مفاجأة: السيول دفعت بالألغام إلي سطح الأرض.. ومخاوف من انفجارها في الأهالي

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٢٥ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الدستور


مفاجأة: السيول دفعت بالألغام إلي سطح الأرض.. ومخاوف من انفجارها في الأهالي

مفاجأة: السيول دفعت بالألغام إلي سطح الأرض.. ومخاوف من انفجارها في الأهالي

 

«امتحاني بكرة وكتبي أخدها السيل».. هذه بعض الكلمات التي رددها الطفل محمد رشيد، التلميذ بالصف الخامس الابتدائي، وأحد منكوبي السيول في منطقة الجراجرة برأس سدر، إحدي المناطق التي ضربها السيل قبل 7 أيام وجرف في طريقه الأخضر واليابس ليجد الأهالي أنفسهم مجردين من جميع ممتلكاتهم.. رافقت «الدستور» فريقا علمياً من جامعة الزقازيق أثناء قيامه بعمل دراسات عن السيول، وتحديداً سيل رأس سدر، وزرنا منابع السيل وجميع المناطق التي قام بضربها في جنوب سيناء، والتي تشمل «الجراجرة وأبو صويرة ووادي غرندل والدبيل» التي لم يبق منها سوي أهالٍ ينتظرون المساعدات.

بداية يقول الدكتور يوسف شوقي- الأستاذ بقسم الجغرافيا جامعة الزقازيق وخبير في دراسات السيول: السيول الأخيرة فريدة من نوعها، حيث إنه من المعروف أن السيول تأتي في الخريف وأحياناً في الصيف إلا أن السيل الأخير فاجأنا جميعاً وجاء في الشتاء، بالإضافة إلي العاصفة التي شملت سيناء كلها ولم يحدث ذلك من قبل، وهذا يؤكد الحديث العالمي الدائر حالياً حول التغيرات المناخية والاحتباس الحراري بما يعني أن النطاقات المناخية في طريقها للعودة مرة ثانية وقد نعود للعصور المطيرة.

وأوضح يوسف أن أوروبا تهتم الآن بقضية التغيرات المناخية علي الرغم من كونها لن تتضرر أكثر من مصر وبلدان أخري من الدول النامية، والجميع يعرف أن ارتفاع درجات الحرارة وما ينتج عنه من ذوبان للجليد يؤدي إلي تكون السحب وزيادة السيول وغرق العديد من المحافظات الساحلية خلال الـ 50 عاماً المقبلة، فلن نجد محافظة دمياط وفق السيناريوهات الموضوعة حال ارتفاع مستوي سطح البحر.

وأضاف أن الخسائر التي خلفتها السيول تقدر بمليار جنيه، فلو اهتمت الدولة بالأبحاث التي أجريت علي السيول خلال الفترات الأخيرة وتوصياتها بإنشاء سدود وأنفاق لن تتكلف أكثر من مليون جنيه، لتم تفادي كل هذه الخسائر التي شملت تدمير القري السياحية ومحطات الكهرباء والضغط العالي والبنية التحتية لهذه المناطق.

ويتابع الدكتور يوسف، أن السيل جاء من شرق وادي وردان إلي الغرب وتحديداً بين جبال سومار وضحاك والسيج والباغة، وتم تجميعه في وادي وردان وهو بمثابة مروحة فيضية تتشعب إلي فرعين أحدهما قام بصب 80% من مياه السيول في خليج السويس، والرافد الآخر ذهب في اتجاه الشمال إلي قرية أبو صريرة وبعض المناطق الأخري، وبالتالي في حالة تعميق مجري وادي وردان ستصب السيول مباشرة في الخليج.

وفي منطقة الجراجرة، أولي المناطق التي مر عليها السيل يقف الأهالي أمام منازلهم التي دمرها السيل، أما منطقة «الدبيل» فمعظمها مناطق زراعية تم تدميرها بالكامل، ويؤكد الأهالي أن عودة هذه الأراضي للزراعة مرة ثانية لن يحدث قبل 15 عاماً، حيث يقول سعد سليمان مسلم- أحد أصحاب الأراضي الزراعية- إن 200 فدان وأربعة منازل وعنبراً للمواشي يحتوي علي 45 رأساً تم غرقها بالكامل. وبالطبع لن تعوضني الدولة عن كل هذا.

تأثر الأراضي الزراعية ليس فقط من جرف السيل بل من مواسير الشركة العامة للبترول التي انكسرت بفعل السيل وتركت كميات كبيرة من الزيوت مترسبة علي هذه الأرض.

هذا في الوقت الذي تحولت فيه منطقة أبو صويرة إلي مدينة أشباح، يقول الشيخ سلام جازي مسلم -صاحب 7 محلات تجارية بالقرية- إن محاله تم تدميرها بالكامل، مشيراً إلي أن خسائره تتجاوز 250 ألف جنيه ولن يقبل بتقدير حجم التعويضات الذي ستقرره لجنة الحصر إلا إذا كان عادلاً ويعوضه عن جزء مما تكبده من خسائر.

وعلي الرغم من وجود منازل بأبوصويرة لم يقترب منها السيل إلا أن اللصوص لم يرحموها فسرقوا المنازل والمحال التي خرج منها الأهالي بعد أن علموا بقدوم السيل، وعندما عاد الأهالي إلي بيوتهم فرحين بأنها مازالت قائمة وأنها نجت من السيل فوجئوا بها خالية تماماً من الأثاث والمقتنيات الثمينة.

ويؤكد أسامة عبدالحميد- أحد المقيمين في الخيام- أن الأهالي عقب غرق منازلهم ذهبوا إلي الخيام بدون أية أمتعة فحتي ما يتم توزيعه من بطاطين و100 جنيه لكل أسرة منكوبة، كما تقول الشئون الاجتماعية، لم يحصل عليه المقيمون في الخيام، بل ذهب شيوخ القبائل وحصلوا علي النصيب الأكبر من المساعدات وتركوا الأهالي المنكوبين لمصيرهم.

ويقول الحاج رشيد سويلم -من عرب العليقات- إنهم كانوا يعلمون بقدوم السيل وذلك لأن شهر طوبة من المعروف أنه شديد البرد فإذا استمرت درجات الحرارة عالية في أربعة أيام متتالية خلال هذا الشهر نعرف بعدها أن هناك سيلاً قادماً وهو ما حدث، وقمنا بإبلاغ الشرطة والمجالس المحلية ولكن لم تكن هناك استعدادات كافية، ولذلك توجهنا للأهالي وقمنا بتحذيرهم.

ويضيف الحاج رشيد أنه في حوالي الساعة الرابعة عصراً عندما شاهدنا سحباً وأمطاراً بدأت في النزول قام العرب متمثلين في قبيلتي «السوالحه» و«العليقات» بتجميع أنفسهم والذهاب للصحراء في أماكن مأمونة لذلك يعتبر العرب الوحيدين الذين لم يفقد منهم أحد.

ويصف عبدالحق عبدالله- نقيب المعلمين في رأس سدر وأبوزنيمة- ما تم لمواجهة تلفيات السيل بأنه يعبر عن عدم وجود فن إدارة أزمات وكوارث، وهو ما تترجمه أي كارثة تحدث في مصر، فمشكلة السيل أفرزت مشكلات عديدة، ففي ظل اشتداد الأزمة وإنقاذ الأهالي من الموت غرقاً في السيل نجد آخرين يقومون بالسطو علي المنازل التي لم يجرفها السيل.

بينما قادنا إبراهيم رفيع- عضو مجلس الشعب الأسبق عن جنوب سيناء- إلي منحني أخطر عندما أكد أن السيول أدت إلي إظهار الألغام في مناطق الجبال بوادي «مبعوق» بعد أن حركتها المياه من مكانها وأظهرتها بشكل يعرض الأهالي للخطر في الأيام المقبلة.

ويطالب كذلك الشيخ دخل الله أبوعتيق- من شيوخ الحويطات- ببناء سد بوادي أبوصويرة يشرف عليه الأهالي مع المتخصصين بعرض 50 متراً وارتفاع 6 أمتار حتي يحجب المياه عن أبوصويرة والمناطق الأخري، ولن تزيد تكلفة هذا السد علي مليون جنيه وجميع الخامات من حجارة وغيرها موجودة في جبال الوادي ولن يأخذ أكثر من 100 ساعة عمل لينقذ الأهالي من أية سيول أخري متوقعة.

 

اجمالي القراءات 4960
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   عبدالمجيد سالم     في   الإثنين ٢٥ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[45239]

الاهمال والتخبط السمة الأساس .

الاهمال والتخبط هما السمة الأساس في إدارة الكوارث في مصر ..  وهذا يؤدي إلى مخاسر عظيمة .. فهل يعقلون . ومتى يعقلون .

2   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الإثنين ٢٥ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[45246]

ماذا لو تم التعامل مع السيول والاستفادة منها

السيول خير وبركة إذا وجدت ما تدفق فيه ليكون مخزونا لأرض يشكو اهلها من قلة المياه اللازمة للزراعة ،  ‘إن أهل سيناء يعتمدون على الزراعة الموسمية ، وماذا لو تم الاستفادة بكل هذه الثروة المائية وتخزينها في أماكن مخصصة ، بالطبع كان الوضع سوف يتغير إلى الأفضل ولكن هذا هو حالنا لا نبادر لحل أي مشكلة إلا بعد أن تحدث فعلا !! ولم ندرس خيار أن نقوم بدراسات استباقية كي نتفادى المشكلة ونحول الخسارة إلى مكسب ، فقط نستعد !! ولكن للمسؤلين أوليات أخرى أهم من حياة الناس وأمنهم .

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق