النبي كعمار بن ياسر وابا ذر الغفاري وغيرهم ! فيتساءل المرء ! من كان الأقرب والأحق والأولى برواية الأحاديث ، عائشة أم علي ؟ ( هذا السؤال منطقي ولا علاقة له بالانتصار لطائفة دون أخرى ! فعلي لم يخترع دين الشيعة بل اخترعره من بعده ! والنبي لم يتحدث عن سنة اخرى غير سنة الله في خلقه ! بل اخترعوا سنة لانفسهم يبررون بها هجرهم للقرآن ! 
هي مقدمة طويلة ، ولكن كان لابد منها للتذكير ببعض الاشياء ، فحين نقول بان زمن الرسول لم يكن فيه اسياد وعبيد ، فهذا غير صحيح ، كان هناك اسياد وعبيد وملكات يمين ، والنبي ليس مسؤولا عن المجتمع الذي نشأ فيه ! النبي رسول مبلغ لدين ، اما الدنيا فمن شأن أصحابها ! 
حمزة عم النبي قتله عبد حبشي اسمه وحشي ، وكان لعمر وعلي وغيرهم امهات أولاد ، اي انهم قد استمروا بامتلاك رقاب الناس ونكاح ماطاب لهم من ملكات اليمين حتى بعد أن قالوا لنا بأن النبي عليه السلام قد حرر كل عبيده قبل وفاته ! 
جاؤوا لنا بأحاديث تجمل صورة عمر فقالوا باسمه : " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا ؟ " ونسوا بان من قتله كان من الموالي ( العبيد ) الذين ابعدهم عمر عن المدينة تاركا فقط النساء منهم والاطفال ، وقد كان قتل المجوسي لعمر سببه استعباد عمر  لاطفالهم ونسائهم ! اي ان سبب وفاته كان استعباده للبشر وليس الدفاع عن حرية البشر ! اذ كيف تفسر قتل احدهم لرجل عادل ورع ؟ هل كان المجوسي راغبا في الحكم ؟ لا ! بل كان قتله لعمر عملية انتحارية كان يعرف انه مقتول بعدها لا محالة ! 
كذلك توفي علي لدفاعه عن الدنيا والخلافة وكذا قضى من بعده ابناؤه ! 
ولهذا كانت عائشة تبكي حتى تبتل ثيابها ندما على ما فعلته بالمسلمين في موقعة الجمل ! 
إن أناسا لا يتورعون على قتل بعضهم ليسوا أهلا للثقة كي نأخذ ديننا منهم ! 
لايمكن ان تلزمني ان آخذ نصف ديني عن الحميراء التي تسببت في قتل الاف الناس ! لقد اخطأت ووزرها عليها ، ولها الاحترام لكونها زوجة للنبي ! ولكن الدين لا يؤخذ إلا من كتاب الله !
لقد دفنوا عثمان في مقبرة لليهود ، وجشوا رأس الحسين في كربلاء ، وسمموا الحسن واحرقوا محمد بن ابي بكر داخل بطن حمار ! ان من لا يتورع عن مثل هذا الاستعباد والظلم والقتل لا يتورع عن الكذب لتبرير افعاله وجعلها دينا ! 
لقد كذبوا لكي يجملوا خلفاءهم فلسنا ملزمين بتصديقهم ، ولكن مع ذلك ، نحن مضطرون لكي نفهم تاريخنا للعودة الى مصادرهم ! ومع انهم هم المنتصرون ، والتاريخ يكتبه المنتصر ، الا ان من كتب عنهم لم يكونوا بذلك الذكاء الذي يجعلهم يحسبون حساب التناقضات التي يحملها تراثهم ! لا يمكننا ان نصلح الحاضر دون العودة للماضي ! ولا يمكن التحرر من الماضي الا بالنظر اليه بشكل موضوعي محايد ! التاريخ ليس دينا ، والاشخاص ليسوا اولياء الله وخلفاءه في ارضه ! بل الملكوت لله وحده ! 
ومشكلة المسلمين ، انهم يحاولون الدفاع عن دينهم بشكل ترقيعي ! وبالدفاع عن الاشخاص ! 
ينسون بان مهمتهم هي اصلاح انفسهم بجهاد النفس ، ينسون بان الدفاع عن الدين ليس من شأنهم وانما البلاغ فقط هو شأنهم ! ومن شاء بعد ذلك فليؤمن ومن شاء فليكفر ! ما شأني أنا بصدق عمر أو علي او الدفاع عن احدهما ولم اعايش احدا منهما ولا اتمنى ان اكون قد عشت في عهدهما لانني وبالتأكيد كنت سأكون من ملكات اليمين وغنائم بني الاصفر ! 
لم يستطع عمر رد نساء مصر اللائي سباهن ابن العاص الى  اهاليهم وابناءهم وازواجهم ، لانه كان قد فرقهم على حثالة الاعراب !
أو لم يكن باستطاعته الجهر بالقول كما كانوا يفعلون في الاسواق؟
يامعشر المسلمين ، الا فليبلغ الحاضر الغائب ، ان عمرا امير المؤمنين يأمركم بتحرير سبايا مصر لاعادتهن الى اهاليهن وديارهن ! فمن عفي له من سبيته شيء وارادت البقاء معه فلتجهر بذلك أمام ملإ المسلمين ، وإلا فلترجعن الى ديارهن معززات مكرمات ! وليجزين الله الصابرين منكم والعافين ! اللهم اني قد بلغت ! اللهم فاشهد ! 
لقد كانوا يمرون على المنازل لجمع الخراج ، فلماذا لم يمروا بنفس الطريقة لتحرير الرقاب ! وكان ذلك سيُحسب لهم ! 
حين تتحدثون عن العبودية وملكات اليمين ، حاولوا ولو للحظة ان تتخيلوا حياتهم ! فكل شيء سهل حين لا تراه بعينك ولا تعيشه ! الافلام لا تظهر لنا كل الوساخة التي يجب ان نراها حين ننقل عبيدا مقيدين من مكان الى مكان في سفينة او على اليابسة ! كيف يقضون حاجاتهم ، كيف يستحملون دوار البحر ، كيف يقيء بعضهم على بعض ، كيف يعدي أحدهم الآخر ، كيف هي الظروف التي ينقلون فيها من بلد الى بلد ، يا أمة تتبجح بالطهارة وتعتبرها من الايمان ! كيف تنقلون نساء وصبايا من نيل مصر وخصبها الى صحراء قاحلة تفرض عليهن الوضوء فلا ماء وتجبهرهن على التيمم وتقول بانك كرمتهن ! كيف تنقل بنات الامازيغ والاندلس الى اجلاف الصحراء وتدعي بان احصانهن هو اسلامهن ؟ 
او لم يكن بوسعك ادخالهن الى الاسلام والزواج بهن برضاهن ( هذا ان رضين بك ) ؟ فالحرة ابدا لا ترضى بقاطع طريق زوجا ! 
كانت هذه خواطر فقط ، فأحيانا ، نحن بحاجة الى قذف الحقيقة في وجوه المرائين المجملين لماض قاتم لا جمال فيه ويسمون ذلك بالعودة الى السلف الصالح ! اما انا فلا ارى صلاحا ولا تقوى في ما فعلوه بالبشر ! 
اجمالي القراءات 10607

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأحد ٢٢ - يناير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[84568]

شكر استاذة نهاد ، وجزاك رب العزة خيرا


مقال رائع ، كنت أتمنى لو أنا الذى كتبته .

يؤسفنى القول أنه لا طاقة لى على متابعة كل ما يُنشر فى الموقع ، وفيه ما لا يعجبنى وما لا أرضى عنه . ولكن لا أعلق إلا نادرا حين يفيض بى الكيل . خصوصا عندما يكتب بعض أبنائى فى موضوعات سبقت لى الكتابة فيها ، وما أكتبه يحتاج الى البناء عليه بالاضافة أو حتى بالنقد لكى يمضى الموقع الى الأمام .

أترك المتابعة والاستدراك والتوجيه لأعمدة الموقع ، وبالتالى يحدث نقاش فى تعليقات ومقالات . وهذا شىء إيجابى يعطى الموقع حركة متجددة . غير أنى أتمنى ألا يضيق أحد بالنقاش ولا بالنقد ، وأن يفترض كل منا إحتمال وقوعه فى الخطأ وأن يعرف كل منا أننا لا زلنا فى مرحلة الحوار ، وأن أحدا لا يمكن أن يقول الرأى النهائى فى أى موضوع مهما أوتى من علم ومقدرة على الاجتهاد . كل منا يحمل أوزارا من التراث ، ونحاول تطهير عقولنا منها . ولهذا نرجو أن نتعاون فيما بيننا فى تنقية عقولنا ما إستطعنا . والله جل وعلا هو المستعان . 

2   تعليق بواسطة   سعيد علي     في   الأحد ٢٢ - يناير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[84570]

يجب الصدع حتى في التأريخ


من أسف أنهم جعلوا التأريخ دينا و إبتعدوا عن القران .. جعلوه أنشوده يتغنون بها و يتباهون في أحسن القراءات و في الحفظ !! الحفظ فقط دون التدبر .. هي جريمة بحق القران الكريم أن تجد حافظا للقرآن و غير متدبر !! يقيمون المسابقات و ينشؤون اللجان التحكيمية و يوزعون الجوائز على الحافظ المتغني بالقران !! جعلوا التاريخ دينا فتعصبوا لشخصيات تاريخية و قدسوهم من خلال كتب ألفوها في ( فضلهم ) و الفوا قصصا خيالية لا يصدقها حتى متابعي مسلسلات الكرتون !! و يتبجحون بإطلاق الألقاب الفاروق و ذي النورين و من كرّم الله وجهه !!! تأريخ موغل في الظلم و الإستبداد و إلى اليوم مازالت الأمة تعاني من أكوام الظلم و الجهل و الإستعباد !! لو فكروا قليلا .. لو إنتقدوا قليلا .. لوجدوا الدين الحق هو القران و لصدعوا بالحقيقة أن التأريخ أحداث تروى و لا علاقة لها بالدين فالدين هو القران رغم أنف كتاب التأريخ .



