إسرائيل ودروس إنسانية ..

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٠٦ - نوفمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: أهل القرآن


 

إسرائيل ودروس إنسانية ..

 

بقلم : محمود غازي سعدا لدين

 

حري بنا دائما أن نتحدث عن الواقع المزري الذي يعيشه المواطن العربي و المسلم في مجتمعاتنا أو  ألإنسان عموما لكي لا يزايد علينا أحد آخر من القوميات ألأخرى الدكتاتورية المتسلطة على رقاب مواطنيها سواء كانت في دولة أو في إقليم والتي تتحدث عن الديمقراطية وحقوق ألإنسان وهم منها براء براءة الذئب من دم يوسف .

قد يشكل البعض علي ما سأطرحه خاصة بعد صدور تقرير غولدستون الذي تظمن تحقيقا مفصلا في ألانتهاكات التي حدثت أثناء اجتياح القوات الإسرائيلية لقطاع غزة ومسؤولية الجانبين حماس+ إسرائيل في ذلك .

ولسنا هنا بصدد الدخول في تفاصيل التقرير وحيثياته  وندور في حلقة مفرغة بان التقرير جاء في صالح هذا الطرف أو ذاك بل سنستقي مثالين فقط حول ما وصل اليه حال المواطن الفلسطيني من حال يرثى له في ظل سياسات الشد والجذب بين السلطة المقالة  حماس وحركة فتح التي يترأسها السيد محمود عباس  .

 لقد تابعنا على شاشات التلفزة الفضائية قبل فترة ليست بالبعيدة خبرا مفاده أن سلطات الحكومة الإسرائيلية قامت بإطلاق سراح 20 امرأة فلسطينية كن معتقلات داخل سجونها بسبب قيامهن بأنشطة عدائية تجاه الدولة الإسرائيلية , هذا العدد من النسوة المطلق سراحهن جاء مقابل صفقة تبادل تسلم الجانب الإسرائيلي لشريط فيديو (فقط لا غير) مسجل لعدة دقائق يظهر فيه الجندي الإسرائيلي (جلعاد شاليط ) الأسير الوحيد لدى حركة حماس وحزب الله والأمة العربية القومية ذات رسالة خامدة وليست الخالدة بالتأكيد  .

استطيع القول هنا وقد يختلف معي الكثير من القراء وقد يتفق آخرون مع طرحي هذا , بان إسرائيل أرسلت لمجتمعاتنا الإسلامية خاصة والدكتاتورية عموما (القصد هنا هو طبيعة أنظمة الحكم المتمثل بالإسلام الحاكم أو الرسمي ووعاظه والمنافقين من حولهم) رسالة غاية في الوضوح في قيمة الفرد والمواطن الإسرائيلي بالمقارنة لما يعيشه ألإنسان في هذه المجتمعات من انتهاكات عديدة لحقوقه والتعدي وسلبه ابسط حرياته والجهل والفقر المستشري نعزوها بالطبع لسبب أول وأخير إن مقدرات وخيرات بلداننا الكبيرة مسخرة لخدمة الحاكم وحاشيته ومن ورائهم جيشهم العرمرم من الفقهاء  المنافقين الذين يدعون له في الصباح والعشي .

لقد بات المواطن داخل هذه المجتمعات بشكل عام رخيصا جدا وقد وصل إلى أدنى سعر للصرف له بالمقارنة لما تشهده البورصات العالمية متمثلة بدول ديمقراطية متحضرة  كالولايات المتحدة وأوربا عموما التي تشهد ارتفاعا لقيمة الإنسان بل وحتى الحيوان الذي تراعى فيها كل حقوقه .

 هذا التدني شيء بديهي توارثناه عبر التأريخ وسنة اتبعها أمراء المؤمنين في إيجادهم لأسواق النخاسة ومن قبيل شراء ألاف العبيد والجواري , وأستطيع القول أنها جارية ومستمرة على قدم وساق وان اختلفت الطريقة والإلية والأزمنة وللاماكن في استعباد ألإنسان وامتهان كرامته .

قد يعود بنا خبر استبدال شريط الفيديو للجندي ألإسرائيلي بعشرين امرأة فلسطينية بنا قليلا إلى الوراء قبل ما يناهز السنتين ونيف عندما شاهدنا على شاشات التلفزة امرأة فلسطينية من حركة حماس اعتقلت على أيدي الشرطة الإسرائيلية بعد أن وصلت بها الظروف والخطب الفارغة وعمليات غسيل الدماغ إلى أن تقوم بتفخيخ نفسها وهمت بتفجير حزامها الناسف تحت عباءتها ألإسلامية في وسط جمع من الإسرائيليين (نساء أم رجال أو عجوزا مدنيا أم عسكريا ) وشاءت الظروف انها فشلت في إكمال مهمتها المكلفة بها , وبعد اعتقالها من قبل الشرطة الإسرائيلية وسريان إجراءات الاعتقال وإجراء الفحوصات الطبية بحق أي سجين معتقل تبين أن المرأة تحمل في أحشائها جنينا في أشهره ألأولى من التكوين , هذا الكائن البريء الذي قدر الله ان يكون في أحشاء هذه الإرهابية من نطفة من زوجها الإرهابي الذي كان على علم مسبق بما تروم القيام به بل وحظيت بمباركة وموافقة منه .

يطرح سؤال نفسه هل أن المرأة لم تكن تعلم انها تحمل داخل أحشائها جنينها هذا ؟ وهذا ما لا أظنه  وان بعض الظن إثم , إلا ان طبيعة المرأة  في تقصي ذلك في مجتمعاتنا عموما لا يعكس ذلك , خصوصا ان جزءا من خطابات الحركات الإسلامية والمتشددة  عموما يؤكد على زيادة أعداد الولادات والزيجات كذلك إن فسلجة جسم المرأة يتيح لها أن تكتشف حملها بعد مضي  فترة ليست بالطويلة , وعسى ان أكون مخطئا استنادا للحكمة القائلة أن الناس اعداء ما جهلوا .

  لقد تبين من خلال آخر استطلاع سكاني رقمي فقط للمسلمين أنهم يشكلون ربع سكان المعمورة ليبتهج المطبلون والناعقون على المنابر المختلفة متناسين مدى تفشي الفقر والجهل والظلم وانتهاك للحقوق  لأقول هنا لقد حق القول في ان ينطبق نص الآية القرآنية علينا حرفيا  (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ).

هل يتصور عقل ما أن يتحول الإنسان إلى مشروع لقتل نفسه وقتل أخيه الإنسان عموما , لا أشك قطعا ان هذه المرأة كانت تعيش أزمة عاطفية ونفسية بل وحتى ذهنية وعقلية , كما ونعلم أن أصحاب هذه الأجساد النتنة من الذكور خاصة التي تفجر نفسها في العراق وأفغانستان وباكستان والصومال والهند وإسرائيل وبغض النظر عن أهدافهم الخبيثة والتي قد ملئت رؤوسهم الفارغة بخطب وعظية وجهادية أو قومية وأنهم بالنهاية سيحظون بلقاء رسول الله وبمعيته أربعون من الحور العين كواعب أترابا .

ولكن ما خطر وطرق  ذهني هو سؤال ماذا يبغين النسوة من حماس وغير حماس وفي العراق وغير العراق بأن تحلن أجسادهن وحتى أجنتهن وان تستغني روحها وعن الزوج والولد , لا  اشك انهن قد وعدن أيضا من قبل المنافقين بجنة عرضها السموات والأرض بألاضافة إلى أربعين من الولدان المخلدين عوضا عن زوجها !!!

المفارقة هنا ان السلطات ألإسرائيلية قامت بتامين جميع وسائل الراحة للمرأة ألانتحارية ومولودها الجديد وتحت إشراف طبي في احدث مستشفيات إسرائيل لتصرح في حينه لإحدى الفضائيات العربية أن (الكيان الغاصب ألإسرائيلي ) قد انتهك حقوقها ومنع مرافقة أيا من أقاربها لها أثناء عملية الولادة ..

دروس ودروس لا  نتعظ منها تؤكد على مدى تخلفنا العقلي  وثقافة العبودية للحاكم والوعظ المنافق ونظرية المؤامرة التي تعشش في أذهان هؤلاء المتطرفين ... لقد سئمنا وشبعنا من دروس وخطابات طغاتنا وحكامنا  والمتاجرة بالإنسان كسلعة رخيصة  وحري بنا أن نتعلم بعضا من الدروس حول القيم ألإنسانية ومعانيها ولا ضير أن يكون درسنا ألأول من دولة إسرائيل.

 

 

 

 

            بقلم

محمود غازي سعدا لدين

         بلجيكا

 

اجمالي القراءات 2339
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   AMAL ( HOPE )     في   السبت ٠٧ - نوفمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[43435]

سيدي الكاتب , لقد نسيت درسا أخر

وهي أن اسرائيل بدلت مع حزب الله بعد انتهاء المعركة بين حزب الله ( المسلح باسلحة وأموال أيران ) واسرائيل ,والضحية كانوا اللبنانيون طبعا, رفات جندين اسرائيليين كانت موجودة عند حزب الله بعدد من الفلسطينين الاحياء الذين كانوا موجودين في سجون اسرائيل وكان منهم اعتقد سمير قنطار ( ان لم اكن مخطئة ) .


 حقا لا قيمة للانسان في الدول العربية .


لا اكتب هذا دفاعا عن اسرائيل ولكن وكما كتب السيد كاتب المقال: (ولا ضير أن يكون درسنا ألأول من دولة إسرائيل ). و نستفاد ( الطبقة الغنية المتمكنة في الدول العربية والتي لا تمثل سوى الاقلية طبعا) من كل تنكولوجيا الغرب وتقدمه العلمي المسخرة لخدمة الانسان ورفاهيته ولا نشعر باي حساسية اتجاه ذلك وننسى ان نتعلم من اي مكان في العالم كان سواء اسرائيل او اليابان او الغرب أو أو كيف نحترم ونقيم الانسان كأنسان وكل مواطن داخل حدود الوطن . المشكلة هي في نفوس رجال الانظمة المستبدة وكذلك رجال الدين المتشددين والذين لا يفكرون الا بمصلحتهم اولا واخيرا واما حياة الانسان الاخر من عامة الشعب فلا تهمهم , ويخافون ان عاش الانسان سعيدا مرفها شاعرا بقيمته كانسان , أن يشتغل عقله بشكل سليم ويثورعليهم ويقلب موائدهم فوق رؤوسهم وكما يقول المثل , العقل السليم في الجسم السليم . فهم مرتاحين مطمئنين على مستقبلهم ومستقبل عوائلهم مادام المواطن مريض بالفقر والتخلف والجهل, فالمواطن وفي وضعه الحالي يظل اداة طيعة بايديهم يستعملونها كيفما شاؤوا ومتى ما شاؤوا لمصلحتهم واهوائهم فقط .


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق