تجديد الخطاب الديني هو اشهار لسيف داعش في وجه المتنورين
مغالطة تجديد الخطاب الديني
قرارات قصر الافتاء على الأزهر تحت مغالطة تجديد الخطاب الديني هو حجر على الفكر والمفكرين والمتنورين تحت ذريعة محاربة الفكر السلفي ، وهو كما يقول المثل " كلمة حق أريد بها باطل "
وهو بمثابة وضع رقاب المسلمين تحت سيف الأزهر ( ذي الفكر الداعشي بامتياز ) مع وقف التنفيذ !
النظام المصري وأنا لا أتحدث عن السيسي ، فالسيسي يمثل منظومة فكرية وسياسية وايديولوجية تمثل توجها سياسيا على الساحة المصرية . بالمناسبة ، هذه ملحوظة مهمة أردت أن أثيرها وهي أن الشعوب العربية تختزل الأنظمة السياسية في أشخاص الرؤساء على أنهم هم المسؤولون على كل مساوئ العالم !
الرئيس ليس وحده ، الرئيس واجهة وممثل أو متحدث رسمي بإيديولوجية الغالب أو الأغلبية ! والشعوب ليست بريئة من تحمل المسؤولية ، وانا أثق تماما بمقولة لا أذكر كاتبها وهذا مفادها وهي : chaque peuple n'a que le pouvoir qu'il mérite ! الذي يمكن أن نترجمه بأن كل شعب يستحق حكامه !
لأنه المسؤول عن اختيار ممثليه ! فالحكام يضهدونك بالديموقراطية ! تلك الديموقراطية التي تتشدق بها وتظن بأنها لصالحك دائما ! أما أنا فأقول ، أن الديموقراطية هي اضطهاد الأقليات بمنطق اختيار الأغلبية حتى وإن كانت هذه الأغلبية على ضلال ! فانت حين تحكم الأغلبية ، والجميع يعرف بأن العامة التي تمثل الأغلبية عرضة للجهل والتجهيل والغوغائية ! فحين تحكمني بديموقراطية ارتقاءك الى منصب الحكم بمباركة الغوغاء ، فهذا لايعني انك على صواب !
كانت هذه ملحوظة وليست هي صلب موضوعنا ولكن تقدمة له حتى يفهم القارئ مغزى كلامنا ! لهذا تبقى الآية القرآنية " وشاورهم في الأمر " هي احسن طريقة منطقية للعدل في التعامل مع حرية الفكر والعقيدة " وسأشرح هذا في الآتي من مقالي !
وأبدأ كلامي بتحية إلى أهل القرآن !
سلام على القرآنيين وعلى كل من أراد إعلاء كلمة الإله الذي يحب الإنسانية والذي سخر لها كل شيء لكي تعيش في أمان وسلام ! " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا " صدق الله العظيم !
مقالي هذا يأتي في سياق ما جاء في منشور هنا بالموقع تحت عنوان " المواجهة بين النظام المصري والسلفيين تتخذ منحى تصاعديا "
جاء في المقال مايلي : " تتخذ المواجهة بين النظام المصري والسلفيين منحى تصاعديا في ظل إصرار نيابي على تحجيم حضورهم في المشهد الدعوي والإفتائي !
هذه أول مغالطة للغوغاء من طرف النظام !
كيف؟
حين تتحدث عن المشهد الدعوي والافتائي فأنت تتحدث عن القنوات الرسمية مثلا للسلفيين !
انت تعرف ان السلفيين كلهم ممولون من طرف دول الخليج الوهابية السلفية ، وان لم يكونوا ممولين ماديا فهم مدعومون نفسيا وفكريا وايديولوجيا ! وكما يتحدث البعض عن الصهيونية العالمية يمكن الحديث عن الوهابية العالمية او الشبكة الداعشية العالمية ! انت تعرف بأن أي قناة خليجية ستستقبل كل سلفي وستسوق لمواقفه اكثر مما يمكن ان تفعله اي قناة مصرية اوعربية أخرى ! تماما كما احتوت قنوات روتانا عدنان إبراهيم الذي تراجع عن كثير من مواقفه بعد أن طرده نفوذ الخليجيين لمدة عشر سنوات من مسجده في النمسا !
لايمكن تحجيم الدعاوى والافتاءات في عصر الانترت إلا إذا كنت ستتعامل مع الشبكة العنكبوتية بالمنطق الكوري أو الصيني ، ومع ذلك ، فإنك حين ستفعل ، فأنت ستقوم بتعتيم فكري وعلمي على المتنورين الذين لا يملكون إلا الانترنت للتعبير عن مواقفهم ، تماما كما يفعل القرآنيون ! أما السلفي ، فلديه ملايين الأبواق والممولين والمساندين ! فانت حين تجعل الفتوى قصرا على الأزهر ، فأنت تحجر بالضرورة على فتاوى الدكتور احمد صبحي منصور وآراء إسلام البحيري وغيرهم من الداعين -للتنوير تحت ذريعة محاربة السلفية- !
جاء أيضا في المقال :" ووضعت لجنة الشؤون الدينية في البرلمان المصري، الأربعاء، لمساتها قبل الأخيرة على قانون تنظيم إصدار الفتاوى وتجريمها على غير المتخصصين، تمهيدا لعرضه على الجلسة العامة والتصديق عليه قريبا.
ويحظى المشروع بتأييد واسع من جانب النواب، وينص على سجن كل منتم إلى تيار ديني أو جماعة أو شخص يصدر فتاوى بخلاف هيئة كبار العلماء بالأزهر ودار الإفتاء " .
فمن هم غير المتخصصين : الغير المتخصصين هم أي شخص لا ينتمي الى الازهر او لا يتحدث بلسان حال الأزهر !
ولنفترض أن الأغلبية البرلمانية صوتت على نص هذا القانون ، فإن هذه الأغلبية ستضطهدني بمنطق الأغلبية التي تحدثت عنها آنفا في بداية مقالي !
والمغالطة الكبيرة في هذه القرارات التي يدعي أصحابها بأنها محاربة للتطرف الديني والسلفية هي كذبة كبيرة ! لماذا ؟
ببساطة ، لأن الفكر الأزهري هو هو الفكر السلفي الداعشي بامتياز مع وقف تنفيذ لبعض بنوده !
هو القنبلة الموقوتة التي ستنفجر في وجه الانسانية !
لنستمر في نقاش المقال لكي نلمس الكذبة الكبيرة والقمع المقنع الذي يقبع وراء مثل هذه القرارات التي تحمل الشعارات البراقة من قبيل إصلاح الخطاب الديني او تجديده او محاربة التطرف ! فحين يقصر النظام الافتاء على الازهر مع العلم بان الازهر له نفس الافكار السلفية فكأنه يضع الذئب حارسا على الخراف !
لنستمر في تحليل المنشور : " وكان علي عبدالعال، رئيس مجلس النواب، تحدث قبل أيام عن أن “مصر قد ضاقت ذرعا من تلك الفتاوى المضللة التي تثير الفتنة وتعادي الأقباط”، في إشارة إلى الفتاوى التي صدرت عن بعض شيوخ السلفية بأن معايدة المسيحيين حرام وأن الاحتفال بأعيادهم ضد الدين الإسلامي، ما أثار غضب الأقباط لا سيما بعد حادث تفجير كنيسة البطرسية وسط القاهرة، منتصف ديسمبر".
ما هذا النفاق وهذا الكذب : كيف يدعي الازهر سلميته في التعامل مع المسيحيين وهو يؤمن بأحاديث تدعو باضطرار المسيحيين الى اضيق الطرق ، كيف يدعي السلمية وقبول الاخر وهو يدرس في مناهجه رفض اعادة بناء كنيسة مهدمة او اصلاحها ناهيك عن بناءها !
ثم كيف يدعي السلمية وهو يعتبر المسيحي كافرا ويستحل دمه واكل لحمه نيئا !
كيف يكون الازهر مسالما وهو يؤمن بالناسخ والمنسوخ الى غير هذا من القناعات الازهرية والفتاوى التي تسيء للمسيحي وغير المسيحي !
عدم مصافحة المسيحيين ليس هو الاشكال ، والمسيحيون في غنى عن سلام المسلمين !
الاشكال هو اضهاد المسيحي والكتابي واعتباره كافرا ! هو تكفير القرآني ومحاكمته بمنطق الأزهر البخاري السلفي الداعشي !
هذه هي حقيقة قرار قصرالفتاوى على الأزهر !
سيتحكم الأزهر في الرقاب وتكمم أفواه دعاة الفكر الحر والعقيدة المبنية على القناعات الأخلاقية والدينية والانسانية ! ويطلق العنان للسلفية الوهابية لتسرح وترمح / تمرح كما تريد ! لأن لها ألف لسان ولسان ، وألف بوق وبوق ، وألف قناة ! لأنها مدعومة وومولة من طرف الوهابية العالمية !
لذلك فنحن لا نوافق على ما جاء في المقال وعلى رأي الملاحظين ولا المراقبينحيث جاء في المقال :"
وأكد مراقبون أن خطوة البرلمان، تشير إلى أن “خريف الغضب” تجاه التيار السلفي، قادم لا محالة، وقد يتسع مجال الإقصاء من المشهد الديني والسياسي أكثر من ذلك قريبا." اما انا فأقول ان ضرب برنامج ابراهيم عيسى هو اول خطوة في احتكار الساحة الفكرية من طرف دواعش الازهر ! اما السلفيون فلن يجدوا خيرا من الازهر ممثلا رسميا لهم ومعبرا عن فكرهم المتطرف !
ونعود هنا الى المغالطة الكبيرة ، وهي محاربة التطرف السلفي بمنعه من الخروج بالفتاوى العلنية وتكميم فمه ، فمحاربة فكر متطرف لايمكن ان يكون الا بتشجيع الراي الاخر وعدم تكميم افواه المتنورين واعطاهم فرصة محاربة الفكر بالفكر وضحد الرأي بالرأي ومحاربة الخرافة بالعقل ! من هنا تأتي الآية التي استشهدت بها في بداية مقالي " وشاورهم في الأمر " !
اتركوا الحرية للمفكرين ، وشاوروهم في امر دينهم وعقائدهم واتركوا الحكم لله يوم القيامة !
اجمالي القراءات
9309
1 ـ فى ندوة فى أوائل التسعينيات فى الجمعية المصرية للتنوير ـ والتى أقمناها فى مكتب د فرج فودة بعد إغتياله تحديا للإرهابيين ـ تكلمت عن ( الأزهر والتنوير ) وحظيت الندوة بحضور كثيف ، وكانت أول لقاء بينى وبين د سعد الدين ابراهيم الذى علّق وقتها متعجبا . كان محور حديثى عن سؤال : لماذا يتخرج فى الأزهر أئمة الاصلاح ويظل الأزهر مع هذا قلعة التخلف . وكانت الاجابة هى فى التناقض بين القرآن والتراث وهما معا عمودا المؤلفات فى الأزهر . إذا أسلم الأزهرى عقله للقرآن اصبح متمردا وإماما تنويريا مثل محمد عبده وطه حسين والطهطاوى ( الى حد ما ) . إذا اسلم نفسه الى التراث سار فى قطيع الأغلبية من الشيوخ . وقلت مقاربة بسيطة ( وليست دقيقة ) : إن إصلاح المسلمين ( بليون ونصف البليون ) يستلزم إصلاح العرب ( 300 مليون تقريبا ) ,إصلاح العرب يستلزم إصلاح مصر ( 80 مليونا ) وإصلاح مصر يستلزم إصلاح الأزهر . واصلاح الأزهر يستلزم إصلاح مناهجه وقانونه .
2 ـ وأقول الآن : الأزهر منذ إنشائه وهو مركوب للسلطان ، كان شيعيا ، فاصبح صوفيا سنيا ( التصوف السنى ) ثم هو الآن اضحى وهابيا تبعا للمستبد المصرى الذى يركب الأزهر . وطالما ظلت مصر نائمة فإن الأقزام يقفزون على أكتافها ليلعبوا دور الزعامة فى المنطقة ، كان صدام والقذافى والسعودية , ألان دخلت فى المزاد قطر والامارات ..وربما بعدهم موريتانيا .!!!!. حين تتخلى مصر عن ريادتها للأقزام تختل أمور العرب ..وتختل أمور الأزهر . وفى الحالتين يتصدر القيادة فى مصر الأوباش المصرية وتقود الأزهر المواشى البشرية ..!!