3   تعليق بواسطة   شكري السافي     في   الأحد ٢٢ - يناير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[84578]

دستور أهل القرآن


الاخت العزيزة استاذة نهاد حداد تقريبا نص المقال يقرب ان يكون دستور أهل القرآن 



الدكتور احمد اثابه الله نستطيع ان نجد في مقالاته الكثيرة والرائعة الكثير من التفصيلات لعمل فصول دستورية ان شئنا 



الاستاذ سعيد علي نبه على أشياء خطيرة قد لا يلقي لها الكثير من الناس بالا لكنها حقيقة هي شرك وتأليه لغير الله 



المسألة تعدت إلى اضافة أسماء حسنى لهذه الآلهة حتى تحظى بالتقديس لتصبح في ايمان التراثيين آلهة تعبد مع الله تخفق لها القلوب اذا ذكرت بالهيبة والانصياع



ما نبه اليه الدكتور احمد رائع وارجو ان تتضافر جهودنا لاقرار نصوص حول آفة الشرك في التفرقة بين البشرية واحلال العداوة بينهم وان التوحيد وحده هو السبيل إلى النهوض بالبشرية نحو السلم والحياة الأفضل 



ليس كل الناس في الكورة الأرضية يهمهم الايمان ولكن تقريبا اغلبهم يهمهم التعايش بسلام الا البعض الذين يقتاتون على مآسي الآخرين واشلائهم ودمائهم



نبه الدكتور أحمد إلى خطر المؤسسات الدينية ومع ذالك لا بد لنا ان نظهر  للناس خطر هذه المؤسسات على المستوى الواقعي والحياتي مثل الاقتتال في افريقيا وكيف ان المؤسسات الدينية مسيحية ووهابية وشيعية ربما تتنافس على خيرات الارض الإفريقية دون ان يهمها الانفس التي تزهق في سبيل ذالك.... وغيرها من البقاع العربية والشرق أوسطية 



دون نسيان ازمة الغرب الاقتصادية والتي هم اسبابها لنهجهم منهج استعماري متغير من عصر لعصر 



اظن هكذا لا نتبرأ فقط من تراثنا بل نسعى إلى البناء 



رسالة الله في القرآن ليست فقط ذكر العيوب ولكن إعطاء الحلول أيضا. لذالك علينا ان نوضح للناس معنى ان تشرك بالله فتخسر في الدنيا قبل الاخرة ومعنى ان تعبد الله وحده فتحيا عزيزا في دنياك وآخرتك



قبل ان أنسى اجدد شكري لك وهذا يذكرني بالمثل المصري القائل(ما يجيبها الا نساونها)  وارجوا ان يكون المثل المصري مصدر للفخر لانني قصدت الفخر باخت طيبة سباقة للخير ودمت



4   تعليق بواسطة   فتحى احمد ماضى     في   الإثنين ٢٣ - يناير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[84580]

نعم هناك فرق


الفرق واضح وبين بين السنة والحديث .. فعلماء السلف خلطوا بين السنة والحديث لغاية في نفس يعقوب فالسنة في اللغة تعني الطريقة والمثال الذي يحتذى به اي ان السنة هي امر عملي قام به الرسول الكريم امام المسلمين وتناقلوه جمعا عن جمع الى يومنا هذا مثل الصلاة ومناسك الحج وغيرها وهذه سنة النبي التي لا يجوز انكارها ويجب الاخذ بها اما الحديث فهو ما يتحدث به من كلام وخبر اي بشكل مختصر السنة عمل شاهده الصحابة بالعين وبكل الحواس الاخرى وطبقوه من اليوم الاول لفعله من نبيهم الكريم اما الحديث فهو كلام تمت روايته من اشخاص عن اشخاص اي بطريقة العنعنة وبعد وفاة الرسول بمئتي عام ..فيبقى الحديث وما في كتب الحديث امثال البخاري ومسلم هو تاريخ وتراث اسلامي عربي ولا صلة له بالدين نهائيا ولنا ان نقبلة او نرده لانه كلام بشر لا اكثر ولا اقل اما السنة فهي فعل نبوي مارسة الرسول امام المسلمين وطلب منهم ان يقتدوا به فهو اذا من الدين وملزم لنا كمسلمين .... وعلينا ان نفرق كمسلمين بين الحديث التراثي التاريخي وبين السنة النبوية التي نقلت لنا كما نقل القران الكريم بالتواتر وبذلك علينا ان نوقف مهزلة كون الاحاديث البخارية سنة من سنن الرسول علية السلام وان نقر بانها فقط تاريخ وتراث العرب والمسلمين ...مقالة ممتازة وموفقة من الكاتبة الكبيرة نهاد حداد 



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2014-05-04
مقالات منشورة : 134
اجمالي القراءات : 1,491,791
تعليقات له : 127
تعليقات عليه : 558
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt