نهاية النزول للشارع .. الموت أو السجن أو الطرد

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٠٩ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الفجر


نهاية النزول للشارع .. الموت أو السجن أو الطرد

 

نهاية النزول للشارع .. الموت أو السجن أو الطرد

عبد الفتاح على

في عام 2005 صدق العشرة المبشرون بالمليون جنيه خطاب الحزب الوطني الديمقراطي وقرروا خوض اول انتخابات رئاسية ضد المرشح محمد حسني مبارك.

البعض منهم رفض منح نفسه صوته، والبعض الآخر رفضت عائلته واعضاء حزبه منحه أصواتهم، والبعض الاخر قرر أن يؤدي دوره في المسرحية الجديدة بشكل أقرب لتقمص الدور علي طريقة الراحل العظيم أحمد زكي.

النتيجة المعروفة سلفا خرجت دون أن يشعر بها أحد ودون أن يكترث بها أحد سوي الحزب الوطني نفسه، الذي فوجئ بالنتيجة التي خرجت بنسبة أعلي من المفترض، الامر الذي كان أشبه بكرسي في كلوب النظام، فباتت نتيجة أقرب الي الاستفتاءات الهزلية، ولم يشفع لتحسين صورة المهزلة وجود المليونيرات العشرة.

في حقيقة الامر ولو أخرجنا الرئيس مبارك من لعبة الانتخابات الرئاسية الاولي والأخيرة حتي الآن، ونظرنا الي بقية المرشحين لوجدنا ان هناك منافسة خاصة جدا علي رئاسة الوفديين كتيار وكحركة، بين رئيس حزب الوفد "السابق" الدكتور نعمان جمعة، وبين رئيس حزب الغد "السابق" أيمن نور.

هذه المنافسة التي منحت أيمن نور زعامة الوفديين ونصبت نعمان جمعة وصيفا له لم تمنح الاثنين صلاحية للاستهلاك سوي بضعة أشهر فقط حتي انتهي الثاني تماما وبات الأول يلعب في الوقت الضائع خارج الكادر السياسي.

في أرشيف الصحف وفي أذهان المراقبين تسجيل لموقف اربعة من رؤساء الاحزاب الذين قرروا المشاركة في اللعبة الجديدة، وقرروا النزول الي الشارع ومعانقة الجماهير حتي ولو علي طريقة رشدي الخيال نصير المبلولين.

الأول ايمن نور بدأ يتحرك مبكرا فشعر النظام بخطورته فخرجت للنور قضية التوكيلات الشهيرة، فرفعت الحصانة البرلمانية عليه قبل الانتخابات الرئاسية، وبعدها وضع قيد الحبس الاحتياطي علي ذمة التحقيق في الخامس من ديسمبر، وبعدها بأقل من 19 يوما فقط قضت محكمة الجنايات حبسه خمس سنوات بتهمة تزوير توكيلات حزبه في المحاولة الرابعة لإنشائه.

حصل نور علي تقدير جيد جدا في دوره في اللعبة الانتخابية التي خرج منها وصيفا بفارق رهيب عن الرئيس الفائز وبفارق ضئيل عن أقرب الممثلين في المسرحية الانتخابية، وكان أكثر المتشائمين لم يكن يتوقع ان تنتهي خدمته الجليلة للنظام بشكل دراماتيكي للغاية.

الثاني نعمان جمعة خرج للجماهير وحاول ان يريهم شكله للمرة الاولي، فالغالبية لم تر صوره في الاعلانات المدفوعة الأجر التي نشرت في الصحف الخاصة (استنادا لنسبة الامية المرتفعة)، لكن الرجل ما ان انتهي الفيلم الكوميدي حتي بدأت القصة الواقعية سريعا بعد أربعة أشهر وثلاثة عشر يوما فقط.

الهيئة العليا لحزب الوفد تجتمع وتقرر فصل جمعة، جاء قرار الفصل الذي وافق عليه 33 عضوا مقابل رفض عضو واحد فقط، بأسباب علي لسان قادة الانقلاب تقول إن المخلوع كان دائم الالتفاف علي قرارات الهيئة العليا، والخروج علي الالتزام الحزبي، والانفراد في اتخاذ القرارات، خاصة محاولته تغيير الجمعية العمومية بالمخالفة لأحكام اللائحة.

رفض نعمان قرار الفصل الذي أنهي رئاسة خمس سنوات للوفد وتحصن بأستار الحزب البالية فخرج منه بنفس الصورة المشوهة التي دخل بها الانقلابيون الجدد الذين كانوا اقرب الناس اليه واكثرهم اخلاصا له، فطردوه شر طردة.

الثالث إبراهيم ترك رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي لقي مصرعه في حادث سيارة علي طريق القاهرة السويس الصحراوي، عن عمر يقارب 52 عاما.

ترك الذي اصابته عين الحسود لحصوله علي مليون جنيه التي وفرتها الدولة للمرشحين للانتخابات الرئاسية، تولي رئاسة الحزب بالوراثة بعد وفاة والده عبد الفتاح ترك الذي أسس الحزب عام 1990 جاء ترك خامسا بعد الرئيس مبارك ونور ونعمان، وحصل علي 5831 صوتا من بين نحو 7 ملايين مواطن يحق لهم التصويت في تلك الانتخابات الرئاسية.

كانت سيارة إبراهيم ترك رئيس الحزب الاتحادي قد انقلبت عدة مرات عند الكيلو 23 علي طريق القاهرة السويس الصحراوي بعد انفجار إطارها الأمامي، ولم يمهله القدر عمرا أكثر من الوقت الذي استغرقه للوصول الي المستشفي، الذي فارق فيه الحياة عقب دخوله إليه بلحظات، وبعد تسعة اشهر من خوضه للانتخابات الرئاسية.

واذا جاز التعبير ان نذكر الشيخ أحمد الصباحي رئيس حزب الامة السابق، فانه انتقل الي رحمة الله أيضا عن عمر يقترب من 98 عاما وبعد ثلاث سنوات وأربعة أشهر من حصوله علي 4393 صوتا في الانتخابات الرئاسية من ضمن سبعة ملايين صوت.

قد تكون مسألة الربط بين تلك الأحداث وبين الانتخابات الرئاسية مجرد مصادفة ان يتساقط المرشحون واحدا تلو الآخر كما يعتقد البعض، وقد تكون لعنة الخوض في اللعبة الانتخابية كما يعتقد البعض الآخر، وقد تكون محض خيال كما هو حادث بالفعل، لكن ليس هناك أحد يملك ان يصادر خيالنا، او أن يجعلنا نربط بين كل هذا وبين نزول محمد البرادعي الي الشارع لأول مرة ونزول ايمن نور للمرة الثانية، فاعتقد ان القدر نفسه لا يريد أن يكرر ما حدث لو كان قضاء وقدرا، ولن يجرؤ أحد أيا كان ان يفعلها ثانية لو كان قد فعلها أولا.

اجمالي القراءات 2576
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   فتحي مرزوق     في   السبت ١٠ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[47077]

محاولة لهدم أيمن نور ..

 يحلو لبعض الكتاب الحكوميين الذين  يتخفون في صورة المعارضين وضع أسم أيمن نور وسط الكومبارس الذين جلبهم نظام مبارك ، وذلك بغرض هدم أيمن نور .. والذي قرر أن يخوض اللعبة كمنافس وليس ككومبارس فإنقلب عليه نظام مبارك سجننا وسحلا حتى أفقده صحته وعافيته .. وأكمل كتاب السلطة الذين يتقمصون دور المعارضين تكملة الدور بعد خروجه من السجن .. ولكن المنصف  الذي يريد أن يعرف الحقيقة يعرف أن أيمن نور فارس مهما حاولت السهام الخسيسة النيل منه ، ولو كان النظام فعلا له شعبية فليترك لأيمن نور الفرصة لكي يتواصل مع الجماهير  .. ولكنهم يعرفون جيدا مقدارهم وأن مولد النفاق سوف ينفض عنهم  هذا من ناحية أخرى .. ومن ناحية أخرى فإن مفكري الفساد والإستبداد داخل الحزب الحاكم تحاول أن تقضي بكل السبل على البرادعي  .. ولكن أين لهم هذا وكل ما هو آتي يلعب ضدهم فها هو مبارك يرقد بين الحياة والموت ، وها هي شعبية جمال مبارك تصل للحضيض حتى منافقيه لم يعودوا كما كانوا وعند قطع أي حنفية فساد عليهم سينقلبون عليه شر منقلب  .. وكل هذا يأتي في صف دعاء كل المظلومين في عهذ مبارك الأسود ولا يظلم ربك أحد .. 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق