قتلتُ سري .. قصة قصيرة

شادي طلعت Ýí 2017-03-16


ولدت سارة في دولة شرقية، مجتمعها يضع فوارق بين الرجل والمرأة، كانت يتيمة فتبنتها أسرة ذات طباع شرقية، نشأت فيها نشاة دينية، فهذا حلال وذاك حرام، وهناك مباح وآخر عار.
 
فكرت سارة التي لم تشعر بالسعادة، كيف لها تكون سعيدة، لقد سئمت التخويف والأوامر والروتين، وقررت وهي بنت السابعة عشر من عمرها، أن تستجيب لنداء الأنثى، فلبت طلب شاب في مثل عمرها، ينشد لقاءها، وبعد اللقاء أبدى لها إعجابه بجمالها ومفاتنها، وسألها : أتمانعين إن مارسنا الجنس سويا مع الإبقاء على عذريتك، فإرتجفت وقامت من مقامها، فسألها ما خطبُك، فأجابت : وماذا إن علم من حولنا بعلاقتنا، نحن في مجتمع لا يرحم النساء، فطمأنها الشاب قائلاً ومن سيخبرهم، ها نحن قد إلتقينا ولا أحد يعلم، فما الفارق إن مارسنا الجنس، ولا أحد يعلم أيضاً، فكرت سارة قليلا، ثم نظرت للشاب نظرة رغبة وموافقة، وتم ما كان الشاب يأمله.
 
مرت السنوات، دخلت سارة الجامعة وتفوقت فيها، وظلت علاقتها بالشاب قائمة، بينما هو لازال طالباً في المرحلة الثانوية، وهي على وشك إنهاء المرحلة الجامعية، بدأ الناس ينتقدون الشاب الفاشل دراسياً، فبدا بإخراج سر علاقته بسارة المتفوقة، ليواري فشله الدراسي، وبدأ الناس يتحدثون : ما كنا نعلم أن الفتاة المتفوقة تمارس الفحشاء، حتى وصل الخبر لكل أرجاء المدينة.
 
فالتقت سارة بالشاب تسأله لماذا أفشيت السر فيما بيننا، فقال لها : لا تقلقي فأنا مستعد للزواج منكِ، فقالت : وكيف لي أتزوج بشاب فاشل، وأنا فتاة متفوقة، ضحك الشاب وقال : أنكِ إمرأة ولن يجدي التفوق معكِ شيئا، وها أنا أعرض الزواج الآن، لأنكِ من سيطلبه مني الغد، نظرت إليه سارة نظرة سخرية، وتركته وكلها ثقة في نفسها، حتى ذهبت بيتها، فوجدت والداها بالتبني يريدان سؤالها عن الفضيحة التي ملأت أرجاء المدينة، فطلبت منهما تأجيل النقاش لحين ظهور نتيجة إمتحان آخر عام جامعي لها، حتى ظهرت نتيجتها بتفوق، فتقرر الجامعة ترشيحها لبعثة دراسية في دولة غربية، وعندما قرر والداها سؤالها عن الشاب مرة اخرى، طلبت منهم تأجيل السؤال حتى تعود من بعثتها الدراسية، فهي لا تريد أن يشغلها شيء عن مستقبلها.
 
مر عامان وعادت سارة لمدينتها الشرقية، وأتى الناس لبيتها ليروا الفتاة التي رفعت إسم مدينتهم الشرقية في دول الغرب، وكان من بين الناس الشاب صاحب العلاقة الآثمة، بيد أن سارة رحبت بالجميع، حتى غادروا جميعاً، وبقي والديها، فنظرت إليهما قائلة، كنتما تريدان سؤالي أكثر من مرة، وطلبت التأجيل، إلا أنني الآن مستعدة لأي سؤال.
 
فأجابها والداها، لم يعد سؤالنا في محله، لأننا حينها وجدنا أنك خسفتي رؤسنا في الرمال، بيد أنك اليوم رفعتيها في السماء، فسألت سارة والديها، وماذا عن الشرف والفارق بين الرجل والمرأة، فرد أبوها : إن كان عن الشرف، فقد شرفتُ بكِ أنا وأُمك، وإن كان عن الفارق بين الرجل والمرأة، فقد تفوقتي على كل رجال جيلك، وها أنتِ الناس كلها عَلِمت سركِ، إلا أنه بات سراً مقتولا.
 
شادي طلعت
اجمالي القراءات 8151

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-11-20
مقالات منشورة : 309
اجمالي القراءات : 3,633,919
تعليقات له : 79
تعليقات عليه : 228
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt