محمد صادق Ýí 2012-09-25
فيلم يعرض صورة مشوهة للنبى بطولة أُسُود السُنة
وصلنى هذا المقال على بريدى الإلكترونى، واللحظة الذى وصلنى المقال كنت قد إنتهيت من تجهيز مقال نويت أن أنشره فى الموقع. فقررت أولا اشارككم بقراءة المقال ثم بعده أرجو أن تقرؤا المقال بعنوان " درس فى الدعوة من رجل مؤمن يكتم إيمانه" وأنه يتمشى مع هذا المقال، حتى يتعظ كل من مشايخ البخارى
وأمثالهم من مشايخ المضيرة...
إليكم المقال أولا:
أستطيع أن أقول لك فى بداية هذا الكلام وفى خاتمه أن محمد حسان ومحمد حسين يعقوب وأبو اسحاق الحوينى وغيرهم من شيوخ التخلف العربى فعلوا ما هو أكثر إساءة وتشويهاً للإسلام والمسلمين من هذا الفيلم التافه الذى ثار عليه العرب.
لن أتحدث عن نفاقهم وتلونهم السياسى وقدرتهم الرهيبة على تخدير الناس وتبدبد شحنات الغضب لديهم بفتوى عدم الخروج على الحاكم الظالم واعتبار الحالة الإقتصادية السيئة التى يعانى منها الناس غضب من الإله بسبب قلة إيمانهم , وزعمهم أن الشخص المؤمن الفقير الذى يغضب لفقره قليل الإيمان , وقولهم لهذا الفقير المسكين : إن المؤمن لا يشعر بتلك السفاسف الواهية , وإنما يشعر بلذة فى قلبه لو شعر بها الملوك لحاربوه عليها ! . وحينما يحكمون بزعم الإيمان وتستمر الحالة الإقتصادية فى السوء يقولون له : إن ذلك إبتلاء يبتلى به الله عباده المؤمنين ولا تنازعوا فتفشلوا وأصبروا إن الله يحب الصابرين.
لن أتحدث أيضاً عن التدين المغشوش القشرى الذى يبيعونه للناس صباحاً ومساءاً فيعطلون به عقولهم ويفسدون ضمائرهم ! , ولن أتحدث كذلك عن التاريخ الذى يأخذون منه ما يعجبهم ويتركون ويكتمون ما هو ليس فى صالحهم , ولن أتحدث عن فتاويهم المتخلفة التى تتعارض مع العصر وتقف عائق أمام التقدم والتطور العربى.
لن أتحدث عن كل هذا ولكنى أريد أن أتحدث عن الصورة التاريخية التى يبثعونها للنبى محمد ؛ فإن المتأمل عن كثب لما يقوله هؤلاء فى خطبهم ولقاءتهم التليفزيونية يخرج بصورة متعفنة للرسول محمد.
هؤلاء الوعاظ يقولون أن والدى النبى محمد أنجاس وكفار وفى النار خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ! , طبقاً لحديث رواه مسلم عن النبى أنه قال لرجل كان يسأله عن مصير أبيه : إن أبى وأباك فى النار ! . وحديث أخر عن النبى يقول : إن أمى مع امك فى النار ! . ورواية أخرى تزعم أن النبى زار قبر أمه وبكى وقال : أستأذنت ربى فى أن أستغفر لها فلم يؤذن لى . ليس هذا فقط بل وصل الأمر بهؤلاء الغوغاء أن يقولون أن النبى كان قبل البعثة مشركاً وكافراً وليس حتى من الحنفاء الذين يحبون دائماً أن يبرءوهم ويدخلوهم الجنة دون والدى النبى بطريقة مثيرة للدهشة والإنتباه والتساءل !! , فإن هذه الأحاديث التى يعتمدون عليها هى أحاديث أحاد ولا يأخذ بها فى العقائد , فضلاً عن أن والدى النبى لم يرسل إليهم نبى , فالله يقول : ﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ﴾ , فضلاً عن أنه روى عن النبى أنه قال : أنا خيار من خيار ، مازلت أنتقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات . وقد قال ابن عباس فى تفسيره لقول الله : ﴿ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ﴾ أى «من نبي إلى نبي ، ومن نبي إلى نبي ، حتّى أخرجتك نبيّاً» بمعنى الإنتقال من أصلاب الأجداد إلى أرحام الأمهات . فكيف تكون امه كافرة وهى كما تقولون بعضمة لسانكم الذى لا يحتوى على عضم : أنها رأت حين وضعت النبى نوراً أضاء المكان بل وأضاءت منه قصور الشام ؟
إن هؤلاء الأغبياء يزعمون أن النبى محمد كان يسب ويشتم , ويدعو للسب والشتم , وينسبون إليه كلام فاحش وبذىء ؛ فقد روى مسلم عن عائشة أنها قالت : دخل على رسول الله رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو , فأغضباه , فلعنهما وسبهما !! . ليس هذا فقط بل إنهم يقولون أنه أوصى قائلاً : من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن - قضيب – أبيه ولا تكنوا . وهذا كلام يتنافى مع طبيعة من كان حياءه أشد من العذراء فى خدرها ومن قال : عسى أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله . ومن قال : ليس المسلم بالسباب , ولا باللعان , ولا بالفاحش ولا بالبذيء . ومع ذلك يقولون أن أتباع محمد كانوا يفعلون هذا الأمر - الذى يزعمون أن النبى أوصى به – فمنهم من قال لرجل : أمصص بظر اللآت ! . ومنهم من قال : أعضض بهن أبيك . فلامه الناس قائلين : ما كنت فحاشاً ! . ونحن نتساءل : وكيف يقول النبى و«لا تكنوا» وكلمة «هن» نفسها كناية أصلاً ؟! ثم كيف يستقيم هذا مع قول الله لنا أن ندفع الإساءة بالتى هى أحسن ؟
وصل بهم الفجر أن يقولون أن النبى كان يشرب الخمر ويبيعها ويتوضأ بها طبقاً لحديث رواه مسلم عن ابن عباس , ويزعمون أيضاً أن النبى كان يعبد الأصنام فى الجاهلية وكان يأكل الذبائح التى تقدم لها ! , فيقولون أن زيد بن حارثة خرج مع النبى فى يوم حار إلى بلدح عند الكعبة وطافوا بها ! , وكان بين الصفا والمروة صنمان من نحاس أحدهما يقال له يساف والآخر يقال له نائلة فتمسح زيد بهما ونهاه النبى أن يفعل ذلك , ثم ذبحوا شاة قرباناً لصنم هناك !! , فقدم عليهم زيد بن عمرو بن نفيل ودار بينهم حديث حول بحث زيد عن الدين الحق عند أحبار فدك , وفى وسط الحديث قدم النبى إلى زيد طعام , فقال له زيد : ما هذا يا محمد ؟! فقال : شاة ذبحناها لنصب من الانصاب ! . فقال زيد : ما كنت لآكل مما يذكر اسم الله عليه ! . والبخارى يقول : فقدم إليه رسول الله سفرة فيها لحم فأبى أن يأكل منها ، ثم قال : إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ، ولا آكل إلا مما ذكر اسم الله عليه !! . ويروى حسان هذه الحكاية من صحيح البخارى بتحريف بسيط يكتشف حقيقته كل متأمل منتبه.
الأدهى من ذلك أنهم يقولون أن النبى لم يبعث نبياً في جوٍّ واضح وصريح ؛ فنحن نعلم أن الله عندما أرسل ملك إلى السيدة مريم لم تفزع ولا ترعب , صحيح أندهشت وقالت : إنى اعيذ بالرحمن منك إن كنت تقيا . إلا أن الملك قال لها : إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا . وخرجت مريم بعد هذا اللقاء على يقين وبصيرة واضحة ومبينة , إلا أن هؤلاء الغوغاء يزعمون أن النبى قد جاءه الملك أشبه بكابوس منه بمَلَك ، وكان يعامله معه وحشية , وقد أمره أن يقرأ , ولم يقبل عذره بأنه لا يعرف القراءة ، فعصره عصرا شديداً وعنيفاً ثلاث مرات ! , فرجع النبى مرعوباً مفزوعاً إلى زوجته وهو فى شك من نبوته وغير فاهم معنى ما سمع من آيات ! , فأخذته زوجته - خديجة - فأجلسته على فخذها الأيسر وسألته : هل تراه ؟ فيقول : نعم . فتأخذه على فخذها الأيمن وتسأله : هل تراه ؟ فيقول : نعم . ( وكأن النبى طفل صغير ! ) ثم تكشف عنها حجابها ( الحق دى كانت محجبة قبل الإسلام !! ) فيختفى الملك . وعند ذلك تأخذه زوجته إلى قسيس عجوز من قبيلتها أسمه ورقة بن نوفل فطمأنه بأن الذي جاءه هو جبرئيل ! ، وأنه فعلاً قد بعث نبياً !! , ولكن النبي لم يطمئن وظل خائفاً من جرائيل خاصة بعد أن انقطع عنه الوحي , فقرر أن يلقي بنفسه من رأس جبل شاهق وينتحر ! , ويقولون أنه حاول الإنتحار أكثر من مرة ولكن جبريل كان يأتيه ويمنعه من ذلك !! , فيزعمون بذلك أن الأفق كان غائماً عكس ما قال الله فى كتابه : وَلَقَدْ رَآهُ بِالآفُقِ الْمُبِينِ.
يأتى بعد ذلك كله محمد حسان ويخرج علينا برواية يزعم أنها أصح الروايات وأقوى الأسانيد بالنسبة لزواج النبى محمد من السيدة خديجة بنت خويلد , وتتخلص هذه الرواية التى يحكيها حسان فى أنه عندما كان النبى فى عز شبابه وفتوته - فى الخامسة والعشرون من عمره - أراد الزواج من خديجة وهى سيدة عجوز وأكبر منه بخمسة عشرة سنة - كانت فى الأربعين من عمرها - وقد أتفقا على الزواج , وقد طلب محمد من أبوها الزوج منها , ولكن أبوها رفض ذلك قائلاً : أزوج خديجة يتيم أبي طالب ؟! فقرر محمد وخديجة التآمر عليه , فأسقوه خمراً حتى سكر فتزوجوا بدون علمه ! , وهنا يقول محمد حسان كلمة عن السيدة خديجة تنم عن إنتهازية صارخة وإعلان واضح لقاعدة الغاية تبرر الوسيلة .. يقول : ما شاء الله , كانت حكيمة حتى قبل الإسلام !! , فهى تريد أن تفعل أى شيئ لكى تنال الزواج منه . المدهش أنه يقول أن أبوها عندما أفاق تساءل عن ما جرى ؟! فأخبرته خديجة أنها تزوجة محمد رغم أنفه وهددته بإنه إذا لم يسكت ويرضخ للأمر الواقع فسوف تفضحه عند قريش وتخبرهم بأنه كان سكران ومخدر !! . والحقيقة أن والد خديجة هذا كان قد مات قبل زواج النبى من خديجة أصلاً فى حرب الفجار , وأن عمها عمر بن أسد هو الذى زوجها.
حسان هذا وأخوانه لا يملّون من ترديد رواية مستفذة تنتقص من قدر النبى ومن قدر الإسلام تقول أن النبى تزوج من عائشة وهى طفلة صغيرة لم تبلغ السادسة ودخل عليها وهى فى سن التاسعة , ويقول حسان مبرراً هذا الأمر الذى فى حاجة إلى تبرير:
- كانت الفتاة في هذا السن في أرض الجزيرة في هذا الوقت تصلح لأن تكون زوجة ناضجة عاقلة واعية
ونحن نتساءل:
- من أين عرف حسان أن الفتاة كانت تصلح أن تكون زوجة عاقلة واعية فى هذا السن فى هذا المكان ؟! ولماذا لم يتكرر هذا الأمر مرة أخرى فى قريش ؟!!
إذا كان حسان يعتمد فى ذلك على رواية أن "مكة يبكر فيها النمو ويبكر فيها الكبر" فإن هذه الرواية تنقلب عليه وعلى رفقاءه الذى يزعمون أن النبى تزوج السيدة خديجة فى سن الأربعين , فكيف لسيدة فى هذا السن الذى يقول هو نفسه أنه "يبكر فيه الكبر" أن تنجب هذا العدد من الأبناء وعلى فترات متباعدة ( حيث ولدت 5 أبناء كما يقول وولدت فاطمة بعد 10 سنوات وقبل البعثة بـ 5 سنين ) ؟!!
إن سن السيدة عائشة كان ساعة الزوج من النبى 21 سنة , وفى أقل التقديرات التى تجمع عليها كل كتب التاريخ 18 سنة , فكل الروايات التاريخية تقول أن أسماء بنت أبى بكر أكبر من عائشة بـ 10 سنوات , كما أن هذه المصادر نفسها تروى بلا أختلاف واحد أن أسماء ولدت قبل الهجرة إلى المدينة بـ 27 عاما وهذا يعنى أن سن عائشة كانت فى هذا الوقت 17 سنة , وطبقاً للرواية التى تقول أنه بنى بها فى نهاية السنة الأولى من الهجرة وبداية الثانية فيكون عمرها آنذاك 18 سنة ( هذا إذا أعترفنا بدقة الروايات الخاصة بالسنين أساساً
إن هؤلاء المتخلفين يزعمون أن محمد كان ينزل عليه الوحى وهو يمارس الجنس مع عائشة وأنه قال لأم سلمة : يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة ، فوالله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف إمرأة منكن غيرها . ويزعمون أيضاً أنه كان يمارس الجنس فى ليلة واحدة مع جميع نساءه التسع , ويقولون أنه يستمتع بمشاهدة الرقص مع زوجته , على عكس عمر بن الخطاب الذى كان لا يقبل الباطل , وعلى عكس أبو بكر الذى جاء ومنعه من فعل ذلك !! , فقد روى مسلم عن عائشة أنها قالت : جاء حبش يزفنون في يوم عيد في المسجد فدعاني النبي فوضعت رأسي على منكبه فجعلت أنظر إلى لعبهم حتى كنت أنا التي أنصرف عن النظر إليهم. وفى صحيح البخارى عن عائشة أنها قالت : دخل رسول الله وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحول وجهه فدخل أبو بكر فانتهرني وقال : مزمار الشيطان عند رسول الله ؟ فأقبل عليه رسول الله فقال : دعهما . فلما غفل غمزتهما فخرجتا وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب فإما سألت رسول الله وإما قال : تشتهين تنظرين . فقلت : نعم . فأقامني وراءه خدي على خده وهو يقول : دونكم يا بني أرفدة . حتى إذا مللت قال : حسبك . قلت : نعم . قال : فاذهبي.
ما يجعلك تبكى على هذا الدين هو قولهم أن عمر بن الخطاب كان يرى الرأى فينزل به قرآن , ويقولون أن النبى قال : لو كان بعدى نبى لكان عمر بن الخطاب ! . وقال أيضاً : لو لم أبعث فيكم لبعث عمر ! . وقال كذلك : لقد كان فيمن قبلكم من الأمم ناس محدثون – يعنى ملهمون من الإله – من غير أن يكونوا أنبياء , فإن يكن فى أمتى أحد فإنه عمر ! . ويزعمون أن عمر بن الخطاب كان معصوماً عصمة تفوق عصمة الأنبياء ويقولون : إن الله أجرى الحق على لسان عمر وقلبه ! . هذا كله فى نفس الوقت الذى يقولون فيه أن النبى محمد نفسه قد أرتكب كثيراً من الأخطاء ولم يكن يعرف كثيراً من الأمور التى نبهه ووجهه إليها عمر ! ؛ منها الآذان والإستئذان وآتخاذ مقام إبراهيم مصلى وصلاة التراويح وممارسة الجنس فى ليل رمضان والحجاب وتحريم الخمر وعقوبة الزنا وغيرها من الأمور التى يطلقون عليها موافقات عمر , غير الأمور التى خطأ فيها محمد وعنفه عمر أكثر من مرة ليسلك الطريق السليم كصلاة محمد على كبير المنافقين وقطع نخيل خيبر وذبح جمال جيش تبوك وكيفية التعامل مع الأسرى وكيفية توزيع الغنائم وغيرها من الأمر التى يظهر فيها عمر أعظم بكثير من محمد , حتى وصل بهم الأمر إلى الزعم بأن النبى محمد قال : ما أبطأ عنى جبريل إلا ظننت أنه بعث إلى عمر.
ليس هذا فقط بل إنهم يزعمون أن الشيطان كان يخاف من عمر بن الخطاب ولا يخاف من النبى محمد بل إنهم يزعمون أن الشيطان ألقى فى أمنيته أشياء كثيرة كحديث الغرانيق وأفتتانه بالسيدة زينب بنت جحش عندما رأها منكشفة العورة وهو يزور زوجها زيد ! ؛ فيزعمون أن النبي كان يصلى ويقرأ من سورة النجم وكان المشركون مع المسلمين في ذلك الوقت فلما قرأ "أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأخْرَى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأنْثَى" ) في أثناء قراءة هذه الآيات سمع صوت يقول : تلك الغرانيق العلي وإن شفاعتهن لترتجى فرضى المشركون بهذا وسجدوا مع النبى وقالوا أنه يثني على ألهتنا.
ويزعمون أيضاً أن النبى كان ينسى آيات القرآن المنزل عليه وأن الناس كانوا يذكرونه بها دائماً , ليس هذا فقط بل ويزعمون أنه كان يخطئ فى عدد ركعات صلاة العصر فى مرة من المرات ! , والأدهى من ذلك كله أنهم يقولون أنه سحر من رجل يهودي ( رغم أن الله يقول فى القرآن : وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ ! . ) ووصل الأمر إلى إنه كان يُخيل إليه انه كان يفعل الشئ مع أنه لم يفعله فى الحقيقة ( رغم أن الله قال فى القرآن : مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ! . ) ويزعمون أن هذا السحر ظل تأثيره على النبى لمدة 6 أشهر ( رغم أن الله يقول : إذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً . ) !! , حتى جاءه رجلان أو ملكان ( لا توجد رواية قاطعة فى طبيعة من جاءوه ) والغريب أن الرواية التى يعتمدون عليها فى هذا الأمر تقول أن الرجلان سأل واحد منهم الاخر : ما وجع الرجل ؟!! وهنا نتساءل : كيف جاء هذان الرجلان أو الملكان إلى النبى لفك سحره وهم لا يعرفون أصلاً أنه مسحور ؟
ويقولون أيضاً أن الملائكة كانت لا تستحى من النبى مثلما كانت تستحى من عثمان بن عفان !! ؛ فيزعمون أن النبى كان جالساً فى بيته بشورت كاشفاً ساقيه فدخل عليه أبو بكر وهو على تلك الحال ولم يتغير من وضعه , ودخل عمر فظل كما هو , فجاء عثمان بن عفان فجلس النبى فوراً وأرتدى ثيابه حياءاً من عثمان , فلما سألوه عن ذلك قال : ألا أستحى من رجل تستحى منه الملائكة ؟
يقولون هذا فى نفس الوقت الذى يظهرون فيه النبى وكأنه كان يتلذذ بذل الناس وتبركهم بمخاطه وعرقه وكل ما يبصقه ويسقط منه.
وفى نهاية المطاف يختمون حياة محمد بأنه من فقره قد رهن درعه وسلاحه ليهودى مقابل ثلاثين أو عشرين صاعاً من الشعير , هذا فى الوقت الذى بدأ النبى فيه حرباً شاملة على اليهود الخونة فى المدينة فى سنواته الاخيرة وما بعد فتح مكة , هذا أيضاً فى نفس الوقت الذى يجهز فيه محمد جيشاً بقيادة زيد بن حارثة لغزو الروم فى أخر أيام حياته , وفى نفس الوقت الذى يوجد فيه مليارديرات من المسلمين كعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد الله وأبو بكر الصديق , هذا أيضاً فى ظل أمتلاك النبى لأرض فدك التى حدث عليها الخلاف الكبير بين فاطمة الزهراء وأبو بكر بعد وفاة النبى ومازال هذا الخلاف قائماً بين السنة والشيعة إلى الأن , وفى ظل قدرة النبى على ليس فقط كفاية نفسه وأهله وإنما كفاية عامة الناس من المساكين والفقراء الذين كانوا يجلسون أمام بيته ويسمون بأهل الصفة .. يدافعون بإستماتة عن رهن الدرع وكأن الأمر فيه رغبة ما فى الإنتقاص من قدر النبى وكسر عين المسلمين من اليهود , والمدهش أننا لا نعرف حتى الأن مصير هذه الدرع !! . لكن الغريب وشديد الغرابة هو أستمرار زعمهم بأن النبى محمد مات مسموماً , وقد قال الله فى القرآن : والله يعصمك من الناس . وقد قال الله فى القرآن : ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين . وملخص هذه الآية هو أن لو النبى محمد كذب على الله وتقول عليه فسوف نعاقبه بقطع الوتين , والوتين كما يقول ابن كثير عن ابن عباس إنه نياط القلب وهو العرق الذى القلب معلق فيه , فيأتى هؤلاء الكلاب ويقولون أن النبى قال في وجعه الذي مات فيه : مازلت أجد من الأكلة التي أكلت بخيبر , فهذا أوان قطعت أبهري . والأبهر فى لسان العرب هو عرق إذا إنقطع مات صاحبه , والأبهر هذا هو الوتين الذى تشير إليه الآية القرآنية.
ثم يأتون فى النهاية ويحرمون الإحتفال الرمزى حتى بميلاد محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. عاوزين تحتفلوا بإيه ما خلاص .. مات .. مات .. مات.
هنا أمور أكثر من ذلك تعفناً ولكن هذه الصورة التى عرضوها لنا عن محمد لا يمكن أبداً أن تكون صورة نبى من الأنبياء .. أين النبى فى وسط هذه الصورة المتعفة ؟
إذا كان هذا هو محمد عندهم فعن ماذا يغضبون فى هذا الفيلم الذى أقاموا الدنيا عليه ؟
أيها الوعاظ , إن هذه الأكاذيب والروايات تصد الناس عن دين الله وهى سبب عدم إقبالهم على الإسلام واعتناقه ؛ إن هذه الروايات قد عملت على تشويه صورة النبي صلى الله عليه وآله ورسمت له صورة يتأبّى كثير من الناس العاديين أن يوصفوا بها , إن الكتب والأفلام والصور التي تثير ضجة في أوساط المسلمين في العالم وتسيء إلى الإسلام ونبيّه إنما تعتمد أمثال هذه المصادر والروايات لنشر إساءاتها ضد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ! , إن هذه الرواية المدسوسة مادة دسمة لأعداء الإسلام الذين ينشرون في كتبهم أن نبيّ الإسلام كان رجلاً شريراً ومغرماً بالنساء ويأتي بآيات مفتريات في ذلك ، حاشاه ثم حاشاه.
وفى النهاية أريد أن أقول أننى أعرف تماما أن هؤلاء الوعاظ وخرفانهم على أستعداد تام وكامل لقطع لسانى بحجة أن لحوم العلماء مسمومة بالسم الهارى , وأن كل ما ذكروه من روايات موجودة فى البخارى ومسلم , وكأن البخارى ومسلم آلهة أكبر وأعظم من رب العالمين ؟!! يدافعون بإستماته عن كل ما هو موجود فى البخارى ومسلم وإن كان ينتقص ويتنقص من قدر ومكان ومكانة النبى الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ولا يريدون من أحد أن يسأل أو يتساءل أو يعمل عقله حتى وصل بكبير أصنامهم – الحوينى - أن يقول : لموا الدور وأقبلوا القصة دى.
وهذا سلاح جيداً للهروب من مناقشة الأفكار ويستخدمه أتباع الديانات الأخرى من اليهود وغيرهم فى الهروب من الوقوع فى الإشكالات العقلية والمنطقية فى دينهم , وهو سلاح يُحرم على جميع أتباع الديانات عدم التفكير فى دينهم بالعقل فى نفس الوقت الذى يأمرهم فيه شيوخ ورهبان وأحبار هؤلاء الأديان على النقد والتجريح والسخرية من الأديان الأخرى.
لكن عموماً إذا كان أبو بكر خليفة المسلمين قد قال قديماً : إن أحسنت فأعينونى , وإن أسأت فقومونى . فالأولى بنا أن نقوّم هؤلاء الوعاظ بأقلامنا على الأقل.
أيها الوعاظ , أتقوا الله وأنصفوا رسول الله من أنفسكم أولاً , أنصفوه من علماءكم وأصنامكم التى سميتموها أنتم وأباءكم وما أنزل الله بها من سلطان.
أيها الوعاظ , لا تشككوا الناس فى دينهم من أجل البخارى ومسلم , أتركوا لنا ديننا , فلو عاد النبى لكاد يصعق من هذا الدين الذى تبيعونه للناس.
السلام عليكم ،نعم كان النبي محمدا " عليه السلام " يبعث برسائل إلى الملوك والرؤساء ، لدعوتهم إلى الإسلام ، حيث كان ولابد ان يجهر بالدعوة إلى دين الله وتبليغ الرسالة ، لكنه لم يجبر احدا على اعتناق الإسلام ، ولم يبدأ حربا ، هدفها نشر الدين ، بلى كان يدعو سلميا في تجمعات الناس أو عن طريق الرسائل في المناطق البعيدة : {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ }الحجر94 {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ }الحجر95
شكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختنا الكريمة الأستاذة عائشة والأستاذ محمد عبد الرحمن، سلام الله عليكما،
أشكركم على هذه المداخلة وقد جمعت تعليقكما معا لأنى وجدت أن الملاحظة على كاتب المقال هى واحدة، فاقول:
لقد صدقتما فى هذه النقطة المهمة فى تاريخ المسلمين والإسلام. أوافقكما تماما ولكن قد نشرت المقال كما هو ولم أغير فيه شيئا، وحقيقة تكفى هذه الاية الكريمة: " أفاانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين؟" للرد على كل متجبر منافق يدعى أن الإسلام إنتشر بالسيف. فبالله عليكما كيف دخل الإسلام إندونيسيا مثلا، أليس بالتجار المسلمين الذين تعاملوا مع أهل هذه البلدة بالإيمان والصدق والعدل والقسطاس. فكانت النتيجة هى الإسلام التام لرب العالمين، والحمد لله على نعمة الإسلام أن لى رب ألجأ إليه متى شئت فهو السميع العليم .
أشكركم شكرا جزيلا وجزاكما الله سبحانه كل خير.
كل التقدير والإحترام،
اخوكم محمد صادق
حاولت نسخها ولصقها وتبديل الكلمات الى يوتيوب ولم تعمل؟؟
السلفيون عندما يرون هجوما كاسحا على بعض فيديوهاتهم يقومون بحذفها او اغلاق القناة من على اليوتيوب -فلربما فعلوا هذا مع الروابط التى جاءت بالمقال .
الموروث قال لنا أن الصلاة عماد الدين"”
وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ
دعوة للتبرع
فى ستة أيام : لماذا خلق الله الأرض و السما وات في ستة أيام و...
موقفى من اسرائيل: ما هو موقفك من اسرائ يل ؟...
ijtihad: - What importance do you attribute to the ijtihad?...
يحرم إغتصاب الزوجة: زوجى يحب إغتصا بى ، ويجد متعته أن أكون...
لا نخاف السلفيين: أنتم أعداء للفكر السلف ى واقدر على مواجه ته ...
more
الاستاذ الفاضل / محمد صادق السلام عليك ورحمة والسلام على كاتب هذا المقال وله منا كل التقدير لمواجهة جيوش الظلام جيوش شيوخ المنابر والمقابر والمباخر.. الذين باعوا الدين لكل لص وفاجر بصكوك أشبه بصكوك الغفران. إنهم يحبون أشياخهم من البخاري والترمسي والنسائي والشعرواي والشعراني وحسان ويعقوب يحبونهم كحب الله أو اشد حباً.
وإن كنت اختلف مع ما جاء بالمقال المرسل إليكم في أن الرسول.. أبدا لم يجهز جيشا ولم يرسل قوات لمحاربة الروم ولم يكن في نيته هذا .. لنه قبل موته بثلاث سنوات قد تكون حركات الردة في شرق الخليج بقيادة مسيلمة.. ولم يقم الرسول إلا بإرسال وعاظ ورسل يحملون آيات القرآن وخطابات الحث على العدوة لتعاليم الاسلام..
هكذا يجب أن نبرئ الرسول والاسلام من كل رواية وسرد مخادع يزعم ان الاسلام انتشر بالسيف أو أن الرسول أجبر وأكره الناس على الإيمان والله تعالى يقول له ( أفاانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين؟)
شكراً لكما والسلام عليكم ورحمة الله.