لن تكون رئيسأ لمصر حتى تأخذ موافقة امريكية واسرائيلة

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٢٢ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً.


 

لن تكون رئيسأ لمصر حتى تأخذ موافقة امريكية واسرائيلة

عن الدور الأمريكي الإسرائيلي في اختيار رئيس مصر

علي عبدالعال

حينما يعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، وعلى الملأ، أنه لن يكون هناك رئيسًا لمصر إلا بموافقة أمريكا وعدم اعتراض إسرائيل، فهو ما يعني أن الأمور في بلادنا دخلت مرحلة اللعب على المكشوف، هذا على حد علمي، فقد تكون دخلت هذه المرحلة من زمان وأنا وحدي الذي لا يدري.

الكلام كان صريحا، وجاءت دلالاته كارثية، حاول الفقي أن يتنصل منها فيما بعد، بعدما أزعجته رسالة هيكل إلى (المصري اليوم) بشأنه، فتلطف (المفكر القومي) وتظرف، واصفا دور الأمريكيين والصهاينة في اختيار رئيس الجمهورية بأنه فقط "اهتمام" و"متابعة"، لكن يبدو أن الكلمة التي تخرج من الفم لا تعود، خاصة إذا كانت تحمل مثل هذه المعاني.

فالقرار يأتي من البيت الأبيض مرورًا بتل أبيب، هكذا قال مستشار رئيس الجمهورية السابق للمعلومات، معتبرًا ذلك "من الطبيعي"!! و"ليس فيه ما يخالف الأعراف الدولية"!!.

قُضي الأمر... لم تعد ثمة فائدة من الحديث عن "المشاركة السياسية" و"الشورى" و"الصناديق الشفافة" و"الرأي العام" أو حتى "القانون" و"الدستور" لأن الفيصل قبول ورضى الأسياد، والأسياد وحدهم.

كفوا أيه المصريون عن نداءاتكم ودعواتكم فأنتم لا تملكون قراركم، ليس لكم من الأمر شيئا، ولن يستشيركم أحد... مصيركم صار بأيدي رعاة البقر، ومجموعة العصابات الصهيونية التي نجست الأراضي المقدسة والتراب الفلسطيني باحتلالها، رقابكم بأيدي شالوم وكوهين وأحفاد أبو حصيرة، والأنجاس في البيت الأبيض.    

ففي المقابلة التي أجراها د.مصطفى الفقي مع (المصري اليوم) سُأل بعد إعلانه السابق: هل أمريكا وإسرائيل ستشاركان في اختيار الرئيس؟ فقال: "لن يشاركوا، ولكن سيفتحون الأبواب أو يغلقونها"، وهي عبارة بليغة، وإن كنت لم أعرف للفقي مساهمات في الشعر والأدب، غير أنها جرت على لسانه ـ على ما يبدو ـ في ساعة إلهام، وهي عبارة جامعة مانعة كما يقول أصحاب المنطق، أقل ما يُفهم منها أن الفقي ـ وهو من هو منزلة من السلطة ـ يرى أن "مفاتيح" هذا الأمر و"مغاليقه" بيد الصهاينة والأمريكان وحدهم، يفتحون بها لمن شاؤوا ويغلقون بها أمام من شاؤوا.

ومما لا يحق الخلاف حوله هنا، أن هذا الدور الكبير في الفتح والغلق لابد وأن تكون له مستحقات وقرابين يقدمها المفتوح له، تبدأ حتى من قبل عملية "التعيين"، فقد يكون مطروح للمنصب أكثر من اسم، مثلاً، ولكي يفوز به أحد المتنافسين، لابد وأن يقدم ما يثبت أنه الأجدر، وهو لا شك مزيد من الأدلة التي تؤكد الولاء للأسياد، ثم تأتي مرحلة ما بعد التنصيب وهذه لها التزامات أخرى حتى لا ينقلب الأسياد على "المعين"، وهي أيضا مزيد من الاسترضاءات تبرهن على أن الاختيار كان في محله، وأن الشخص المناسب جاء ـ أقصد جيء به ـ للمكان المناسب، وهذا شيء لا ينتهي بزمان، لأن "المعين" قد يستمر في منصبه سنوات طويلة، أطال الله في أعمار المصريين، فيستمر هذا العطاء في دوام لا ينتهي، ولا عزاء للرعية.

فلم يعد يبق إلا الصهاينة حتى يأتوا بمن يحكم مصر، والأمريكان فيصيروا أوصياء عليها، كأنها ولاية أمريكية في الشرق الأوسط أو بلدة عربية خاضعة للاحتلال الصهيوني.. ظني أن ذلك كان بمستطاعهم في السابق، أيام القطب الأوحد، قبل أن تُمرغ أنوفهم وأنوف آلتهم العسكرية في الأوحال، وتداس رقابهم بالأقدام وأعلامهم بالأحذية في العراق وأفغانستان والصومال وجنوب لبنان، هذه الحقائق التي لم يؤمن بها حكامنا ولم يتقبلوا التصديق بها حتى الآن، ولو اعترف بها الأسياد أنفسهم... سلوا الصهاينة ما الذي جرى لهم على أيدي حزب الله؟، سلوا الأطلنطي ما الذي يلقاه على أيدي طالبان؟ .

طوال عقود من تاريخهم الغابر جاهد المصريون ـ رحمهم الله ـ من أجل "الاستقلال"، وهذا الاستقلال لم يكن المقصود به "خروج المستعمر" وإن كان لا شك لخروجه ورحيله عن البلاد "أولوية" لا مجال للتقليل منها، إلا أن ما فهمناه من دروس التاريخ ونحن صغار حول هذه الكلمة كان أشمل في أذهاننا.. كان الاستقلال مرادفا للكرامة والتحرر، ورفض "التبعية" و"الوصاية" بكل أشكالها أو"الهيمنة الخارجية"، والتعامل بندية مع أمم وشعوب الأرض، واستعادة حقوقنا مهما بذلنا في سبيل ذلك من تضحيات، وأن نعيش أحرارا.

هكذا أفهمونا، وإن كانت الممارسات الحالية كانت هي الأخرى كافية لأن نعي أن ما تعلمناه شيء وأن ما يجري الآن أمامنا شيء آخر.

ربما قبل المصريون أن يعيشوا في ظل استبداد جاسم على الصدور ومهيمن على كل شيء، ونظام حكم قمعي، وهذا شيء ربما لطول مكثه بين المصريين اعتادوا عليه، إلا أن الشيء الذي ربما غاب عن أساطين هذا النظام وكهنته أن الاستبداد شيئا وقبول الوصاية الخارجية شيئا آخر، بمعنى أن قبول الاستبداد وإن طال لا يمكن أن يُفهم منه قبول حاكم يأتينا بإرادة خارجية أو برغبة أعدائنا أو حتى أحبابنا.. فمثل هذه الأمور لا يمكن التنازل عنها لعدو أو صديق.

فحكم الأمم والشعوب دائما من أخص خصوصيات كرامتها، واستقلال سلطانها مسألة شرف، لم يتسامحوا معها على مر التاريخ، لذلك كانت التهمة التي يطاردون بها من يثبت عليه التواطوء أو حتى التواصل بطريقة أو بأخرى مع العدو الخارجي هي "العمالة" أو "الخيانة العظمى" أي الخيانة التي ليس فوقها خيانة، وهي جريمة تعاقب عليها كل القوانين، وتعني عدم الولاء للدولة والعمل ضد مصالحها، وتقوم أركانها عند الاتصال بدولة أجنبية، والعقوبة هي الإعدام.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 علي عبدالعال

صحفي مصري

اجمالي القراءات 3322
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   أيمن عباس     في   السبت ٢٣ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[45189]

وإلا كانوا بلهاء ..!!

إذ لم يختار الشعب قيادته وتنازل عن هذا الحق ، فمن المؤكد ان هذا الحق سيستولي عليه الآخرين .. بمعنى أنه إذا تم إقصاء الشعب عن أختيار حاكمه ، فإن الآخرين سيتولون هذا الحق ، وإلا كانوا بلهاء ..
وكما نعرف فهم ليسو كذلك وإنما الأبله هو الذي يفرط في حقه لصالح حفنة فاسدة أو من يستغلون الحاكم غير الشرعي .. بما يجعله يختاج إلى القوى الخارجية لكي يؤمن وضعه ضد شعبه .

2   تعليق بواسطة   فتحي مرزوق     في   السبت ٢٣ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[45196]

أسوأ أيام حياته ..

يعيش الدكتور مصطفى الفقي أسوأ أيام حياته هذه الأيام .. حيث أن  مصطفى الفقي يتميز بإن له مقدرة شديدة على ضبط لسانه ويؤمن بالمثل القائل والذي خلدته الفنانة شادية في أحد أغانيها وهو (لسانك حصانك إن صنته صانك ، وإن هنته هانك ) وعاش مصطفى الفقي معظم حياته محافظا على مستوى ليس ببعيد من كل القوى متقمصا دور المثقف المبتسم دائما والذي لا يزعل أحدا ، إلا أن تآمر عليه لسانه ..!! فسكت دهرا وياليته نطق كفرا .. ولكنه نطق كلاما يدين نظام مبارك .. فأصبح يكره لسانه الذي أوقعه في هذه المشكلة .. وهناك معلومات تقول أن الدكتور مصطفى الفقي ..  كان يريد ان يقطع لسانه ولكن هناك من نصحه بإن ينوى للرحمن صوما فلن يكلم اليوم إنسيا .. وأنه سيتكلم فقط مع عوالم أخرى عسى أن يكفر على خطأه في حق ولي نعمته مبارك الأب والابن أيضا .. فالدعاء واجب لمصطفى الفقي عسى أن يفرج كربته ..

3   تعليق بواسطة   احمد شعبان     في   السبت ٢٣ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[45200]

ماذا يراد بنا

يراد بنا الاستغلال وفرض الوصاية وإبادة الضار بهم ، بصقتنا أمة ضعيفة متخلفة ضارة ، نتيجة اختلافنا وفرقتنا الناتج عن تديننا .
فإذا ما تم قلب هذه العبارة سنصل لحل كافة مشكلاتنا .
إصلاح الفكر الديني ينهي هذا الاختلاف والفرقة ، وبالتالي ستنتهي صفات الضعف والتخلف والإضرار ، وعليه لن يطمع فينا أحد .

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق